سفن الأحلام تجوب زرقة الإلبه

مرفأ هامبورغ يتحول إلى مسرح بحري مفتوح أمام العالم

ليس هناك من يعرف سحر اللون الأزرق أفضل من أولئك الذين حضروا عرض "كروز دايز 2010" "Hamburg Cruise Days 2010" الذي أقيم مؤخراً في هامبورغ. ففي تلك الأيام عاش أهل المدينة وضيوفها أجواء بحرية متفردة: سفن بيضاء وليالي زرقاء حولت مرفأ هامبورغ إلى مسرح بحري في الهواء الطلق. ويبدو أن الانسجام بين أسطول السفن وانعكاس فنون الإضاءة المتمثلة في "بلو بورت" "Blue Port" أي "المرفأ الأزرق" كون منظراً يحبس الأنفاس بكل بساطة.


سفن الأحلام والميناء الأزرق

من الواجهة الزجاجية للمعطم المتواجد في مبنى "مسرح الميناء" "Theater im Hafen" كنا سعيدين بتمكننا من مشاهدة منظر يحبس الأنفاس تمثل بعرض أيام رحلات هامبورغ البحرية "كروز دايز" والعمل الفني المتمثل في "بلو بورت" عندما تم غمس الميناء بمنظر ساحر توهجت فيه الظلال الزرقاء بواسطة أعمال الإضاءة الفنية.

وكما حدث قبل عامين خلال فعالية "هامبورغ كروز دايز 2008"، فإن هذا العمل الفني الضوئي المتمثل في "بلو بورت" كان هذا العام مرة أخرى عنصر الربط بين المرفأ والرحلات البحرية وزوار مدينة الهانزا، وكانت عشرات المباني والسفن والمرافق الأخرى تتوهج باللون الأزرق وتعلب دوراً في هذا الحدث الساحر محولة نهر الإلبه إلى منصة عملاقة تتوهج بلون البحارة. وشارك العديد من المباني المعروفة التي تزين أفق هامبورغ بهذا الحدث، نذكر منها على سبيل المثال: جسر "كولبراندبروكه" "Koehlbrandbruecke" وكنيسة "سانت ميشائيل" "St. Michaelis" ومبنى أوركسترا الإلب" "Elbphilharmonie". كما انضمت إلى استعراض الضوء هذا العديد من النقاط المميزة في الميناء وحوله، وحتى العجلة الكبيرة في ملاهي هامبورغ "Hamburger Dom". ولا عجب في قيام العديد من الشركاء والشركات بدعم فعالية "الميناء الأزرق"، لأن التزام الجميع تجاه مدينتهم هو في النهاية من التقاليد الجيدة والمتعارف عليها في هامبورغ.

وبالفعل فقد استمتع الزوار على مدار ثلاثة أيام، ببرنامج ترفيهي وفني امتدت فعالياته على طول الواجهة البحرية، حيث قامت جمهرة واسعة من السفن والقوارب بتحويل نهر الإلبه إلى مسرح بحري متفرد للاستعراض، وجاب أسطول من سفن الأحلام وهي: "الدوارا" "AIDAaura" و"أستور" "Astor" و"كولومبوس" "Columbus" و"دويتشلاند" " Deutschland " و"ماين شيف" "Mein Schiff " المرفأ الأزرق. ولكن ليس فقط المرفأ الذي تلون بالأزرق، بل أيضاً سفن الحفلة نفسها أضيئت بالأزرق لتكتمل الصورة الرائعة للحدث.

ويقف وراء هذا العمل الفني الضوئي فنان الإضاءة والكاتب المسرحي ميشائيل باتس، الذي غمر حاضرة الإلبه أثناء أيام كروز هامبورغ في عام 2008 من هافن ستي إلى نويمولن في لون البحارة. وفعل ذلك أيضاً هذه المرة من خلال تجهيز عشرات المباني والمرافق الأخرى على طول حافة المياه بعد أسابيع طويلة من العمل مع الإضاءة، ليجعلها تتزين بسحر اللون الأزرق. ويعتبر باتس أحد أبرز فناني الإضاءة وأكثرهم شهرة في العالم وهو واضع الـ "BLUE GOALS" خلال كأس العالم 2006 في هامبورغ. ويكشف باتس أسرار المدينة من خلال استخدام أداتين هما: المسرح والإضاءة. وإليكم ما كتب على بطاقته التعريفية: " ميشائيل باتس – سينوغرافيا. إضاءة". وتعني كلمة "سينوغرافيا" أنه يقوم بتشكيل مسرح حيث لم يجري تشكيله من قبل، أما كلمة إضاءة فتعني أنه يضيء الزوايا التي لم يتم تسليط الإضاءة عليها من قبل.

