اختتام 'قمة السياحة الوافدة والعلامة التجارية' في مدينة ميونخ الألمانية


دبي، 13 ديسمبر 2016 – اختتمت مؤخراً في مدينة ميونخ الألمانية "قمة السياحة الوافدة والعلامة التجارية" التي انعقدت في فندق 'شيراتون ميونخ أرايبلا بارك'، بحضور عدد من صناع القرار ورجال الإعلام والخبراء والشخصيات النافذة من أنحاء مختلفة من العالم.
تم خلال هذا الحدث تسليط الضوء على المكانة الممتازة التي تتمتع بها ألمانيا كعلامة تجارية في سوق السياحة الدولي، في ظل ما تشهده أنماط السياحة من تغيرات، بالإضافة إلى مناقشة كيفية تأثير ذلك على المنافسة بين الوجهات السياحية، ومكانة ألمانيا في المستقبل، حيث قام خبراء دوليون في السفر والتسويق بمناقشة نتائج أبحاث السوق وأفضل الممارسات في ألمانيا مع قادة رأي من 18 بلداً. وتم استخدام أدوات تفاعلية مثل (فوكس آر) لتمكين الضيوف من التفاعل مباشرة مع بعضهم البعض في الجلسة. وبعد ذلك تم تنظيم جولة تمكنهم من التعرف على ما تقدمه ألمانيا كوجهة للسفر.
وفي كلمتها خلال الحدث، قالت بيترا هيدورفر، رئيسة المجلس الوطني الألماني للسياحة: "بإلقاء نظرة على التطورات التي شهدها قطاع السياحة العالمي، نرى أنه يمثل القطاع النامي في القرن الحادي والعشرين. ففي عام 2015، سجلت منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة 1.2 مليار سائح وافد على مستوى العالم. ووفقاً لخبراء الأمم المتحدة، سوف يصل العدد السنوي للسياح الوافدين 1.8 مليار بحلول عام 2030".
وأوضحت هيدورفر: "السياحة تخلق الوظائف والازدهار، وتساعد الثقافات المختلفة على فهم بعضها البعض. باختصار، السفر يوحد الناس في هذا العالم. ويمكن أن تكون السياحة عامل استقرار في الأوقات تحتل فيها الأزمات الاقتصادية والمشاكل السياسية العناوين. كما أن قطاع السياحة نفسه يتغير بسرعة أكثر من أي وقت مضى. ففي الأسواق الناشئة، نشهد صعود الطبقة الوسطى، التي تتوق للشراء والسفر".
وأضافت: "لا تزال أوروبا هي المنطقة المنشأ والمستهدفة الأكبر في السياحة العالمية. وسوف تبقى هكذا في المستقبل المنظور. ومع ذلك، فإن الأسواق في الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية تنمو بسرعة أكبر بكثير من الأسواق الأوروبية". لافتةً إلى أن البلدان التي لا تعتبر بعد وجهات سياحية رئيسية ترى أيضاً أن السياحة يمكن أن تحقق الرخاء الاقتصادي، حيث يتم في هذه الأماكن ضخ الكثير من الاستثمارات في البنية التحتية للسياحة وإنفاق الكثير على التسويق.
كما قالت هيدورفر: "نرى آثار الثورة الرقمية على امتداد سلسلة القيمة السياحية. فبإمكان المسافرين استخدام الإنترنت للإلهام أو للمعلومات أينما كانوا. وتعمل محركات الحجز عبر الإنترنت على تمكين المرء من حجز خدمة السفر في الوقت الحقيقي وبأفضل الأسعار. ويمكن نشر التوصيات أو الملاحظات السيئة مباشرة على وسائل التواصل الاجتماعي ومشاركتها مع جمهور عالمي". منوهة إلى أنه لا يزال هناك عدد من العوامل الخارجية التي تؤثر على صناعة السياحة، مثل التغير الديموغرافي في البلدان المتقدمة والتغير المناخي، وهي تجلب المزيد من التحديات للاستدامة المستقبلية لمفاهيم السياحة.
