نورنبيرغ.. العلاج والسياحة والترفيه في مكان واحد

سيكون بإمكان الضيوف المرضى القادمين من دول الخليج العربي إلى نورنبيرغ الجمع ببساطة بين الحصول على العلاج الطبي والاطمئنان على الصحة وبين التمتع بالأجواء الثقافية والترفيهية وجولات التسوق. فهذه المدينة، التي تعتبر ثاني أكبر مدن ولاية بافاريا والمدينة الرئيسية في منطقة العاصمة بعدد سكان يبلغ نصف مليون نسمة، لديها كل ما يلبي متطلبات واحتياجات السياح والمرضى القادمين إليها من كافة أنحاء العالم.

 

يعتبر مستشفى نورنبيرغ (كلينيكوم نورنبيرغ)، الذي يتميز بخبرة واسعة في علاج المرضى من مختلف أنحاء العالم، أحد أكبر المستشفيات الحكومية في أوروبا مع 38 عيادة ومعهداً متخصصاً، حيث يقدم  أفضل الأساليب الطبية التشخيصية والعلاجية وضمن أعلى المستويات. وتحت سقف واحد، يعمل أشهر الأخصائيين العالميين سوياً من مختلف التخصصات: جراحة القلب والأوعية، جراحة العظام والحوادث، أمراض القلب، أمراض المسالك البولية وطب الأعصاب.

ويتميز العاملون في مستشفى نورنبيرغ بأنهم من ذوي الخبرة الواسعة، سواء في مجال تخصصهم أو في مجال الوقاية والتدقيق والمتابعة، ويقومون بتقديم المشورة الطبية في الأمور الصحية العامة. وكل هذا يضمن أفضل عناية طبية وأداء متفوق في الطب التقليدي والجراحي.

وبإمكان المرضى، وخصوصاً القادمين من خارج ألمانيا، الحصول على العلاج في جناح خاص متعدد التخصصات، وذلك كخدمة إضافية، حيث يتم العلاج على أيدي رؤساء الأطباء في جو مصمم خصيصاً لهؤلاء المرضى وخدمات من الدرجة الأولى، مثل تقديم وتحضير وجباتهم الخاصة بشكل مستقل، ومحطات تلفزيونية بمختلف اللغات كالإنكليزية والعربية والروسية، وخدمات الأعمال والسكرتارية والاستجمام وغرفة اجتماعات ذات جو خاص.

ولكن أهمية نورنبيرغ لا تقتصر فقط على كونها مركزاً عالمياً للرعاية الصحية المتطورة، بل باعتبارها أيضاً مقصداً سياحياً شهيراً. فهذه المدينة، التي تعد واحدة من أكثر المدن الألمانية رومانسية، تقدم مزيجاً فريداً من الثقافة التقليدية والحديثة. ويقوم كل عام أكثر من مليوني زائر من رجال الأعمال والسياح بزيارتها. لذا، فليس غريباً أن تتواجد نورنبيرغ بين المدن الأولى الأكثر أهمية في لائحة التصنيف الألمانية لليالي المبيت. كما يُلاحظ في الآونة الأخيرة قدوم الزوار من البلدان العربية لاكتشاف نورنبيرغ كوجهة للعطلات.

وتفتخر المدينة ببنيتها التحتية الممتازة، فقطارات الضواحي وأنظمة قطارات الأنفاق تتصف بكفاءة عالية (منذ عام 2008 يعمل في نورنبيرغ أول قطار أنفاق بلا سائق في ألمانيا)، فضلاً عن شبكة الحافلات والترام، كما أن المناطق الريفية المحيطة بها مترابطة بشكل جيد من خلال وسائل نقل عامة.

كما ستحظى عند زيارة نورنبيرغ بفرصة التعرف على مدن وقرى أخرى تضم معالم سياحية بارزة ومواقع للتراث العالمي مثل بامبيرغ، روتنبورغ، ريغنسبورغ، فورتسبورغ، بايرويت، ميونخ، بالإضافة إلى جولات تسوق رائعة في مركز التسوق الشهير (إنغولشتادت فيليج) في مدينة (إنغولشتادت) وجولات سياحية إرشادية إلى مرافق الإنتاج الخاصة بمنتدى (أودي)، لاسيما وأنه بالإمكان الوصول إلى كل هذه المدن بسرعة بواسطة القطار من نورنبيرغ.

وسواء اخترت القيام بجولة تسوق عبر البلدة القديمة من نورنبيرغ أو برحلة إلى مركز التسوق المشهور (إنغولشتادت فيليج) في مدينة (إنغولشتادت) الذي يمكن الوصول إليها بواسطة السيارة خلال ساعة تقريباً، أو زيارة منفذ بيع مصنع أديداس في مدينة (هيرتسوغن أوراخ) وزيارة منفذ بيع مصنع (بوما) الذي يتواجد أيضاً في نفس المدينة، فإنك بالتأكيد ستحظى بتجارب تسوق رائعة.

