تزخر بعوالم الترفيه

جنوب غرب ألمانيا.. مرح بلا حدود

تجتذب ولاية بادن-فورتمبيرغ في جنوب غرب ألمانيا الزوار إليها من جميع أنحاء العالم، ليس فقط لتنوعها الثقافي ومناظرها الطبيعية الأخاذة ومنتجعاتها الصحية وتنوع طرزها المعمارية وشهرتها العالمية بصناعة السيارات، بل أيضاً لما تزخر به من عوالم مفعمة بالخيال والسحر وفعاليات مثيرة مليئة بالمرح وبرامج استعراضية رائعة كالتي توفرها مدينة الملاهي "أوروبا-بارك".

 

مدينة خضراء وصديقة للعائلة

يعتبر جنوب غرب ألمانيا من المناطق التي تشهد أدنى معدلات جريمة في ألمانيا، فمدينة شتوتغارت نفسها تعد مدينة آمنة وصديقة للعائلات وتوفر الكثير من خيارات التسلية للأطفال. ولتكشتفوا ذلك بأنفسكم، ففما عليكم إلا القيام بزيارة إلى "فيلهيلما"، حديقة الحيوانات ذات المستوى العالمي التي تتواجد في حديقة نباتية تاريخية، وتمتلك واحدة من أجمل المجموعات الأكثر تنوعاً في العالم، حيث تضم حوالي 8 آلاف حيوان من ألف نوع وحوالي 6 آلاف نوع من النباتات، أو يمكنكم الصعود على متن قارب في رحلة هادئة في نهر النيكار، أو مشاهدة المناظر المذهلة من أعلى برج التلفزيون في شتوتغارت، الذي يعد الأول من نوعه في العالم.

وتعتبر شتوتغارت بحق مدينة خضراء أيضاً، إذ يمكنكم التجول في متنزهات المدينة الست، التي تشكل سلسة من المساحات الخضراء يُطلق عليها اسم (غرين يو)، أو يمكنكم أيضاً التجول عبر كروم العنب المنتشرة على التلال المنخفضة المحيطة بالمدينة.

وتزخر شتوتغارت بالقصور البديعة وبالعمارة الحديثة، وتتنوع معالم الجذب السياحي فيها من متاحف الفن ودور الباليه ذات المستوى العالمي إلى الحدائق الغنّاء وأماكن التسوق الرائعة. وتضم المدينة اثنين من أفضل متاحف السيارات في العالم: "مرسيدس-بنز" و"بورشه". وعلى الرغم من تقاليدها الطويلة في تصميم وصناعة السيارات، إلا أن منطقة وسط المدينة مخصصة للمشاة. وستجد العائلات القادمة من دول مجلس التعاون الخليجي إلى شتوتغارت مطاعم متنوعة من بينها مطاعم تقدم الطعام الحلال.

 

تسوق راقي ورعاية للأطفال

ومباشرة إلى الجنوب من مدينة شتوتغارت، تقع مدينة منافذ البيع "ميتسينغن"، التي تعد موطن مصمم الأزياء الشهير على مستوى العالم "هوغو بوس". ففي موقع مركزي تحيط به المباني التاريخية، تجدون المكان الذي يلتقي فيه التطور المبتكر مع آخر الاتجاهات:  أزياء، عمارة، تصميم، ثقافة وطعام. ويمكن للضيوف من جميع أنحاء العالم الاختيار من بين أكثر من 60 علامة تجارية رائدة، مع تخفيضات على مدار العام تتراوح بين 30% و70%.

وبينما تستمتعون بنزهة تسوق فريدة، يمكنكم وضع أطفالكم (من عمر 3 إلى 12 سنة) في مخيم الأطفال الخاص "كيدز كامب"، حيث يقوم فريق مكون من مشرفين محترفين ومتعددي اللغات برعاية أطفالكم وجعلهم يقضون أوقات جيدة، فمخيم الأطفال يوفر برنامجاً مثيراً يشتمل على ألعاب رائعة وحرف يدوية وأداء للأغاني.

