ميونخ.. مدينة عالمية مفعمة بكرم الضيافة البافارية

يمكننا القول إن زيارة السياح الخليجيين إلى مدينة ميونخ، أصبحت تقليداً سنوياً. وهذا ما تفتخر به المدينة كونها أكثر المدن الأوروبية جذباً للسياح العرب، حيث يزورها عشرات الآلاف من السياح العرب سنوياً. وبذلك فهي تحرص على بذل أقصى جهد للمحافظة على هذا الإقبال الهائل. ويقصد الكثير من الزوار العرب المدينة ليس فقط بسبب جمالها أو بحثاً عن الاسترخاء والاستمتاع بالكنوز الثقافية أو استغلال فرص التسوق، بل أيضاً بسبب الشهرة التي تتمتع بها على المستوى العالمي كإحدى مراكز التفوق الطبي.
 

متعة التنقل ورقي الإقامة

قد يكون من حسن حظ ضيوف ميونخ أن مطارها يبعد حوالي 35 كيلومتر عن وسط المدينة ويقع في الجزء الشمالي الغربي منها، فهذا يمنحهم بلا شك رحلة سياحية رائعة يستمتعون خلالها بجمال الطبيعة الساحر سواء عند وصولهم الأول إليها أو عند نهاية رحلتهم فيها. ويستغرق الانتقال من وسط المدينة إلى المطار حوالي 45 دقيقة. كما يستطيع الزائر التنقل بقطار الضواحي "إس-بان" "S-Bahn" الذي يبدأ رحلات منتظمة من وسط المدينة إلى المطار كل 10 دقائق. وتوفر شركة لوفتهانزا خدمات نقل المسافرين إلى المطار بالحافلات الخاصة في رحلات منتظمة تبدأ كل 20 دقيقة ما بين الساعة الخامسة صباحاً والثامنة مساءً. بالإضافة إلى ذلك، تتوافر أكثر من 3500 سيارة أجرة لتنقل المسافرين من جميع أنحاء المدينة بسرعة وسهولة.

ويعتبر التنقل داخل ألمانيا عملية في غاية السهولة والمتعة، فشبكة القطارات ومنها القطار السريع "ICE" الذي يبدأ رحلة كل ساعة، تساهم في ربط ميونخ بجميع المدن الرئيسية في ألمانيا، حيث يصل المسافر مثلاً إلى مدينة شتوتغارت خلال ساعتين وإلى فرانكفورت خلال ثلاث ساعات ونصف وإلى هامبورغ وكولونيا خلال خمس ساعات ونصف وبرلين خلال 6 ساعات.

وتتيح فنادق ميونخ الفاخرة للزائرين من كافة أنحاء العالم قضاء أجمل الأوقات وأمتعها. فهنا تتزاوج الخبرة والتقاليد الفندقية العريقة مع أرفع مستويات الخدمة الفندقية لتلبي بذلك الطلبات الخاصة والرغبات الشخصية لكل نزيل من النزلاء. وبذلك فلا عجب أن يرتاد المشاهير هذه الفنادق للاستمتاع بالخدمات الراقية والأجواء الجميلة.

ولكن أهم ما يميز فنادق ميونخ من الدرجة الأولى ليس فقط تنوعها ومستوى الخدمة العالية فيها، وإنما أيضاً موقعها الممتاز في قلب المدينة، مما يضفي على الإقامة فيها ميزة إضافية. وسواء اخترت أحد الفنادق القريبة من ميدان محطة القطارات الرئيسية أو في وسط المدينة أو المتواجدة في أحضان مدينة ميونيخ القديمة أو في الحي الراقي "بوغن هاوزن" أو في شارع "ماكسميليان" الذي يعد أشهر وأفخم شوارع أوروبا، فإنك ستجد كل ما يناسب رغباتك وذوقك. ففي وسط المدينة تنتشر المطاعم والحانات والنوادي الليلية الخاصة بالفنادق إلى جانب متاجر الأزياء الأنيقة والمحلات الفاخرة، حيث يجد المرء كل ما يحلو له أو يستهويه. بالإضافة إلى ذلك، تزخر المنطقة القريبة من الفنادق بالكثير من المعالم السياحية والمسارح والمعارض ودور الأوبرا البافارية المشهورة عالمياً، والتي تجذب السياح ببرامجها الثقافية المتنوعة والشيقة.

