وجهاً لوجه مع العمالقة في هامبورغ

عند أي زيارة إلى هامبورغ لابد أن يتضمن البرنامج القيام بجولة بالسفن عبر ميناء هامبورغ، لاسيما الجولات بواسطة القوارب الكبيرة، إذ يمكن لهذه السفن الصغيرة الرشيقة المرور عبر قنوات المياه الضيقة كالتي تُوجد في مدينة المستودعات التاريخية "شبايشر شتادت". وقد رسمت سفن شحن البضائع وحياة البحارة ملامح ميناء هامبورغ على مدى عقود

 

عند أي زيارة إلى هامبورغ لابد أن يتضمن البرنامج القيام بجولة بالسفن عبر ميناء هامبورغ، لاسيما الجولات بواسطة القوارب الكبيرة، إذ يمكن لهذه السفن الصغيرة الرشيقة المرور عبر قنوات المياه الضيقة كالتي تُوجد في مدينة المستودعات التاريخية "شبايشر شتادت". كما يمكن عن طريق هذه القوارب التوجه إلى مكان حقيقي مفعم بالعواطف، أي إلى موقع "بالين شتادت" عند الطرف الجنوبي الشرقي من ميناء هامبورغ. فبين عام 1850 و1939 رحل من هنا حوالي 5 ملايين مهاجر إلى العالم الجديد عبر المحيط الأطلسي. واليوم يوجد في هذا المكان متحف يقدم معرض تفاعلي ليطلع الزوار على هؤلاء الناس ومصائرهم والخلفيات التاريخية.

وقد رسمت سفن شحن البضائع وحياة البحارة ملامح ميناء هامبورغ على مدى عقود. وإلى اليوم، لا تزال هناك بعض السفن النادرة ترسو أمام الأرصفة البحرية في الجزء الشرقي والأوسط من الميناء، حيث تُعزف الموسيقى للزوار فوق سفن الحاويات الضخمة التي ترسو في المحطات المغلقة. ويهيمن على الصورة مظهر الرافعات المثير للإعجاب وبحر من الألوان الذي يمكن مشاهدته في عدة طبقات من الحاويات المكدسة عالياً. ولا يكاد يشاهد المرء أناساً هنا. ومن خلال جولة خاصة بالحافلة يمكن للمهتمين إلقاء نظرة خلف كواليس ميناء هامبورغ العصري وذلك تحت شعار "وجهاً لوجه مع العمالقة".

وتشهد هامبورغ في عام 2014 أحداثاً كبيرة من أبرزها: ذكرى مرور 825 على تأسيس ميناء هامبورغ،  التي أُقيمت من 9 إلى 11 مايو 2014، وذلك عبر برنامج امتد على 4 أيام وتمحور كل شيء فيه حول السفن السياحية والسفن الشراعية والسفن العسكرية في ميناء هامبورغ، بما في ذلك عرض باليه السفن الشهير والموكب الكبير في يوم الختام. ومن 1 إلى 3 أغسطس سيكون الزوار على موعد مع أيام هامبورغ للرحلات البحرية "هامبورغ كروز دايز" التي تُقام كل سنتين وتزخر بالعديد من السفن السياحية. كما سيغرق الميناء مجدداً باللون الأزرق من خلال فعالية الميناء الأزرق "بلو بورت" التي يتم خلالها إضاءة حوالي 100 معلم باللون الأزرق، منها على سبيل المثال كنيسة "ميشيل" وقاعة الأوركسترا "إلب فيلهارموني" وجسر "كولبراند بروكه"، وبالطبع الكثير أيضاً من السفن الصغيرة. كما يجذب هذا العمل الفني الرائع العديد من هواة التصوير بطريقة ساحرة.

وقبل بزوغ أشعة الشمس الأولى تتوافد حشود الناس الذين يستيقظون مبكراً وكذلك الذين أطالوا السهر ليلاً إلى سوق سانت باولي للسمك "سانت باولي فيش ماركت". فهنا على ضفة نهر الإلبه، يتم عرض الفاكهة والخضار والملابس وغيرها من البضائع على المارة بصوت عال. وتترك خفة الظل التي تميز أسلوب الباعة أثرها على الكثير من زوار سوق السمك بحيث تراهم يشترون أصائص الزهور ويحملون أكياساً مليئة بالسمك المدخن والسمك الطازج. ولا ينبغي أن يفوت زوار سوق السمك فرصة التعرف على قاعة مزاد السمك العلني "فيش أوكتسيونس هاله"، فهي تعتبر من التجارب الرائعة للذين يستيقظون باكراً.