الجنوب الألماني.. عطلات ساحرة من قلب بافاريا إلى جبال الألب

تجذب ولاية بافاريا الواقعة في جنوب ألمانيا الكثير من السياح العرب سنوياً. فهذه المنطقة متنوعة المفاتن الطبيعية والمعالم السياحية والثقافية والتاريخية بحيث تُدخل ضيوفها إلى عالم متنوع ومفعم بالسحر والرفاهية. وعلى الرغم من أن ميونيخ، عاصمة ولاية بافاريا، هي الوجهة السياحية التي اعتاد السياح القادمون من منطقة الخليج العربي على زيارتها إلا أن محيطها الآخاذ يزخر بالوجهات السياحية الجذابة التي تضمن للضيوف عطلات فريدة لا يُمكن نسيانها.

في الحقيقة، منذ لحظة وصول السياح العرب إلى مطار ميونيخ الدولي ستكون بانتظارهم مجموعة متكاملة ومتنوعة من الخدمات التي تعمل على تسهيل رحلاتهم في الجنوب الألماني. ولا تنتهي الخدمة في المطار عند الهبوط، فهناك جهود كبيرة تُبذل للترحيب بالمسافرين العرب، تهدف إلى جعل مطار ميونيخ "بوابة العرب" بالفعل كما يطلق عليه. وتتضمن الخدمات لافتتات وإرشادات ونداءات باللغة العربية لمساعدة المسافرين القادمين من المنطقة العربية على الوصول إلى أماكن استلام حقائبهم وأماكن الصالات وخريطة المطار. ويجد الضيوف بعد الإنتهاء من إجراءات الجوازات واستلام الحقائب مباشرة مكتب استعلامات يعمل فيه موظفون يتكلمون اللغة العربية للإجابة على أية أسئلة وتلبية أية طلبات، بالإضافة إلى توافر كتيب إرشادي باللغة العربية عند منطقة استلام الحقائب ومن مكتب الاستعلامات، يحتوي على اقتراحات رائعة عما يمكن مشاهدته في ميونيخ وما حولها.
كل ذلك يمنح الزائر إمكانية الانطلاق إلى الوجهة التي يرغب بها بسرعة ليتمتع بسحر المدن البافارية ومناظرها الطبيعية الخلابة وما تزخر به من محميات شاسعة ومنتجعات فخمة وإطلالات مذهلة على البحيرات وجبال الألب. وتتمتع ميونيخ تحديداً بجمال فائق يجذب السياح إليها من كل حدب وصوب. كما تُعرف المدينة وأهلها بكرم الضيافة وحرارة الترحيب، حيث يستقبلون زوارهم بكل حفاوة، لاسيما السياح القادمين من منطقة الخليج العربي.
وبالطبع فإن وفرة التجارب السياحية الرائعة لا تقتصر على مدينة ميونيخ التي بات يعرفها الكثير من السياح القادمين من منطقة الخليج العربي، بل تتواصل عبر المدن والقرى في المناطق المحيطة بها، حيث تتصف هذه المناطق بجمال الطبيعة وتتميز بوجود منتجعات صحية فخمة. فمثلاً عند زيارة مدينة (غارميش-بارتنكيرشن) الشهيرة عالمياً بالألعاب الرياضية في فصل الشتاء،  يمكنك الاستمتاع بتجارب لا تنسى في أعلى قمة في ألمانيا، وستحظى بفرصة القيام برحلة دائرية ذهاباً وإياباً إلى أعلى قمم ألمانيا لاكتشاف هذه القمة الرائعة. فبواسطة القطار الجبلي في (غارميش-بارتنكيرشن) أو (غريناو) أو (أيب زيه) يمكنك الصعود إلى قمة (تسوغ شبيتسه)، ويمكنك العودة نزولاً إلى الوادي بواسطة العربات المعلقة (التليفريك).
وتتضمن رحلة (تسوغ شبيتسه) الدائرية (غارميش-بارتنكيرشين) وبحيرة (أيب زيه) والنهر المتجمد وقمة الجبل التي تقع على ارتفاع 3000 متر فوق سطح البحر. ويعتبر (غيبفلالم) المكان المثالي للتوقف من أجل الراحة لبعض الوقت لتذوق أشهى الأطعمة البافارية والتمتع بأجمل مناظر جبال الألب الألمانية والنمساوية والسويسرية والإيطالية.