وبالانتقال إلى الفنادق العريقة، ستكون أمامك تصاميم عريقة تعطي انطباعاً وإحساساً بسحر وعبق تاريخ مدينة ميونخ القديمة. كما تقدم في مطاعم هذه الفنادق المأكولات والأطباق الشهية الخاصة بولاية بافاريا ومنطقة جبال الألب. ويقع العديد من الفنادق العريقة في وسط مدينة ميونيخ القديمة بالقرب من مطعم "هوف برايو هاوس" المشهور عالمياً والذي يفوح منه عبق التقاليد البافارية القديمة.

أما بالنسبة للفنادق ذات التصاميم المعمارية والفنية الفريدة، فإنها تضعك في أجواء رائعة غير مألوفة للعين والنفس، حيث تتزين الغرف بمجموعة من الأعمال الفنية المختارة بعناية فائقة وذوق عالي، والتي تلقى إعجاب نزلاء الفنادق من عشاق الفن والثقافة.

وعند الإقامة لفترة طويلة، فإن العديد من السياح يفضل استئجار شقق مفروشة تتنوع مساحاتها حسب الطلب والرغبة وعدد أفراد الأسرة، وتعتمد الأسعار على مدة الإقامة، وتكون إما باليوم أو بالشهر. وتنتشر الشقق المفروشة في وسط المدينة أو خارجها في المناطق الهادئة.كما يعرض الكثير من فنادق ميونخ شققاً للإيجار. وتعتبر أماكن الإقامة هذه مثالية للعديد من العائلات الخليجية التي تزور المدينة، بحيث يتم تجهيزها بشكل يتلائم مع رغباتهم واحتياجاتهم.

 

احتفاء كبير وعناية فائقة

ومن الأشياء التي يمكن أن تلاحظها بسرعة خلال زيارتك إلى عاصمة بافاريا هو احترام أهلها لتقاليد وثقافات الشعوب الأخرى، إذ يعيش في المدينة عشرات الآلاف من المسلمين، الذين ترجع أصولهم إلى جنسيات مختلفة، ويعود جزء كبير منهم إلى الأصول التركية وآخرون إلى دول اتحاد الجمهوريات اليوغوسلافية سابقاً، بالإضافة إلى المسلمين من أصول عربية. وبالتالي تعتبر اللغات التركية والصربية والكرواتية من اللغات المستخدمة للصلاة في معظم المساجد والزوايا في ميونخ، بالإضافة طبعاً إلى العربية. واعتاد الناس في ميونخ على رؤية الزي الخليجي  التقليدي، فالضيوف العرب أصبحوا يشكلون جزءاً حيوياً من زوار المدينة، لاسيما مع توفر رحلات جوية مباشرة بين أغلب المدن العربية ومدينة ميونخ. وبالنظر إلى أرقام مكتب الإحصاء الاتحادي الألماني، فإن مدينة ميونخ تعتبر وجهة سياحية مهمة جداً بالنسبة للسياح القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي، إذ وصل عدد السياح الخليجيين في ميونخ عام 2008 إلى أكثر من 60,000 شخص، وقضوا فيها أكثر 270,000 ليلة.

