تنبض بالحيوية والنشاط

هامبورغ.. وجهة جذابة للشباب

ليس غريباً أن تكون هامبورغ وجهة للشباب وموطناً للإبداعات الشبابية. فهذه المدينة تنبض دوماً بالحيوية والنشاط وتقدم خيارات واسعة للمسافرين الشباب، سواء فيما يتعلق بالحفلات الموسيقية والغنائية أو الاتجاهات الحديثة في مجال الموضة أو الجولات الاستكشافية المثيرة وعوالم المغامرات الممتعة. ومن الصعب تخيل هامبورغ بلا ميناء أو مياه! فالميناء يعتبر قلبها النابض، والمياه تمثل سمتها الطاغية. ولا ننسى الجسور، فهناك حوالي 2500 جسر تمتد فوق القنوات المائية بين أنهار "إلبه" و"ألستر" و"بيله"، أي أكثر من أمستردام ولندن والبندقية مجتمعة.

 

انفتاح هانزي ومنفذ بحري

تساهم الأجواء البحرية والهواء النقي والانفتاح الهانزي على العالم في جعل هامبورغ أفضل مدينة في العالم بالنسبة للكثيرين. وتمثل هامبورغ بلا منازع منفذ الرحلات البحرية في ألمانيا. ويعد ميناء هامبورغ من أجمل منافذ الرحلات البحرية في العالم، حيث يتميز هذا المنفذ بموقعه في قلب المدينة وعلى نهر الإلبه المذهل، مروراً بالطرف الغربي لقناة (نورد-أُست زيه)، التي تتمتع بشهرة واسعة مثلها مثل منشأة استقبال السفن الرائعة في (رندسبورغ)، ومحطة (إي إيه دي إس) في (فينكنفيردر)، التي يتم فيها التجميع الجزئي لطائرات إيرباص A380 وتجهيزها.

ولا يمكن وصف الحماس الذي تثيره الرحلات البحرية في قلوب أهل وزوار هامبورغ من الشباب، وبشكل خاص فعالية (عيد ميلاد الميناء) التي تقام في شهر مايو وفعالية (أيام كروز هامبورغ) التي تقام كل سنتين في فصل الصيف، حيث تتوافد مئات السفن إلى أرصفة الميناء وتحتفل بتسيير موكب ضخم يشارك فيه دوماً عدد كبير من السفن السياحية، ناهيك عما يرافقها من فعاليات وحفلات وأنشطة متنوعة.

وبشكل عام، تمتلك هامبورغ ثلاث محطات للرحلات البحرية (كروز تيرمنالز): محطة (هامبورغ-ألتونا)، محطة مدينة الميناء (هافن ستي) في حي (غراسبروك)، وللسفن الصغيرة هناك محطة ذات موقع مركزي تتمثل في محطة جسر (أُبرزيه بروكه)

وبالإضافة إلى الرحلات البحرية إلى المدن الألمانية والدول الأخرى، هناك جولات مثيرة على طول نهر الإلبه من الشارع الراقي "إلبشوسزيه" وصولاً إلى حي "تربن فيرتل" في منطقة "بلانكينيزه"، التي تعتبر من أكثر الأماكن المحببة للزيارة. فالأزقة البديعة والأدراج الملتوية والبيوت الصغيرة المتلاصقة المتواجدة هناك، تتيح للزائر فرصة رائعة للتنزه على الأقدام.

ويمكن للزوار أيضاً القيام بجولات سياحية مختلفة للتعرف على هامبورغ عن طريق الماء، ابتداءً من أسطول بحيرة الألستر والقنوات النهرية وحتى الجولات السياحية المفعمة بالحنين من خلال السفن النهرية وجولات الفجر. ويقوم "كروز الألستر" برحلات سياحية في بحيرة الألستر انطلاقاً من محطة "يونغفيرن شتيغ" ليعبر البحيرة وصولاً إلى "فنترهودر فيرهاوس" ويعود إلى المحطة. وخلال الرحلة يتم التوقف في 9 محطات، حيث يمكنك النزول والصعود وقتما تشاء. وهناك أيضاً رحلات فوق الممرات المائية، يأخذك القارب خلالها من بحيرة الألستر الداخلية عبر البوابة البحرية وصولاً إلى الميناء ومدينة المخازن "شبايشر شتادت".

وعند القيام بالجولات السياحية المائية أو زيارة إحدى السفن-المتحف الأسطورية، يمكن للزوار الشباب التعرف عن قرب على أسباب إطلاق لقب "البوابة إلى العالم" على مدينة هامبورغ. فرائحة الحرية والبلاد البعيدة تقوح في كل زاوية ممتدة من مبنى رحلات السفن ومدينة المخازن التاريخية (شبايشر شتادت) ورصيف الميناء (لاندونغسبروكن) وحتى ميناء الحاويات الحديث.

