الجزر الألمانية.. أماكن حالمة لا مثيل لها

في ألمانيا لا تنفصل الطبيعة عن الثقافة أبداً. فحتى لو كنت في أماكن بعيدة جداً عن قلب المدن، سوف تصادفك بلا شك أماكن ثقافية ومساحات تراثية عالمية في أحضان طبيعة ساحرة. وكذلك لا ينفصل الاسترخاء عن الترفيه، ولا الراحة عن الأنشطة. فكل شي متوفر للضيوف مهما اختلفت أذواقهم واهتماماتهم. ولاختبار ذلك، ما عليك سوى اختبار إحدى الجزر الألمانية، سواء جزر هاليغن الصغيرة أو جزر بحر البلطيق أو جزر بحر الشمال.. ففي كل منها ستجد نفسك في جنان فائقة السحر بعيداً عن صخب الحياة اليومية.


تشترك الجزر الألمانية جميعها في نقطة واحدة على الرغم من التنوع الكبير الذي تتمتع به، إذ تدعوك إلى البهجة والسعادة. فهي توفر المناظر الطبيعية الحالمة وتمثل هدفاً للرحلات العائلية المرحة ومكاناً للقاء المتعة مع أسلوب الحياة البحرية.
هنا، ستحظى بفرصة التمتع بعناصر الطبيعة، حيث تداعبك الرياح والأمواج ويمتد البحر الساحر أمامك والسماء الصافية فوقك. ومن المؤكد أن جزر بحر الشمال في ألمانيا ستجتذبك بما فيها من مناخ خلاب وشواطىء ممتدة بلا نهاية وطبيعة بكر ساحرة. كما تعتبر منطقة المد والجزر التابعة للميراث العالمي لمنظمة اليونسكو وجهة جديرة بالزيارة، حيث تمنحك فرصة الاستمتاع بما فيها من مناظر ساحرة وسلسلة الفنادق العالمية وكرم الضيافة الفائق، إنها توليفة التدليل والمتعة على أرقى مستوى. وبدورها تدعوك جزر بحر البطليق إلى معايشة أجواء الاسترخاء والرفاهية بما تحويه من حمامات شاطئية ساحرة وخلجان انعزالية خلاب. أما الجزر الوسطى الحالمة جنوبي ألمانيا فهي ذات طابع تشكيلي متفرد، وكأنها مصممة لعشاق الرومانسية والثقافة.

جزر هاليغن الصغيرة: الانعزالية والسكون وسط المد والجزر
في مكان ساحر بين جزر الفريز الشمالية في بحر الشمال تتواجد جزر هاليغن الألمانية الصغيرة. هنا سوف تجذبك أجواء هذه الجزيرة للقيام بجولات تنزه على أرضية البحر وسط طبيعة آخاذة تندرج ضمن نطاق الميراث العالمي. تتسم جنة جزر هاليغن الصغيرة بالانعزالية المطلقة مرتبطةً بمواقيت المد والجزر.

جزر بحر البلطيق: حمامات شمسية وفخامة ورفاهية وخلجان منعزلة
من يبحث عن الاسترخاء والرفاهية يمكنه أن يجد في جزر بحر البلطيق العرض المتنوع الذي يشبع رغبته. كما توجد هنا حمامات شاطئية ساحرة تخلب الأنظار ومناظر طبيعية فتانة فريدة تستقطب عشاق الرومانسية والاستجمام للقدوم إلى أماكن لا مثيل لها.

جزر بحر الشمال: مكان حر طليق لكل لإنسان
تتسم جزر بحر الشمال بشواطئها الخلابة وطبيعتها الساحرة. في منتصف منطقة المد والجزر التابعة للميرات العالمي لمنظمة اليونسكو يمكنك الرسو والمكوث هناك للاستمتاع بالمناخ الرائع وممارة الأنشطة المتنوعة. ستجد هناك بانتظارك أماكن إقامة خلابة المنظر وكرم ضيافة فائق الروعة وأحداث رياضية كبيرة، وكلها تخاطب الذوق العالي الرفيع.

