بين الثقافة والصناعة

متاحف نورنبيرغ تستعرض أساطير السكك الحديدية ووثائق تاريخية وفنية فريدة

من المعروف عن مدينة نورنبيرغ أنها تمثل وجهة صحية متطورة تقدم العناية الطبية الفائقة، وأنها واحدة من أكثر المدن الألمانية رومانسية. ولكنها في نفس الوقت تقدم مزيجاً فريداً من الثقافة التقليدية والحديثة وتعد موطناً لعدد من أهم المتاحف الألمانية.

 

سيحظى زوار نورنبيرغ من عشاق المتاحف والثقافة والفنون ببعض من أهم المتاحف الألمانية والمعالم التاريخية، مثل: المتحف العالمي الشهير (غيرمانيشز ناتسيونال موزيوم) أي (المتحف الوطني الجيرماني)، الذي يعد أكبر متحف للفن والثقافة الألمانية، بالإضافة إلى كونه واحداً من المؤسسات الثقافية الرائدة في العالم. ومن المعروضات البارزة التي يحتويها نذكر: أول كرة أرضية لا تزال على قيد الحياة، والتي قام بوضعها (مارتين بهايم)، وساعة جيب تعتبر الأولى من هذا النوع، قام (بيتر هنلاين) بصناعتها. ومن معروضات المتحف الجذابة الأخرى، هناك ملابس معروضة بشكل أنيق، أزياء ريفية، أسحلة براقة، فنون زخرفية رائعة، بيوت دمى تاريخية، وغير ذلك. كما يوجد هنا أيضاً وثائق تاريخية وثقافية وفنية قيمة تخص المناطق الناطقة باللغة الألمانية، من البدايات وحتى الوقت الحاضر.

كما يوجد في نورنبيرغ متحف السكك الحديدية الألمانية الاتحادية (دي بي موزيوم)، الذي يتم فيه عرض مجموعة كبيرة من أساطير السكك الحديدية في قاعتين للمركبات. ويمتلك هذا المتحف أكبر مجموعة من مركبات السكك الحديدية التراثية في ألمانيا. وهناك حوالي 30 نموذجاً رائعاً من المجموعة تُعرض في نورنبيرغ. فهذا هو المكان الذي ستجد فيه أبرز المقتنيات من جميع مراحل تاريخ السكك الحديدية الألمانية، ابتداءاً من نسخة طبق الأصل لأول قاطرة يتم تشغيلها في ألمانيا المعروفة بـ (آدلر) وحتى عربة قطار الملك البافاري لودفيغ الثاني وأسماء عظيمة أخرى في تاريخ المركبات البخارية. وتكتمل المجموعة التاريخية بنموذج واحد من قطار (إنتر سيتي إكسبريس 3)، الذي يعد واحداً من القطارات الحديثة التي تُدار من قبل شركة (دويتشه بان). وتُعرض المركبات في قاعتين مستقلتين، حيث تمثل قاعة الأولى المتواجدة في الطابق الأرضي من المبنى الرئيسي للمتحف، موطناً لأساطير مركبات القرن التاسع عشر، في حين أن قاعة الثانية، التي تقع في المنطقة الخارجية من المتحف، مباشرة قبالة المبنى الرئيسي، تعرض نجوم السكك الحديدية من القرن العشرين.

ومن المتاحف الأخرى الشهيرة، هناك متحف محاكمات نورنبيرغ التذكارية (مموريوم نورنبيرغر بروتسسه)، الذي يقدم معلومات شاملة حول محاكمات نورنبيرغ الشهيرة. ويتم فتح قاعة المحكمة رقم 600 أمام العامة في أيام خاصة.

وهناك مركز التوثيق في الموقع السابق لمؤتمرات الحزب النازي (دوكوميناتيسونستسنتروم رايشسبارتايتاغسغلينده)، الذي يعرض جنون العظمة النازي وعواقبه.

وهناك أيضاً متحف الثقافة الصناعية (موزيوم إندوستري كولتور)، الذي لا يعتبر متحفاً مثيراً لاهتمام الكبار فقط، بل والصغار أيضاً. وبالنسبة للتركيز العام لمجمع المتاحف، الذي يشمل متحف الثقافة الصناعية ومتحف الدراجات النارية ومتحف المدرسة (شول موزيوم)، فينصب على تاريخ التصنيع في نورنبيرغ. وباستطاعة الزوار التمتع بمشاهد رائعة في ورشة قلم الرصاص التاريخية، بل حتى أنه بإمكانهم التقدم للمشاركة في الطباعة والتنضيد في ورشة العمل. ومن الجدير بالذكر أن المعرض يحتوي أيضاً على سيارات قديمة ومحركات بخارية.

أما عند زيارة منزل الفنان (آلبريشت دورر) الذي يعتبر واحداً من أشهر بيوت الفنانين، فستحظى بفرصة التعرف على جوانب حياة وعمل هذا الفنان الكبير.

كما يمكنك أيضاً زيارة متحف سيارات مايباخ في منطقة (نويماركت/أوبربفالتس)، حيث تبلغ المسافة حوالي 50 كم، من خلال رحلة مباشرة بواسطة القطار من (نورنبيرغ) إلى (نويماركت). وتعد سيارات مايباخ ليموزين هي الأكثر قيمة في تاريخ صناعة السيارات ككل. فبين عام 1920 وعام 1941 تم صناعة حوالي 1800 نموذجاً من هذه السيارات الفخمة، ولكن لم ينج منها على مدى القرون الماضية إلا 160 سيارة مايباخ ليموزين فقط. ويتواجد أكثر من 10 في المئة من مجمل أصول العالم في (نويماركت) في منطقة بالاتينات العليا (أوبربفالتس)، حيث أن (آنا) والدكتور (هيلموت هوفمان) لم يقوما فقط بجمع هذه النماذج الستة عشر الثمينة من سيارات مايباخ، بل أسسا أيضاً متحفاً فريداً من نوعه، حيث يمكن للعامة زيارة هذه السيارات. واشتريا بمواردهما المالية الخاصة مبنىً صناعياً تاريخياً يتمثل في مصنع سابق في وسط (نويماركت) وأعادا بنائه ليحولاه إلى متحف حديث. ولا تقتصر زيارة هذا المتحف على مشاهدة الست عشرة سيارة، بل أيضاً يمكن مشاهدة محركات ومعدات ومحاور السيارات، فضلاً عن وثائق تاريخية، ونماذج وأفلام قصيرة حول العلامة التجارية (مايباخ) وعائلتها.

يذكر أن مدينة نورنبيرغ تفتخر بقطارات الضواحي وأنظمة قطارات الأنفاق التي تتصف بكفاءة عالية (منذ عام 2008 يعمل في نورنبيرغ أول قطار أنفاق بلا سائق في ألمانيا)، فضلاً عن شبكة الحافلات والترام، كما أن المناطق الريفية المحيطة بها مترابطة بشكل جيد من خلال وسائل نقل عامة، وكل هذا بفضل البنية التحتية الممتازة التي تتصف بها نورنبيرغ.