واللافت أن مدينة ميونخ وهيئة السياحة فيها يوفران معلومات باللغة العربية على شبكة الإنترنت تتناول كل ما يحتاج المسافر العربي إلى معرفته، بالإضافة إلى كتيبات مطبوعة باللغة العربية. كما تزخر المدينة بالعديد من المرافق السياحية التي اعتادت على استقبال الضيوف العرب والاهتمام برغباتهم واحتياجاتهم. وتوفر معظم الفنادق والمطاعم اللحوم الحلال وتعرف جيداً متطلبات واحتياجات السائح الخليجي. كما توظف الكثير من الفنادق والمطاعم والوجهات السياحية في المدينة، كوادر تجيد التحدث باللغة العربية. لذا، فإنه بمجرد وصولك إلى مدينة ميونخ ستشعر بالفعل وكأنك في بيتك الثاني. وحتى في مطار ميونخ فإنه بإمكان المسافرين المسلمين القيام بأداء الصلاة في المصلى المخصص لهم داخل مبنى الركاب رقم 1 في الدور الخامس من المنطقة C.

وفي ظل ما تتمتع به ميونخ من سمعة عالمية كبيرة كإحدى مراكز التفوق الطبي والرعاية الصحية المتميزة، فإن شهرتها تتخطى حدود ألمانيا وأوروبا. ويعد تزايد عدد المرضى الأجانب المستمر أكبر دليل على هذا التفوق الطبي، فيسافر بعضهم حول نصف الكرة الأرضية لتلقي الرعاية الطبية المتفوقة في ميونخ. وبالفعل فإن المدينة تستقبل زائريها باحتفاء عظيم ويبذل المسؤولون فيها أقصى الجهود في تقديم العناية المتخصصة.

واعتاد المرضى العرب وأفراد أسرهم الحضور إلى ميونخ وألمانيا منذ أكثر من 25 عاماً من أجل تلقي العلاج والرعاية الصحية، لاسيما وأن المدينة توفر العديد من خدمات الاستعلام باللغة العربية بالإضافة إلى خدمات الترجمة، حيث تقدم العديد من الوكالات المختصة في ميونخ مجموعة واسعة من الخدمات الشخصية قبل وأثناء وبعد العلاج. وتشمل الخدمات اختيار الطبيب والمستشفى المناسب وخدمات المرافقين وحتى تدبير الشؤون المادية.

ومنذ الوصول إلى مطار ميونخ، فإن الزائر سيلاحظ الخدمات المميزة التي يمكن أن يحصل عليها المرضى كخدمة المقعد المتحرك ووجود مركز طبي في المطار وتحديداً في مبنى الوصول E في الطابق الثالث، حيث يوفر الأطباء والممرضون الخدمات الطبية بالمركز طوال 24 ساعة في اليوم.

 

معالم سياحية مدهشة

وبشكل عام فإن خدمات التنقل المتنوعة والخدمات الفندقية الراقية تساهم بلا شك في جعل ضيوف ميونخ على أتم الاستعداد للقيام برحلات استكشافية في قلب المدينة وضواحيها. ولمن يرغب بأن يقوم بذلك من خلال المواصلات العامة فإنه لن يحتاج إلا إلى إحدى التذاكر التي يمكن الحصول عليها من الأجهزة المنتشرة في محطات المترو والترام. أما من يفكر في استئجار سيارة خاصة، فلابد أن يعلم أن ألمانيا تمتلك شبكة ممتازة من الطرق، إلا أنها تعاني معظم الأوقات من الازدحام، كما لا يتوافر في وسط المدينة أماكن كافية لانتظار السيارات، ولذلك يفضل استخدام سيارات الأجرة أو التنقل بالمواصلات العامة المتوفرة بالقرب من كافة الفنادق وأماكن الإقامة..

وفي الحقيقة فإن الكثير من السياح يفضل المشي على الأقدام للتمتع بالطبيعة الساحرة والمعالم التاريخية التي تزخر بها هذه المدينة. ومنهم من يفضل الاستعانة بالدراجات الهوائية لعيشوا بالتالي مغامرة رائعة تغني عن استخدام السيارات، لاسيما مع ما تتميز به ميونخ من وجود شبكة ممتازة من الطرق المعدة خصيصاً للدراجات. أما من لا يرغب في إجهاد نفسه، فيمكنه القيام باستقلال عربة "الريكشا" التي تقل المرء من ميدان "مارين بلاتس" إلى حيثما يشاء.

