ميناء هامبورغ.. مسرح بحري متفرد

يمنح ميناء هامبورغ المدينة سمتها وثروتها البحرية الفريدة. فهذا الميناء الجميل والنابض بالحياة يعد أحد أهم نقاط الجذب السياحي في شمال أوروبا، كما أنه يجتذب بانتظام السفن السياحية من قريب وبعيد. ومَنْ يحظى بجولة بين نهر الإلبه الذي يقع عليه الميناء ووادي الألستر، سيكتشف المزيج الفريد الذي تمتلكه هامبورغ: ففي الوقت الذي تعج به ضفاف الإلبه بالمحال التجارية والمطاعم والمقاهي وتزدحم بالناس، تتصف ضفاف الألستر بالهدوء وتعتبر مكاناً مثالياً للاسترخاء والراحة ولكل من يحب ركوب القوارب الشراعية أو زوارق التجديف. فمياه وادي الألستر الصغير وروافده الأصغر تم حصرها منذ القرن الثالث عشر لتكوّن بحيرة الألستر التي هي اليوم إحدى مناطق الإلتقاء المفضّلة لأهل هامبورغ وزوارها.

 

تعد هامبورغ إحدى أسرع المدن الأوروبية نمواً وأكثرها نشاطاً. وهذا يفسر سر الأرقام القياسية التي يحققها القطاع السياحي عاماً بعد عام. ويعتبر تنامي الرحلات البحرية من أكثر العوامل التي أسهمت في تنشيط السياحة، حيث أن موقع هامبورغ الجغرافي وحده يجعل من المدينة مركزاً وخطاً طبيعياً للرحلات البحرية عبر شمال أوروبا، في حين يستمر الطلب من شركات الشحن على أماكن لرسو السفن بالتنامي.

ويبدو أن ميناء هامبورغ، الذي يعد الأكبر في ألمانيا وثاني أكبر ميناء في أوروبا من حيث حجم المناولة، سيظل يمثل نبض المدينة، ليس فقط لكونه بوابة تجارية عالمية مهمة جداً، بل أيضاً باعتباره مسرحاً بحرياً مفتوحاً أمام الجميع ومركزاً للفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية والترفيهية. ففي مناسبة أيام هامبورغ للرحلات البحرية (هامبورغ كروز دايز)، التي تُقام كل سنتين، يحتفل مئات الآلاف من الزوار بسفن الأحلام التي تزين نهر الإلبه في هامبورغ أثناء هذا الحدث المتفرد، وتشتعل ضفاف نهر الإلبه بالحفلات الموسيقية وأجواء الفرح، ناهيك طبعاً عن الأعمال الفنية الضوئية التي تغرق حاضرة الإلبه في لون البحارة، وذلك من خلال عرض "الميناء الأزرق" (بلو بورت)، الذي لا يزين صفحات الماء فقط، بل أيضاً السفن نفسها وأبرز المعالم السياحية في المدينة لتكتمل بذلك الصورة الرائعة للميناء في ظل عروض الألعاب النارية المثيرة.

ويشهد ميناء هامبورغ كل عام واحدة من أهم الفعاليات والمتمثلة في الاحتفال بذكرى تأسيس الميناء (هافن غيبورتستاغ هامبورغ)، حيث يتضمن الاحتفال برنامجاً منوعاً، سواءً فوق البر من خلال مجموعة من العروض البارزة، أو فوق الماء من خلال عرض موكب السفن، الذي يشارك فيه العديد من السفن الملاحة البحرية، من بينها القوارب الشراعية الطويلة والسفن التقليدية والسفن السياحية العريقة المهيبة. ومن حظى بحضور هذه الفعالية المثيرة، فإنه تمتع بلا شك بمشهد فني رائع، لاسيما عندما تشرع السفن بالدوران وكأنها ترقص باليه.

يذكر أن مركز الرحلات البحرية "هامبورغ كروز سنتر" في حي "ألتونا" تم افتتاحه في عام 2011 كتكملة لمشروع محطة "هافن سيتي". ومن مزايا مبنى المحطة هذا أنه يوجد سطح يمكن الزوار من التمتع بمنظر رائع لميناء هامبورغ. وانطلاقاً من هنا يمكن الوصول إلى وسط المدينة خلال 15 دقيقة بواسطة الحافلة أو برحلة بالقوارب. وعلاوة على ذلك، من المخطط أن يتم في عام 2015 إنشاء محطة ثالثة للرحلات البحرية على رصيف "كرونبرينتس كاي" في وسط الميناء.