تعرف على بعض معالم ميناء هامبورغ الجذابة

هل تصورت يوماً كيف يمكن أن تبدو هامبورغ بدون مينائها ومعالمها السياحية الكثيرة على طول نهر الإلبه؟ فهنا يدق قلب هامبورغ على مدار الساعة مع كل مد وجزر.. وهنا تجتمع التقاليد مع الحداثة لتخلق جواً خاصاً جداً، يشعر به جميع زوار المدينة، الصغار والكبار معاً. وسواء أردت القيام بجولات استكشافية بحرية مشياً على الأقدام أو بواسطة الحافلة أو السفن السياحية الرائعة وغيرها من الزوارق والقوارب الأخرى الكثيرة، فمن المؤكد أنك ستدخل عالماً من الدهشة لن تغادره أبداً.

تزخر أطراف الميناء بالكثير من معالم الجذب السياحي التي تُذهل الضيوف الصغار والكبار، لاسيما عند زيارة "المتحف البحري الدولي في هامبورغ" الذي يضم مجموعة من الكنوز التاريخية البحرية الفريدة على مستوى العالم، وذلك في مخزن كاي السابق (كاي شبايشر بي) بجوار حي المستودعات التاريخية تماماً (شبايشر شتادت). ويكرس هذا المتحف نفسه بشكل خاص للزوار الصغار مع ما يوفره من عروض كثيرة.

ومن المعالم الأخرى في الميناء التي تجذب الصغار والكبار على حد سواء يبرز معرض "بلاد العجائب المصغرة" (مينياتور فوندرلاند)، الذي يعتبر أكبر وأروع نموذج مفصل ومصغر من القطارات والسكك الحديدية في العالم. يحتوي هذا المعرض، الذي يقع وسط حي المستودعات التاريخية (شبايشر شتادت)، على حوالي 13 كلم من نماذج خطوط السكك الحديدية مع أكثر من 3 آلاف نقطة لتحويل مسارات القطارات وكذلك شكل مصغر لقارات بأكملها. وهنا يومض حوالي 350 ألف ضوء ويسير أكثر من 900 قطار وفي المطار الحيوي المصغر (كنوفينغن) تحلق وتهبط طائرات كبيرة وصغيرة وكأنها تُدار بيد ساحر.

ويزخر حي (شبايشر شتادت) بالقنوات المائية ويزخر بواجهات جميلة من الطوب وجسور مقوسة ومناظر خلابة. ومن خلال نزهة عبر الطريق المرصوفة بالحصى لمجمع المستودعات التاريخي المدرج ضمن الأماكن المحمية، يشاهد المرء منتجات مثل السجاد والقهوة والشاي والتوابل التي لا تزال تخزن هنا.

وعلى بعد دقائق قليلة من معرض "بلاد العجائب المصغرة" تجذب الزوار المراكب الشراعية والقوارب ذات المحركات في "مدينة مرسى القوارب" (سيتي-شبورت بووت هافن)، التي تم فيها أيضاً إعادة بناء "منارة عائمة" (فوير شيف) ذات لون أحمر غامق إلى مطعم راسٍ صديق للعائلة. وفي الجوار، وتحديداً عند جسر (أُبرزيه بروكه)، حيث كانت ترسو سابقاً سفن الركاب الكبيرة، تدعوك سفينة الشحن السابقة التي تم بناؤها عام 1961 (كاب سان دييغو) إلى زيارتها. فهذه السفينة-المتحف هي آخر سفينة من حجمها صالحة للإبحار على مستوى العالم.

ومن الجميل أيضاً القيام بالنزهات على الأرصفة البحرية "لاندونغس بروكن". فهنا تجد كثافة في حركة مرور السفن والعبّارات في الميناء ونهر الإلبه، حيث من المعتاد في هامبورغ القيام بالرحلات البحرية بواسطة القوارب الكبيرة، كما يمكن للمرء بسعر تذكرة حافلة عادية القيام برحلة قارب إلى شاطئ الإلبه "إلب شتراند" في منطقة "أوفلغونه". ومن لا يرغب بالإبحار، يمكنه من السطح العلوي أن يتمتع بمنظر القوارب وحركة الأرصفة البحرية على ضفة نهر الإلبه الأخرى بينما يتناول شطيرة من السمك. وفي الصيف يمكن للمرء القيام بذلك أيضاً وهو مسترخي على الرمال في واحد من النوادي الشاطئية العديدة التي استقرت عند نهاية الأرصفة البحرية "لاندونغس بروكن".

وبالتأكيد لا ينبغي على زوار هامبورغ تفويت فرصة التعرف على سوق سانت باولي للسمك "سانت باولي فيش ماركت". فهنا على ضفة نهر الإلبه، يتم عرض الفاكهة والخضار والملابس وغيرها من البضائع على المارة بصوت عال. وتترك خفة الظل التي تميز أسلوب الباعة أثرها على الكثير من زوار سوق السمك بحيث تراهم يشترون أصائص الزهور ويحملون أكياساً مليئة بالسمك المدخن والسمك الطازج. ولا تنسى الدخول إلى قاعة مزاد السمك العلني "فيش أوكتسيونس هاله"، فزيارتها تعتبر من التجارب الرائعة للذين يستيقظون باكراً.