عندما يتحول الصيف إلى احتفال بالحياة

هامبورغ.. مدينة خضراء تزخر بالحيوية والنشاط

في عالمنا هناك الكثير من المدن السياحية ذات الطبيعة الجميلة، ولكنك قلما تجد مدينة خضراء تنبض بالحيوية والنشاط وتزخر بالفعاليات الثقافية والترفيهية كما هو حال مدينة هامبورغ الحرة الهانزية. فكل من يزور هذه المدينة التي تعتبر من أجمل مدن ألمانيا، يعبر عن إعجابه بجوها النقي وبسحرها البحري وبهندستها المعمارية المذهلة ونشاطاتها الفنية. وكل من يزورها ولا يقتصر الأمر على ذلك، فهو لن يحمل معه عند عودته إلى بلده مجرد ذكرى لإجازة ممتعة، بل أيضاً هدايا وأكياس تسوق مليئة!


مزيج متفرد

تمتلك مدينة هامبورغ مزيجاً طبيعياً متفرداً يجذب السياح إليها من كافة أنحاء العالم، لاسيما العائلات والشباب. ففي الوقت الذي تعج به ضفاف نهر الإلبه بالمحال التجارية والمطاعم والمقاهي وتزدحم بالناس، تتصف ضفاف بحيرة الألستر بالهدوء وتعتبر مكاناً مثالياً للاسترخاء والراحة ولكل من يحب ركوب القوارب الشراعية أو زوارق التجديف، بل تعد بحيرة الألستر اليوم إحدى مناطق الإلتقاء المفضّلة لأهل هامبورغ وزوارها.

ويبقى الحديث عن هامبورغ مرتبطاً دوماً بالبحارة والسفن والميناء، فالمياه هي من أهم المظاهر الساحرة في المدينة. وعلى الرغم من وجود الكثير من المدن التي تتمتع بميناء جميل، إلا أن ميناء هامبورغ مختلف ومتفرد، لاسيما أنه يقع في قلب المدينة. فنهر الإلبه والميناء يمثلان شريانها الاقتصادي كما يضفيان على الحياة فيها جواً بحرياً فريداً من نوعه، خصوصاً مع وجود حوالي 2500 جسراً عبر شبكة القنوات المائية العريضة والصغيرة التي تتدفق بين نهر الإلبه والألستر. وكان ميناء هامبورغ قد شهد خلال الفترة من 6 إلى 8 مايو 2011، واحدة من أهم فعاليات الميناء والمتمثلة في  الذكرى الـ 822 لعيد ميلاد الميناء، حيث شاركت السفن في مسيرة كبيرة وجرى الترحيب بها في الميناء. ومن حظى بحضور هذه الفعالية المثيرة، فإنه تمكن بلا شك من رؤية مشهد فني رائع، لاسيما عندما شرعت السفن بالدوران وكأنها ترقص باليه.

وفي ظل ما تضمه هامبورغ من مساحات خضراء وحدائق ومنتزهات وأجواء طبيعية نقية، فإنها تعتبر واحدة من أكثر المدن الساحلية سحراً في ألمانيا. ويجد المرء فيها التصميم الفريد والجمال النقي، حيث تنتشر المنازل الفاخرة، التي تتصف بالتفرد والجودة، في مواقع جغرافية ممتازة، وفي نفس الوقت هناك أيضاً الريف الفخم مع مناظر بانورامية رائعة. وهناك الكثير من أماكن المبيت المناسبة جداً للعائلات، خصوصاً مع ما توفره المدينة من وسائل نقل متنوعة تضمن الوصول السريع إلى أهم الأماكن والمعالم السياحية.

 

إقامة فاخرة وإطلالة ساحرة

وتعتبر هامبورغ واحدة من أهم الوجهات المفضلة في ألمانيا بالنسبة للمسافرين من منطقة الخليج العربي، الذين يحرصون على زيارتها والإقامة في فنادقها الراقية. فهي تزخر بأماكن المبيت الفخمة والمتنوعة التي تضمن للزوار إقامة ممتعة جداً. فمثلاً يتميز فندق (فيرمونت فير ياريستسايتن) بموقع لا مثيل له في قلب الحي المالي ومنطقة التسوّق. ويستحق هذا الفندق الفخم بلا شك ما يقال عنه بأنه واحد من أفضل الفنادق في العالم، إذ يوفر تجربة مذهلة في عالم الضيافة، ويتميز بالسحر التاريخي والرفاهية العظيمة. كما يضم الفندق مطبخاً يقدم فنون طهي رائعة. ومن خلال موقعه على ضفة بحيرة الألتسر الداخلية، فإن شرفة الفندق تمنحك الفرصة لتجلس في مكان مريح وتحظى بعشاء خفيف مع مشروبات لذيذة بينما تستمتع بجمال المساء وأنت تشاهد نافورة الألستر  التي تزين البحيرة.