الجزر الوسطى: أماكن خاصة بعشاق الثقافة
من يقوم بزيارة الجزر الوسطى الألمانية فسوف يغرق في عالم من السحر والخيال يثيره الميراث العالمي لمنظمة اليونسو أو سيكتشف جزيرة ملك الأساطير البافاري، لودفيغ الثاني. كل هذه الأماكن الساحرة تشترك في شيء واحد على تنوعها: مظاهر الجمال الحالمة التي تجتذب الضيوف من جميع أنحاء العالم لمعايشة باقة المناظر المتنوعة. وتعتبر جزيرة "مايناو" من أشهر هذه الجزر. ومن يريد أن يعرفها حق معرفة فعليه زيارتها في أكثر من موسم، أو بالأصح في جميع فصول السنة. فلكل موسم سحره الخاص في جزيرة الزهور هذه، التي تقع في بحيرة كونستانس بولاية بادن-فورتمبيرغ، حيث تمنح الزوار شعوراً بالبهجة يتنوع بين عبق بالزهور إلى مشاهدة سحر النباتات الاستوائية مع أشكالها وألوانها وروائحها العديدة إلى إيجاد لحظة من السلام في حديقة شتوية مغطاة بالثلوج. وتستقطب هذه الجزيرة، التي تمتد على مساحة 45 هكتاراً، مليون زائر سنوياً. وتتواجد فيها الكثير من عوامل الجذب السياحي إلى جانب الزهور: حديقة بأشجار ساحرة يعود عمرها إلى 150 عاماً، قلعة باروكية رائعة وأجواء البحر الأبيض المتوسط. كما تضم هذه الجزيرة أيضاً واحداً من أكبر بيوت الفراشات في ألمانيا، وملاعب ترفيهية للأطفال.
تعتبر زهور الربيع هي إعلان صريح عن قدوم أكثر المواسم المفعمة بالألوان في جزيرة مايناو. فهنا تجدون سجادة من الزهور الرائعة: زهور اللبن، زعفران، نرجس، ورود النجوم الزرقاء، الزنبق وزهور الأقحوان. تمتع بمنظر يحبس الأنفاس لمحيط من الألوان على خلفية من البحيرة الزرقاء وقمم الجبال المغطاة بالثلوج.
وكل ما يظهر بشكل طبيعي وكأنه محض صدفة هو في الواقع نتيجة لتخطيط دقيق. فقد قام البستانيون بتجهيز حوالي 550 نوعاً مختلفاً من زهور الأقحوان، والنرجس والزنبق لبداية الربيع. وفي الخريف تم زرع حوالي 500 ألف بصيلة زهرة. وخلال فترة ذروة إزهار في نهاية شهر أبريل وبداية شهر مايو، تتفتح أكثر من مليون زهرة.
لقد مرت جادة الربيع، التي تقع بين شرفة الدوق الكبير فريدريش وميدان النوافير، بأوضاع سيئة. وجاء الصقيع في وقت مبكر في عام 1956 وبقي لفترة طويلة، حيث تجمدت التربة إلى عمق لم يكن من الممكن معه زرع بصيلات الزهور. وعلى كل الأحوال، كان هناك مئات الآلاف من زهور النرجس والأقحوان وغيرها من بصيلات الأزهار في غرف المخزن تنتظر أن يتم غرسها.
ما الذي كان ينبغي القيام به؟ في ذاك الوقت تم بالصدفة اكتشاف أن المروج تحت أشجار الكستناء الحلوة وأشجار النباتات تم حمايتها بغطاء من الأوراق المتساقطة ولم تتجمد. وتصرف البستانيون بسرعة بحفر ثقوب في التربة بقضبان معدنية، بحيث أمكن زراعتها في الوقت المناسب. ونمت أزهار الربيع بشكل جيد هنا تحت الظلال الخفيفة للأشجار، التي كانت مقررة لتوسعة جادة الربيع. ومنذ ذلك الوقت أصبحت واحدة من مناطق الجذب الرئيسية وميزة راسخة في مفكرة زهور مايناو.
وبينما تمثل زهور الربيع في الهواء الطلق متعة من ألوان وأشكال لا نهاية لها، فإن زهور السحلب الأرجوانية اللون في بيت النخيل تغري الزوار إلى عالم غريب. تم ترتيب النباتات النفيسة على الأراضي أو على الطرق الفرعية بنفس الطريقة التي تم العثور عليها بها في البراري في المناطق الاستوائية من آسيا وأفريقيا وأمريكا. إنهم يحولون البيوت الدفيئة الضخمة إلى غابة رطبة دافئة. وكل عام، من مارس إلى مايو، يعبر زوار مايناو عن إعجابهم بمجموعة واسعة من زهور السحلب، بما فيها مجموعات من جميع أرجاء العالم تتضمن زهور برية نادرة وثمينة، وذلك في أهم معرض للنباتات السحلبية (أوركيد) في أوروبا. وقد جذب هذه المعرض الزوار على مدار سنوات، حيث يمكن مشاهدة حوالي 3000 نبتة سحلبية.
