هامبورغ.. وجهة مثالية للعطلات العائلية

في ظل اختلاف أعمار واهتمامات وأذواق أفراد العائلة الواحدة، حرصت ألمانيا على توفير مرافق جذابة وأنشطة متنوعة وأجواء مناسبة لقضاء إجازة عائلية رائعة، حيث تزخر المدن الألمانية بوجهات سياحية جذابة، كمدن الملاهي الترفيهية، وحدائق قضاء أوقات الفراغ، وحدائق الحيوانات، والقلاع والقصور والمتاحف، ومنتجعات الاستجمام والاستشفاء، وغيرها الكثير. كما تمتد الأنشطة لتشمل المسطحات المائية أيضاً. فالمناطق المطلة على بحري الشمال والبلطيق، ومختلف البحيرات في ألمانيا توفر للعائلات برنامجاً غنياً بالأنشطة الترفيهية.

 

وتعتبر هامبورغ – تلك المدينة العالمية الخضراء التي تقع على ضفاف نهر الإلبه في شمال ألمانيا - إحدى أجمل المدن الألمانية على الإطلاق. ولذلك، فلا عجب في كونها محط فخر واعتزاز سكانها الذين يجهرون بحبها بالرغم مما يُعرف عنهم من تحفظ. فبمساحاتها الخضراء وبقنواتها المائية التي لا تعد ولا تحصى، تعتبر واحدة من أكثر المدن خضرةً في ألمانيا، بالإضافة إلى تميزها بمشهد طبيعي تهيمن عليه المياه.

وعلى الرغم من وجود الكثير من المدن التي تتمتع بميناء جميل، إلا أن ميناء هامبورغ مختلف ومتفرد، لاسيما أنه يقع في قلب المدينة. فنهر الإلبه والميناء يمثلان شريانها الاقتصادي كما يضفيان على الحياة فيها جواً بحرياً فريداً من نوعه، خصوصاً مع وجود حوالي 2500 جسر عبر شبكة القنوات المائية العريضة والصغيرة التي تتدفق بين نهر الإلبه والألستر.

وعند قيامك بجولات سياحية مائية أو زيارة إحدى السفن-المتاحف الأسطورية أو ميناء هامبورغ، فمن المؤكد أنك ستسشعر أجواء الماضي والبلاد البعيدة وسوف تتعرف عن قرب على أسباب إطلاق لقب "البوابة إلى العالم" على مدينة هامبورغ! ومن يريد أن يعيش أجواء التاريخ التجاري للمدينة، يمكنه الانطلاق من رصيف الميناء (لاندونغسبروكن) إلى مدينة المخازن التاريخية (شبايشر شتادت)، حيث تعد منازل التجار البديعة على ضفتي نهر الإلبه ومجمع (شبايشر شتادت) التاريخي الضخم شهادة على تاريخ مدينة هامبورغ الحرة الهانزية. ويعتبر هذا المجمع التاريخي أكبر مجمع مخازن متصل في العالم، ويوجد فيه أكبر مخزن للسجاد الشرقي في العالم. وخلف الحائط الضخم لمدينة المخازن يمكنك أن تتمتع بجو رومانسي بين قنوات المياه الجارية وأبنية العصر الغوطي والسطوح الموشورية والأبراج الغريبة الشكل. ويصبح المنظر أكثر رومانسيةً في ساعة الغروب.

وعلى مقربة من هذا المجمع التاريخي، يُبنى واحد من أضخم المشاريع السكنية لتطوير المدن الأوروبية وأكثرها جاذبية على الإطلاق والمتمثل في (مدينة الميناء)  (هافن سيتي)، الذي يتميز باحتوائه على قاعة الحفلات الموسيقية (إلبفيلهارموني) ذات التصميم المعماري المذهل.

وتشتهر هامبورغ على المستوى العالمي باعتبارها مركز ثقافي متعدد المظاهر، حيث تزخر بالأجواء الموسيقية والفنية والثقافية. فقد ترك الشعراء ومؤلفو الموسيقى المشهورون عالمياً آثارهم في تاريخ ثقافة هامبورغ الطويل، واحتفلت فرقة البيتلز في نادي (ستار) ببداية نجاحها. وتعتبر هامبورغ ثالث أكبر مدينة لعروض المسرحيات الغنائية الموسيقية (الميوزيكال) في العالم. كما ينبض ليل المدينة بالثقافة والفن والموسيقى، حيث سيجد زوار (سانت باولي) فرصاً لا تنتهي من التسلية.

