هامبورغ.. وجهة جذابة للشباب

في كل زاوية من زوايا مدينة هامبورغ الحرة الهانزية يجد المرء سحراً خاصاً، سواء كان المرء يبحث عن مكان صاخب ونابض بالحياة أو عن معالم سياحية أو أجواء تقليدية أو مرافق ترفيهية أو عن مسارات تنزه هادئة وأماكن رومانسية. والجميل أيضاً في هذه المدينة هو ما تزخر به من مساحات مائية ومناظر طبيعية خلابة تسرّ الناظر إليها. وهنا يتمكن الشباب من التمتع بعطلات لا تُنسى.

 

 

الحي الجديد في الميناء

في المكان الذي كانت تقوم فيه مراكب الشحن بتفريغ بضائعها على الأرصفة، يُبنى منذ 10 سنوات حي مدينة الميناء "هافن سيتي هامبورغ"، الذي يمثل منطقة جديدة تماماً في وسط المدينة على مساحة 150 هكتاراً من منطقة الميناء السابقة. ويتم هنا كل عام الانتهاء من تشييد مباني سكنية ومكاتب ذات تصميم معماري مذهل، فقد تم الانتهاء بالفعل من 1400 شقة، واستوطنت في هذا الحي الجديد 450 شركة. وتجذب مدينة الميناء "هافن سيتي" الزوار بشكل خاص من خلال درب التنزه الجديد الذي يمتد على طول المياه. ففي الميناء التاريخي "زاندتور هافن" نشأ ميناء تاريخي جديد كما تدعوك المطاعم والمقاهي والبارات إلى أخذ قسط من الراحة مثل المدرجات الواسعة "ماجلان" ومدرجات "ماركو بولو".

ويعتبر مبنى الأوركسترا المذهل "إلب فيلهارموني"، الذي شارف على الإنتهاء، أبرز جواهر مشروع "هافن سيتي". ففوق رصيف سابق في الطرف الغربي من "هافن سيتي" يشمخ معلم جديد ليزين سماء هامبورغ، حيث لن يكون بانتظار أهل هامبورغ وزوارها واحدة من أفضل قاعات الحفلات الموسيقية في العالم فقط، بل ستمنحهم هذه القاعة أيضاً إطلالة خلابة على المدينة والميناء ونهر الإلبه من خلال منصة المشاهدة العامة "بلازا".

أما حب السفر والترحال فيظهر بشكل جلي عندما ترسو أكبر سفن نقل الركاب وأكثرها تفرداً أمام مركز هامبورغ للرحلات البحرية "هامبورغ كروز سنتر" قادمة من جميع أنحاء العالم. وعلى بعد خطوات قليلة منه يقدم متحف هامبورغ البحري الدولي رحلة خاصة جداً عبر التاريخ البحري وحتى يومنا هذا، وذلك من خلال كنوزه التاريخية البحرية المتفردة المعروضة في المستودع السابق "كاي شبايشر بي".

وبين مدينة الميناء "هافن سيتي" ووسط مدينة هامبورغ يقع حي المستودعات التاريخية "شبايشر شتادت" الذي يتزين بالقنوات المائية ويزخر بواجهات جميلة من الطوب وجسور مقوسة ومناظر خلابة. ومن خلال نزهة عبر الطريق المرصوفة بالحصى لمجمع المستودعات التاريخي المدرج ضمن الأماكن المحمية، يشاهد المرء منتجات مثل السجاد والقهوة والشاي والتوابل التي لا تزال تخزن هنا. وإلى جانب وكالات الإعلان والشركات الهامبورغية الحديثة، يوجد هنا أيضاً العديد من المتاحف، منها على سبيل المثال متحف مدينة المستودعات "شبايشر شتادت موزيوم" وكذلك معرض بلاد العجائب المصغرة "مينياتور فوندرلاند" الذي يضم أكبر نموذج مصغر من السكك الحديدية في العالم.