 

مغامرات لا تُنسى

أما عند التوجه إلى الغابة السوداء "شفارتس فالد" فستوقن أن هذه المنطقة جميلة حقاً كما هي في الصور: جبال يغطيها الضباب، بحيرات عميقة صافية، وديان شديدة الانحدار، غابات كثيفة، مروج خضراء خصبة ومناظر خلابة تحبس الأنفاس. هذا السحر الخاص الذي ترافقه الطبيعة في أبهى صورها، يترافق أيضاً مع خيارات متنوعة ومغامرات لا تنسى. إذ أن مرتفعات الغابة السوداء توفر للأهل والأطفال كل ما يحلمون به حول قضاء عطلة عائلية لا تُنسى: مرافق مبيت صديقة للأطفال، أماكن ممتعة للزيارة ومساحات طبيعية عذرية وافرة. ومن أجل ممارسة الرياضات المائية، فإن بحيرتا "شلوخ زيه" و"تيتي زيه" تعتبران من أنظف البحيرات في ألمانيا. أما إذا كنتم ترغبون بنشاطات مثيرة، فما عليكم سوى التوجه إلى الحديقة المائية "باده باراديس شفارتس فالد"، أو المشي على الحبل المرتفع في حديقة التسلق "أكشن فورست" أو في "شتاينفازن بارك"، التي تمتلك أطول جسر حبال للمغامرات في العالم (218 متر). كما  تعد مرتفعات الغابة السوداء المكان الأمثل لإعادة شحن طاقاتكم، نظراً لنسائمها النقية والعليلة.

 

مكان استثنائي للعطلات

ولخوض تجربة ممتعة تضمن لجميع أفراد العائلة أقصى درجات الإثارة والتسلية والترفيه، فما عليكم إلا التوجه إلى الحديقة الترفيهية "أوروبا-بارك"، التي تقع بالقرب من الغابة السوداء، وذلك في منطقة سهلة المواصلات وسط ثلاث دول: ألمانيا وفرنسا وسويسرا. وتعد "أوروبا-بارك" أكبر مدينة ملاهي في ألمانيا وواحدة من أكثر مدن الملاهي شعبية في العالم.

وفي صيف هذا العام 2012، تتجه "أوروبا-بارك" نحو سنة عظيمة، وذلك من خلال تشييد فندق "بيل روك" الفاخر على أرضها بمنارته التي يبلغ طولها 35 متراً، وقطار الإنزلاق الخشبي العملاق "وودن – تيمبركوستر" الذي أقيم في قسم الملاهي الآيسلندي. وتدعو "أوروبا-بارك" زوارها ليستمتعوا بأكثر من 100 مرفق سياحي، وبعدد كبير من العروض العالمية في 13 منطقة أوروبية ترفيهية منتشرة على مساحة 90 هكتاراً، وذلك في الفترة  الواقعة ما بين 31 مارس و4 نوفمبر من العام الحالي. وتسهم الفنادق الموزَّعة فيها، إضافةً إلى تلك العروض التي تستمر لست ساعات يومياً، في جعلها وجهةً فريدة للكبار والصغار في آنٍ معاً.

وبمجرد أن يمعن الزائر النظر في المناطق الثلاث عشرة المصصمَّة وفقَ طُرز مختلفة من بلدان أوروبية كآيسلندا واليونان والبرتغال وغيرها، فسرعان ما سيدرك أن "أوروبا-بارك" مكان استثنائي حقاً لقضاء العطلات، حيث يجتمع الذوق الرفيع مع الهندسة المعمارية الأصيلة وأطايب الأطباق والثروة النباتية. فبينما تدعو آيسلندا رواد الحديقة إلى القطار الأفعواني الخشبي الجديد "وودن تيمبركوستر"، وجولات مغامرات الحوت المائية "ويل أدفينتشرز-سبلاش تورز" التي تناسب جميع أفراد العائلة، إضافةً إلى القطار الأفعواني السريع "بلو فاير ميغاكوستر" الذي ترعاه شركة "غازبروم"، تأخذ اليونان زوارها في رحلة عبر الأزمان القديمة على متن الأفعوانية المائية "بوسايدن". أما منطقة فرنسا فهي مقصد الذين يتمتعون بالشجاعة ويهوَوْن القطارات الأفعوانية، حيث بإمكانهم تجربة النجم الفضي "سيلفر ستار" و"يوروسات"، ويجاورهما تماماً "ماترهورن بليتز" الذي يقع في منطقة سويسرا محلقاً بركابه عبر المسارات اللولبية والمنعطفات.