ويعتبر سوق السمك التقليدي (فيش ماركت) مكاناً لا ينبغي على أي قادم إلى هامبورغ أن يفوت فرصة زيارته. فمنذ عام 1703 يتم في أيام الأحد من الساعة الخامسة صباحاً بيع كل ما يتصوره المرء في هذه السوق التقليدية لهامبورغ. ومن الأمور المحببة بشكل خاص للذين يستيقظون مبكراً أو للذين يبحثون عن بضائع رخيصة أو للسياح هو تناول الفطور المتأخر في القاعة التاريخية للمزاد العلني للسمك على أنغام الموسيقى.

ويزخر مركز مدينة هامبورغ بمجموعة من المجمعات التجارية التي تتميز بأروقتها الجميلة وبأسطحها الزجاجية وبمحلاتها الأنيقة. وسواء أكنت تبحث عن البضائع الرخيصة أو مغرماً بالأزياء الفخمة أو تبحث عن آخر الصرعات، فستجد ضالتك في الشارع الراقي (نويير فال) الذي يزخبر بالماركات الفاخرة، ومبنى التسوّق الضخم (أوروبا باساجه) الذي يطل على البوليفارد الفاخر (يونغ فيرنشتيغ)، وشارع (مونكيبيرغ شتراسه) حيث يجد عشاق التسوق كل ما يتمناه. ويجد المرء في الأحياء الأخرى مثل (شانتسن) و(كارولينن) و(أوتينزن) و(سانت جورج) تصاميم وفنون الشباب الغريبة، ابتداءً من كماليات الزينة وتشكيلات الأزياء المبتكرة وحتى التسجيلات الموسيقية الخاصة.

أما إذا أردت أخذ قسط من الراحة، فما عليك إلا تدليل نفسك بتناول الطعام اللذيذ في أحد المطاعم، إذ يوجد العديد من المطاعم التي تقدم أطباق طعام تقليدية خاصة بمدينة هامبورغ ومطاعم أخرى تقدم مأكولات من جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى عدد كبير من المطاعم المتخصصة في المأكولات العربية.

وتعد هامبورغ المكان المثالي لتقديم خيارات لا نهاية لها بالنسبة للعطلات العائلية المليئة بالحيوية والاسترخاء، حيث توفر لزوارها القادمين من جميع أنحاء العالم إمكانيات عديدة لقضاء يوم ممتع في أرجائها، سواء في المرافق الترفيهية الجذابة أو في مدن الملاهي المليئة بالإثارة والتشويق. وحتى أولئك الذين لا يحبون الذهاب إلى المتاحف، سيجدون في هامبورغ بعض المتاحف التي لا ينبغي عليهم تفويت زيارتها. ففي هامبورغ يوجد أكبر معرض للقطارات المصغرة في العالم: بلاد العجائب المصغرة (مينياتور فوندر لاند).

وبالنسبة لعشاق المركبات فما عليهم إلا التوجه إلى معرض السيارات (بروتوتيب). أما في متحف الشمع (بانوبتيكوم)، فسيكون الزوار وجهاً لوجه الزوار أمام نماذج مصنوعة من الشمع وتبدو كأنها حقيقية. وفي عالم الشوكولاتة (شوكو فيرزوم) يعيش المرء رحلة مثيرة تبدأ من حبوب الكاكاو وصولاً إلى ألواح الشوكولاتة المصنعة.

ويستطيع الكبار والصغار في متنزه المدينة (شتادت بارك) في هامبورغ القيام برحلة إلى الفضاء الخارجي داخل القبة السماوية والتي تعد من أقدم القبب في العالم. أما الـ (دوم)، الذي يعتبر أهم وأكبر احتفال شعبي في هامبورغ، فهو يوفر الألعاب الدوارة والقطارات والعديد من الألعاب الترفيهية الأخرى التي تنتظر الزوار صغاراً كانوا أم كباراً. يمكن للمرء زيارة الـ (دوم) في شهر مارس ويوليو ونوفمبر.

وعند زيارة حديقة (بلانتن أون بلومن) يجد الأهل مكاناً مثالياً لتفجير طاقات أولادهم. كما تقام عروض النوافير المائية المضيئة على أنغام الموسيقى والتي يمكن للعائلات مشاهدتها يومياً من شهر مايو وحتى سبتمبر.

وفي المناطق القريبة من هامبورغ سوف تجدون العديد من المتنزهات ومدن الملاهي الترفيهية لقضاء يوم مثير مع عائلتكم، مثل: محمية الحياة البرية في جنوب هامبورغ (شفارتسه بيرغه وايلد لايف بارك)، محمية الحيوانات والسفاري (سيرينغيتي سفاري بارك)، (هايده- بارك زولتاو)، (هانزا بارك) و(سنو دوم بيسبينغن).

يذكر أن القطارات السريعة تربط مدينة هامبورغ بجميع المدن الألمانية والأوروبية الرئيسية، حيث يمكنك الوصول إلى العاصمة الألمانية في أقل من ساعتين.