ويعتبر هذا الميدان الشهير، الذي يقع في قلب مدينة ميونخ، من المعالم السياحية التي تجذب أعداداً كبيرة من السياح. فعلى بعد خطوات قليلة منه يقع سوق "فيكتوالين ماركت" الذي يوفر منتجات من مختلف أنحاء العالم ومن المناطق البافارية النائية أيضاً. كما توجد هناك أيضاً صالة "شرانين هاله" التي تحتوى على أكشاك متعددة تقدم تشكيلة متنوعة من المشروبات والمأكولات الشهية.

أما دار البلدية الجديدة ذات الطراز المعماري القوطي الحديث فتتميز بأجراسها الكثيرة التي تدق عند الساعة الحادية عشر أو الثانية عشر وكذلك الساعة الخامسة مساءاً في الصيف، فتجذب انتباه المارة. ويتميز هذا المبنى أيضاً بمجموعة التماثيل التي تدور على ارتفاع 85 متراً. وعلى مقربة منه يقع مبنى البلدية القديم ذو الطراز المعماري القوطي والذي لا يقل عن مبنى البلدية الجديد جمالاً أو فخامة، إلى جانب ذلك يوجد هناك أيضاً كنيسة القديس بطرس العجوز "ألته بيتر" وهي أقدم كنائس ميونخ على الإطلاق. ويمكن الصعود إلى قمة برج الكنيسة على الأقدام والاستمتاع بالمنظر الساحر للمدينة.

كما تقع كنيسة النساء "فراون كيرشه" على مسافة خطوات معدودات منها، حيث تضفي على المدينة طابعاً مميزاً ببرجها (ارتفاعه 99 متراً) ذو القبتين اللتين تشبهان إلى حد بعيد شكل البصلتين.

وعلى ضفاف نهر الإيزار الذي يمر وسط ميونيخ لمسافة 13 كيلو متراً، تنتشر الحدائق الجميلة، وتعد حديقة الألعاب الأولمبية التي أنشئت عام 1972 المكان المثالي للتنزه خلال هذه الأشهر من السنة. فهنا يطل علينا البرج الأولمبي الشاهق الذي يبلغ ارتفاعه 290 متراً، إذ يتيح لك مشاهدة منظر رائع لكل المدينة والاستمتاع بمنظر جبال الألب والمناطق الطبيعية الخلابة وخاصة عندما تكون السماء صافية.

وعند رغبتك في أخذ قسط من الراحة وتناول بعض المشروبات والمأكولات، فيمكنك الاستمتاع بالجلوس في أحد المقاهي المنتشرة على جانبي شارع "لودفيغ" وشارع "ليوبولد" بالمنطقة التجارية أو في الحديقة الإنكليزية التي تبلغ مساحتها 373 هكتاراً وتضم البرج الصيني الشهير الذي شيد قبل 200 عام. وتستهوي هذه الحديقة العديد من السياح القادمين من منطقة الخليج العربي، نظراً لما تتميز به من جمال يطغى على مداخلها ويسحر زوارها، وستشدك أماكن التشمس فيها، إلى جانب أماكن اللعب والترفيه والزوايا العديدة التي تمنحك فرصة احتساء المشروبات الساخنة أو الباردة في أجواء حميمية. وسيتاح لك بالطبع مشاهدة أفضل المناظر في المدينة من أعلى نقطة في الحديقة التي يطلق عليها اسم تلة "مونوبوتروس" " Monopoteros".