وتزخر (بيرشتسغادن) بمجموعة واسعة من الأنشطة الرياضية والترفهية التي قلما تجدها في مكان آخر. فالمنطقة برمتها مثالية لركوب الدرجات الجبلية والمشي وتسلق الجبال والمشي السريع والمشي باستخدام قضيبين كتلك التي تُستخدم عند التزلج على الجليد.
وتشتهر (بيرشتسغادن)، التي تمثل منتجعاً صحياً، بما تمتلكه من مزايا مفيدة ومجموعة واسعة من الفرص الثقافية المتوافرة، التي تشمل العديد من المتاحف والمعارض والحفلات الموسيقية. أما الأنشطة الرياضية فتشتمل على رياضة المشي، الغولف، التنس، التزلج الصيفي في حلبة تزلج على الجليد وعلى مدار السنة وكذلك سباقات التزلج عبر البلاد وسباقات التزلج والتزحلق باستخدام ألواح التزلج على المنحدرات في منطقتي (روس فيلد) و(ينر) في تلة (إيكر بيشل). وتقدم حديقة جولات التزلج الوحيدة في ألمانيا (زاليفا) جولات مثيرة للمبتدئين والمحترفين على حد سواء، من تسلق الجبال عن طريق التزلج إلى التدريب على حالات الانهيار الثلجي. ويضمن درب مشي المسافات الطويلة (إيزيدور) في جبل (غرونشتاين) ذروة المتعة.
أما ملعب نادي بيرتشسغادن للغولف ذو التسع حفر فهو يعتبر من الأماكن الجذابة الأخرى. ويعتبر ملعب الغولف هذا، الذي تبلغ مساحته 62 هكتاراً، واحداً من أعلى ملاعب الغولف في ألمانيا.
ومن خلال زيارة مخابئ منطقة (أوبر زالتسبيرغ) ستحظى بفرصة التعرف على كيفية إنشاء الأقبية والأنفاق هناك خلال الحرب العالمية الثانية وعلاقتها بالتاريخ الألماني. ومن المعروف أن مبنى (بيرغ هوف) كان مقر هتلر الصيفي في هذه المنطقة الجبلية، حيث كان مجهزاً بتحصينات للحماية من القصف والقنابل. ولحق بالمبنى قبل نهاية الحرب بفترة قصيرة أضرار بالغة جراء الغارات التي شنها الحلفاء وقوات الأمن الخاصة. وبعد الحرب استخدمت القوات الأمريكية أجزاء كبيرة منه كمركز استجمام. وفي عام 1952 هدمت ولاية بافاريا الحرة أنقاط مبنى (بيرغ هوف) وزرعت مكانه الأشجار.
كما ستتعرف خلال جولتك على مبنى (كيلشتاين هاوس) المعروف باسم (عش النسر) والذي كان الهدف منه حينها أن يكون كهدية للعيد الخمسين لميلاد هتلر وبمثابة مكان للترفيه له ولكبار الشخصيات الزائرة.
أما بالتوجه إلى باد رايشنهال فتكون قد وصلت إلى مدينة الحمامات، التي تضم العديد من ينابيع وبرك المياه المالحة. وهنا لا ينبغي أن تقوت فرصة القيام بجولة بواسطة الخيول عبر المدينة التي ستسحرك بمعالمها. وستحظى خلال تواجدك في الجنوب الألماني بفرصة القيام بجولة استكشافية عبر (الملح)، تقودك للاطلاع على كيفية استخراج الملح، ذهب العصور الوسطى، من هذه المناطق المرتفعة في جبال الألب. ففي منجم الملح الأثري يتم اليوم استخراج المياه الغنية بالملح، والتي تستخدم للأغراض الصحية. وتعد مخزونات مياه الملح في منجم (بيرشتسغادن) فريدة من نوعها في غرب أوروبا. وعلى مدار العام، يسود على عمق 800 متراً في الجبل مناخ البحر، حيث يكون الهواء نقياً خالياً من أية مؤثرات ضارة بالبيئة، ويمكن بذلك تقوية وتدعيم الشفاء الذاتي والمقاومة في الجسم من خلال الاسترخاء الشديد والتنفس العميق والعلاج الفعال.


لمعرفة المزيد، يُرجى زيارة الموقع الإلكتروني التالي:
http://www.germany.travel/en/index.html

اقرأ أيضاً