وفي لقائنا معه قال باتس: "مرفأ هامبورغ هو عبارة عن مسرح كبير للثفافة والفنون. ولابد من أن نستخدم تقنيات جديدة في التعامل مع الماء، فالكل يريد أن يعرف كيف سيكون العالم في المستقبل، وهذا ما أحاول أن أرويه".

وبالنسبة لاختياره اللون الأزرق، أوضح باتس: "الضوء الأزرق يرتبط عادة بسيارات الشرطة والحوادث، ولكن بالنسبة لي أرى فيه السعادة والحياة، فهو لون يغير الإنسان لأنه دافئ وحنون". وأضاف: "إذا كان هناك من لون ضوئي له قدرة خاصة لجعل الكائنات أو الأشياء شفافة وجعلها تعوم، فهو اللون الأزرق". كما أشار إلى أن عرض "بلو بورت" هذا العام كان أكثر كثافة من عرض عام 2008، حيث تم إضاءة الكثير من المعالم والمرافق والعناصر المتنوعة. وعندما سألناه إذا كانت فعالية "بلو بورت" قد أصبحت فعالية دورية، أجاب باتس: "حسب اعتقادي فهي أصبحت فعالية ستقام بشكل منتظم كل سنتين".

 

مركز الثقافة والفن

وكل من حظي بزيارة هامبورغ يعلم جيداً أن الأجواء الموسيقية والفنية والثقافية هي إحدى مزايا هذه المدينة السياحية التي تشتهر بكونها مركز ثقافي متعدد المظاهر. فقد ترك الشعراء ومؤلفو الموسيقى المشهورون عالمياً آثارهم في تاريخ ثقافة هامبورغ الطويل، واحتفلت فرقة البيتلز في نادي "ستار كلاب" ببداية نجاحها.

وستلاحظ أن كل شيء معقول في هامبورغ، فهناك دور الأوبرا التي تقدم عروض الأوبرا ورقص الباليه، وفرق الأوركسترا والسيمفونيات، والمسارح التي تتميز بتعدد أنواع العروض والفنون، فضلاً عن الحفلات الموسيقية التي تستضيف النجوم العالميين المشهورين بموسيقى الروك والبوب وغيرها. وتعتبر هامبورغ أيضاً من أكبر المدن العالمية لعروض المسرحيات الغنائية الموسيقية "الميوزيكال" في العالم. فقد دامت عروض "كاتس" مدة 15 عاماً وهو العرض الأطول مدة في ألمانيا. وهناك تتمة لهذا النجاح بإنتاج عرض "كونيغ دير لوفن"، أي الملك الأسد، لشركة والت ديزني أو"ديرتي دانسينغ".

كما تزخر هامبورغ بمتاحفها المرموقة عالمياً والصالات الفنية التي تجذب أعداداً كبيرة من الزوار كصالة الفن "كونست هاله" "kunsthalle" التي تقدم جولة ثقافية مثيرة تمتد عبر تاريخ الرسم الزيتي والنحت من القرن الرابع عشر وحتى اليوم. وتمثل هذا الصالة متحفاً للفن وموطناً للعديد من المجموعات الفنية الرئيسية.