 

أجواء المتاحف والفنون

ومن المعروف أن ميونخ هي مدينة عالمية مفعمة بالأجواء الثقافية، حيث تمتلك مجموعة واسعة من المتاحف والمعارض، والكثير من الكنوز الثقافية والفنية الأخرى التي يجب ألا يفوتك زيارتها. لذا فإننا ننصح عشاق متاحف اللوحات الفنية الذين يتوافدون على المدينة، أن يقوموا بزيارة المتاحف الثلاثة المخصصة للوحات والرسومات الفنية في شارع "بارر شتراسه" في منطقة "شفابينغ"، حيث تعد هذه المتاحف من أهم متاحف اللوحات الفنية في العالم. ويضم "المتحف القديم" أكثر من 800 لوحة من أعمال أشهر الفنانين الأوروبيين ومنهم "تيزيان" و"جيوتو" و"روبنز" و"رمبراندت". وعلى أمتار قليلة منه، يقع "المتحف الجديد" الذي يحتوي على مجموعة هامة من الأعمال الفنية الأوروبية من نهاية القرن الثامن عشر وحتى بداية القرن العشرين، ومنها على سبيل المثال لوحات لـ "فان غوخ" و"مونيه" و"ديغاس" و"غوغان" و"سيزان". ويعطي المتحف الثالث المتمثل في "متحف الفن الحديث" فكرة شاملة عن أعمال الفن التصويري والتشكيلي والتطبيقي في القرنين العشرين والحادي والعشرين.

أما دار الفن، التي تقع بجوار الحديقة الإنجليزية ذات الصيت الواسع، فتقوم بعرض مقتنيات فنية وتاريخية تعود إلى مختلف العصور الفنية، وتعتبر اليوم من بين المعارض التي تقوم بعرض الأعمال الفنية للفنانين المعاصرين من مختلف أنحاء العالم.

ويبرز مبنى "لنباخ" كأحد المنازل الذي تم بناؤه للرسام "فرانس فون لنباخ" على الطراز التوسكاني في القرن التاسع عشر، حيث يضم عدداً كبيراً من الأعمال الفنية التي تنتمي إلى مجموعة الفنانين التعبيريين "الفرسان الزرق". وهنا يمكنك الاستمتاع بمشاهدة لوحات كبار الفنانين من أمثال "بول كليه" و"فرانس مارك" و"أوغست ماكا" أو "فاسيلي كاندينسكي". وبالإضافة إلى ذلك، يقوم المتحف منذ سبعينيات القرن الماضي بجمع الأعمال الفنية التي تؤرخ لحركة تطور الفن المعاصر، ولذا فإن المتحف يضم أعمالاً لأكثر الفنانين تأثيراً في الحركة الفنية في العالم من أمثال "يوسف بويز" و"آندي وارهول" و"أنسليم كيفر" و"دان فلافين" و"جيف وول". كما يفسح المتحف بأقسامه المتعددة المجال ليس فقط لعرض الأعمال الفنية المشهورة، بل يعرض أيضاً أعمال الفنانين المعاصرين التي تلقى أعمالهم اهتمام الرأي العام.

وعند زيارة متحف بافاريا القومي، فإنك ستتعرف على شكل الحياة في الحقب البائدة، حيث يمكنك مشاهدة التماثيل التي تنتمي للعصر القوطي، وفن صناعة الذهب كما كان في نهاية عصر النهضة، وسجاد الحائط الثمين والقطع الأثرية النادرة التي ترجع إلى عصر الباروك والروكوكو. ولا تكتمل صورة الفن البافاري والأوروبي المتألق إلا من خلال اللوحات والساعات والأعمال الفنية المصنعة من العاج. وتضم مقتنيات المتحف المتنوعة مشغولات فنية يدوية وتراثية وأعمالاً فنية من خارج ولاية بافاريا.

وبالنسبة لعشاق الإنجازات التكنولوجية، فعليهم التوجه إلى المتحف الألماني، فهناك توجد سفن شراعية ونماذج نووية وطواحين هواء وكبسولات فضائية وقاطرات ديزل، وأناس آليين مستخدمين في مجال الصناعة، وآلات الأرغن، وسفن إنقاذ وغيرها الكثير. ولا يعتبر هذا المتحف واحداً من أقدم متاحف التاريخ الطبيعي والتقني في العالم فقط، بل يُعد كذلك أحد المتاحف التي تتمتع بأكبر عدد من الزائرين. وعلاوة على ذلك، فهو من أكبر متاحف العالم حيث أن مساحته تبلغ حوالي 50 ألف متر مربع.

