ألمانيا.. وجهات ساحرة ومناظر تأسر القلوب

 

كثيرة هي الأماكن الساحرة في ألمانيا. فمن شمالها إلى جنوبها ومن غربها إلى شرقها يجد الزوار ما يجذبهم من مناظر طبيعية خلابة وإطلالات تحبس الأنفاس ومرافق مختلفة تلبي متطلبات واحتياجات كافة أفراد العائلة. كل ذلك يتيح للضيوف ضمان عطلة فريدة في قلب الطبيعة في ألمانيا. وقد تكون منطقة جنوب غرب ألمانيا واحدة من أعظم أماكن قضاء العطلات في أوروبا.

مع ما تمتلكه منطقة جنوب غرب ألمانيا، أي ولاية بادن-فورتمبيرغ، من تاريخ وتكنولوجيا فائقة وقصور رومانسية ومدن نابض بالحياة وجمال طبيعي أخّاذ وبهجة الحياة والمتعة والمرح، فهي تعتبر مكاناً مناسباً للجميع على اختلاف أذواقهم وتوجهاتهم. كما تزخر بأماكن خلابة مشهورة عالمياً كالغابة السوداء (شفارتس فالد)، بحيرة كونستانس، بادن-بادن، هايدلبيرغ وشتوتغارت.
وتعتبر شتوتغارت، عاصمة الولاية، بيتاً من بيوت الفن العالمي، حيث تتتباهى المدينة بمتاحفها ومسارحها وعروضها الموسيقية المتنوعة. كما توفر الكثير من خيارات التسلية للأطفال، مثل: "فيلهيلما"، حديقة الحيوانات ذات المستوى العالمي التي تتواجد في حديقة نباتية تاريخية، القبة السماوية "كارل تسايس"، رحلة قارب هادئة في نهر النيكار، ومشاهدة المناظر المذهلة من أعلى برج التلفزيون في شتوتغارت، الذي يعد الأول من نوعه في العالم. وتعتبر شتوتغارت بحق مدينة خضراء أيضاً، إذ يمكنك التنزه في متنزهات المدينة الست، التي تشكل سلسة من المساحات الخضراء على شكل حرف "يو" ويطلق عليها اسم "غرين يو"، وكذلك التجول عبر كروم العنب المنتشرة على التلال المنخفضة التي تحيط بالمدينة.
ومن حسن حظ زوار شتوتغارت أن بإمكانهم التعرف على اثنين من أفضل متاحف السيارات في العالم: "مرسيدس-بنز" و"بورشه"، حيث يعرض متحف "مرسيدس-بنز" في مبناه الحديث المذهل 160 مركبة تشتمل على نماذج أولى من السيارات مثل: براءة اختراع "بنز" لمحرك السيارة ومركبة "غوتليب دايملر" المزودة بمحركات. فقد اخترع "كارل بنز" السيارة قبل 125 عاماً مضت. ويحتاج المرء على الأقل إلى 3 ساعات لاستكشاف الطوابق التسعة، حيث يُعرض فيها تطور الأثر الاجتماعي للسيارة على الحياة اليومية في جميع أنحاء العالم.
بدوره يعرض متحف "بورشه" أكثر من 80 مركبة في مجموعة لا ينبغي تفويت مشاهدتها، ابتداءً من نماذج السيارات الأولى المبتكرة التي استحوذت في البدايات على خيال الجمهور إلى سيارات السباق الأسطورية والنماذج الجرئية المثيرة للاهتمام. أما الهندسة المعمارية الرائدة لمتحف "بورشه" فهي بحد ذاتها عامل جذب أيضاً.
أما الغابة السوداء فهي تمثل جمال الطبيعة في أبهى صوره: جبال يغطيها الضباب، بحيرات عميقة صافية، وديان شديدة الانحدار، غابات كثيفة، مروج خضراء خصبة ومناظر خلابة تحبس الأنفاس. وتشتهر الغابة السوداء أيضاً بكعكتها التي تحمل نفس الاسم "بلاك فورست كيك"، وبساعات الوقواق والمزارع القديمة الجميلة التي تتميز بسقوفها المائلة، ومجموعة واسعة من الأطباق اللذيذة. وبالطبع، ينبغي أن لا تفوت أيضاً زيارة البحيرة الساحرة "تيتي زيه". فالمشاركة برحلة على متن إحدى السفن في هذه البحيرة تعتبر أفضل طريقة للاستمتاع بالمشهد المذهل للغابة السوداء. ولا تنسى أيضاً أن تتوقف في مدينة "فرايبورغ" فهي تتصف بكونها أكثر المناطق المشمسة في ألمانيا وواحدة من أكثر مدن العالم خضرة. ويمكنك التجول في مركز المدينة القديمة المخصص للمشاة لتشاهد الكاتدرائية، التي يرتفع برجها الرائع فوق السوق اليومية المتواجدة هناك. وستجد مزيداً من المتعة عند التنزه على الشوارع المرصوفة بالحصى والتي يزينها العديد من القنوات الصغيرة والحانات القديمة ذات الأجواء المليئة بالفرح. كما ستحظى بفرصة تذوق أطباق متنوعة ومشروبات محلية لذيذة.
