أسواق عيد الميلاد تحول ألمانيا إلى بطاقة معايدة أسطورية

مهما اختلفت الفترة التي تزور فيها ألمانيا، فتأكد أنك ستجد نفسك في أحضان مشهد طبيعي قل نظيره. ولا يقتصر ذلك على المناطق الخارجية المحيطة بالمدن، بل يشمل قلب المدن أنفسها، بحيث يلتقي التاريخ مع الحداثة في أماكن تأسر قلوب الزوار بجمالها وأجوائها الجذابة المفعمة بالحياة. وبذكل، ستتاح لك أيضاً فرصة معايشة مهرجانات وفعاليات ومناسبات متنوعة وذات طابع فريد بغض النظر عن فصول السنة، بل إن كل فصل من الفصول يضفي لمسة فريدة من الجمال على زيارتك.

ما ينطبق على فصول السنة، ينطبق أيضاً على المناطق الألمانية، فسواء كانت وجهتك هي جنوب ألمانيا أو شمالها، شرقها أو غربها، فسوف يترك كل منها طابعاً خاصاً على عطلتك فيه، بحيث تحمل معك ذكريات جميلة ومتفردة. ففي ولاية بادن-فورتمبيرغ بجنوب غرب ألمانيا مثلاً تُقام دوماً احتفالات ومهرجانات عديدة، منها ما يحمل جذوراً اجتماعية وتراثية ودينية، ومنها ما هو عبارة عن مهرجانات عصرية للفنون والثقافة والموسيقى والرقص... ناهيك عن المأكولات والمشروبات اللذيذة! كما يتميز الكثير من هذه الأحداث بتنظيمه في أماكن مميزة مثل القلاع والأديرة القديمة.
وبالطبع تطغى على ألمانيا في الفترات الأخيرة من السنة أسواق عيد الميلاد، التي يتواجد بعض من أجملها في جنوب غرب ألمانيا وتمتد شهرتها إلى خارج حدود ألمانيا. في الأسابيع الأربعة التي تسبق عيد الميلاد، يحول  صقيع الثلوج مشهد سوق عيد الميلاد ليبدو وكأنه بطاقة معايدة دبت فيها الحياة، حيث تنتشر أشجار الصنوبر وزينة عيد الميلاد والمغنيين والسجق الساخن، والمشروبات الدافئة، وكذلك الحلويات اللذيذة. ويُعتبر سوق عيد الميلاد في شتوتغارت واحداً من أشهر احتفالات عيد الميلاد في ألمانيا، حيث يعود تاريخه إلى عام 1692. وتوفر القلعة القديمة والكنيسة والقلعة الجديدة خلفية لنحو 200 من الأكشاك الخشبية المنتشرة هناك.
وفي قلعة هوهنتسولرن، يُعتبر سوق عيد الميلاد الملكي هيشينغن واحداً من أجمل أسواق عيد الميلاد في ألمانيا، حيث أن الإعداد الرائع هو موروث للعائلة البروسية الملكية.
كما يبرز أيضاً سوق عيد الميلاد وسوق القرون الوسطة في مدينة إسلينغن آم نيكار. فهذه المدينة تزخر بمنازل قديمة تعود لقرون وشوارع ضيقة لتشكل المكان الأمثل لسوق عيد الميلاد الذي يتنتمي إلى القرون الوسطى. هنا تجد الحرفيين الذين يرتدون ملابس العصور الوسطة يبيعون جلود ومجوهرات فضية، كما يزخر المكان بالموسيقى ويتميز السحر وأكثر من ذلك.
ومن الأسواق الأخرى، يبرز أيضاً سوق غنغنباخ. فعلى مدار أكثر من 16 عاماً، كانت قاعة البلدية مكاناً يجب مشاهدته خلال الأيام التي تسبق ليلة الميلاد، عندما تُفتح 24 نافذة في سوق غنغنباخ. وكل عام، يأتي حوالي 120 ألف زائر لمشاهدة فتح النوافذ.
وهنالك أيضاً سوق عيد الميلاد الباروكي في لودفيغسبورغ. فمن الجميل القيام بنزهة حول ميدان السوق الباروكي المزين بالمحلات الأنيقة و170 كشكاً، المضاءة من قبل آلاف المصابيع الصغيرة. ويتخلل المشهد نماذج ملائكية عمالقة تتألق بأجنحتها.
