"أفضل شركة طيران أوروبية عاملة في الشرق الأوسط"

يواخيم شتاينباخ: سوق المنطقة مثير للاهتمام بالنسبة لشركة "لوفتهانزا"

العالم الآن في ركود اقتصادي عالمي، ومع ذلك نجد لوفتهانزا تقوم بتقديم درجة أولى جديدة وإطلاق مسارات جوية ولديها طلبيات تشمل حوالي 150 طائرة جديدة، فهل أنتم في مأمن من الأزمة الاقتصادية العالمية؟

لا، لوفتهانزا ليست في منأى عن الأزمة الاقتصادية العالمية، وخاصة العام 2009 والأشهر الخمسة الأولى من هذا العام شكلت تحدياً. بدأت الأعمال بالتعافي في الأشهر الثلاثة أو الأربعة الماضية، مع أداء أفضل عبر القارات. ومع ذلك، لا زال بالإمكان لمس آثار الأزمة.

 

ما هي برأيك الأسباب الرئيسية لهذه القوة؟

العلامة التجارية "لوفتهانزا"، قاعدة إيرادات واسعة، وموقع تكلفة تنافسي. فالعلامة التجارية لـ "لوفتهانزا" تتمثل بصفتها الناقل الأوروبي الرائد، فنحن نربط العالم بأوروبا: حيث نقوم بتوفير جدول مكثف جداً للرحلات مع اتصال ملائم لأكثر من 120 وجهة في أوروبا وأكثر من 200 وجهة في جميع أنحاء العالم، كما إن "لوفتهانزا" هي علامة تجارية قوية جداً وتمتلك مكانة عالية، وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بتقديم المنتجات والخدمات ذات الجودة العالية بالإضافة إلى تحقيق قيمة عالية مقابل المال. علاوة على ذلك هناك واحدة من نقاط القوة الرئيسية لـ "لوفتهانزا" والتي تتمثل في ما يدركه الزبائن القيمة مقابل المال، حيث أننا شركة طيران موثوقة تلبي توقعات زبائنها، وتقدم لهم دوماً الثبات والموثوقية الألمانية لجميع خدماتنا.

وبالنظر إلى قاعدة الإيرادات الواسعة، فهناك نقطة أساسية ثانية لقوتنا تكمن في أساس مجموعة لوفتهانزا للطيران بذاتها. وبالفعل، فإن التكوين المتنوع من الشركات والشركات التابعة لـ "لوفتهانزا" يفسح المجال لقاعدة إيرادات واسعة ومتينة ويجعلها أكثر استقراراً، إذ يشمل مجال نقل الركاب لدينا ملكية كاملة أو حصة كبيرة من الأسهم في أكثر من نصف دزينة من شركات الطيران الكبرى ومن ضمنها الخطوط الجوية الألمانية لوفتهانزا، الخطوط الجوية النمساوية والخطوط الجوية البريطانية "ميدلاند"و "بروكسل إيرلاينز" في بلجيكا والخطوط الجوية السويسرية، والتي تشكل القسم الأبرز في مجموعة لوفتهانزا. ومع ذلك، فإن "لوفتهانزا" لا تعمل بنقل الركاب فقط، فهي تضم أيضاً شركات تابعة تعمل في قطاعات مختلفة، مثل "لوفتهانزا للشحن" في مجال الخدمات اللوجستية، و"لوفتهانزا للاستشارات" في مجال إيجاد حلول لأعمال شركات الطيران، و"أنظمة لوفتهانزا" في مجال تكنولوجيا المعلومات. وتعد "لوفتهانزا سكاي شيفز" (LSG Skychefs)، الشركة التابعة المختصة بخدمات الضيافة، الأولى على مستوى العالم في مجال تقديم الطعام لشركات الطيران، حيث تبلغ حصتها في السوق 30٪. وأخيراً، تعتبر "لوفتهانزا تكنيك" الشركة الرائدة عالمياً في مجال صيانة الطائرات وخدمات الإصلاح والتجديد. ويعد هؤلاء هم المساهمون الرئيسيون في عائدات مجموعة الـ "لوفتهانزا"، وبفضل أعمال "لوفتهانزا تكنيك" بصورة خاصة، يتم تحقيق نتيجة أكثر استقراراً للمجموعة في أوقات التباطؤ الاقتصادي العالمي، حيث أن 25٪ من عائدات "لوفتهانزا" تأتي من أعمال الصيانة وتقديم الطعام والخدمات اللوجستية.