وعند التنزه على الكورنيش من محطة "باومفال" وحتى الأرصفة البحرية "لاندونغس بروكن" يشاهد المرء القوارب الشراعية والقوارب ذات المحركات في مدينة مرسى القوارب "سيتي – شبورت بوت هافن"، التي تمثل المكان الدائم لمطعم "فوير شيف" الذي كان عبارة عن منارة عائمة ذات لون أحمر غامق. وبالقرب منها تماماً عند جسر "أُبرزيه بروكه"، حيث كانت ترسو سابقاً سفن الركاب الكبيرة، تدعوك سفينة الشحن السابقة "كاب سان دييغو"، التي تم بناؤها عام 1961، للقيام بزيارتها. فهذه السفينة-المتحف هي آخر سفينة من حجمها صالحة للإبحار على مستوى العالم. وفي الجهة المقابلة، تجد مرسى السفينة ذات الأشرعة الثلاث "ريكمر ريكمرس" التي يمكن التعرف على كل أجزئها بالتفصيل. وانطلاقاً منها ستجد نفسك على مرمى حجر من الحي البرتغالي "بورتوغيزن فيرتل" الذي يحتوي على العديد من مطاعم السمك.

ومن الجميل أيضاً القيام بالنزهات على الأرصفة البحرية "لاندونغس بروكن". فهنا تجد كثافة في حركة مرور السفن والعبّارات في الميناء ونهر الإلبه، حيث من المعتاد في هامبورغ القيام بالرحلات البحرية بواسطة القوارب الكبيرة، كما يمكن للمرء بسعر تذكرة حافلة عادية القيام برحلة قارب إلى شاطئ الإلبه "إلب شتراند" في منطقة "أوفلغونه". ومن لا يرغب بالإبحار، يمكنه من السطح العلوي أن يتمتع بمنظر القوارب وحركة الأرصفة البحرية على ضفة نهر الإلبه الأخرى بينما يتناول شطيرة من السمك. وفي الصيف يمكن للمرء القيام بذلك أيضاً وهو مسترخي على الرمال في واحد من النوادي الشاطئية العديدة التي استقرت عند نهاية الأرصفة البحرية "لاندونغس بروكن".

وقبل بزوغ أشعة الشمس الأولى تتوافد حشود الناس الذين يستيقظون مبكراً وكذلك الذين أطالوا السهر ليلاً إلى سوق سانت باولي للسمك "سانت باولي فيش ماركت". فهنا على ضفة نهر الإلبه، يتم عرض الفاكهة والخضار والملابس وغيرها من البضائع على المارة بصوت عال. وتترك خفة الظل التي تميز أسلوب الباعة أثرها على الكثير من زوار سوق السمك بحيث تراهم يشترون أصائص الزهور ويحملون أكياساً مليئة بالسمك المدخن والسمك الطازج. ولا ينبغي أن يفوت زوار سوق السمك فرصة التعرف على قاعة مزاد السمك العلني "فيش أوكتسيونس هاله"، فهي تعتبر من التجارب الرائعة للذين يستيقظون باكراً.

وإذا كنت قد اكتفيت من صخب المدينة وتبحث عن بعض الهدوء، فيمكنك إيجاد ذلك على سطح "دوكلاند"، الذي يمثل مبنى مكاتب شاهق على شكل سفينة بارتفاع 40 متراً. ويعتبر المنظر من السطح المتاح أمام الجمهور "إن داخ" رائعاً جداً، حيث يحظى المرء بإطلالة على النهر وسفن الحاويات الضخمة التي تقوم على مدار الساعة بالتفريغ والتحميل في محطات حديثة على الضفة الأخرى من نهر الإليه. أما عشاق التصميم فهو يجمعون بين القيام بنزهة من سوق السمك إلى مبنى "دوكلاند" مع جولة إلى متجر تصميم الأثاث الدولي "شتيلفيرك"، ويجددون طاقتهم خلال ذلك بتناول وجبات جراد البحر والأسماك في واحد من العديد من المطاعم الجديدة والقديمة أو يتجولون على طول "سلسلة اللؤلؤ" التي تزخر بالعديد من المباني المعمارية الجديدة على ضفاف نهر الإلبه.