تتمتع ألمانيا بسمعة طيبة جداً في ميدان العلاج والعناية بالمرضى الوافدين من جميع أنحاء العالم. فحتى رؤساء وقادة الدول يقصدون ألمانيا للخضوع للعلاج على أيدي أشهر وأكفأ الأطباء. كما يفضل المرضى من عامة الناس التعامل مع الأخصائيين الألمان، نظراً لما تتمتع به ألمانيا من أفضل وأحدث النظم الطبية في العالم. بالمقارنة مع المعايير الدولية، تقدم ألمانيا أفضل وأجود علاج طبي ممكن مترافقة بأحسن النصائح الوقائية وبإعادة التأهيل. ويرجع احتلال هذا المركز القيادي إلى وجود شبكة فريدة تضم العلوم الطبية والبحث العلمي والصناعة والعلاج الطبي في كل أنحاء البلاد. وتعتبر هذه الشبكة المتكاملة السبب الذي يجذب كل سنة عشرات الآلاف من المرضى من خارج ألمانيا للقدوم إلى المستشفيات الألمانية للإقامة بها أو الخضوع للعلاج في عياداتها الخارجية.
من المعروف عالمياً أن ألمانيا تتمتع بسمعة طيبة في مجال الطب والعلاج، وهو ما أدى بكل تأكيد إلى رواج السياحة العلاجية في العديد من المدن الألمانية لاسيما العاصمة الألمانية برلين ومدن مثل ميونخ، هامبورغ، دوسلدورف، فيسبادن وشتوتغارت وغيرها. وفي الآونة الأخيرة ازدادت رحلات السياحة العلاجية من الدول العربية وخاصة من دول الخليج إلى ألمانيا، حيث كثيراً ما يأتي المريض مع عائلته ليس فقط ليتلقى العلاج، بل ليزور أيضاً المناطق السياحية ويتبضع من الأسواق الألمانية الشهيرة.
وبات مفهوم السياحة العلاجية يحظى بالكثير من الاهتمام والتركيز في العديد من المدن الألمانية الشهيرة، وانتشر أيضاً بين زوارها العرب. ومن يقوم بزيارة بعض هذه المدن، سيلاحظ أن الزوار القادمين من منطقة الخليج يشعرون وكأنهم في بلدهم الثاني، حيث يفضلون السير بأزيائهم التقليدية في شوارع المدن الألمانية ويتسوقون من متاجرها الفاخرة، وهذا ما اعتاد عليه أهل بعض تلك المدن الذين يحرصون على استقبال السياح العرب بكل حفاوة، ويولون اهتماماً خاصاً بالسائح والمريض العربي، فهو يتمتع بخدمات خاصة بحكم الخصوصية الثقافية والدينية. ولذلك تتواجد بعض الشركات التي تُعنى بالضيف العربي وتقدم له مجموعة واسعة من الخدمات الصحية والعلاجية والسياحية معاً. وقد تكون عملية إيجاد المستشفى المناسب والطبيب المختص ومسائل اللغة والتواصل من أبرز ما يمكن أن يبحث عنه أي مريض قبل سفره ليضمن رحلة علاجية تتصف بالسهولة والنتائج الإيجابية.
يوجد في ألمانيا أكثر من 2000 مستشفى. من بينها هناك 37 مستشفى جامعي تسعى جميعها إلى تقديم أفضل عناية ممكنة كما تلتزم بتقديم علاج طبي ممتاز. بالإضافة إلى ذلك يوجد حوالي 700 مستشفى حكومي وحوالي 700 مستشفى تابع لطوائف دينية وأكثر من 500 مصحة تعمل للحساب الخاص. يختص حوالي 10% من جميع هذه المستشفيات في تقديم الخدمات الطبية للمرضى الوافدين من الخارج وهي تتميز بجودتها العالية.
تمتلك ألمانيا بنية تحتية فريدة من نوعها في مجالات الوقاية وإعادة التأهيل وعلاج الأمراض المزمنة والسياحة الاستشفائية. يفوق عدد المرافق 1200 مكان يمكن القيام فيه بإعادة التأهيل وإجراءات الوقاية ويوجد أكثر من 350 حماماً استشفائياً وصحياً معترف به وبها تكتمل المكونات اللازمة للخضوع للعلاج في ألمانيا فيستفيد ويستمتع المريض ومرافقوه على حد السواء.
تعود ينابيع المياه الشافية والعناية الصحية الوقائية في ألمانيا إلى العصور القديمة والعصر الروماني. وهناك حتى يومنا هذا آثار لهذا العصر مثلاً في مدينة ترير وآخن وبادن بادن وفيسبادن. وحتى في العصر الحديث، فإن العلاج الوقائي مرتبط بازدياد اكتشاف ينابيع المياه الحارة والشافية وإنشاء أماكن الاستجمام وحمامات السباحة.