أما من يريد التعرف على تاريخ ميونخ، فعليه حضور المعارض المؤقتة والدائمة التي يقيمها متحف المدينة للاطلاع على الوثائق والسجلات التي تتناول تاريخها. كما تقام هنا معارض خاصة حول تاريخ الحضارات والثقافات المختلفة. ويغطي هذا المتحف نطاقاً ثقافياً وفنياً واسعاً، سواء أكان الأمر يتعلق بفن التصوير الفوتوغرافي أو فن الأزياء والإكسسوارات أو فن العمارة أو اللوحات الفنية والنحت والأشغال اليدوية أو الآلات الموسيقية.

 

برامج ترفيهية منوعة

وتزخر ميونخ بالكثير من البرامج الثقافية المنوعة، سواء أكان ذلك على صعيد التمثيل أو المسرح أو فيما يخص الأوبرا، حيث تقام هذه الفعاليات في أماكن تحتل شهرة كبيرة في المدينة مثل: مسرح الأمير الحاكم "برينتس ريغنتن تيآتر" " Prinzregententheater"، دار الأوبرا البافارية، مسرح المدينة بميدان غيرتنر "غيرتنربلاتس تيآتر"، والمسرح الألماني.

كما تقدم مدينة السينما في بافاريا عروض الألعاب المثيرة لبدلاء الممثلين، وكذلك عروض الأفلام رباعية الأبعاد المذهلة، وتوفر للأطفال فرصة التعرف على ما يجري خلف كواليس كبار المخرجين السينمائيين. وتقدم جولات تعريفية باللغة الإنكليزية داخل مدينة "هوليوود ميونخ".

ويمكنك أيضاً أن تعيش الأجواء الموسيقية التي ينتظرها المصطافون في ميونخ بفارغ الصبر، كحفل الموسيقى الكلاسيكية في "أوديونسبلاتس"، الذي يعتبر قمة احتفالات ميونخ الصيفية الثقافية، ويتخلله حفلات تقدمها "إذاعة الأوبرا البافارية" و"محبو الهارمونية الموسيقية" التي تضفي نكهة إيطالية على ليالي ميونخ الممتعة. كما أن هناك العديد من العروض الموسيقية الأخرى التي تتميز بسمعة عالمية، بالإضافة إلى عروض يقدمها عازفو الجاز والراب ونجوم الروك.

وإذا كنت من محبي الألعاب البهلوانية المثيرة، فيمكنك زيارة سيرك "كرونه "العريق، حيث ستحظى بمشاهدة باقة كبيرة ومتنوعة من الألعاب وعروض البهلوانات والحيوانات المتوحشة التي تبهر عيون المشاهدين بالإضافة إلى العديد من الفقرات الشيقة التي ما هي إلا جزء من برنامج متنوع، خصوصاً أن هذا السيرك لا يعتبر الأكبر في ألمانيا فقط، بل في كل أوروبا.

وسيجد عشاق رياضة السباحة الكثير من حمامات السباحة المغلقة والمفتوحة المنتشرة في مدينة ميونخ، حيث تتحول الرياضة أيضاً إلى ترفيه، لاسيما مع وجود فرص متنوعة للاستمتاع بالمنزلقات المائية وأبراج القفز وأحواض الأمواج.

وفي المناطق المحيطة بالمدينة ستنتظرك لوحة طبيعية خلابة. فهناك ستتعرف على قرى ريفية جميلة مازالت تحافظ على تقاليدها العريقة، وستشاهد الكنائس القديمة ذات القباب البصلية، وستحظى برحلة مثيرة في بحيراتها الصافية المتألقة، وبالتأكيد فإن قمم الجبال المهيبة التي تحيط بالمكان ستشد نظرك إليها لما تتمتع به من جمال وروعة. فهذه الطبيعة الجبلية الانسيابية الخضراء، ستضفي على التنزه والتجوال والاستجمام معان جميلة تظل محفورة في ذاكرتك. وتمثل البحيرات والجبال والوديان في بافاريا أماكن مثالية لقضاء الإجازات وأوقات الفراغ. فهناك تتوافر فرص الترفيه للصغار والكبار على حد سواء، حيث يمكنك مثلاً القيام برحلات بحرية مثيرة والاستمتاع بشرب القهوة وأكل الحلوى في أحد المقاهي المنتشرة على ضفاف البحيرات.

