توفر لهم خيارات متنوعة

هامبورغ.. وجهة رائعة للشباب

قد يكون من الصعب تخيل هامبورغ الحرة الهانزية بلا ميناء أو مياه! فالميناء يعتبر قلب المدينة النابض، والمياه تمثل سمتها الطاغية، فهي تمنحها طابعاً فريداً لا يُضاهى. ولا ننسى الجسور، فهناك أيضاً حوالي 2500 جسر تمتد فوق القنوات المائية التي لا حصر لها بين أنهار "إلبه" و"ألستر" و"بيله"، أي أكثر من أمستردام ولندن والبندقية مجتمعة. كما تساهم الأجواء البحرية والهواء النقي والانفتاح الهانزي على العالم في جعل هامبورغ أفضل مدينة في العالم بالنسبة للكثيرين، لاسيما الشباب.

 

 

يجذب ميناء هامبورغ الشباب ليس فقط لجماله، بل أيضاً للزخم الذي يتميز به والأماكن الجذابة الكثيرة التي تنتشر على أطرافه. فهنا يمكنك مشاهدة روعة عمليات رسو وانطلاق السفن وتحميل وتفريغ البضائع في محطات حاويات على أعلى مستوى. ويمكنك أيضاً استكشاف الميناء بواسطة رحلة بواسطة القارب ذهاباً وإياباً. وستجد هنا أيضاً مرافق ثقافية وترفيهية راسخة، إذ تمثل مدينة المستودعات التاريخية "شبايشر شتادت" موطناً للعديد من المتاحف ومراكز الترفيه المختلفة، مثل بلاد العجائب المصغرة (فوندرلاند مينياتور). كما يمثل متحف "بروتوتيب" ثقافة السيارات قلباً وقالباً، حيث يتمحور حول معروضات السيارات الكلاسيكية التي تم جمعها من قبل "توماس كونيغ" و"أوليفر شميدت". وخلال عقود من عملهما المتفاني لم ينتجا مجموعة من السيارات المتميزة فقط، بل وضعا أيضاً وعلى نطاق واسع أرشيفاً وإرثاً من التصاميم والهياكل السابقة والسائقين. ولا يكتفي "بروتوتيب" بعرض أحادي الأبعاد للسيارات، بل يتجاوز ذلك لينتقل إلى التنوع الكبير والمراحل الزمنية لتطور صناعة المركبات، مع التركيز كثيراً على الناس وراء السيارات.

وبالقرب من مدينة المستودعات توجد "مدينة الميناء" (هافن سيتي)، التي ستساهم في زيادة مساحة وسط المدينة بحوالي 40 في المئة. يقع هذا الحي الجديد من المدينة مباشرة على نهر الإلبه والميناء، حيث يتم إنشاؤه ليقدم مزيجاً فريداً من الثقافة والترفيه، الحياة والعمل، التسوق والطعام.. وتقع حدائقها ومرافقه العامة ومتنزهاته ومناظره وإطلالاته على المياه. وبالفعل، تم إنجاز الأقسام الأولى من الحي الجديد، حيث يعيش حالياً في "هافن سيتي" أكثر من 1500 شخص وحوالي 7200 شخص يعملون هناك (مارس 2010). ويربط قطار الأنفاق (يو 4) بين "هافن سيتي" ومركز المدينة. وبحلول عام 2020 سيكون هناك حوالي 45 ألف وظيفة، وسيعيش حوالي 12 ألف شخص في حي "هافن سيتي". هذه المنطقة الجديدة من المدينة والمؤسسات الثقافية المزمع إنشاؤها ستجذب أيضاً حوالي 3 ملايين زائر سنوياً.

وفي الوقت الذي تعج به ضفاف نهر الإلبه بالمحال التجارية والمطاعم والمقاهي وتزدحم بالناس، تتصف ضفاف الـ "ألستر" بالهدوء وتعتبر مكاناً مثالياً للاسترخاء والراحة ولكل من يحب ركوب القوارب الشراعية أو زوارق التجديف. فمياه وادي الألستر الصغير وروافده الأصغر تم حصرها منذ القرن الثالث عشر لتكوّن بحيرة الألستر التي هي اليوم إحدى مناطق الإلتقاء المفضّلة لأهل هامبورغ وزوارها. فمنظر المدينة اليوم يبدأ من بحيرة الألستر الداخلية وجسر "لومباردس بروكه" باتجاه "يونغفيرن شتيغ"، مع العديد من الأبراج التي تزين الخلفية. وبمساحة تبلغ 164 هكتار، وبنوك تمتد على مسافة سبعة كيلومترات، تمثل بحيرة الألستر الخارجية بدورها مكاناً شعبياً لركوب القوارب الشراعية وزوارق التجديف. وتعتبر الحدائق المحيطة بها مكاناً مثالياً للجري والمشي. ويقدم أسطول سفن الألستر السياحي "الأسطول الأبيض" رحلات سياحية ذهاباً وإياباً وخدمات مجدولة.