أما مشروع "مدينة الميناء" (هافن سيتي)، الذي يعتبر أكبر مشاريع التنمية الحضرية في أوروبا، فهو يعتبر فرصة فريدة للنمو في وسط المدينة بحوالي 40 في المئة من خلال بنائه على مساحة 157 هكتاراً كانت تُستخدم في السابق للميناء. يقع هذا الحي الجديد من االمدينة مباشرة على نهر الإلبه والميناء، حيث يتم إنشاؤه ليقدم مزيجاً فريداً من الثقافة والترفيه، الحياة والعمل، التسوق والطعام.. وتقع حدائقها وأماكنه العامة ومتنزهاته ومناظره وإطلالاته على المياه. وبالفعل، تم إنجاز الأقسام الأولى من الحي الجديد، حيث يعيش حالياً في "هافن سيتي" أكثر من 1500 شخص وحوالي 7200 شخص يعملون هناك (مارس 2010). ويربط قطار الأنفاق (يو 4) "هافن سيتي" ومركز المدينة. وبحلول عام 2020 سيكون هناك حوالي 45 ألف وظيفة، وسيعيش حوالي 12 ألف شخص في حي "هافن سيتي". هذه المنطقة الجديدة من المدينة والمؤسسات الثقافية المزمع إنشاؤها ستجذب أيضاً حوالي 3 ملايين زائر سنوياً.

ومن الأماكن التي لا ينبغي تفويت زيارتها في هامبورغ يبرز سوق السمك. فمنذ عام 1703 يتم في أيام الآحاد من الساعة الخامسة صباحاً وحتى التاسعة والنصف صباحاً في فصل الصيف، ومن الساعة السابعة صباحاً وحتى التاسعة والنصف صباحاً في فصل الشتاء، بيع كل ما يتصوره المرء في هذه السوق التقليدي للسمك لهامبورغ. ومن الأمور المحببة للذين يستيقظون باكراً أو للذين يبحثون عن بضائع رخيصة أو للسياح هو تناول الفطور المتأخر في القاعة التاريخية للمزاد العلني للسمك على أنغام موسيقى الجاز والسكيفل والكونتري.

 

بحيرة الألستر

وفي الوقت الذي تعج به ضفاف نهر (إلبه) بالمحال التجارية والمطاعم والمقاهي وتزدحم بالناس، تتصف ضفاف الـ (ألستر) بالهدوء وتعتبر مكاناً مثالياً للاسترخاء والراحة ولكل من يحب ركوب القوارب الشراعية أو زوارق التجديف. فمياه وادي الألستر الصغير وروافده الأصغر تم حصرها منذ القرن الثالث عشر لتكوّن بحيرة الـ (ألستر) التي هي اليوم إحدى مناطق الإلتقاء المفضّلة لأهل هامبورغ وزوارها. فمنظر المدينة اليوم يبدأ من بحيرة الألستر الداخلية وجسر "لومباردس بروكه" باتجاه "يونغفيرن شتيغ"، مع العديد من الأبراج التي تزين الخلفية. وبمساحة تبلغ 164 هكتار، وبنوك تمتد على مسافة سبعة كيلومترات، تمثل بحيرة الألستر الخارجية بدورها مكاناً شعبياً لركوب القوارب الشراعية وزوارق التجديف. وتعتبر الحدائق المحيطة بها مكاناً مثالياً للجري والمشي. ويقدم أسطول سفن الألستر السياحي "الأسطول الأبيض" رحلات ذهاباً وإياباً وخدمات مجدولة. وأمام الشباب الكثير من الخيارات لقضاء يوم ممتع على بحيرة الألستر، حيث يمكنهم القيام برحلة على متن إحدى القوارب في مياه بحيرة الألستر الساحرة وقنوات المدينة العديدة، التجول على ضفاف البحيرة، ممارسة رياضة التجديف أوالقيام برحلة شراعية، الاستمتاع بأشهى المأكولات التي تقدمها المطاعم العديدة المطلة على البحيرة مع التمتع بمشهد البحيرة الخلاب.

في شهر أغسطس من كل عام يقام مهرجان رائع حول البحيرة، يزخر ببرنامج ترفيهي منوع يقدم فقرات مسرحية وموسيقية وفقرات من الرقص وفن التمثيل الإيمائي، كما تشارك في هذا المهرجان الذي تبلغ مدته ثلاثة أيام، فرق فنية رائعة، وينتهي المهرجان بالألعاب النارية الساحرة.

