تتميز بأجوائها الثقافية

هامبورغ.. مدينة العروض المسرحية

تعود التقاليد الثقافية في هامبورغ إلى العصور الوسطى. فقد ترك الشعراء مثل "كلوبشتوك وليسينغ" و"هاينريش هاينه"، وكذلك مؤلفو الموسيقى المشهورون عالمياً كـ "هيندل ومالر"، آثارهم في تاريخ ثقافة هامبورغ الطويل. ودخل "غوستاف غروندغينس" في تاريخ المسرح حينما كتب مسرحية "فاوست" الأسطورية، كما احتفلت فرقة "البيتلز" الشهيرة في نادي "ستار" ببداية نجاحهم.

 

لهامبورغ ثقلها الثقافي، فهي موطن المجلة الألمانية الشهيرة "دير شبيغل" التي تعد الأكثر مبيعاً وتوزيعاً في أوروبا، إضافة الى العديد من المنشورات والمطبوعات الأخرى. كما تحتل هامبورغ المرتبة الأولى في ألمانيا من حيث عدد المسرحيات الغنائية التي تجتذب آلاف الزوار إلى المدينة شهرياً. كما أن كل شيء معقول على مسارح هامبورغ، فهناك مسرح الارتجال ورقص الباليه "جون نويماير"، بالإضافة إلى ثلاثة دور للمسرح منها "شتاتس أوبار هامبورغ" التي تأسست عام 1678 و"دويتشه شاوشبيل هاوس" و"تاليا تياتر". كما يوجد في هامبورغ أكثر من 50 متحفاً و313 مسرحاً.

وقد شهدت هامبورغ بدايات نجاح فرقة البيتلز الشهيرة. فقد قدمت فرقة البيتلز أولى حفلاتها في هامبورغ في 17 يوليو من العام 1960، في نادي الـ "إندرا"، في شارع "غروسه فرايهايت" على الجانب الشمالي من شارع "ريبيربان". في ذلك الوقت كانت البيتلز عبارة عن فرقة غير معروفة قادمة من ليفربول، مع سمعة بكونها من الدرجة الثانية. قدمت فرقة البيتلز حفلتها لآخر مرة في نادي "ستار" في هامبورغ في شارع "غروسه فرايهايت" خلال ليلة رأس السنة الجديدة في عام 1962. وبعد أيام فقط من ذلك، حققت أغنيتهم نجاحاً كبيراً وبدأت حياتهم المهنية على المستوى العالمي!

وبين هذين التاريخين أقيمت مئات الحفلات الموسيقية في نوادي حي "سانت باولي". وكان ذلك الوقت في هامبورغ حاسماً لفرقة البيتلز. هنا قاموا بتطوير أسلوبهم الخاص، وهنا اختاروا قصة الشعر التي تعد كعلامة تجارية. وبعد ما يقرب من 50 عاماً، تم تخصيص مزار خاص لفرقة البيتلز يتمثل في ساحة البيتلز "بيتلز بلاتس" على مدخل شارع "غروسه فرايهايت".

وينبض ليل المدينة دوماً بالثقافة والفن والموسيقى. فمن يزور حي (سانت باولي) سيجد فرصاً لا تنتهي من التسلية، كحفلات الرقص والعروض المسرحية والموسيقية والحانات والملاهي الليلية. وفي شارع (ريبيربان) في (سانت باولي) يكتشف المرء مرة أخرى نوعيات جيدة، حيث تتواجد اليوم عشرات المطاعم ومقاهي الرقص وأندية الموسيقى الحية. وستحظى في هذا الشارع بمشاهد فنية وثقافية حية، لاسيما وأنه شهد تحولاً كبيراً، فبعد أن كان هذا الحي مكاناً للمتعة، تكوّنت فيه اليوم ثقافة بديلة، فبات يزخر بالفن والموسيقى والثقافة، حتى أن عروض المسرحيات الغنائية الموسيقية (الميوزيكال) وجدت فيه مسارح لها. كما تعد الحفلات المفتوحة التي تستضيفها هامبورغ من أهم نقاط الجذب السياحي في المدينة، وأبرز هذه الحفلات تلك التي تقام أيام الأحد على شارع ريبربان ويشارك فيها أكثر من 100 ألف شخص.

تعتبر هامبورغ بعد نيويورك ولندن، ثالث أكبر مدينة لعروض المسرحيات الغنائية الموسيقية (الميوزيكال) في العالم. فقد دامت عروض "كاتس" مدة 15 عاماً وهو العرض الأطول مدة في ألمانيا. وهناك تتمة لهذا النجاح بإنتاج عرض (كونيغ دير لوفن)، أي (الملك الأسد)، لشركة والت ديزني أو(ديرتي دانسينغ).