كما تزخر مدينة هامبورغ الحرة الهانزية بالأروقة الأنيقة، وشوارع التسوق المشهورة والفنادق الراقية. ويمثل موقعها في حد ذاته الرفاهية اللامتناهية، لاسيما مع وجود بحيرة خلابة في قلب المدينة. وتحتضن هامبورغ أيضاً أحد أضخم الشوارع في العالم: "إلب شوسزيه"، الذي يمتد عبر ضواحي "أورتمارشن"، "نينستيدن" و"بلانكنيزه"، الواقعة على ضفاف النهر. كما أن الرفاهية في هامبورغ لاتعني الغلاء، بل تدل على التفرد والتميز، فهذه المدينة مفعمة بالجاذبية، تماما كما هو حال سكانها المعروفين بحسن الضيافة.

وسيجد الضيوف القادمون إلى هامبورغ شبكة من مراكز التسوق الرائعة الواقعة في قلب المدينة. والمميز أن لكل واحد من هذه المراكز جمال خاص ورونق ساحر. فنظراً لقربها من بعضها البعض، يصبح بإمكانكم المرور في مركز المدينة بأكمله دون الحاجة لاستخدام المظلة! وتشكل الزخرفة الخلابة والسقوف المزينة بالرسوم تجربة تسوق ممتعة لكل زوار وضيوف المدينة.

ومن المؤكد أنك سوف تستمتع بجولات التسوق في العديد من المرافق التاريخية، كالتسوق عبر رواق الحي الهانزي التاريخي "هانزه فيرتل"، شارع "نوير فال"، شارع "يونغفيرن شتيغ"، شارع "مونكيبيرغ شتراسه" الذي يُطلق عليه اسم "مو"، حي "كارولينن فيرتل" أو كما يُسمى محلياً "كارو فيرتل" فهو مناسب لأولئك الذين يتجنبون الماركات العصرية لصالح المصممين الشباب الذين يبتكرون تصاميم خاصة بهم. وقد وصل العديد من هذه الماركات إلى الشهرة والعالمية. فالكثير من رموز الموضة يقومون بالتسوق هناك، ليحصلوا على أزياء يتم إعدادها بناءً على الطلب الخاص. وعلى الرغم من أن ملابس الكشمير والصوف هي المفضلة، إلا أن المصممين يقدمون لحسن الحظ إبداعات أكثر غرابة أيضاً.

وينبض ليل مدينة هامبورغ بالثقافة والفن والموسيقى. فمن يزور حي "سانت باولي" سيجد فرصاً لا تنتهي من التسلية، كحفلات الرقص والعروض المسرحية والموسيقية والحانات والملاهي الليلية. فحياة الليل في هامبورغ مشهورة في العالم أجمع. وفي شارع "ريبيربان" في "سانت باولي" يكتشف المرء في كل مرة نوعيات جيدة، حيث تتواجد اليوم عشرات المطاعم ومقاهي الرقص وأندية الموسيقى الحية.

 وستحظى في هذا الشارع بمشاهد فنية وثقافية حية، لاسيما وأنه شهد تحولاً كبيراً، فبعد أن كان هذا الحي مكاناً للمتعة، تكوّنت فيه اليوم ثقافة بديلة، فبات يزخر بالفن والموسيقى والثقافة، حتى أن عروض المسرحيات الغنائية الموسيقية "الميوزيكال" وجدت فيه مسارح لها.

ومن الجدير بالذكر أن فرقة البيتلز أطلت لأول مرة في هامبورغ في 17 يوليو من العام 1960، في نادي الـ "إندرا"، في شارع "غروسه فرايهايت" على الجانب الشمالي من شارع "ريبيربان". في ذلك الوقت كانت البيتلز عبارة عن فرقة غير معروفة قادمة من ليفربول، مع سمعة بكونها من الدرجة الثانية. قدمت فرقة البيتلز حفلتها لآخر مرة في نادي "ستار" في هامبورغ في شارع "غروسه فرايهايت" خلال ليلة رأس السنة الجديدة في عام 1962. وبعد أيام فقط من ذلك، حققت أغنيتهم نجاحاً كبيراً وبدأت حياتهم المهنية على المستوى العالمي!

وبين هذين التاريخين أقيمت مئات الحفلات الموسيقية في نوادي حي "سانت باولي". وكان ذلك الوقت في هامبورغ حاسماً لفرقة البيتلز. هنا قاموا بتطوير أسلوبهم الخاص، وهنا اختاروا قصة الشعر التي تعد كعلامة تجارية. وبعد ما يقرب من 50 عاماً، تم تخصيص مزار خاص لفرقة البيتلز يتمثل في ساحة البيتلز "بيتلز بلاتس" على مدخل شارع "غروسه فرايهايت".