 

عروض فنية ومسرحيات غنائية

ومن المعروف عن هامبورغ أنها تمثل المدينة التي شهدت بدايات نجاح فرقة البيتلز في العالم، فمنها بدأت هذه الفرقة العالمية الشهيرة حياتها العملية. كما تعتبر هامبورغ  ثالث أكبر مدينة لعروض المسرحيات الغنائية الموسيقية (الميوزيكال) في العالم.

اكتسبت هامبورغ سمعتها المميزة في فن المسرح والموسيقى منذ زمن طويل. ففرقة البيتلز بدأت نجاحاتها في حي "سانت باولي" المعروف في هامبورغ. وقد ظهرت فرقة البيتلز لأول مرة في هامبورغ في 17 يوليو من العام 1960، في نادي الـ "إندرا"، في شارع "غروسه فرايهايت" على الجانب الشمالي من شارع "ريبيربان". في ذلك الوقت كانت البيتلز عبارة عن فرقة غير معروفة قادمة من ليفربول، مع سمعة بكونها من الدرجة الثانية. قدمت فرقة البيتلز حفلتها لآخر مرة في نادي "ستار" في هامبورغ في شارع "غروسه فرايهايت" خلال ليلة رأس السنة الجديدة في عام 1962. وبعد أيام فقط من ذلك، حققت أغنيتهم نجاحاً كبيراً وبدأت حياتهم المهنية على المستوى العالمي!

وبين هذين التاريخين أقيمت مئات الحفلات الموسيقية في نوادي حي "سانت باولي". وكان ذلك الوقت في هامبورغ حاسماً لفرقة البيتلز. هنا قاموا بتطوير أسلوبهم الخاص، وهنا اختاروا قصة الشعر التي تعد كعلامة تجارية. وبعد ما يقرب من 50 عاماً، تم تخصيص مزار خاص لفرقة البيتلز يتمثل في ساحة البيتلز "بيتلز بلاتس" على مدخل شارع "غروسه فرايهايت".

كما تعتبر هامبورغ مسقط رأس العديد من مؤلفي الموسيقى الكلاسيكية المشهوريين في ألمانيا، أمثال "يوهانيس برامس" و"فيليب مينديلسزون بارتولدي".

تقدم دور المسرح "شتاتس أوبر"، وفرقة باليه مدينة هامبورغ وثلاثة فرق من الأوكسترا السمفونية عروضاً ثقافية مميزة على مدار السنة. فالنوادي والمهرجانات العامة المتعددة تجعل من مدينة هامبورغ مدينة تستحق الزيارة فعلاً.

يشارك في مهرجان ريبربان، الذي يقام في شهر سبتمبر، ما يقرب من 200 فرقة موسيقية وفناني الأداء المنفرد ويحيوون الحفلات الصاخبة.

وفي شهر مايو، يجد عشاق الجاز متعة كبيرة في مهرجان إلبه للجاز الذي يحول ميناء هامبورغ إلى مسرح عملاق.

ومن شهر مايو إلى شهر سبتمبر تقام يومياً عروض النوافير المضيئة على أنغام الموسيقى في بحيرة حديقة "بلانتن اون بلومن". ويبدأ العرض يومياً في الساعة العاشرة مساءً حتى نهاية شهر أغسطس وفي الساعة التاسعة مساءً في شهر سبتمبر، حيث تومئ الواحات الخضراء في قلب مدينة هامبورغ الزوار بنوافيرها المضيئة وببرنامجها الموسيقي المتنوع. ومن الجدير بالذكر أن الدخول مجاني ومدة العرض نصف ساعة.

 

أحداث رياضية

ومن الموسيقى إلى الرياضة. فالجميع تقريباً في هامبورغ يمارس إما رياضة الغولف أو كرة المضرب، والبعض يمارس البولو. أما أولئك الذين يفضلون متابعة نشاط الآخرين والتمتع بالمراهنة، فيمكنهم القيام بذلك في بطولة الدربي الألماني، التي تجذب بعضاً من أفضل الفرسان على مستوى العالم. فمضمار السباق في "هامبورغ-هورن" يملك تاريخاً عريقاً، حيث شهد أول سباق في 27 يوليو 1855. وفي شهر مايو من كل سنة، يجتمع كبار الشخصيات والمشاهير في حي "كلاين فلوتبيك" لمشاهدة عروض البطولة الألمانية لقفز الحواجز والفروسية. كما يعد حي "كلاين فلوتبيك" موطناً لنادي هامبورغ للبولو، حيث يتواجد أقدم لاعب في هامبورغ "أتي (ألبريت) داربوفن" الذي لا يزال يمارس اللعبة.