وبينما ينطلق بعض الزوار بسرعة فائقة على متن طوافة الزقاق البحري "فيورد رافتينغ" مروراً بالقطار الأفعواني المائي "وورلد أوف ترولز" الاسكندنافية، تدعو روسيا بعضهم الآخر إلى ركوب القطار الأفعواني الدوار العملاق "يورو مير"، الذي يعتبر الأطول في العالم، ليأخذهم إلى النجوم.

ويأسر فنانو "أوروبا-بارك" قلوب الزوار بعروضهم السحرية والراقصة، فيما ينتظر مسرح العالم "ذي غلوبال ثياتر" دوره لتقديم إنتاجه الفني الجديد الآسر، حيث تشتعل الحماسة للعرض الجليدي الذي يؤدي فريقه حركات بهلوانية تحبس الأنفاس. أما في المنطقة الإسبانية فيقدم مسرح الفن "تياترو ديل آرته" عروضاً كوميدية وراقصة تتميز بأداء فني مثير، إذ يستطيع المتفرجون مشاهدة أعمال مثيرة وجريئة تتمثَّل في مناورات على ظهر الخيل. وسيكون بانتظار الأطفال المزيد من المتعة أيضاً من خلال العروض الموسيقية والتشويقية في الفيلم رباعي الأبعاد "سر قلعة بالتازار" الذي يروي قصة الفأر الرمادي "يوروماوس"، الشخصية الرمزية للحديقة، وأصدقائه على الشاشة الفضية للمرة الأولى. وقد شاهد هذا الفيلم أكثر من 150 ألف زائر في الأسابيع الأولى من عرضه. وعلى إثر النجاح الكبير الذي حققه، والإقبال المتزايد عليه من قبل رواد الحديقة، قرر صانعو الفيلم في شركة "ماك ميديا" إنتاج نسخة صيفية منه سيتم عرضها هناك حصرياً في هذا العام.

وعلى مدار أكثر من عشر سنوات استُنبِطَت أفكار الأنشطة الترفيهية في "أوروبا-بارك" بما ينسجم مع روح فصول السنة، وتوسعت وفقه. ففيما يكون الربيع للإبداع، يَعِدُ الصيف بمغامرات كثيرة عبر العدد الكبير من الألعاب المائية، وغيرها من الأمكنة التي تمثل هذا الفصل. أما "الأشباح" المخيفة، فتزور الحديقة في عيد الهالوين، في حين تنتشر 160ألف يقطينة تشعُّ بلون برتقالي في أرجائها بما يُدخل الكثير من الفزع إلى قلوب الزوار. وبعدها بفترة قصيرة تنتشر آلاف من شجرات عيد الميلاد، ليزدهيَ المكان بزينة الشتاء والأضواء، فضلاً عن العروض المدهشة التي تضفي عليه الكثير من المرح في أجواء فريدة ضمن أكبر مدينة عجائب شتوية.

وهناك أيضاً عدد كبير من الفعاليات مخصصة لكل الأعمار والمستويات على مدار العام. وتُعتبر حفلات منتصف الليل وحفلة هالوين في 31 أكتوبر من الفعاليات المميزة لمحبي الحفلات الليلية، بينما يضمن "المهرجان الجنوب أفريقي" للزائرين تجربة مميزة من خلال ما يُقدَّم فيه من أطباق شهية عديدة.. أما الأطفال المتعطشون للعلم فعليهم عدم إضاعة فرصة حضور "الأيام العلمية للأطفال" في الفترة الواقعة ما بين 19 و20 يونيو 2012، و"الأيام العلمية" ما بين 11 و13 أكتوبر من العام نفسه. ولا شك في أن المهرجانات الأوروبية ستأخذ الزوار إلى بلدان، مثل سويسرا وهولندا وإسبانيا وروسيا، حيث تتوافر الفعاليات الفولكلورية والمأكولات الشهية التي تمثل كل دولة في المهرجان الخاص بها.