أما بالنسبة لموقع التكلفة التنافسي، فإن "لوفتهانزا" تسعى دائماً للابتكار وتحقيق الكفاءة، ومثال على ذلك برنامجها "تسلق 2011"، وهي مبادرة لخفض تكاليف الشركات، قامت "لوفتهانزا" بإطلاقها منذ حوالي 18 شهراً، ومن المقرر أن تساهم بـ 1 مليار يورو من التوفير على المدى الطويل لنتائج المجموعة. كما قامت "لوفتهانزا" بقراءة علامات بيئة الأعمال المتغيرة في وقت مبكر وقامت بالتصرف بسرعة. ونحن على الطريق الصحيح لتحقيق هذا الهدف الطموح بحلول نهاية العام المقبل.

وكنتيجة لكل ما ذكرت، نجد أن مجموعة "لوفتهانزا" هي واحدة من مجموعات الطيران الأكثر متانة من الناحية المالية في جميع أنحاء العالم، وتمتلك ورقة توازن أقوى من معظم المنافسين، والتي تجدها مجسدة أيضاً في حقيقة أن "لوفتهانزا" هي واحدة من ثلاث شركات طيران فقط في جميع أنحاء العالم التي تحمل تصنيف الدرجة الاستثمارية من قبل واحدة من الوكالات العالمية الرائدة في مجال التصنيف المالي. وتقدم لنا قاعدتنا المالية القوية مساحة إضافية من الحرية في اتخاذ القرارات المتعلقة بأعمالنا بالإضافة إلى إمكانية القيام بالاستثمار حينما تتاح لنا الفرص الاستراتيجية.

 

بالنسبة لاستراتيجيتكم الخاصة بالشرق الأوسط، تم اختيار "لوفتهانزا" كـ "أفضل شركة طيران أوروبية عاملة في الشرق الأوسط" وذلك في جوائز "بزنس ترافلر الشرق الأوسط لعام 2010" التي عقدت مؤخراً، فما هي أهمية أسواق منطقة الشرق الأوسط بالنسبة لـ "لوفتهانزا"؟

على الرغم من كونها تشكل نسبة أصغر مقارنة مع أسواق أخرى مثل الشرق الأقصى والهند والأمريكتين، فإن منطقة الشرق الأوسط عموماً تحقق بين 8٪ و10٪ من إجمالي إيرادات شركة "لوفتهانزا"، لذلك فهذا السوق مثير للاهتمام بصورة خاصة بالنسبة للشركة. ولا يرجع ذلك فقط إلى حقيقة أنه يبدو نسبياً أقل تأثراً بالأزمة، ولكن أيضاً إلى ديناميكية وتوقعات النمو الهامة التي تميز اقتصادات الشرق الأوسط والتي تشكل عواملاً تؤثر على خطط "لوفتهانزا" في المنطقة.

وتواجه "لوفتهانزا" هنا منافسة قوية من شركات الطيران المحلية الراسخة والمتنامية بسرعة. ومع ذلك، فإن الناقلات المحلية الناجحة تعزز تطور قطاع الطيران بشكل عام، وتشكل المنافسة دافعاً لتحسين أدائنا ومستوى الخدمة. وفي العامين الماضيين، ركزت استراتيجيتنا الناجحة لمثل هذه البيئة التنافسية بصورة رئيسية على تقديم خدمات من دون توقف من المنطقة إلى ألمانيا وخارجها. وشمل ذلك إضافة وجهات جديدة، وزيادة ومواصلة تعزيز وتيرة الرحلات للمسارات القائمة بهدف توفير أفضل مرونة السفر. فعلى سبيل المثال: تم في أبريل 2010 فتح مسار جديد إلى أربيل في العراق وسيتم افتتاح مسار آخر إلى بغداد قريباً، إلى جانب تحسين الخدمات المقدمة إلى البحرين ومسقط، كما شهدت الخدمات المقدمة للمملكة العربية السعودية نمواً ملحوظاً منذ 2009.

وهناك اثنان من الأهداف الرئيسية لاستراتيجية "لوفتهانزا" في الشرق الأوسط وهي: التحسين المستمر لخدماتها من غير توقف نحو الوجهات الإقليمية الجديدة والقديمة في الدول العربية من ناحية، إلى جانب تحسين الصلات من المحاور الرئيسية في أوروبا، فرانكفورت وميونيخ ، إلى المقاصد النهائية في أوروبا وأمريكا الشمالية  من ناحية أخرى.

