عاصمة الشمال لأعياد الميلاد

أسواق عيد الميلاد في هامبورغ غنية ومتنوعة كالمدينة نفسها

لا يقصر جمال مدينة هامبورغ الحرة الهانزية على شهر أو فصل من فصول السنة، فهي جميلة في كل المواسم حتى عندما تبدأ درجات الحرارة في الانخفاض. كما تتميز الفترة الأخيرة من كل عام بنكهة خاصة جداً لأنها فترة عيد الميلاد. ففي آواخر شهر نوفمبر من كل عام تفتح أسواق عيد الميلاد في هامبورغ أبوابها أمام أهل المدينة وزوارها القادمين من كافة أنحاء العام، حيث تتزين الشوارع بالأضواء البراقة وألعاب الأطفال والأكشاك المنمنمة التي تعرض المأكولات والمشروبات الشعبية المعدة خصيصاً لهذه المناسبة، بالإضافة إلى المشغولات والحرف اليدوية التقليدية وغير ذلك الكثير.

ومن يقوم بزيارة مدينة هامبورغ أثناء هذه الفترة ويتنزه عبر أسواق عيد الميلاد هذه ذات التصاميم المتنوعة والأجواء المتفردة، سوف يتعرف على الأسباب التي جعلت الناس يطلقون عليها لقب "عاصمة الشمال لأعياد الميلاد". ففي وسط المدينة وحدها ينتظر الزوار العديد من أسواق عيد الميلاد التي تقدم أجواء عيد الميلاد المناسبة للكبار والصغار، ابتداءً من الأجواء العائلية وحتى الأجواء الغريبة والمثيرة.

وتتميز أسواق عيد الميلاد في هامبورغ بأنها غنية ومتنوعة التصميم كما هو حال المدينة نفسها. فسوق عيد الميلاد التاريخي أمام مبنى البلدية (راتهاوس)، يعتبر مع أزقته ذات المواضيع المحددة فريداً من نوعه في ألمانيا. كما يتم سنوياً جذب أكثر من 3 ملايين شخص إلى سوق عيد الميلاد هذا، لتذوق المشروبات الساخنة أو مشاهدة سانتا كلوز وهو يحلق فوق مرافق الألعاب وسطوح الأبنية.

من جهة أخرى، يمكن للزوار أن يعيشوا أسلوب الحياة الهانزي في سوق عيد الميلاد عند قناة (فليت إنزل) أو في سوق (فنترتساوبر) عند محطة (يونغفيرنشتيغ). وبمواقعها المتواجدة مباشرة على بحيرة الألستر وقنواتها المائية تساهم عجلة ملاهي الأطفال الضخمة في (يونغفيرنشتيغ)، الذي يعد واحداً من أفخر شوارع هامبورغ، أو أطباق الطعام المتنوعة عند قناة (فليت إنزل) في ضمان أجواء احتفالية للزوار مباشرة على الماء وبعيداً عن ضجيج الشوارع.

كما يزخر سوق عيد الميلاد في حي (أُوبرزيه) في مدينة المرفأ (هافن سيتي)، بسلسلة من المفاجآت، بدءاً من حلبة التزلج الكبيرة أمام مكتب الميناء القديم وحتى العديد من الأنشطة التي تسبق ليلة عيد الميلاد. ويكتمل برنامج عيد الميلاد في مدينة المرفأ (هافن سيتي) في هامبورغ من خلال مشهد مفعم بالحنين، وغناء كورالي احتفالي، وبيع لأشجار أعياد الميلاد، ومخبز مخصص لعيد الميلاد وكذلك موكب فوانيس مميز.

أما في سوق عيد الميلاد (سانت باولي) في شارع (ريبيربان) فيسود نوع مختلف قليلاً من أجواء عيد الميلاد في ألمانيا. كما يمكن للزوار إيجاد شيء ما من كل شيء، كالكستناء المحمصة، الموسيقى الحية، والكوكتيلات أو المشروبات المثيرة وغيرها.

وكما جرت العادة كل عام تقريباً، بإمكان الأطفال، في أيام محددة، دخول سفن الأحلام الأسطورية (ميرشن شيفه)، لاسيما أن عيونهم تشع ألقاً بمجرد رؤيتهم لهذه السفن البخارية في بحيرة الألستر. فبجوار سوق عيد الميلاد عند محطة (يونغفيرنشتيغ) يمكن للأطفال القيام بخبز الكعك على متن هذه السفن، وطلب هدايا أعياد الميلاد أو المشاركة في أداء العروض المسرحية.

أما الموكب الكبير لعيد الميلاد، الذي يقام في قلب المدينة خلال كافة أيام السبت التي تسبق ليلة الميلاد، فهو يسحر الصغار والكبار على حد سواء، حيث يضم مشاركين كثر يرتدون أزياء احتفالية خيالية وغريبة خاصة بفترة عيد الميلاد، وذلك في شارع "مونكيبيرغ شتراسه".

وتعد الثقافة نقطة محورية في احتفال عيد الميلاد في هامبورغ. ففي الأوبرا الحكومية يتم عرض الكثير من الأعمال مثل كسارة البندق (نوس كنَكر)، (هينزل اُند غريتل)، الناي السحر (دي تساوبر فلوته) وكذلك أيضاً عروض عيد الميلاد التقليدية كالباليه. أما في مسرح (تاليا) فيتضمن البرنامح عرض (القط أبو جزمة) (دير غشتيفيلته كاتر) للأخوين (غريم) أو عرض المتهور (ريكليس) من رواية المؤلفة (كورنيليا فونكه). كما تتوفر أحداث وفعاليات عيد الميلاد أيضاً في متاحف المدينة.

يذكر أن فترة عيد الميلاد في هامبورغ تمثل مناسبة لكل أفراد العائلة، حيث يتم توفير عروض خاصة للمجموعات والعائلات، تضمن لك إقامة فريدة من نوعها في هامبورغ خلال فترة عيد الميلاد.