ومن يحظى بزيارتها هذه الأيام سيتمكن من التعرف على معرض "الإبحار تحت أشرعة كاملة – لوحات فنية ألمانية من العصر الذهبي"، حيث يحوي هذا المعرض لوحات فنية بحرية تعود إلى العصر الذهبي في القرن السابع عشر، وهو يتمحور حول أعمال مذهلة لأبرز ممثلي هذه الحقبة. وإلى جانب هذه المجموعة الرائعة من المشاهد البحرية، نجد لوحات فنية ورسومات لجميع الرسامين البحريين من ذلك العصر. وحتى يومنا هذا، تثير تلك الرسومات أحاسيساً من الحرية، والاستقلالية، والمغامرة، وأيضاً التأمل والطمأنينة. وبما أن المصير السياسي والاقتصادي لشعب ألمانيا في العصر الذهبي كان مرتبطاً بشكل وثيق بالبحر، فإن الموضوع الرئيسي لتلك الأعمال الفنية هو السفن بأشرعتها المفتوحة والظاهرة من بعيد، إلى جانب لوحات أخرى رسمت بعناية فائقة المياه الهادئة.

وحتى عندما تزور مبنى البلدية "راتهاوس" فقد تتصور أنك في متحف كبير، إلا أنه في الحقيقة يمثل وسط المدينة السياسي. وكمكان متنوع الاستخدمات للسياسة والتمثيل الحكومي، فإن اثنين من الهئيات السياسية الرئيسية في المدينة الهانزية يتخذان مقرهما فيه وهما: وزراء "سناتور" ولاية هامبورغ والمحافظ. ويعود تاريخ هذا المبنى المشيد من الحجر الرملي لأكثر من مئة عام. فبعد حريق شب في عام 1842 وقضى على مبنى البلدية بشكل كامل رحل المجلس لفترة مؤقتة إلى مبنى آخر وذلك لمدة 55 عاماً! وقد تم تدشين مبنى البلدية الجديد في عام 1897 وهو يتكون من 647 غرفة ويقف على أكثر من 4000 عمود من شجر البلوط. وعلى العكس من الطراز السائد في المنطقة، فإن مبنى البلدية يلمع بواجهة ذات زخارف كثيرة ومحاطة بـ 20 تمثالاً. ويجد الزائر فوق البوابة الرئيسية الجملة التالية المكتوبة باللغة اللاتينية: "يجب على الأخلاف المحافظة بكرامة على الحرية التي نالها الأجداد".

وتمتد المتاحف لتشمل سفن الشحن الكلاسيكية، كالسفينة المتحف "كاب سان دييغو" "Cap San Diego" التي تم تصميم هيكلها المتقوس والبنية الفوقية بواسطة المهندس المعماري Caesar Pinnau، الذي صمم أيضاً غرفة الطعام والصالون والحانة والمقصورات المريحة لتستقبل المسافرين والزوار على متنها. وقد سافرت هذه السفينة، التي تعرف باسم "البجعة البيضاء لجنوب أتلانتس"، بين هامبورغ وأمريكا الجنوبية لمدة عشرين عاماً. وهي ترسو عند جسر "Ueberseebruecke" كمتحف مثير للاهتمام. وقامت باستعراض قيمتها البحرية مرة أخرى أثناء أيام كروز هامبورغ مؤخراً.

 

ثقافة بديلة وترفيه حي

ومن المعروف أنه حتى ليل هامبورغ يزخر بالثقافة والفن والموسيقى، فمن يزور حي سانت باولي سيجد فرص تسلية لا تنتهي، كحفلات الرقص والعروض المسرحية والموسيقية. فحياة الليل في هامبورغ مشهورة في العالم أجمع. وفي شارع "ريبيربان" "Reeperbahn" في "سانت باولي" أو كما يحب سكان هامبورغ أن يسموا المنطقة بـ "Kiez" يكتشف المرء مجدداً نوعيات جيدة، حيث تتواجد اليوم عشرات المطاعم ومقاهي الرقص وأندية الموسيقى الحية.

وستحظى في هذا الشارع بمشاهد فنية وثقافية حية، لاسيما وأنه قد جرى هنا تحول كبير، فبعد أن كان هذا الحي مكاناً للمتعة، تكوّنت فيه اليوم ثقافة بديلة، حيث أنه يزخر بالفن والموسيقى والثقافة، فحتى عروض المسرحيات الغنائية الموسيقية "الميوزيكال" وجدت مسارح لها فيه. ويلاحظ تزايد مستمر لأعداد الشباب أصحاب الأفكار الجديدة الذين يكتشفون هذا الحي والمنطقة المجاورة له "شانسين فيرتل".