وبالنسبة لمكانة ألمانيا حالياً كوجهة عالمية للسفر، أوضحت هيدورفر: "تتمتع صناعة السياحة الوافدة إلى ألمانيا بنجاح طويل الأمد. فخلال 25 عاماً منذ إعادة توحيد ألمانيا، شهد عدد ليالي المبيت الدولية زيادة بأكثر من الضعف، حيث ارتفع من 35 مليون آنذاك ليصل اليوم إلى ما يقرب من 80 مليون. وقدمت ألمانيا الموحدة فرصاً ضخمة لصناعة السياحة، وقد تم استغلال هذه الفرص. فكان هناك الكثير من الاستثمارات، بحيث تعتبر البنية التحتية في ألمانيا اليوم واحدة من أفضل البنى التحتية في أوروبا".
وتابعت: "تم ترميم العديد من البلدات والمدن التاريخية في الشرق. وأصبحت برلين مدينة عصرية وحيوية ونقطة جذب للمواهب الإبداعية في العالم. وشهدت مناطق بأكملها مثل منطقة الرور تغييراً هيكلياً كاملاً. فاليوم، يتعرف الزوار هنا على منطقة مذهلة من التراث الصناعي. معالم معمارية، مثل الكنيسة المعاد بناؤها في دريسدن أو قاعة الحفلات الموسيقية (إلبفيلهارموني) التي اكتمل بناؤها حديثاً في هامبورغ، هي أمثلة معروفة جداً من هذه العقود. لدينا ملاعب رياضية رائعة تستضيف أحداثاً كبرى، مثل ملعب أليانز أرينا في ميونخ".
وحول صناعة الترفيه، قالت هيدورفر: "هي واحدة من أكثر قطاعات الاقتصاد التي تم الاستثمار فيها بكثافة. فأماكن الجذب، مثل مدينة الملاهي (أويروبا-بارك) أو مركز فولكس فاغن السياحي (أوتوشتادت) في مدينة فولفسبورغ أو عالم بي إم دبليو في ميونخ، تستقطب السياح من ألمانيا وجميع أنحاء العالم".
وأضافت: "ألمانيا هي بلد الثقافة، ولديها حالياً 40 موقعاً من مواقع اليونسكو للتراث العالمي، ولديها متاحف ومعارض ومسارح وفرق أوركسترا من الطراز العالمي. كما تشتهر مسرحياتها الموسيقية بحضور زوار دوليين، وتعمل مهرجاناتها على إبراز جوانب مختلفة من الثقافة الألمانية. فأحداث مثل كأس العالم لعام 2006 لم تبين للعالم أن ألمانيا خبيرة بالتنظيم فقط، بل أظهرت أيضاً ضيافتها الدافئة والودودة".
كما قالت هيدورفر: "في السنوات الست الأخيرة، نمت السياحة الوافدة إلى ألمانيا أسرع من السوق العالمي. فنحن نحتل المركز الأول كوجهة ثقافية بالنسبة للأوروبيين، ونعتبر الوجهة الأوروبية الرائدة للسفر الدولي الفاخر والوجهة الأولى عالمياً كموقع للمعارض التجارية. كما أننا أيضاً وجهة رائدة للمؤتمرات والأحداث".
وأضافت: "لدى نجاحنا قاعدة مشتركة. فقد حددنا علامة تجارية جوهرية لوجهة السفر ألمانيا وحددنا مكانتها في السوق. وتعتبر الثقافة والطبيعة الجوانب الرئيسية لهذه العلامة التجارية. وهذا يشكل الأساس لاثنين من خطوط المنتج: (استراحات المدينة والسياحة الثقافية) و(عطلات الصحة واللياقة البدنية). تساعدنا خطوط المنتج على إنشاء موضوعات لخططنا التسويقية. وتعطي هذه الموضوعات السياح حول العالم أسباب جديدة للسفر إلى ألمانيا. وهذا ينعكس على صورة ألمانيا الدولية".

 

إعداد: قيس الجاموس

 

اقرأ أيضاً