في البداية تم التفكير في النباتات الخشبية (رودودندرون) لسد الفاصل الزمني بين وقت إزهاز الخزامى وفترة إزهار الورود. هذه النباتات التي تزهر من مايو وحتى يونيو سرعان ما أصبحت عامل جذب في حد ذاتها. فأكثر من 200 نوع من نباتات (رودودندرون) نمت على منطقة مجهزة على المنحدر الشرقي الظليل بالقرب من الميناء. هنا تنمو جميع الأنواع، بدءاً من الشجيرات الصغيرة البطيئة النمو إلى أصناف أطول من قامة الإنسان. كما تثري الكاميليا والأزاليات، التي تنتمي أيضاً إلى عائلة نباتات (رودودندرون)، تشكيلة لا مثيل لها  في أنحاء المنطقة بأسرها. وفي تباين أخضر رائع، تنتصب صنوبريات كبيرة مثل أشجار السرو، شجرة الحياة، أشجار الصنوبر وغيرها من الأنواع.
ويعتبر الصيف وقت الورود على جزيرة مايناو، حيث تزين 12 ألف وردة من أكثر من 1200 صنف جزيرة بحيرة كونستانس من نهاية شهر مايو وحتى بداية الصقيع. كان دوق بادن الكبير (فريدريش الأول) يعشق هذه النباتات الملكية، بحيث أنه جهز حديقة ورود تحت شرفة القلعة في عام 1871. وحافظت الحديقة على شكله الباروكي إلى يومنا هذا.
هناك أصناف مزروعة قديمة مثل ورود بلاد الغال، ورود بوربون الكلاسيكية، ورود موس وورود يابانية تعتبر من بين أولى النباتات التي تُزرع في نهاية مايو وبداية يونيو. وتعد الزهور التي تتنوع بين الأصفر والوردي والأرجواني الغامق، مشهداً مذهلاً على طول ما يُطلق عليه "كورنيش ورود الأدغال والبراري". وعلى النقيض من ذلك، فإن الورود الهجينة التي لها أزهار كبيرة كاملة، وورود برية تنتح مجموعات من أزهار ناعمة فردية بسيطة تغطي شجيرات تصل إلى ارتفاع 5 أمتار.
ولن ننسى العطور المخمورة من الورود المزهرة التي لا تعد ولا تحصى عند السير على طول هذا الدرب.
في وقت لاحق تتفتح ورود الشاي الهجينة على طول كورنيش ورود الأدغال والبراري. وتستمر فترة ذروة ازدهارها حتى منتصف يوليو. وتنمو معظم ورود الشاي الهجينة في حديقة الورود الإيطالية تحت شرفة القلعة. يتم عرض مجموعة متنوعة ورائعة الجمال من هذه الأنواع من الزهور في هذه الحديقة بشكل مذهل: ورود مزهرة خصبة في أسرّة الزهور، ورود شاي قياسية مشذبة بشكل إبداعي وإهرامات ورود أو نباتات متسلقة تغطي البرجولات والتعريشات.
ومرة أخرى العديد من الورود في الخريف، حتى أن بعضها ينتج براعم زهور لغاية أوائل الصقيع.
يذكر أن محيط بحيرة كونستانس (بالألمانية: بودن زيه) يبلغ 273 كم، منها 177 كم تقع في ألمانيا. فهذه البحيرة الخلابة لطالما اعتبرت منطقة عطلات محبوبة. وعلى الرغم من أنها تقع في قلب أوروبا، إلا أنها تمتلك أجواء البحر الأبيض المتوسط. فمن المتنزهات التي تصطف بها الأشجار على طول الشاطئ، يمكنكم مشاهدة القوارب الشراعية تعبر المياه الزرقاء الكريستالية الصافية. وبالسير إلى الأسفل باتجاه البحيرة تجدون البساتين والمروج، بينما يلوح في الأفق مشهد بانورامي مذهل لقمم جبال الألب المغطاة بالثلوج مشكلةً خلفية دراماتيكية. وبالإضافة إلى ألمانيا، هناك 3 بلدان تطل على البحيرة: النمسا، سويسر وإمارة ليشتنشتاين. وعلاوة على هذه النكهة الدولية، فإن منطقة بحيرة كونستانس لها سحر مميز وتقاليد خاصة بها. فهناك شيء ما لكل زائر، من الطبيعة والمساحات الواسعة في الهواء الطلق إلى الثقافة.

 

لمعرفة المزيد، يُرجى زيارة الموقع الإلكتروني التالي:
http://www.germany.travel/en/index.html