وجهة الرفاهية

منطقة جنوب غرب ألمانيا.. مهد صناعة السيارات في العالم

لا تقتصر أهمية منطقة جنوب غرب ألمانيا على كونها وجهة سياحية زاخرة بالمناظر الطبيعية الآخاذة والقصور والقلاع العظيمة أو المرافق الترفيهية المثيرة، بل لأنها أيضاً موطن المخترغين والمفكرين ومهد صناعة السيارات. فشركات مثل "مرسيدس-بنز" و"بورشه" تحظى بشهرة واسعة تتخطى الحدود البلاد.

 

عند زيارة المتاحف الخاصة بهاتين العلامتين التجاريتين في شتوتغارت لا يتمتع فقط عشاق السيارات، بل الزوار الآخرون أيضاً. وبالتأكيد، سوف تتملك عشاق الهندسة المعمارية الدهشة عند مشاهدتهم المباني ذات الطابع المستقبلي. فمتحف "بورشه" يعتمد على ثلاث ركائز أسمنتية ويبدو كأنه يطفو فوق سطح الأرض. ويقدم المتحف على مساحة 5600 متر مربع حوالي 80 مركبة و200 معروض صغير. ومن خلال جولة زمنية فيه يطلع المرء على تاريخ إنتاج الشركة، تكملها موضوعات في مجالات خاصة كأنشطة سيارات "بورشه" الرياضية مثلاً. وفي الورشة الزجاجية الفريدة يمكن للزوار متابعة كيفية العمل على صيانة سيارات "بورشه" الكلاسيكية أو تجهيز السيارات القديمة التي لاتزال تحافظ على حالتها الجيدة لخوض السباقات.

بدوره، يعتبر متحف "مرسيدس-بنز" الذي يمكن مشاهدة تصميمه الحلزوني المزدوج من بعيد، واحداً من معالم شتوتغارت البارزة وهو المتحف الوحيد في العالم الذي يعرض 127 سنة من تاريخ السيارات دون إغفال أي مرحلة، حيث يتيح المتحف للزوار فرصة التعرف على تاريخ السيارات بدءاً من عام 1886 وحتى وقتنا الحاضر. يوجد في داخله 160 مركبة وأكثر من 1500 معروض على مساحة 16500 متر مربع. وتتوزع المعروضات بين قاعات الأسطورة وقاعات التشكيلات.

وتزخر مدينة شتوتغارت بأماكن الراحة والاسترخاء وبالمتاجر الأنيقة وبالمرافق الترفيهية الشيقة، إذ تعتبر ساحة القصر "شلوس بلاتس" قلب المدينة النابض وهي في نفس الوقت مكان للراحة والاسترخاء. فمن هنا تصبح المسافة أقصر للتوجه سيراً على الأقدام إلى العديد من مناطق الجذب السياحي. وبهذا تكون ساحة القصر محور المدينة وجزءاً لا يتجزء من أي نزهة في أرجائها.  ويتوسط ساحة القصر عمود الذكرى برأسه المتوّج بتمثال آلهة الانسجام "كونكورديا"، حيث يتواجد في مواجهة القصر الجديد الذي يجمع عصوراً زمنية مختلفة، من الباروكي، الكلاسيكي، الروكوكو والإمبراطوري، وذلك نظراً لطول الفترة التي استغرقها إنشاؤه. وعلى مرمى حجر منه، يوجد القصر القديم، الذي كان يمثل في السابق مقراً لنبلاء فورتمبيرغ. ويمكن للمرء إلى يومنا هذا استشعار نفحات من التاريخ في محيط هذا القصر.

وعلاوة على ذلك، توفر المدينة أماكن رائعة ووجهات مثالية لكل عشاق التسوق، كشارع الملك "كونيغس شتراسه" المحاذي لساحة القصر أو متجر "بروينينغر" الذي يرتبط اسمه منذ عقود بالرفاهية في شتوتغارت.

ويمكن لكل أفراد العائلة أن يعيشوا المرح والإثارة في العديد من المتنزهات الترفيهية في المنطقة، التي تقدم مرافق جذب ممتازة. وإذا كنتم تفضلون الهدوء أكثر، فهناك متاحف ومعارض تقدم لكم إطلالة مثيرة على الطبيعة، العلم، السيارات أو الألعاب وتدعو الضيوف إلى المشاركة التفاعلية والاستكشاف. ولا تعتبر حدائق الحيوانات في المنطقة جديرة بالزيارة أثناء الطقس الجميل فقط، بل في كافة الفصول.. وهي لا تُذهل الضيوف الصغار فقط، بل أهلهم أيضاً مع ما تزخر به من حيوانات أليفة وغريبة.