ولكل محبي عالم الحيوانات الفريد، فستنتظرهم في نورنبيرغ حديقة الحيوانات (تيرغارتن)، التي تعد واحدة من أجمل حدائق الحيوانات ذات المناظر الطبيعية في أوروبا، حيث تقدم لهم تجربة فريدة من نوعها بما تضمه من عدد متنوع من الحيوانات التي تعيش في محيط طبيعي داخل منتزه الغابة مع الكسارات القديمة والمروج المليئة بالزهور والبرك المثالية. ومع المرافق الخارجية المتواجدة في الهواء الطلق، التي تعتبر جزءاً لا يتجزء من مشهد منظر الحديقة الطبيعي الذي تبلغ مساحته حوالي 70 هكتاراً، تتسع الحديقة لحوالي 2500 من الحيوانات البرية التي تنتمي إلى 300 نوع تقريب من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك العديد من الأنواع المهددة بالانقراض. وتشارك حديقة الحيوانات في نورنبيرغ بأكثر من 30 نوعاً ضمن البرامج الأوروبية للمحافظة على الأنواع المهددة بالانقراض. كما تقدم حديقة الحيوانات هذه بركة سباحة الدلافين (دلفين لاغونه) الوحيدة في جنوب ألمانيا، وهي عبارة عن منشأة تسبح فيها الدلافين في الهواء الطلق. ومن المؤكد أن مرح الدلافين وأسود البحر الكاليفورنية سيضمن تجربة لا تنسى لكل أفراد العائلة. ومن المعالم الأخرى التي تستحق المشاهدة في حديقة الحيوانات في نورنبيرغ تبرز منشأة (أكوا بارك) التي هي عبارة عن حديقة مائية، يمكنك فيها مشاهدة البطاريق، الأسود، الثعالب، القنادس والدببة القطبية.

ولدخول عوالم مليئة بالتسلية والترفيه، فما عليك إلا زيارة عالم المغامرات (توخرلاند)، الذي يعتبر أجمل مرفق ترفيهي داخلي وخارجي في نورنبيرغ، فهو يتيح للزوار اللعب والتزحلق والتسلق والكثير غير ذلك. ويقدم الملعب والمنطقة الترفيهية بالقرب من الحديقة العامة (مارين بارك)، عروضاً جذابة لا تعد ولا تحصى لجميع أفراد العائلة. ومن خلال منطقة داخلية تبلغ مساحتها 3800 متر مربع وأخرى خارجية بمساحة 25000 متر مربع، يتم ضمان فسحة مرح لكل شخص وطوال العام وفي جميع أحوال الطقس، ليتمكن أفراد العائلة بالتالي من الانطلاق بروح معنوية عالية والترويح عن أنفسهم بشكل رائع. ويتم هنا تقديم الكثير للأطفال من جميع الأعمار، مثل: هياكل لمغامرات التسلق، منطقة لمنصات القفز البهلواني، زحلوقات، سيارات بدواسات، جدران للتسلق.

ويمكن أن يجد المرء هناك أكبر ساحة للكرات في بافاريا، التي تكون مملوءة بكرات مطاطية رغوية، بالإضافة أيضاً إلى بركان كرات، 8 رماة، مدافع ضخمة للقذف وكذلك حمام من الكرات. وهناك منطقة لتدريب السائقين الأطفال لسباق السائقين الصغار، وحلقة مصغرة للعبة الغولف تضم 18 حفرة. كما يوجد بحيرتان طبيعيتان للسباحة والكثير غير ذلك. وباختصار، فإن زيارة عالم المغامرات (توخرلاند) تعني الكثير من المرح لجميع أفراد العائلة.

وبدورها، تعتبر الحديقة الترفيهية (بلايموبيل فانبارك) في بلدة (تسيرندورف) بالقرب من نورنبيرغ، نقطة جذب رائعة للزوار، فهي تمثل مغامرة لكل الحواس. وتقدم هذه الحديقة أنشطة ترفيهية للزوار الكبار والصغار على حد سواء. كما تتيح المجال لتحفيز كافة حواس الطفل على مساحة تبلغ 90 ألف متر مربع وذلك تحت شعار (تحرك وإلعب). فالعوالم الضخمة التي تضمها الحديقة مثل سفينة القراصنة، قلعة الفرسان، مناجم الذهب والأحجار الكريمة والمزرعة بمسار للجرار، تساهم في تحفيز خيال الأطفال. كما أن هناك ملاعب عديدة مع تجهيزات متنوعة تدعو الأطفال للمشاركة واختبار الأشياء في أماكن قريبة، بحيث يتم تشجيع كل طفل على تقديم كل شيء في المحاولة التي يقوم بها، سواء أكان ذلك أثناء التسلق أو المحافظة على التوازن، أو عند تسلق أسطح الحديقة مع متاهة الضوء أو على شبكة التسلق العملاقة.