وتعد البطولة الألمانية المفتوحة للاعبي كرة المضرب المحترفين التي تقام في شهر يوليو تحت إدارة "مايكل ستيش"، من الأحداث الرياضية البارزة في هامبورغ. فعلى مر السنين، شارك بعض من أشهر لاعبي التنس في العالم في هذا الحدث المثير الذي يقام على ملاعب نادي "روتينباوم". ويُعتبر الغولف أيضاً من أبرز الرياضات في هامبورغ. فمع عدد يفوق العشرين ألف عضواً في كافة الدورات المتنوعة، يوقن المرء جيداً أن هذه المدينة تستحق بجدارة لقب "جنة الغولف" الذي تُعرف به. ويعتبر نادي الغولف "فالكينشتاين" الذي تأسس في عام 1906، أقدم نادي في المنطقة، فملعبه الأفضل في ألمانيا حقاً. وعلى أرض فندق "شتايغنبيرغر" يوجد نادي "ترويدلبيرغ" للغولف الذي يتمتع بشعبية بين المصطافين والمسافرين من رجال الأعمال على حد سواء.

وبالنسبة للمولعين بالسيارات الكلاسيكية، فسوف يُسرون عند زيارة حلبة سباق "شتادت بارك-ريفايفل" في شهر سبتمبر، فالسباقات تقام هنا منذ فترة طويلة تعود إلى عام 1930، ولا تزال هذه الحلبة تعد مكاناً رائعاً لمشاهدة سباقات الدراجات النارية والسيارات الرياضية التي تُذكر المرء بالماضي.

 

عجائب وأساطير

وهناك إمكانيات عديدة لقضاء يوم ممتع في هامبورغ. حتى لأولئك الذين لا يحبون الذهاب إلى المتاحف، فهناك بعض المتاحف في هامبورغ لا بد للزائر رؤيتها، مثل: بلاد العجائب المصغّرة (فوندرلاند مينياتور) التي تقع في حي المستودعات القديمة، إذ أصبح نظام القطارات المصغر هذا واحداً من أكثر أماكن الجذب السياحي استقطاباً للزوار في ألمانيا. تحتوي بلاد العجائب المصغرة على أكثر من 1000 قطار مع أكثر من 15 ألف عربة، 250 ألف شجرة، 250 ألف نموذج، 150 ألف سيارة، 15 ألف متر من المسارات و5 آلاف مبنى وعدد لا يحصى من الجسور. يتم التحكم بحركة القطارات بشكل رقمي. ويمكن اختبار عالم السكك الحديدة هذا نهاراً وليلاً، كل نصف ساعة. وهو مكان لا ينبغي تفويت زيارته، فهو مناسب للصغار والكبار على حد سواء.

أما متحف "بروتوتيب" فهو يمثل ثقافة السيارات قلباً وقالباً، حيث يتمحور حول معروضات السيارات الكلاسيكية التي تم جمعها من قبل "توماس كونيغ" و"أوليفر شميدت". وخلال عقود من عملهما المتفاني لم ينتجا مجموعة من السيارات المتميزة فقط، بل وضعا أيضاً وعلى نطاق واسعأرشيفاً وإرثاً من التصاميم والهياكل السابقة والسائقين. ولا يكتفي "بروتوتيب" بعرض أحادي الأبعاد للسيارات، بل يتجاوز ذلك لينتقل إلى التنوع الكبير والمراحل الزمنية لتطور صناعة المركبات، مع التركيز كثيراً على الناس وراء السيارات.

السيارات الرياضية وسيارات السباق المبكرة ما بعد الحرب، تصاميم بورشه الأولى، تصاميم وهياكل وسجل السيارات مع تاريخ السباقات المهمة، تصاميم بمميزات متفردة وعصرية.

 

متاجر رائدة تصاميم مبتكرة

من جهة أخرى تزخر هامبورغ بالأروقة الأنيقة، وشوارع التسوق المشهورة، إذ يوجد فيها أحد أضخم الشوارع في العالم: "إلب شوسزيه"، الذي يمتد عبر ضواحي "أورتمارشن"، "نينستيدن" و"بلانكنيزه"، الواقعة على ضفاف النهر. كما أن الرفاهية في هامبورغ لاتعني الغلاء، بل تدل على التفرد والتميز، فهذه المدينة مفعمة بالجاذبية، تماما كسكانها.

عندما تقومون بنزهة تسوق في هامبورغ، ستكتشفون أنها تتميز بشبكة من مراكز التسوق الرائعة الواقعة في قلب المدينة، ولكل واحد من هذه المراكز جمال خاص ورونق ساحر. ونظراً لقربها من بعضها البعض، يصبح بإمكانكم المرور في مركز المدينة بأكمله دون الحاجة لاستخدام المظلة في فصل الشتاء!