كما تدعوكم الفنادق في "أوروبا-بارك" إلى قضاء إجازة مريحة وبعيدة عن ضغوط الحياة اليومية، حيث يمكن للزوار التمتع بإقامة هانئة وأحلام سعيدة في جو متوسطي في واحد من الفنادق الأربع الفاخرة (فئة 4 نجوم) التي توفر غرفاً وأجنحة مناسبة للعائلات، بدءاً من فندق "كولاسيو" ومطعمه الإيطالي "دولشي فيتا"، ومروراً بفندق "سانتا إيزابيل" ببيئته البرتغالية، ووصولاً إلى الشغف الإسباني بالحياة في فندق "الأندلس"، وفندق "كاستيلو الكازار". وابتداءً من يوليو 2012 سيكون هناك بالطبع فندق "بيل روك" الفاخر.

وعلاوة على ذلك، يوفر منتجع المخيم "كامب ريزورت" لكل الزوار المغامرين سكناً ريفياً على الطريقة الهندية الأصيلة بحجرات خشبية وعربات مغطاة.

 

مياه استشفائية وحدائق رائعة

وفي الريف الجميل عند تخوم الغابة السوداء، تمثل مدينة بادن-بادن منتجعاً صحياً دولياً أنيقاً. ففي ظل ما تزخر به هذه المدينة من ينابيع مياه معدنية استشفائية طبيعية، وفنادق فخمة، ومتنزهات وحدائق رائعة، وكذلك برامج مرموقة من الفعاليات والمهرجانات على مدار السنة، فإنها تشتهر على المستوى العالمي بكونها وجهة أنيقة للاستراحات المتعلقة بالصحة.

وتُعرف المدينة بنمط الحياة المتطور ولديها واحدة من أكبر الحدائق العامة في ألمانيا: "ليشتنتالر آليه". وتمتد أكثر فنادقها جمالاً وأناقة كعقد اللؤلؤ على طول نهر "أُوس". وهناك الكثير من الفعاليات التي يمكن للعائلات القيام بها كالتوجه إلى منتجع الحمامات الصحية الحرارية "كركلا"، و ركوب عربة تجرها الخيول للتجول عبر المتنزهات والحدائق البديعة لشارع "ليشتنتالر آليه".

 

بحيرة معطرة بالزهور

ومن الوجهات الجديرة بالزيارة أيضاً، تبرز بحيرة كونستانس (بالألمانية: بودن زيه). فعلى الرغم من أن هذه البحيرة الخلابة تقع في قلب أوروبا، حيث يطل عليها إلى جانب ألمانيا، 3 بلدان هي: النمسا وسويسرا وإمارة ليشتنشتاين، إلا أنها تمتلك أجواء البحر الأبيض المتوسط وتتمتع المنطقة المحيطة بها بسحر مميز وتقاليد خاصة. وتعتبر الدراجة الهوائية واحدة من أفضل سبل استكشاف البحيرة وريفها الخلاب، من خلال القيام بتتبع شبكة مسارات الدراجات. كما يمكن السير على خطى الفنانين المشهورين، وركوب إحدى القوارب التقليدية، واستكشاف ممرات القرون الوسطى، بالإضافة إلى فرص الاسترخاء وخدمات التدليك والاهتمام بالصحة.

وفي وسط البحيرة تتواجد جزيرة الزهور "مايناو" التي تزخر بالكثير من عوامل الجذب السياحي: زهور استوائية متفتحة، حديقة بأشجار ساحرة يعود عمرها إلى 150 عاماً، العظمة الباروكية للقلعة وأجواء البحر الأبيض المتوسط. كما تضم واحداً من أكبر بيوت الفراشات في ألمانيا، وكذلك ملاعب ترفيهية للأطفال.