ويضمن مركز (هوب سنتر)، الذي تبلغ مساحته 5 آلاف متر مربع، متعة خالصة حتى لو كانت السماء تمطر أو تثلج أو تعصف بالرياح الشديدة. ففي داخل المركز توجد مدينة المرح، حيث يمكن للأطفال اللعب في عوالم ممتعة ذات موضوعات محببة ونماذج من القياس الكبير.

وبالنسبة لعشاق الثقافة والفنون فيمكنهم زيارة واحد من أهم المتاحف في نورنبيرغ كالمتحف الوطني الجيرماني (غيرمانشيز ناتسيونال موزيوم)، الذي يزخر بالفن والثقافة الألمانية، ويعد واحداً من المؤسسات الثقافية الرائدة في العالم. ومن المعروضات البارزة التي ستشاهدها في هذا المتحف، نذكر: أول كرة أرضية والتي قام بوضعها (مارتين بهايم)، وساعة جيب تعتبر الأولى من هذا النوع، قام (بيتر هنلاين) بصناعتها. ومن المعروضات الجذابة الأخرى، هناك ملابس معروضة بشكل أنيق، أزياء ريفية، أسحلة براقة، فنون زخرفية رائعة، بيوت دمى تاريخية، وغير ذلك. كما يوجد هنا أيضاً وثائق تاريخية وثقافية وفنية قيمة تخص المناطق الناطقة باللغة الألمانية، من البدايات وحتى الوقت الحاضر.

أما أولئك الذين تجذبهم أساطير المركبات والقطارات، فما عليهم إلا التوجه إلى متحف السكك الحديدية الألمانية الاتحادية (دي بي موزيوم). فهنا يتم عرض مجموعة كبيرة من أساطير السكك الحديدية في قاعتين للمركبات. ويمتلك هذا المتحف أكبر مجموعة من مركبات السكك الحديدية التراثية في ألمانيا. وهناك حوالي 30 نموذجاً رائعاً من المجموعة تُعرض في نورنبيرغ. فهذا هو المكان الذي ستجد فيه أبرز المقتنيات من جميع مراحل تاريخ السكك الحديدية الألمانية، ابتداءً من نسخة طبق الأصل لأول قاطرة يتم تشغيلها في ألمانيا التي تُعرف بـ (آدلر) وحتى عربة قطار الملك البافاري لودفيغ الثاني وأسماء عظيمة في تاريخ المركبات البخارية. وتكتمل المجموعة التاريخية بنموذج واحد من قطار (إنتر سيتي إكسبريس 3)، الذي يعد واحداً من القطارات الحديثة التي تُدار من قبل شركة (دويتشه بان).

وتُعرض المركبات في قاعتين مستقلتين، حيث تمثل القاعة الأولى المتواجدة في الطابق الأرضي من المبنى الرئيسي للمتحف، موطناً لأساطير مركبات القرن التاسع عشر، في حين تعرض القاعة الثانية، التي تقع في المنطقة الخارجية من المتحف مباشرة قبالة المبنى الرئيسي، نجوم السكك الحديدية من القرن العشرين.

وإذا شعرت بعد هذه الجولة الممتعة ببعض الجوع، فما عليك إلا القيام بشحن طاقاتكم بتناول وجبة طعام لذيذة في واحد من المطاعم المتنوعة التي تنتشر في شوارع المدينة. ومن ثم القيام بجولة تسوق في البلدة القديمة من نورنبيرغ أو زيارة متحف الثقافة الصناعية (موزيوم إندوستري كولتور)، الذي يعتبر المتحف الأكثر إثارة للاهتمام ليس بالنسبة للكبار فقط، بل للأطفال أيضاً. ويتمثل التركيز العام لمجمع المتاحف، الذي يشمل متحف الثقافة الصناعية ومتحف الدراجات النارية ومتحف المدرسة (شول موزيوم)، في تاريخ التصنيع في نورنبيرغ. وباستطاعة الزوار التمتع بمشاهد رائعة في ورشة قلم الرصاص التاريخية، بل حتى أنه بإمكانهم التقدم للمشاركة في الطباعة والتنضيد في ورشة العمل. ومن الجدير بالذكر أن المعرض يحتوي أيضاً على سيارات قديمة ومحركات بخارية.