 

ما الذي يجعلكم الناقلة الأوروبية الرائدة في الشرق الأوسط؟

بوجود أكثر من 120 وجهة مخدمة في أوروبا، تربط "لوفتهانزا" مدناً أكثر من الشرق الأوسط مع المزيد من الوجهات في أوروبا أكثر من أي شركة طيران أخرى. ويتمتع المسافرون من رجال الأعمال بشبكة خطوطنا العالمية والربط الأمثل في فرانكفورت وميونيخ إلى أكثر من 200 وجهة حول العالم.

تقدم "لوفتهانزا" بشبكتها الواسعة من شركات الطيران التابعة - الخطوط الجوية النمساوية والخطوط الجوية البريطانية "ميدلاند" و"بروكسل إيرلاينز" والخطوط الجوية السويسرية- عروضاً لمسارات متعددة المحاور والتي لا مثيل لها حتى الآن في المنطقة. وتوفر استراتيجيتنا متعددة المحاور العديد من المزايا الفريدة لعملائنا. ولنأخذ مثالاً على ذلك: يمكن لعملائنا من الإمارات أن يطيروا على متن "لوفتهانزا" من أبوظبي إلى نيويورك عن طريق فرانكفورت وأن يختاروا العودة إلى دبي على متن أي من طائرات "لوفتهانزا" أو النمساوية أو السويسرية عبر فرانكفورت أو فيينا أو ميونخ أو زيورخ، وجميعها من شركات طيران مجموعة "لوفتهانزا". ولا يمكن لأي شركة طيران أخرى أن تقدم لعملائها هذه المرونة التي لا مثيل لها. علاوة على ذلك، فنحن أحد الأعضاء المؤسسين لأكبر تحالف في العالم لشركات الطيران، حيث يربط "تحالف ستار" جميع القارات. وهناك حقيقة مثيرة للاهتمام: بوجود 15 وجهة مخدمة، تكون مجموعة "لوفتهانزا" "على قدم المساواة" حتى مع طيران الإمارات فيما يتعلق بعدد المدن المخدمة في الشرق الأوسط.

 

ما هو حجم مبيعاتكم في منطقة الخليج؟ وهل بإمكانك تزويدنا بالأرقام سنوياً ما بين ألمانيا والإمارات؟

قامت شركات الطيران في مجموعة "لوفتهانزا"، التي يمثلها في الإمارات كل من "لوفتهانزا" والخطوط الجوية السويسرية والخطوط الجوية النمساوية، بنقل أكثر من 500,000  راكب بين دولة الإمارات العربية المتحدة وأوروبا في العام 2009. ومن بين هؤلاء الركاب هناك أكثر من 300000 اختاروا "لوفتهانزا" لسفرهم بين الإمارات وألمانيا. ويبدو العام 2010 أكثر تفاؤلاً من جديد مع نمو يبلغ حوالي 10٪ مقارنة بالعام السابق في مجال نقل الركاب.

ومن خلال "لوفتهانزا" والخطوط الجوية السويسرية الدولية والخطوط الجوية النمساوية، تحلق مجموعة لوفتهانزا 34 مرة في الأسبوع من أبوظبي ودبي إلى فرانكفورت وزيورخ وميونخ وفيينا. كما إن لكل من "لوفتهانزا تكنيك" و"لوفتهانزا للشحن" فروعاً في دولة الإمارات. وكان من أحد أكبر الإنجازات في السنوات الأخيرة هو إنشاء مسار دبي- ميونخ بخدمة على مدار السنة، الأمر الذي ربط الإمارات بشكل أفضل مع ألمانيا بوجود خدمة من دون توقف، بالإضافة إلى الخدمات السابقة من دون توقف من أبو ظبي ودبي إلى فرانكفورت.

 

ذكرتم ابتكار المنتجات، فما الذي يمكن للعملاء أن يتوقعوه؟

لوفتهانزا تتطلع باستمرار إلى طرق جديدة ومبتكرة لتحسين تجربة السفر لعملائنا في الهواء وعلى الأرض إلى درجة أبعد مما هي عليه. وسوف تتمثل إحدى الخدمات الرئيسية المبتكرة لـ "لوفتهانزا" من خلال إدخال خدمة "فلاي نت" الجديدة، فابتداءاً من هذا الخريف، سوف نستأنف خدمة "فلاي نت"، التي تتيح للعملاء تصفح الإنترنت وإرسال رسائل البريد الإلكتروني مع المرفقات، ومزامنة البيانات الخاصة بك مع الهاتف الذكي (مثل بلاكبيري أو آي فون) أو إرسال رسائل نصية القصيرة. وتهدف شركة "لوفتهانزا" جنباً إلى جنب مع شريكتها التجارية الجديدة "باناسونيك" إلى تزويد جزء كبير من أسطول بعيد المدى بخدمة "فلاي نت" خلال السنة الأولى من العملية. وسوف تصبح الخدمة متوفرة تدريجياً في جميع رحلات "لوفتهانزا" الطويلة.

