هامبورغ.. تاريخ ثقافي طويل وأجواء مفعمة بالموسيقى

تعتبر الأجواء الموسيقية والفنية والثقافية التي تتميز بها هامبورغ إحدى المزايا الجذابة لهذه المدينة السياحية. فقد ترك الشعراء ومؤلفو الموسيقى المشهورون عالمياً آثارهم في تاريخ ثقافة هامبورغ الطويل، واحتفلت فرقة البيتلز في نادي (ستار) ببداية نجاحها.

 

يوجد في هامبورغ كل شي: دور الأوبرا التي تقدم عروض الأوبرا ورقص الباليه، وفرق الأوركسترا والسيمفونيات، والمسارح التي تتميز بتعدد أنواع العروض والفنون، فضلاً عن الحفلات الموسيقية التي تستضيف النجوم العالميين المشهورين بموسيقى الروك والبوب وغيرها. وتعتبر هامبورغ أيضاً من أكبر المدن العالمية لعروض المسرحيات الغنائية الموسيقية (الميوزيكال) في العالم.

وعند زيارة حي (سانت باولي) ستجد فرصاً لا تنتهي من التسلية، كحفلات الرقص والعروض المسرحية والموسيقية والحانات والملاهي الليلية. فحياة الليل في هامبورغ مشهورة في العالم أجمع. وفي شارع (ريبيربان)في (سانت باولي) يكتشف المرء مرة أخرى نوعيات جيدة، حيث تتواجد اليوم عشرات المطاعم ومقاهي الرقص وأندية الموسيقى الحية.وستحظى في هذا الشارع بمشاهد فنية وثقافية حية، لاسيما وأنه شهد تحولاً كبيراً، فبعد أن كان هذا الحي مكاناً للمتعة، تكوّنت فيه اليوم ثقافة بديلة، فبات يزخر بالفن والموسيقى والثقافة، حتى أن عروض المسرحيات الغنائية الموسيقية (الميوزيكال) وجدت فيه مسارح لها. ويلاحظ تزايد مستمر لأعداد الشباب أصحاب الأفكار الجديدة الذين يكتشفون هذا الحي والمنطقة المجاورة له مثل حي (شانتسن فيرتل).

وقد ظهرت فرقة البيتلز لأول مرة في هامبورغ في 17 يوليو من العام 1960، في نادي الـ "إندرا"، في شارع "غروسه فرايهايت" على الجانب الشمالي من شارع "ريبيربان". في ذلك الوقت كانت البيتلز عبارة عن فرقة غير معروفة قادمة من ليفربول، مع سمعة بكونها من الدرجة الثانية. قدمت فرقة البيتلز حفلتها لآخر مرة في نادي "ستار" في هامبورغ في شارع "غروسه فرايهايت" خلال ليلة رأس السنة الجديدة في عام 1962. وبعد أيام فقط من ذلك، حققت أغنيتهم نجاحاً كبيراً وبدأت حياتهم المهنية على المستوى العالمي!

وبين هذين التاريخين أقيمت مئات الحفلات الموسيقية في نوادي حي "سانت باولي". وكان ذلك الوقت في هامبورغ حاسماً لفرقة البيتلز. هنا قاموا بتطوير أسلوبهم الخاص، وهنا اختاروا قصة الشعر التي تعد كعلامة تجارية. وبعد ما يقرب من 50 عاماً، تم تخصيص مزار خاص لفرقة البيتلز يتمثل في ساحة البيتلز "بيتلز بلاتس" على مدخل شارع "غروسه فرايهايت".

كما تصل أجواء الموسيقى إلى (سوق السمك) الذي لا ينبغي على أي قادم إلى هامبورغ أن يفوت فرصة زيارته. فمنذ عام 1703 يتم في أيام الأحد من الساعة الخامسة صباحاً بيع كل ما يتصوره المرء في هذه السوق التقليدية لهامبورغ. ويمكن الحصول على شتّى البضائع تحت سقف قاعة المزاد العلني التي يبلغ عمرها أكثر من 100 عام ويرتبط إسمها تاريخياً بالسمك. وسترى هنا حشوداً من أهل المدينة وضيوفها، كما ستجد أشخاص سهروا الليلة السابقة في شارع (ريبيربان) يتناولون وجبات السمك ويحتسون القهوة الساخنة بانتظار عودة حيويتهم. وتشهد المدينة أيضاً فعاليات ومهرجانات دولية شهيرة.