 ويمكن لعشاق التسوق العثور على المتاجر والمعارض الرائدة في مراكز مثل: "بلايشينهوف"، "غاليريا"، "هامبورغ هوف" و"غانزه ماركت". أما "ألستر أركادن" فيعتبر أصغر وأعرق أروقة هامبورع، حيث يشكل مع رواق "مليين" نقطة وصل إلى جادة "نوير فال". وتشكل الزخرفة الخلابة والسقوف المزينة بالرسوم تجربة تسوق ممتعة لكل زوار وضيوف المدينة.

وخلال فصل الشتاء، يمكن مشاهدة شجرة عيد الميلاد في بحيرة الألستر الداخلية وكذلك مبنى دار البلدية المزيّن بالأضواء، من خلف الأعمدة الفينيسية لمقاهي هامبورغ.

ويمكنكم التجول عبر الرواق الحي الهانزي التاريخي "هانزه فيرتل"، فهو يمثل مجمعاً مذهلاً للتسوق مبني من الحجر ويمتد على مساحة 9000 متر مربع تحت سقف زجاجي على شكل قبة.

ومن المباني التاريخية الأخرى التي تحولت إلى جنة تسوق، يبرز مبنى "كاوفمانسهاوس"، حيث كان تجار هامبورغ في القدم يديرون إمبراطوريتهم التجارية العالمية. هذا المثال النموذجي الهامبورغي على الهندسة المعمارية لمرحلة التأسيس "غروندر تسايت"، أُعيد افتتاحه في عام 1911 بعد أعمال ترميم شاملة. وهناك أيضاً مبنى "ليفانته هاوس" في شارع "مونكيبيرغ شتراسه"، حيث يعد موطناً لأكثر من 40 متجراً جذاباً وأنيقاً.

أما حي "كارولينن فيرتل"، أو كما يُسمى محلياً "كارو فيرتل"، فهو مناسب لأولئك الذين يتجنبون الماركات العصرية لصالح المصممين الشباب الذين يبتكرون تصاميم خاصة بهم. وقد وصل العديد من هذه الماركات إلى الشهرة والعالمية. فالكثير من رموز الموضة يقومون بالتسوق من متاجر هذا الحي، ليحصلوا على أزياء تعد خصيصاً بناءً على الطلب. وعلى الرغم من أن ملابس الكشمير والصوف هي المفضلة، إلا أن المصممين يقدمون لحسن الحظ أيضاً إبداعات أكثر غرابة.

وبدوره، يعد شارع "نوير فال" بمثابة شانزليزيه مدينة هامبورغ. وعلى الرغم من أن طوله ليس بطول تلك الجادة الباريسية، إلا أنه يعتبر واحداً من أفخم عشرة شوارع تسوق في أوروبا. فهنا تجد المتاجر الرائدة لمصممي الأزياء الواحد تلو الآخر.

وفي حي "سانت باولي" الشهير، تسري أيضاً نزعة إلى الفخامة، تحديداً الأحذية الفاخرة الفريدة، المثيرة، والرائعة جداً، التي تجذب أنظار السيدات والمشاهير ومحبي الموضة والتألق.

 

استجمام ودلال

بعد يوم طويل من التسوق، يحتاج المرء بلا شك إلى بعض من الراحة والدلال. وهذا ما يمكن لكم إيجاده في كل فنادق الخمس نجوم في هامبورغ، فهي تضم مراكز استجمام ومنتجعات صحية خاصة تقدم خدمات التدليك والمنتجات الصحية الراقية. ومن الأماكن التي تستحق التجربة: المنتجع الصحي "كوكون داي سبا" في شارع "روتينباوم شوسزيه 76". وكذلك منتجع "دوف سبا" الواقع بمحاذاة مكاتب شركة "يونيليفر" في مدينة المرفأ "هافن سيتي". ويتمثل المكان الثالث في "نيفيا هاوس" الذي يمتد على 3 طوابق عند محطة "يونغفيرنشتيغ". وبالنسبة للتجاعيد فمن الممكن معالجتها باستخدام التقنية العلاجية "ميزو" في بوتيك "ذي ابارتمنت" لتصفيف الشعر والتجميل في شارع "شلوتر شتراسه 82". أما صالة "الراحة من أجل النجاح" في مطار هامبورغ فهي الوحيدة في ألمانيا التي تقدم برامج مخصصة للمسافرين جواً تمتد على 15 دقيقة من أجل التخلص من التوتر.