ويجد الزائر في حي سانت باولي كل شئ: التجارة وزخم الحياة ومحلات بيع الشاورما والمأكولات الآسيوية الخفيفة إلى جانب الحانات وصالات الرقص والملاهي الليلية. كما يشاهد الزائر سكان المنطقة القدامى وممن يميلون إلى آخر صرعات الموضة، بالإضافة إلى نادي كرة القدم "اف سي سانت باولي". وفي هذه المنطقة ستحظى بالتأكيد بفرصة التعرف على المكان الذي قدمت فيه فرقة البيتلز الشهيرة عرضها الموسيقي.

كما تمتد أجواء الموسيقى لتصل "سوق السمك" الذي لا ينبغي على أي قادم إلى هامبورغ أن يفوت فرصة زيارته. فمنذ عام 1703 يتم في أيام الأحد من الساعة الخامسة صباحاً بيع كل ما يتصوره المرء في هذه السوق التقليدية لهامبورغ: من بيع الأسماك والدواجن والخضروات والفاكهة إلى الأواني والأباريق وحتى اللعب البلاستيكية. ويمكن الحصول على شتّى البضائع تحت سقف قاعة المزاد العلني التي يبلغ عمرها أكثر من 100 عام ويرتبط إسمها بالسمك تاريخياً. وسترى هنا حشوداً من أهل المدينة وضيوفها، كما ستجد أشخاص سهروا الليلة السابقة في شارع "ريبيربان" يتناولون ساندويتشات السمك ويحتسون القهوة الساخنة بانتظار عودة حيويتهم.

 

مدينة متعددة الوجوه

ويبقى الحديث عن هامبورغ مرتبطاً دوماً بالبحارة والسفن والمرفأ، حيث تعتبر المياه من أهم المظاهر الساحرة في المدينة، فنهر الإلبه والميناء الموجود في قلب المدينة يمثلان شريانها الاقتصادي كما يضفيان جواً بحرياً فريداً من نوعه، لاسيما مع وجود حوالي 2500 جسر عبر شبكة القنوات المائية العريضة والصغيرة التي تتدفق بين نهر الإلبه والألستر. وبينما يطغى زخم الحياة والأمور التجارية على كل من نهر الإلبه والمرفأ، فإن ضفاف الألستر تتصف بالهدوء والرمانسية. والمميز أنه حتى فنادق هامبورغ الفاخرة تتميز بمواقع وإطلالات ساحرة على الماء، فمثلاً يقع فندق "لو رويال ميرديان" "Hotel Le Royal Meridien Hamburg" على ضفاف بحيرة الألستر الخارجية، حيث تنتشر في محيطه المساحات الخضراء والمياه الهادئة. وتعتبر هذه البحيرة الكبيرة الواقعة في قلب المدينة الخضراء جنة لكل من يحب ركوب القوارب الشراعية أو زوارق التجديف. فقد تم حصر مياه وادي الألستر الصغير وروافده الأصغر منذ القرن الثالث عشر ليكوّن بحيرة الألستر التي هي اليوم إحدى مناطق الإلتقاء المفضّلة للراحة وممارسة رياضة الجري.

وبدوره يتميز فندق "فيرمونت فير ياريستسايتن" "Hotel Fairmont Vier Jahreszeiten" بإطلالة ساحرة على بجيرة الألستر الداخلية ""Binnenalster"، حيث يمكنك أن تجلس على شرفة الفندق وتحظى بعشاء شهي مع مشروبات لذيذة بينما تستمتع بجمال المساء وأنت تشاهد نافورة الألستر "Alsterfontaine" التي تزين قلب البحيرة.

ويجب أن لا تفوتك إحدى الجولات المتنوعة على فوق مياه هذه البحيرة. فهناك عدّة رحلات يومياً على السفينة البخارية تبدأ عند محطة القطار "يونغفيرن شتيغ" "" U/S-Bahn Jungfernstieg ، حيث يمكن للزائر التمتع برؤية معالم المدينة. كما يفضل القيام بجولة على الأقدام حول بحيرة الألستر لمشاهدة أجمل المواقع السكنية في هامبورغ.