وبدروه، يعتبر سوق عيد الميلاد في مرتفعات الغابة السوداء، الذي يُقام أمام مدخل جسر (رافينا بروكه) في الغابة السوداء، حدثاً خاصاً بحق. فهنا تبيع الأكشاك المزينة حرف يدوية تقليدية ومنتجات الغابة السوداء.
وفي حال زرت بافاريا خلال الأسابيع الأخيرة قبل أعياد الميلاد، فلا تدع الفرصة تفوتك بالتجول في أسواق أعياد الميلاد العديدة، وتذوق المأكولات التقليدية، والاستماع إلى الموسيقى المحلية. وكل ما عليك فعله هو التعريج على العديد من أسواق أعياد الميلاد الموجودة داخل وسط المدينة، مثل سوق عيد الميلاد في ميدان (مارين بلاتس). ويمكنك تذوق الوجبات اللذيذة والأعمال اليدوية والعروض المختلفة والموسيقى في احتفال ميونيخ الشتوي المسمى (تول وود).  كما يمكنك أيضاً التمتع بسوق عيد الميلاد في مدينة (نورنبيرغ) المشهور عالمياً، والذي يجذب سنوياً أكثر من مليوني زائر.
وسيحظى زوار العاصمة الألمانية برلين بدلال فائق وخيارات متنوعة في أسواق عيد الميلاد، حيث يجد المرء في الأكشاك الصغيرة والخيم أعمال الحرف اليدوية، والمشروبات الساخنة اللذيذة والمأكولات الشعبية المعدة خصيصاً لفترة عيد الميلاد، ناهيك عن الشوكولاته، خبز الزنجبيل أو ملبس اللوز. وتزخر أسواق عيد الميلاد أيضاً بمحركي الدمى، ورواة القصص، وألعاب الأطفال الدوارة.
ويتميز التسوق في برلين بنكهة خاصة أثناء فصل الشتاء، سواء فيما يتعلق بهدايا عيد الميلاد والمأكولات المعدة منزلياً والملابس المنتجة عضوياً أو بأحدث تصاميم الموضة والمجوهرات.
ومن خلال المرافق الثقافية والفنية ودور الأوبرا المتاحف يدخل زوار برلين عوالم متنوعة، بدءاً من الحكايات الأسطورية والقصص الخيالية وصولاً إلى مصر القديمة وزمن الفراعنة، ناهيك عن العروض المسرحية المفعمة بالمغامرة.
ويمكن لمن يحب التمتع بليلة رأس السن ضمن جمع غفير أن يشارك في أضخم حفلة رأس سنة في الهواء الطلق على مستوى العالم عند بوابة براندنبورغ. ولكن الاحتفال بقدوم العام الجديد لا يقتصر على بوابة براندنبورغ فقط، بل إن برلين بأكملها تتحول إلى منطقة ضخمة للحفلات.
وتتوافر في برلين الكثير من الأماكن التي تُمكّن المرء من ممارسة الرياضات الشتوية كالتزلج واستخدام ألواح التزحلق أو ممارسة الهوكي، فحالما تنخفض درجات الحرارة ما دون الصفر، تصبح مواقع التزلج جاهزة من تلقاء نفسها.
وفي ولاية هيسن، تزخر فرانكفورت الواقعة على نهر الماين بمناسبات كثيرة ومتنوعة على مدار السنة لتضمن للضيوف أجواء مفعمة بالبهجة، حيث يُقام فيها العديد من مهرجانات الشوارع، والأسواق الخارجية، والمهرجانات الشعبية التقليدية والأحدث التي يتم تنظيمها في الهواء الطلق. وبالطبع لا ينبغي لزوار فرانكفورت تحت أي ظرف من الظروف تفويت سوق عيد الميلاد الذي يقام في ساحة "رومربيرغ" التاريخية أواخر العام. فمع أجواء عيد الميلاد الرائعة والجوقات الغنائية الخاصة بهذه المناسبة ودقات أجراس لا تُنسى لثمانية كنائس في المدينة، يجذب سوق عيد الميلاد ملايين الزوار من كافة أنحاء العالم خلال أسابيع. واليوم يعتبر سوق عيد الميلاد في فرانكفورت واحداً من أجمل وأكبر أسواق عيد الميلاد في ألمانيا.