أما متحف الألعاب (شبيل تسويغ موزيوم) فيقدم ألعاباً من القرون الماضية، فهنا يجد الزائر في أربعة طوابق مجموعة كبيرة من الألعاب والدمى المصنوعة من الخشب والصفائح المعدنية. ومن أكبر نقاط الجذب السياحي في المتحف تبرز المجموعة الأكبر في العالم من ألعاب الصفائح المعدينة الميكانيكية لشركة (إيرنست باول ليمان). فمنذ ما يزيد عن عشر سنوات يعرض المتحف أكثر من 350 معروضاً من هذه الألعاب الخيالية الظريفة. وينظم المتحف الكثير من الفعاليات التفاعلية التي لا تناسب الأطفال فقط بل العائلة بأكملها، بالإضافة إلى الكثير من الأنشطة وورش العمل والاحتفالات.

كما يمكنك أيضاً زيارة متحف سيارات مايباخ في منطقة (نويماركت/أوبربفالتس)، حيث تبلغ المسافة حوالي 50 كم، من خلال رحلة مباشرة بواسطة القطار من (نورنبيرغ) إلى (نويماركت). وتعد سيارات مايباخ ليموزين هي الأكثر قيمة في تاريخ صناعة السيارات ككل. فبين عام 1920 وعام 1941 تم صناعة حوالي 1800 نموذجاً من هذه السيارات الفخمة، ولكن لم ينج منها على مدى القرون الماضية إلا 160 سيارة مايباخ ليموزين فقط. ويتواجد أكثر من 10 في المئة من مجمل أصول العالم في (نويماركت) في منطقة بالاتينات العليا (أوبربفالتس)، حيث أن (آنا) والدكتور (هيلموت هوفمان) لم يقوما فقط بجمع هذه النماذج الستة عشر الثمينة من سيارات مايباخ، بل أسسا أيضاً متحفاً فريداً من نوعه، حيث يمكن للعامة زيارة هذه السيارات. واشتريا بمواردهما المالية الخاصة مبنىً صناعياً تاريخياً يتمثل في مصنع سابق في وسط (نويماركت) وأعادا بنائه ليحولاه إلى متحف حديث. ولا تقتصر زيارة هذا المتحف على مشاهدة الست عشرة سيارة، بل أيضاً يمكن مشاهدة محركات ومعدات ومحاور السيارات، فضلاً عن وثائق تاريخية، ونماذج وأفلام قصيرة حول العلامة التجارية (مايباخ) وعائلتها.

 

بعض المسافات من وإلى نورنبيرغ:

  • ميونخ (حوالي 166 كلم)
  • فرانكفورت (حوالي 225 كلم)
  • إنسبروك (حوالي 335 كلم)
  • زالتسبورغ (حوالي 311 كلم)
  • برلين (439 كلم)
  • شتوتغارت (211 كلم)
  • بامبيرغ (حوالي 63 كلم)
  • روتنبورغ (حوالي 80 كلم)
  • بايرويت (حوالي 90 كلم)
  • فورتسبورغ (حوالي 99 كلم)

 

الطقس في نورنبيرغ

معتدل مقارنة بالمدن الألمانية الأخرى. يبلغ معدل درجات الحرارة 18 درجة مئوية في شهر أغسطس ومن 1-4 درجة مئوية في شهر يناير، ولكنه قد يصل إلى 35 درجة مئوية في فصل الصيف.

 

أهمية اقتصادية

  • تتعزز أهمية نورنبيرغ الاقتصادية من خلال خطوط النقل الممتازة والموقع المركزي. فالمدينة ترتبط بشبكة من الطرق السريعة. وتتميز خطوط المواصلات بنظام إرشادي حديث. وترتبط محطة القطار الرئيسية، التي تم تجديدها مؤخراً إلى مستو عال جداً،  بمسارات أوروبية كبرى للقطارات مثل قطار (إنتر سيتي إكسبريس) و(يورو سيتي) و(إنتر سيتي)، وتُستخدم من قبل حوالي 45 مليون مسافر سنوياً. ويساهم القطار السريع (إنتر سيتي إكسبريس) على خط السكك الحديدية نورنبيرغ-ميونخ في تقصير وقت السفر ليصل إلى ساعة واحدة فقط.
  • يضم ميناء نورنبيرغ على قناة الماين-الدانوب أكبر مركز لشحن البضائع في جنوب ألمانيا، كما يمثل المحور المركزي لشحن البضائع بين ميناء روتردام في بحر الشمال والموانئ في جنوب شرق أوروبا على نهر الدانوب، وصولاً إلى البحر الأسود.
  • يسافر كل عام حوالي 4.2 مليون راكب عن طريق مطار نورنبيرغ الذي يقدم أكثر من 60 وصلة مباشرة إلى 21 دولة ويمكن الوصول إليه بسهولة من مركز المدينة، فالرحلة من مركز المدينة إلى المطار لا تستغرق سوى 15 دقيقة تقريباً.

 

 

اقرأ أيضاً