 

شوارع التسوق الراقية

وعلى الرغم من كل هذه الأجواء الرائعة المفعمة بالتاريخ والثقافة والفنون والترفيه والمغامرات والرياضة والاسترخاء والعناية الطبية، فبلا شك لا يمكن لأي زائر يصل ميونخ أن يفوت فرصة القيام بجولة عبر شوارع التسوق الراقية في المدينة، لاسيما مع وجود العديد من عناوين الفخامة والترف التي تضمها. فالفخامة تُعتبر شعار أشهر شوارع ميونخ، الذي يطلق عليه اسم "ماكسميليان"، حيث ينفرد هذا الشارع الراقي عن غيره من شوارع المدينة، نظراً لما يزخر به من متاجر راقية تحمل بصمات أشهر مصممي الأزياء والموضة. فهناك ستجد كل ما هو مميز وذو جودة، من أحدث وأجمل المجوهرات الثمينة إلى الساعات والأزياء العالمية والأحذية، مثل "كارتيير" و"لوي فويتون" و"أرماني".

وإذا أردنا أن نكون أكثر دقة، فإننا لابد أن نشير إلى أن الجزء الغربي من شارع "ماكسيمليان" تحديداً، يشتهر بعدد كبير من المحال الفخمة ومتاجر المجوهرات وصالات العرض والفنادق الضخمة، ويوجد في هذه المنطقة فروع لأشهر  العلامات التجارية العالمية مثل "هيوغو بوس"، و"فيرتساتشي" و"دولتشي أند غابانا" و"لويس فيتون" و"سكادا" و"ديور" و"شانيل" وغير ذلك الكثير.

أما متاجر شارع "ريزيدنس" التي تولت في الماضي توريد البضائع إلى البلاط الملكي فتعرض المنتجات التقليدية، التي كانت تلقى إعجاب الملوك في السابق، مثل الزي البافاري المميز والقبعات والأحذية وتشكيلة مختارة من السيجار والسجائر والتبغ والشاي والقهوة.

كما تستطيع أن تقوم بجولات تسوق ممتعة في المحلات والحوانيت المنتشرة في "تياتينرهوف" وطرقات "بيروسا" وطرقات "تياتينر"، حيث ستجد أنواع رائعة من من الملابس الفاخرة التي تناسب الحياة اليومية. أما محلات قصر "برايسينج" فتعرض القطع الفنية الجميلة والسجاد الحريري الفخم والثريات الراقية.

ويحرص الكثير من عشاق التسوّق العرب على الاشتراك في جولات تسوق ممتعة عبر المحلات الداخلية للمدينة، ومركز "فونف هوفه" (التي تعني: الباحات الخمس) ومحلات "شفابينغ" الحديثة، وبذلك تتحول جولة التسوق إلى جزء من مغامرة مثيرة في مدينة مثيرة تجيد الاحتفاء بالزوار بطريقة خاصة تنبع من كرم الضيافة البافارية.
 


مطار ميونخ

  • يعد مطار ميونخ من أحدث وأنشط المطارات الأوروبية، ويبعد حوالي 35 كيلومتر عن وسط المدينة، حيث يقع في الجزء الشمالي الغربي منها.
  • يحتوي المطار على مبنيين للسفر والوصول: مبنى 1 يخدم خطوط الإمارات الجوية وخطوط الاتحاد الجوية، مبنى 2 يخدم شركة لوفتهانزا وستار اليانس ومنها الخطوط الجوية القطرية.
  • يستغرق الانتقال من وسط المدينة إلى المطار حوالي 45 دقيقة. يستطيع الزائر ا