فيها واحد من أجمل موانئ العالم

هامبورغ.. مدينة الرحلات البحرية المثيرة

تسحر مدينة هامبورغ زوارها بوجود أكثر من 2500 جسراً تمتد فوق شبكة القنوات المائية العريضة والضيقة. وبينما يمثل نهر الإلبه شريان المدينة الاقتصادي، فإنه يضفي أيضاً جواً بحرياً فريداً على الحياة فيها. وبفضل ميناء هامبورغ، الذي يقع في قلب المدينة وعلى مقربة من بحر الشمال، تزداد الحركة والنشاط والحيوية فيها بصورة كبيرة، لاسيما مع ما تمثله المدينة من كونها محطة مثالية للرحلات البحرية الشيقة داخل المدينة أو إلى المدن الألمانية والدول الأخرى.

 

بالفعل، تمثل هامبورغ بلا منازع منفذ الرحلات البحرية في ألمانيا. فميناء هامبورغ يعد من أجمل منافذ الرحلات البحرية في العالم، حيث يتميز هذا المنفذ بموقعه في قلب المدينة وعلى نهر الإلبه المذهل، مروراً بالطرف الغربي لقناة (نورد-أُست زيه)، التي تتمتع بشهرة واسعة مثلها مثل منشأة استقبال السفن الرائعة في (رندسبورغ)، ومحطة (إي إيه دي إس) في (فينكنفيردر)، التي يتم فيها التجميع الجزئي لطائرات إيرباص A380 وتجهيزها.

ولا يمكن وصف الحماس الذي تثيره الرحلات البحرية في قلوب أهل هامبورغ، وبشكل خاص فعالية (عيد ميلاد الميناء) التي تقام في شهر مايو وفعالية (أيام كروز هامبورغ) التي تقام كل سنتين في فصل الصيف، حيث تتوافد مئات السفن إلى أرصفة الميناء وتحتفل بتسيير موكب ضخم يشارك فيه دوماً عدد كبير من السفن السياحية.

وبشكل عام، تمتلك هامبورغ ثلاث محطات للرحلات البحرية (كروز تيرمنالز): محطة (هامبورغ-ألتونا)، محطة مدينة الميناء (هافن ستي) في حي (غراسبروك)، وللسفن الصغيرة هناك محطة ذات موقع مركزي تتمثل في محطة جسر (أُبرزيه بروكه)

وبالإضافة إلى الرحلات البحرية إلى المدن الألمانية والدول الأخرى، هناك جولات مثيرة على طول نهر الإلبه من الشارع الراقي "إلبشوسزيه" وصولاً إلى حي "تربن فيرتل" في منطقة "بلانكينيزه"، التي تعتبر من أكثر الأماكن المحببة للزيارة. فالأزقة البديعة والأدراج الملتوية والبيوت الصغيرة المتلاصقة المتواجدة هناك، تتيح للزائر فرصة رائعة للتنزه على الأقدام.

ويمكن للزوار أيضاً القيام بجولات سياحية مختلفة للتعرف على هامبورغ عن طريق الماء، ابتداءً من أسطول بحيرة الألستر والقنوات النهرية وحتى الجولات السياحية المفعمة بالحنين من خلال السفن النهرية وجولات الفجر. ويقوم "كروز الألستر" برحلات سياحية في بحيرة الألستر انطلاقاً من محطة "يونغفيرن شتيغ" ليعبر البحيرة وصولاً إلى "فنترهودر فيرهاوس" ويعود إلى المحطة. وخلال الرحلة يتم التوقف في 9 محطات، حيث يمكنك النزول والصعود وقتما تشاء. وهناك أيضاً رحلات فوق الممرات المائية، يأخذك القارب خلالها من بحيرة الألستر الداخلية عبر البوابة البحرية وصولاً إلى الميناء ومدينة المخازن "شبايشر شتادت".

وعند القيام بالجولات السياحية المائية أو زيارة إحدى السفن-المتحف الأسطورية، يمكن للزائرين التعرف عن قرب على أسباب إطلاق لقب "البوابة إلى العالم" على مدينة هامبورغ. فرائحة الحرية والبلاد البعيدة تقوح في كل زاوية ممتدة من مبنى رحلات السفن ومدينة المخازن التاريخية (شبايشر شتادت) ورصيف الميناء (لاندونغسبروكن) وحتى ميناء الحاويات الحديث.

ويعتبر هذا الميناء الأكبر في ألمانيا، إذ ترسو فيه سنوياً آلاف السفن البحرية القادمة من جميع أنحاء العالم. وعلى الرغم من أن هامبورغ تمثل مركزاً اقتصادياً مزدهراً، إلا أنها في نفس الوقت تُعد مثالاً يُحتذى بها على الصعيد العالمي في مجال حماية المناخ العالمية، حيث استطاعت هامبورغ خلال المنافسة على لقب "عاصمة أوروبا الخضراء لعام 2011" من إقناع هيئة تحكيم المفوضية الأوروبية بمفهومها لحماية المناخ وممارساتها في هذا الخصوص. ونجحت هذه المدينة الهانزية في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون كما تسعى إلى خفضها بنسبة 40% حتى عام 2020، وبنسبة 80% حتى عام 2050. وتشمل التدابير المتخذة لتحقيق هذا الهدف: إدارة وبناء مستدام، نقل صديق للبيئة، حماية الطبيعة، استهلاك مستدام وبرامج تعليمية.