يقعان في شتوتغارت عاصمة ولاية بادن-فورتمبيرغ

مطعمان في نفس المكان بألمانيا.. الياباني نهارا والإيطالي ليلا

(د ب أ)- كل صباح وفي تمام الساعة الخامسة صباحا، تغطي كيوكو شيفيلي علب البيتزا الفارغة المرصوصة بجوار جدار بقطعة من القماش وتدفع بالمقاعد إلى غرفة المخزن الواقعة في الجزء الخلفي من مطعمها للوجبات الخفيفة.

وتبقى طاولة صغيرة واحدة فقط في مكانها وتقول عنها شيفيلي: "إنها جديدة وأحب وجودها في مطعمي… ويستخدمها مطعم البيتزا كذلك".

تقوم شيفيلي خلال النهار بتحويل مطعم البيتزا في شتوتجارت الى مطعمها الياباني، واسمه صويو صويو للغداء. وفي كل ليلة وبعد أن تعود إلى منزلها تعود ساعة البيتزا إلى الجدار ويتحول المكان إلى منفذ لبيع البيتزا.

وتتقاسم شيفيلي المكان مع عامر خوخار. فحتى منتصف النهار تقوم شيفيلي بتحضير الأطباق اليابانية وبعد الظهر يتسلم خوخار مهامه ويشعل نيران فرنه ويبدأ في صنع البيتزا لخدمة "إنجوي" لتوصيل الطلبات.

وتشير جمعية الفنادق والمطاعم الألمانية (ديهوجا) إلى أن هذا هو المطعم الوحيد من نوعه في هذا الجزء من ألمانيا.

ويقول المتحدث باسم الجمعية بنديكت فولبيك إنها على الأرجح تجربة فريدة من نوعها في باقي أنحاء البلاد كذلك. "لقد سمعت عن مقاهي تتحول إلى حانات ليلاً، ولكن لم يسبق لي ان سمعت عن مطعم يغير أسلوبه تماما في تقديم المأكولات بصورة يومية".

ويرى فولفجانج فوكس، أستاذ إدارة الفنادق والمطاعم، تشابها في ذلك بساحات الطعام، حيث تتقاسم العديد من المطاعم مجموعة واحدة من المقاعد والمرافق الصحية. وتوجد أيضا في ألمانيا محلات للآيس كريم تتحول لتقديم أطعمة أخرى خلال أشهر الشتاء الباردة.

ويقول فوكس: "ليس من السهل كسب المال في مجال الضيافة". وهذا يفسر سبب وجود حركة دوران كبيرة في العمل في هذا القطاع. وتحافظ معظم المطاعم على تكاليف التشغيل تحت السيطرة ولكن الأمر مختلف عندما يتعلق بالمباني والتجهيزات.

ويقول "دانييل أول" المتحدث باسم ديهوجا: "تمثل الرسوم الخاصة بالمساحة الفعلية عائقا كبيراً".

ويرجع ذلك إلى أن الإيجار هو جزء ثابت في التكاليف، وتحاول معظم المقاهي والمطاعم البقاء مفتوحة طوال اليوم، فتقدم وجبات الإفطار والغداء والوجبات المسائية حتى تحقق أقصى قدر ممكن من الإيرادات.

وقد تخلت شيفيلي عن وظيفتها وتحولت إلى العمل بالمطعم منذ عامين لكنها لم تكن ترغب في العمل ساعات طويلة والابتعاد من ثم عن ابنتها، فبحثت في الجوار عن مقهى أو حانة صغيرة حيث يمكنها العمل في المطبخ.

ويقول خوخار: "اتفقنا في البداية على اختبار هذه الفكرة لمدة شهر واحد". ولأن الطلب على البيتزا يكون ضعيفا في فترة ما بعد الظهر، فقد فضل خوخار أن يفتح خدمة البيتزا في تمام الساعة 4 مساء يوميا.

وبعد بعض المشاكل البسيطة التي تواجهها المشاريع عادة في البداية أصبح مطعم اثنين في واحد يعمل بصورة جيدة. ولكن المراقبين ليسوا متأكدين من إمكانية انتشار مثل هذه الفكرة .

ويقول "أول" إنه من المهم أن يدرك كلا المديرين مسؤولياتهما تماما.

ويقول ماركوس تسيلر أستاذ أعمال المطاعم: "يتعين عليهما التأكد من الاعتناء بأمور مثل النظافة والصحة بشكل صحيح وسليم… وينبغي كذلك الحفاظ على انفصال العملين في أمور مثل طلبات توصيل الطعام وإمساك الدفاتر".

"وهنا يبرز السؤال دائما ألا وهو من يملك ماذا؟ وعليه فإنه ينبغي عليهما وضع القواعد بشكل جيد للغاية."

ويرى تسيلر إن الفكرة ليست ناضجة بما فيه الكفاية ولكنها يمكن ان تكون نموذجا يحتذى به للمشاريع المبتدئة الصغيرة.

ويقول تسيلر في إشارة للمطاعم التي تظهر فجأة على السطح في احد المواقع لعدة أسابيع قبل أن تغلق ابوابها: "الأفكار المبتكرة مثل هذه الفكرة مهمة جدا لهذا القطاع".

"من كان يظن قبل 20 عاما أن يتجول الألمان اليوم وهم يحتسون القهوة غالية الثمن في أكواب الورق المقوى؟"