إبداع في كل زاوية!

برلين.. عاصمة المهرجانات والحفلات

لا تأتي شهرة برلين فقط من كونها عاصمة ألمانيا، ومقصد السياح القادمين من مختلف أنحاء العالم، بل لأنها تعد أيضاً مدينة لا تنام، حيث تمثل وجهة للمهرجانات والحافلات وتعد واحدة من أشهر المدن التي يقصدها مشاهير هوليوود، للترويج لأفلامهم أو للمشاركة في الفعاليات والأحداث الفنية التي تقام فيها.

وعلى سبيل المثال، فإن مهرجان (برليناله)، الذي يجذب عشاق السينما من جميع أنحاء العالم ويتخذ من ساحة (بوتسدامر بلاتس) في برلين مقراً له، ليس مجرد مهرجان للأفلام، بل هو مهرجان مدينة بأكلمها ودعوة للشعور والاستمتاع بالحياة. ويبدو أن حمى (برليناله) تصيب عادة سكان برلين وضيوفها، حيث يترافق هذا الحدث بأكثر من مهرجان موازي.

وحتى أولئك القلائل الذين يتابعون أعمالهم ومن المفترض أن لا يصابوا بعدوى المهرجان، فإنه ينبغي عليهم أن يكونوا متساهلين وصبورين مع الجموع الغفيرة المحيطة بميدان (بوتسدامر بلاتس). فهذا الزخم هو أجمل ما يمكن أن تقدمه مدينة لأهلها وزوارها.

ويبدو أن النجوم لا يترددون أبداً في تلبية دعوة (برليناله)، بل أنهم يأتون بكل رغبة وحماس، وكذلك هو الأمر بالنسبة لأهل برلين وضيوفها، بحيث يتمكن عشاق السينما من متابعة الأفلام والاستمتاع بالاحتفالات الصاخبة ومشاهدة مشاهير هوليوود والحصول على تواقيعهم أو لمسة منهم.

وبينما يبحث الجميع خلال المهرجان عن الأفلام التي يتعين على المرء أن يشاهدها، وعن النجوم المتواجدين في المهرجان، وأماكن هذه الحفلة أو تلك،  فإن الحانات والمطاعم والمتاجر والفعاليات تدعوك إلى مهرجاناتها الخاصة، فالكل يريد أن يقدم شيئاً خلال أيام (برليناله)، ابتداءً من دور السينما الضخمة وحتى أصغر الحانات التي تقبع في زوايا المدينة. ففي عاصمة الحفلات برلين لا يوجد مكان للنوم، حيث يمكنك الاحتفال على مدار 24 ساعة وسبعة أيام في الأسبوع.  ويتصف مشهد الحياة فيها بأجواء إبداعية وثقافية مفعمة بالحفلات والموسيقى. لذا فكل من يفكر بالقدوم إلى برلين والاستمتاع بالحياة فيها، عليه أن ينام طويلاً قبل قدومه إليها. فحتى في يوم الأحد الذي يعتبر يوم عطلة في ألمانيا، تبقى المدينة مستيقظة حتى ساعات الصباح الأولى. وبكل تأكيد سيجد كل زائر المكان الذي يتناسب مع ذوقه، ففي هذه المدينة يوجد أفضل النوادي الليلة في العالم، وهناك الكثير من النوادي التي تتمتع بشعبية خاصة لدى السياح ومشاهير المجتمع وممثلي السينما العالمية ونجوم الفن. ولكن المسألة هنا لا تتمحور حول أجواء الملاهي الليلة المعتادة فقط، بل إنها تتعلق أكثر بطبيعة التجربة الساحرة. فنوادي برلين تعيد ولادة نفسها وتخلق اتجاهات موسيقية جديدة.

ومنذ انهيار جدار برلين ساهم المبدعون الشباب من خلال أفكارهم وأعمالهم الجديدة في التأثير بشكل ملحوظ في وسط المدينة المستعاد. وتحولت برلين إلى مختبر وورشة عمل لثقافة الشباب، واختبرت بنجاح أشكال مبتكرة للتعبير الجمالي، حيث نشأت فضاءات فنية جديدة ونوادي ووكالات إعلامية ومهرجانات متنوعة.

ويمتد المشهد الثقافي الشاب بشكل أساسي باتجاه وسط المدينة، حيث يمكن مشاهدته ومعايشته في مناطق مثل: حي "مِتّه"، وحي "برنتسلاور بيرغ"، وحي "فريدريشسهاين" وحي "كرويتسبيرغ"، والتي تمثل غالباً أماكن سريعة التغير. وتجد برلين الشابة أيضاً في الأقبية القديمة وكراجات السيارات أو قاعات المصانع، فهناك عدد كبير المباني الصناعية السابقة تم تحويلها إلى مرافق ليلية للحياة العصرية.

 

 

اقرأ أيضاً