يزخر بمرافق الجذب العائلي

ميناء هامبورغ.. بوابة ثقافية وترفيهية بأجواء بحرية ساحرة

كل عام، تجوب السفن السياحية وسفن الشحن القادمة من جميع أنحاء العالم نهر الإلبه لترسو في ميناء هامبورغ، الذي يعد ثاني أكبر ميناء في أوروبا. ويمكن للزوار أن يتعرفوا عن قرب على الأسباب التي جعلت هامبورغ تحمل اسم "البوابة إلى العالم" من خلال القيام برحلة ذهاباً وإياباً أو عبر زيارة واحدة من السفن-المتاحف الأسطورية. كما يمكنهم مشاهدة أكبر وأجمل السفن السياحية في هامبورغ أنثاء الاحتفال بالذكرى السنوية لتأسيس الميناء وغيرها من الفعاليات.

ويعتبر ميناء هامبورغ القوة الدافعة وراء تطوير هامبورغ ويمثل مصدراً كبيراً للجذب السياحي، لاسيما مع ما يتميز به من موقع مركزي في قلب المدينة. إنه لمن الروعة مشاهدة عمليات رسو وانطلاق السفن وتحميل وتفريغ البضائع في محطات حاويات ضمن أعلى المعايير. ولكن الميناء يضم أيضاً مرافق ثقافية وترفيهية راسخة، إذ تمثل مدينة المستودعات التاريخية "شبايشر شتادت" موطناً للعديد من المتاحف ومراكز الترفيه المختلفة. وتفوح رائحة الحرية والبلاد البعيدة بين مبنى رحلات السفن ومنطقة المخازن التاريخية "شبايشر شتاد" ورصيف "لاندونغس بروكن"وميناء الحاويات الحديث. وأفضل وسيلة لاستكشاف الميناء هي بالتأكيد من خلال رحلة بواسطة القارب ذهاباً وإياباً. فمن خلال القيام برحلة ذهاباً وإياباً أو عند زيارة واحدة من السفن-المتاحف الأسطورية يمكن للزوار أن يتعرفوا عن قرب على الأسباب التي جعلت هامبورغ تحمل اسم "البوابة إلى العالم". ومن خلال عيد ميلاد الميناء السنوي في شهر مايو يمكن للمرء مشاهدة أكبر وأجمل السفن السياحية في هامبورغ.

كما يضفي ميناء هامبورغ على المدينة بيئة بحرية فريدة من نوعها. وتعود بدايات ازدهاره إلى مدينة المستودعات التاريخية "شبايشر شتادت" وهي عبارة عن مجمع لمستودعات السلع.  وتعد "شبايشر شتادت"، التي يرجع تاريخها إلى أكثر من 125 عاماً، أكبر مجمع لمستودعات السلع في العالم. هنا توجد سلع متنوعة ذات جودة عالية مثل البن والشاي والكاكاو والتوابل والتبغ وأجهزة الكمبيوتر، كما يحتوي المستودع على أكبر مخزن للسجاد الشرقي في العالم.

وتزخر أطراف الميناء بالكثير من معالم الجذب السياحي التي تُذهل الضيوف الصغار والكبار، لاسيما عند زيارة "المتحف البحري الدولي في هامبورغ" الذي يضم مجموعة من الكنوز التاريخية البحرية الفريدة على مستوى العالم، وذلك في مخزن كاي السابق (كاي شبايشر بي) بجوار حي المستودعات التاريخية تماماً (شبايشر شتادت). ويكرس هذا المتحف نفسه بشكل خاص للزوار الصغار مع ما يوفره من عروض كثيرة.

وبين "شبايشر شتاد" والميناء تُعيد هامبورغ اختراع نفسها.. فهي تقتنص فرصة فريدة للنمو في وسع المدينة بحوالي 40 في المئة من خلال مشروع "مدينة الميناء" (هافن سيتي)، الذي يعتبر أكبر مشاريع التنمية الحضرية في أوروبا، فهو يُبنى على مساحة 157 هكتاراً كانت تُستخدم في السابق للميناء. يقع هذا الحي الجديد من االمدينة مباشرة على نهر الإلبه والميناء، حيث يتم إنشاؤه ليقدم مزيجاً فريداً من الثقافة والترفيه، الحياة والعمل، التسوق والطعام.. وتقع حدائقها وأماكنه العامة ومتنزهاته ومناظره وإطلالاته على المياه. وبالفعل، تم إنجاز الأقسام الأولى من الحي الجديد، حيث يعيش حالياً في "هافن سيتي" أكثر من 1500 شخص وحوالي 7200 شخص يعملون هناك (مارس 2010). ويربط قطار الأنفاق (يو 4)، "هافن سيتي" بمركز المدينة. وبحلول عام 2020 سيكون هناك حوالي 45 ألف وظيفة، وسيعيش حوالي 12 ألف شخص في حي "هافن سيتي". هذه المنطقة الجديدة من المدينة والمؤسسات الثقافية المزمع إنشاؤها ستجذب أيضاً حوالي 3 ملايين زائر سنوياً.

وتعتبر القاعة الجديدة للحفلات الموسيقية "إلب فيلهارموني" من أروع الأعمال الهندسية لهذا المشروع، حيث بنيت مباشرة على سطح مخزن. ومن أعلى البناء الشامخ ستتمكن من التمتع بمشهد رائع لنهر الإلبه المذهل.