وعندما يتعلق الأمر بخلق جو احتفالي خاص، فلا بد من التوقف كثيراً عند هامبورغ، عاصمة الشمال الألماني. ففي هذه المدينة يتجلى الشغف بتزيين الشوارع والأروقة والأماكن المزدحمة بأجمل صورها، حيث تتميز الزينة بتنوعها، وتمتد من تجهيزات الضوء التقليدية وزينة الواجهات وديكورات النوافذ والمتاجر وحتى أسواق عيد الميلاد مثل سوق عيد الميلاد التاريخي في ساحة (راتهاوس ماركت) مقابل مبنى البلدية الشهير. كما تعمل الأجواء البحرية وجاذبية هامبورغ الهانزية على خلق شعور أكثر خصوصية. وبالتالي يصبح التسوق أكثر إبهاجاً مع أضواء وزينة جميلة كهذه. ومن المعروف عن هامبورغ أنها توفر كل شيء، بحيث يصبح من الصعب على الزوار الاختيار من بين فرص التسوق العديدة، إذ يمكن مثلاً التسوق في متاجر فاخرة تنتشر على امتداد الشوارع الكبرى، والقيام بجولات مريحة عبر أروقة التسوق الجميلة، وشراء أزياء شبابية أصلية مباشرة من المصممين وكذلك العثور على تحف غريبة من ماضي هامبورغ الغني، أو حتى الحصول على ملابس صديقة للبيئة مباشرة من الشركات المصعنة أو المحلات المختصة الصغيرة!
وخلال موسم الأعياد، يتم تزيين مراكز التسوق بأضواء عيد الميلاد الجميلة وندف الثلج وتم تمديد ساعات العمل لتتناسب مع مواعيد كل متسوق يبحث عن هدية لأحبائه أو التبضع لنفسه. وبين أماكن التسوق العديدة، تنتشر أكشاك أسواق عيد الميلاد لتقدم وجبات خفيفة لذيذة وحرف يدوية جميلة وهدايا فريدة من نوعها أو تذكارات من هامبورغ خلال فترة الأعياد.
وتقدم هامبورغ مجموعة رائعة من الخيارات الثقافية خصوصاً خلال فترة عيد الميلاد. وسواء كان الزوار يبحثون عن الحديث أو الكلاسيكي أو الفن أو المسرح، فإنهم سيجدون بكل تأكيد ما يناسب أذواقهم. وتزخر كافة أحياء هامبورغ بالاحتفالات بالسنة الجديدة، حيث يمكن الانضمام إلى الحشود التي تتجمع في حي (شانتسن فيرتل) أو التوجه إلى حي (أوتنزين) أو الغوص في عالم الترفيه في شارع (ريبربان). وتوفر هامبورغ المكان المثالي لأولئك الذين يرغبون في التمتع بعروض الألعاب النارية المذهلة في ليلة رأس السنة مع التواجد وسط حشود من الناس للاحتفال، حيث تقام ألعاب نارية ضخمة فوق المياه، وذلك عند أرصفة (سانت باولي لاندونغسبروكن)، كما يترافق ذلك مع إطلاق جميع السفن الراسية في الميناء إشارات صوتية عبر أبواقها. أما بالنسبة للذين يفضلون إنهاء عامهم الجديد بأجواء أكثر هدوءاً، فيمكنهم التمتع بعروض الألعاب النارية في بحيرة الألستر الداخلية، والتي تقع في مركز المدينة تماماً. وسيكون هناك العديد من العروض الموسيقية وخيارات الطعام المنتشرة على طول بوليفارد (يونغفيرن شتيغ).

لمعرفة المزيد، يُرجى زيارة الموقع الإلكتروني التالي:

http://www.germany.travel/en/index.html

 

اقرأ أيضاً