أما من يريد أن يعيش أجواء التاريخ التجاري للمدينة، فسيكون سعيداً لمعرفته أن أغلب الجولات والزيارات تبدأ من الجسور المقامة فوق المياه للوصول إلى مدينة المخازن التاريخية "شبايشر شتادت" "Speicherstadt". وتعد منازل التجار البديعة على ضفتي نهر "الإلبه" ومجمع "شبايشر شتادت" التاريخي الضخم شهادة على تاريخ مدينة هامبورغ الهانزية الحرة. فمدينة المخازن التاريخية "شبايشر شتادت" التي يمتد عمرها إلى أكثر من 100 عام، ستجعلك تعيش أجواءً ذات نكهة خاصة. فهذا المجمع التاريخي يعتبر أكبر مجمع لمخازن السلع في العالم، حيث يتم هنا تخزين بضائع ذات قيمة عالية كالشاي والكاكاو والقهوة والتوابل والتبغ بالإضافة إلى العديد من المنتجات الأخرى، كما يوجد فيها أكبر مخزن للسجاد الشرقي في العالم. وخلف الحائط الضخم لمدينة المخازن يمكنك أن تتمتع بجو رومانسي بين قنوات المياه الجارية وأبنية العصر الغوطي والسطوح الموشورية والأبراج الغريبة الشكل. ويصبح المنظر أكثر رومانسياً في ساعة الغروب عند إضاءة أنوار هناك.

 

رموز المستقبل

وعلى مقربة من هذا المجمع التاريخي يُبنى واحد من أضخم المشاريع السكنية لتطوير المدن الأوروبية وأكثرها جاذبية على الإطلاق والمتمثل في "مدينة المرفأ"  "HafenCity". ويغطي هذا الحي مساحة 157 هكتار مما سيساهم في زيادة مساحة وسط المدينة بنسبة 40%.

ويعتبر مشروع "هافن ستي" من المشاريع الجرئية التي تثير الفضول في نفوس زوار وضيوف المدينة حيث سيذهلك بمبانيه ورؤيته المستقبلية كونه سيكون عالماً مثالياً لحياة أجمل وعمل أفضل، بل إن الفضول دفع أهل هامبورغ أنفسهم إلى التجول على طول الشوارع الممتدة على جوانب أحواض المرفأ ليشاهدوا التغييرات التي تطال شكل "مدينة المرفأ" باستمرار بسبب تسارع أعمال البناء في هذا المشروع. ومن المتوقع أن يحوي هذا المشروع عند اكتمال تطويره 5500 مسكن يمكن أن تستوعب نحو 12000 شخص، والعديد من الشركات والمرافق، كما سيعمل على توفير نحو 40 ألف فرصة عمل. وقد تم بالفعل تشييد عشرات الأبنية الكبيرة حتى الآن، وتقف مشروعات أخرى على مشارف الإنتهاء.

ومن أروع الأعمال الهندسية لهذا المشروع يبرز المبنى الجديد للأوركسترا والحفلات الموسيقية "إلب فيلهارموني" " Elbphilharmonie" الذي يُبنى على سطح المخزن "Kaispeicher A". ويمزج التصميم الذي وضعه مكتب المهندسان السويسريان Herzog & de Meuron بين العراقة والحداثة ليتماهى مع مدينة الهانزا الواقعة مباشرة على المياه. ومن على هذا المبنى المثير للإعجاب يمكن للزائر مستقبلاً رؤية نهر الإلبه ونحو 40 سفينة من سفن رحلات الركاب الراسية في المرفأ. أما الرؤية الهندسية لأوركسترا الإلب فستصبح واقعاً في العام 2012 لتشكل السمة المميزة الجديدة لمدينة هامبورغ.

ويمكن كل يوم أحد القيام بجولة تعريفية في هذا المبنى الذي ما يزال تحت الإنشاء برفقة مرشد مختص، حيث يمكنك تذوق السحر الذي يمارسه على كل زائر من زواره.