 

في مايو أطلقت "لوفتهانزا" منتجها الجديد من الدرجة الأولى المخصص لطائراتها من طراز  A380، فكيف تحدثنا عنه؟

يتمتع تصميم المقصورة بالأناقة الأوروبية المعاصرة مع مواد مميزة ومقصورة بأجواء من الرفاهية. ولقد تمت إعادة تكوين الشعور بالفضاء المفتوح الذي يدركه ركابنا من صالات "لوفتهانزا" للدرجة الأولى في المقصورة ليماثل صالة الدرجة الأولى فوق الغيوم. وعلاوة على ذلك، تم اتخاذ تدابير لتحسين الخصوصية والحد من الضوضاء، مما يجعل من درجتنا الأولى الجديدة "واحة من الهدوء". وقد شارك أكثر من 2000 راكب في إنشائها، (وذلك خلال مقابلات واختبارات وحلقات عمل)، كونهم يعرفون بشكل أفضل ما الذي يرغبون برؤيته في حجراتهم المستقبلية ذات الدرجة الأولى من "لوفتهانزا". فهذا هو جزء من فلسفة "لوفتهانزا"، ولها الأولوية لدى تطوير منتجات وخدمات جديدة: المشاركة المباشرة من قبل عملاء "لوفتهانزا" الذين تعد راحتهم هي هدفنا النهائي.

 

هل لديكم تواصل مع المؤسسات الألمانية في المنطقة؟

يمكننا أن نعتمد دائماً على التعاون الوثيق مع المؤسسات الألمانية والحفاظ على اتصالات وثيقة وتبادلات نشطة مع السفارة الألمانية من أجل تبادل وجهات النظر حول التطورات الراهنة. كما نحافظ على الاتصال بصورة عامة مع صانعي القرار الرئيسيين في المنطقة. وتشكل غرفة التجارة الألمانية AHK في مجال الأعمال إحدى من أهم الروابط بين الإمارات وألمانيا. وتشكل منتدياتهم المنتظمة منصة مثالية للحوار والبقاء بصورة كاملة جزءاً من مجتمع الأعمال هنا. كما يتم أيضاً تمثيل "لوفتهانزا" في المجلس الاستشاري الألماني الإماراتي في الغرفة. ولدينا أيضا تجربة إيجابية تماماً في دولة الإمارات من حيث التعاون مع السلطات المحلية ومقدمي الخدمات في قطاع الطيران منذ إنشاء أول رحلات "لوفتهانزا" إلى دبي وأبوظبي في عام 1976.

 

متى سوف تقوم "لوفتهانزا" بترقية صالات المطار الخاصة بها في مطار دبي الدولي؟

تعد صالات "لوفتهانزا" في المطارات هي منتج ذو أولوية رئيسية لخدمات "لوفتهانزا" على الأرض وكذلك بالنسبة للعملاء في دبي. ولكن مساحة صالتنا الحالية تبلغ 270 متر مربع، وسوف نحتاج في الواقع إلى مساحة أكبر لتقديم نوعية الخدمات التي نقدمها عادة في صالات "لوفتهانزا" الأخرى. وتعد عملية إيجاد هكذا مساحة كبيرة في الوقت الراهن تحدياً كبيراً في مطار سجل رقماً قياسياً في الحركة الجوية ويعاني من نقص في مساحة المحطات (تيرمينال). ونحن نجري محادثات مع هيئة مطار دبي منذ بعض الوقت. وشريكنا يدرك احتياجاتنا وهناك حوار مفتوح وبناء. ونحن واثقون من أننا سنتمكن من تحقيق هذا المشروع خلال فترة زمنية معقولة، ونقوم بتوفير منتج الصالة الذي يرقى إلى معايير "لوفتهانزا"، كما في فرانكفورت وميونخ حيث نعمل مع بعض أكثر الصالات تميزاً في العالم.