ولتضفي على إجازتك نكهة خاصة، فما عليك إلا التوجه إلى بحيرة كونستانس (بالألمانية: بودن زيه). فعلى الرغم من أنها تقع في قلب أوروبا، إلا أن هذه البحيرة الخلابة تمتلك أجواء البحر الأبيض المتوسط. فمن المتنزهات على طول الشاطئ، يمكنك مشاهدة القوارب الشراعية تعبر المياه الزرقاء الكريستالية الصافية. وبالسير إلى الأسفل باتجاه البحيرة تجد البساتين والمروج. بينما يلوح في الأفق مشهد بانورامي مذهل لقمم جبال الألب المغطاة بالثلوج مشكلةً خلفية دراماتيكية. وبالإضافة إلى ألمانيا، هناك 3 بلدان تطل على البحيرة: النمسا، سويسر وإمارة ليشتنشتاين. وعلى الرغم من هذه النكهة الدولية، فإن منطقة بحيرة "كونستانس" لها سحر مميز وتقاليد خاصة بها. فهناك شيء ما لكل زائر، من الطبيعة والمساحات الواسعة في الهواء الطلق إلى الثقافة.
وفي وسط بحيرة "كونستانس" تتواجد جزيرة الزهور "مايناو" التي تزخر بالكثير من عوامل الجذب السياحي: زهور استوائية متفتحة، حديقة بأشجار ساحرة يعود عمرها إلى 150 عاماً، العظمة الباروكية للقلعة وأجواء البحر الأبيض المتوسط. وتضم هذه الجزيرة، التي تعد أكبر معلم سياحي في البحيرة، واحداً من أكبر بيوت الفراشات في ألمانيا، وكذلك ملاعب ترفيهية للأطفال. وهذه الجزيرة مفتوحة أمام الزوار على مدار العام، من شروق الشمس وحتى الغروب.
وتعتبر الدراجة الهوائية واحدة من أفضل سبل استكشاف البحيرة وريفها الخلاب، من خلال القيام بتتبع شبكة مسارات الدراجات. كما يمكن السير على خطى الفنانين المشهورين، وركوب إحدى القوارب التقليدية التي تعبر البحيرة من بلدة معينة على ضفاف البحيرة الساحرة إلى بلدة أخرى، واستكشاف ممرات القرون الوسطى. فأينما كنتم، ستجدون أن الجمال الطبيعي يحيط بكم. وفضلاً عن مجموعة واسعة كهذه من النشاطات، فإن الأماكن المحلية حول البحيرة توفر أيضاً فرصة للاسترخاء التام مع خدمات جذابة للتدليك والاهتمام بالصحة.
أما من يبحث عن مكان مليء بالمغامرات المثيرة، فما عليه إلا التوجه إلى "أوروبا-بارك"، التي تعد أكبر مدينة ملاهي في ألمانيا وواحدة من أكثر مدن الملاهي شعبية في العالم. وهي تقع بالقرب من الغابة السوداء، وسط ثلاث دول: ألمانيا وفرنسا وسويسرا، حيث تدعو "أوروبا-بارك" زوارها ليستمتعوا بأكثر من 100 مرفق سياحي، وبعدد كبير من العروض العالمية في 13 منطقة أوروبية ترفيهية منتشرة على مساحة 90 هكتاراً. وتسهم الفنادق الموزَّعة فيها، إضافةً إلى تلك العروض الرائعة، في جعلها وجهةً فريدة للكبار والصغار في آنٍ معاً.
وعلى مدار أكثر من عشر سنوات استُنبِطَت أفكار الأنشطة الترفيهية في "أوروبا-بارك" بما ينسجم مع روح فصول السنة، وتوسعت وفقه. ففيما يكون الربيع للإبداع، يَعِدُ الصيف بمغامرات كثيرة عبر العدد الكبير من الألعاب المائية، وغيرها من الأمكنة التي تمثل هذا الفصل. أما "الأشباح" المخيفة، فتزور الحديقة في عيد الهالوين. وبعدها بفترة قصيرة تنتشر آلاف من شجرات عيد الميلاد، ليزدهيَ المكان بزينة الشتاء والأضواء، فضلاً عن العروض المدهشة التي تضفي عليه الكثير من المرح في أجواء فريدة ضمن أكبر مدينة عجائب شتوية.

 

لمعرفة المزيد، يُرجى زيارة الموقع الإلكتروني التالي:
http://www.germany.travel/en/index.html