وسيشتمل المبنى عند إنتهائه على 26 طابقاً وسيبلغ الطول الإجمالي حوالي 110 أمتار. وستتألف الواجهة الزجاجية للمبنى من عناصر زجاجية فريدة يبلغ مجموعها 1089، منها الكثير من الأجزاء المنحنية، كما تم تدعيم النوافذ بشكل يضمن الحماية من أشعة الشمس. والوصول إلى داخل المبنى يتم عن طريق سلم متحرك منحني يربط الطابق الأرضي مع الساحة "Plaza" الواقعة في أعلى السطح. وتمثل هذه المنصة المفتوحة همزة وصل بين بهو الأوركسترا والمطاعم والفندق فضلاً عن مداخل الشقق. ومنها يمكن مشاهدة مناظر رائعة لوسط المدينة و"هافن ستي" ونهر "إلبه" وأيضاً باتجاه مستويات علوية مختلفة لبهو قاعة الأوركسترا.

وتتسع صالة الحفلات الموسيقية الكبيرة لحوالي 2150 مقعداً، أما الصالة الصغيرة فتضم 550 مقعداً وكذلك الصالة الثالثة، أما ما يدعى بإستديو كاي " Kaistudio"فيحوي 170 مقعداً.

وإلى جانب الاستخدام العام لصالات الحفلات سيكون لها استخدام للدعم التجاري كفندق أربعة نجوم يضم 250 غرفة. ويوجد في المبنى أيضاً العديد من المرافق والغرف الإضافية الأخرى كمرآب السيارات ومكان للتعليم الموسيقي وغير ذلك.

وستلعب أوركسترا الإلب دوراً مهماً ووظيفة مركزية كمعلم سياحي مسؤول عن تطوير وتسويق "هافن ستي"، فهي ستكون بمثابة علامة بارزة وبخاصة في مجال تمثيل مدينة هامبورغ على الصعيد الدولي. ويذكر أنه لا يمكن مشاهدة كامل مبنى أوركسترا الإلب إلا إذا تم النظر إليه من جهة الماء.

 

مدينة الرحلات البحرية

تعتبر هامبورغ إحدى أسرع المدن الأوروبية نمواً وأكثرها نشاطاً. وهذا يفسر سر الأرقام القياسية التي يحققها القطاع السياحي عاماً بعد عام. ويعتبر تنامي الرحلات البحرية من أكثر العوامل التي أسهمت في تنشيط السياحة، حيث أن موقع هامبورغ الجغرافي وحده يجعل من المدينة مركزاً وخطاً طبيعياً للرحلات البحرية عبر شمال أوروبا، في حين يستمر الطلب من شركات الشحن على أماكن لرسو السفن بالتنامي. ومنذ العام 2000، ارتفع عدد الرحلات السياحية التي تصل مرفأ هامبورغ خمسة أضعاف، ومن المتوقع أن يستمر هذا النمو حتى يصل عدد الرحلات إلى 100 رحلة وعدد الزوار إلى 200,000 زائر.

 

فندق "لو رويال ميرديان" "Hotel Le Royal Meridien Hamburg"

يقع في قلب هامبورغ، على بحيرة الألستر الخارجية. وفي محيطه تنتشر المساحات الخضراء والمياه الهادئة، حيث يمكن قضاء أوقات الفراغ والاستراخاء والهروب من زخم الحياة اليومية أو ممارسة رياضة الجري حول بحيرة الألستر أو رياضة التجديف. ومن خلال جولة على الأقدام يمكن للمرء مشاهدة البنوك التاريخية والمراكز التجارية الراقية والسفارات الأجنبية التي تقع على ضفاف الماء. ويعتبر الفندق المكان المثالي لعقد المؤتمرات وقاعات المحاضرات والندوات في هامبورغ.

 

فندق "فيرمونت فير ياريستسايتن" "Hotel Fairmont Vier Jahreszeiten"

يقع في قلب الحي المالي ومنطقة التسوّق. هو فندق الفخم، ويستحق بالفعل ما يقال عنه بأنه واحد من أفضل الفنادق في العالم، إذ يوفر تجربة مذهلة في عالم الضيافة، ويتميز بالسحر التاريخي والرفاهية العظيمة. ويمكن التمتع بجمال المساء من على شرفته المطلة على نافورة الألستر "Alsterfontaine" التي تزين بحيرة الألستر الداخلية "Binnenalster".