تزخر بالجسور والقنوات المائية

مدينة هامبورغ.. أجواء رومانسية ونفحات تاريخية ومياه فاتنة

ترتبط هامبورغ بالبحارة والسفن والميناء، لاسيما وأن المياه تمثل أهم المظاهر الساحرة فيها. وعلى الرغم من وجود الكثير من المدن التي تتمتع بميناء جميل، إلا أن ميناء هامبورغ مختلف ومتفرد، لاسيما أنه يقع في قلب المدينة. فنهر الإلبه والميناء يمثلان شريانها الاقتصادي كما يضفيان على الحياة فيها جواً بحرياً فريداً من نوعه. ولكن ميناء هامبورغ لا يقصتر على كونه القوة الدافعة وراء تطوير هامبورغ أو مجرد عامل اقتصادي، بل يمثل مصدراً كبيراً للجذب السياحي.

 

تعد منازل التجار البديعة على ضفتي نهر الإلبه ومجمع (شبايشر شتادت) التاريخي الضخم شهادة على تاريخ مدينة هامبورغ الحرة الهانزية. فمدينة المخازن التاريخية التي يمتد عمرها إلى 125 عاماً، ستجعلك تعيش أجواءً ذات نكهة خاصة. ويعتبر هذا المجمع التاريخي أكبر مجمع لمخازن السلع في العالم، حيث يتم هنا تخزين بضائع ذات قيمة عالية كالشاي والكاكاو والقهوة والتوابل والتبغ بالإضافة إلى العديد من المنتجات الأخرى، كما يوجد فيها أكبر مخزن للسجاد الشرقي في العالم. وخلف الحائط الضخم لمدينة المخازن يمكنك أن تتمتع بجو رومانسي بين قنوات المياه الجارية وأبنية العصر الغوطي والسطوح الموشورية والأبراج الغريبة الشكل. وبالطبع، فإن المنظر يصبح أكثر رومانسيةً في ساعة الغروب.

إن مدينة هامبورغ الواقعة على الماء لا تُضاهى وتتميز بطابع فريد. فهناك تقريباً 2500 جسر، أي أكثر بكثير من أمستردام ولندن والبندقية مجتمعة، تمتد فوق القنوات المائية التي لا حصر لها بين أنهار "إلبه"، "ألستر" و"بيله". كما تساهم الأجواء البحرية والهواء النقي والانفتاح الهانزي على العالم في جعل هامبورغ أفضل مدينة في العالم بالنسبة للكثيرين.

وقد تم حصر مياه وادي الألستر الصغير وروافده الأصغر منذ القرن الثالث عشر لتكوّن بحيرة الـ (ألستر) التي هي اليوم إحدى مناطق الإلتقاء المفضّلة لأهل هامبورغ وزوارها. فمنظر المدينة اليوم يبدأ من بحيرة الألستر الداخلية وجسر "لومباردس بروكه" باتجاه "يونغفيرن شتيغ"، مع العديد من الأبراج التي تزين الخلفية. وبمساحة تبلغ 164 هكتار، وبنوك تمتد على مسافة سبعة كيلومترات. وتمثل بحيرة الألستر الخارجية بدورها مكاناً شعبياً لركوب القوارب الشراعية وزوارق التجديف. وتعتبر الحدائق المحيطة بها مكاناً مثالياً للجري والمشي. ويقدم أسطول سفن الألستر السياحي "الأسطول الأبيض" رحلات ذهاباً وإياباً وخدمات مجدولة.

وتقوم هامبورغ بإعادة اختراع نفسها.. فهي تقتنص فرصة فريدة للنمو في وسط المدينة بحوالي 40 في المئة من خلال مشروع "مدينة الميناء" (هافن سيتي)، الذي يعتبر أكبر مشاريع التنمية الحضرية في أوروبا، فهو يُبنى على مساحة 157 هكتاراً كانت تُستخدم في السابق للميناء. يقع هذا الحي الجديد من االمدينة مباشرة على نهر الإلبه والميناء، حيث يتم إنشاؤه ليقدم مزيجاً فريداً من الثقافة والترفيه، الحياة والعمل، التسوق والطعام.. وتقع حدائقه وأماكنه العامة ومتنزهاته ومناظره وإطلالاته على المياه. وبالفعل، تم إنجاز الأقسام الأولى من الحي الجديد، حيث يعيش حالياً في (هافن سيتي) أكثر من 1500 شخص وحوالي 7200 شخص يعملون هناك (مارس 2010). وبحلول عام 2020 سيكون هناك حوالي 45 ألف وظيفة، وسيعيش حوالي 12 ألف شخص في حي (هافن سيتي). هذه المنطقة الجديدة من المدينة والمؤسسات الثقافية المزمع إنشاؤها ستجذب أيضاً حوالي 3 ملايين زائر سنوياً.

وطبعاً، لا تكتمل زيارة هامبورغ دون زيارة سوق السمك التقليدي التاريخي (فيش ماركت) إذ تسير الحشود صباح أيام الآحاد (من الساعة 5 صباحاً إلى 9:30 مساءً) في الممرات الضيقة. فمنذ عام 1703 يُباع هناكل ما بخطر على البال، بحيث يمكن الحصول على شتّى البضائع. ومن التجارب الرائعة للذين يستيقظون باكراً هو تناول الفطور على أنغام الموسيقى الحية تحت سقف قاعة المزاد العلني التي يرتبط اسمها تاريخياً بالسمك.