ويبرز فندق (أتلانتيك كمبينسكي هامبورغ) أيضاً كواحد من الفنادق الكبرى القليلة في عصرنا. ومنذ افتتاحه قبل قرن من الزمن (في عام 1909) وهو يمثل جزءاً من صورة المدينة. كما يعتبر هذا الفندق، الذي يقع على بحيرة الألستر في وسط مدينة هامبورغ، من الفنادق الفاخرة الرائدة التي تمنح الزوار فرصة استكشاف الثقافة وأسلوب الحياة الهانزية، واختبار مئة عام من التاريخ المجيد الذي يتميز به. وتتمتع غرف هذا الفندق بالسحر والترف وتوفر كافة متطلبات الضيوف الدوليين، ويمنحك تصميمه الهانزي الشعور بروح الفندق الأسطورية الفخمة. وبمجرد أن تسحب ستارة النافذة سترى لوحة فنية رائعة تتمثل في بحيرة الألستر. وتتميز مطاعم الفندقأيضاً  بمستواها العالمي المتفوق والفاخر، حيث ينغمس النزيل في الملذات الطبخية وأجواء الضيافة الفاخرة. ويعتبر الفندق مكاناً رائعاً لاجتماعات الأعمال والمناسبات الاجتماعية. ويقدم العاملون فيه خدمات متكاملة يهتمون خلالها بأصغر التفاصيل ويمنحوها كل الأهمية.

كما يحظى فندق (شتايغنبيرغر هامبورغ) أيضاً بموقع مذهل في قلب المدينة، على مقربة من بحيرة الألستر والميناء ومبنى البلدية التاريخي ومراكز التسوق الأكبر والأجمل في قارة أوروبا. وفي المنطقة القريبة منه تنتشر المكاتب والمراكز التجارية الكبيرة والمرافق الثقافية المهمة، إذ يمكن استكشاف المعالم السياحية الجميلة في المدينة مشياً على الأقدام. كما تأخذك محطة القطارات القريبة منه إلى معرض هامبورغ الذي لا يبعد سوى كيلومترين فقط. وتتميز أجنحته وغرفه بالأناقة، بحيث تمنح الزائر شعوراً بالرفاهية. وبالإضافة إلى ذلك، يقدم منتجع الفندق الفخم للمسافرين فرصة الاسترخاء بعد يوم متعب، كما تلبي مطاعمه كل رغبات الزوار من خلال الأطباق الشهية  وابتكارات الطبخ المثيرة.

 

أجواء مثالية

وبالانتقال إلى فندق (غراند إليزيه) فإننا نكون قد وصلنا إلى منطقة هادئة ومريحة وقريبة من المدينة والألستر. فهو يعتبر نقطة التقاء مثالية بالنسبة لضيوف الفندق وسكان المدينة. ونظراً لأجوائه الفريدة والمتنوعة وغرفه الفسيحة وأجنحته الأنيقة وخدماته الفخمة، فإنه يجذب الضيوف والزوار من مختلف أرجاء العالم. وتقدم مطاعمه أطباقاً وحلويات لذيذة ووجبات فطور وغداء وعشاء غنية ومتنوعة، كما يعتبر مكاناً مثالياً لإقامة الفعاليات والاجتماعات والمؤتمرات وغير ذلك.

كما يبرز فندق (سوفتيل)، الذي يقع في قلب المدينة الهانزية على إحدى قنوات المياه الهادئة، باعتباره من أفضل الأماكن بالنسبة للمسافرين من سياح ورجال الأعمال. ويساهم تصميم الفندق الفريد وأجوائه الرائعة في تحويل الإقامة فيه إلى تجربة لا تنسى. وتلبي مطاعمه المتنوعة كافة أذواق النزلاء، وتحقق غرفه الأنيقة وأجنحته الفخمة ومرافق الصحة والجمال كل رغبات الباحثين عن الاسترخاء.

وفي واحد من الأحياء السكنية الأكثر تميزاً في المدينة، يتواجد فندق (إنتركونتيننتال) الذي يقع مباشرة على بحيرة الألستر الخارجية، ولا يبعد إلا بضع دقائق عن وسط المدينة ومركز المؤتمرات الحديث والأحياء التجارية والمالية. وتقدم المطاعم التي يضمها الفندق مجموعة واسعة من خيارات الطهي ذات المذاق الرائع. كما يمثل مركزاً للصحة والجمال وواحة من واحات الراحة والهدوء.

 

اهتمام خاص بالضيوف العرب

أما فندق (ماريوت) فيقع في وسط مدينة هامبورغ، بالقرب من محطة القطار الرئيسية، حيث يمكن الوصول إليه مشياً على الأقدام. ويوجد فيه العديد من المطاعم التي تقدم ألذ وأشهى الأطباق العالمية المتنوعة. وقد تم تجهيز وتكييف مرافق وخدمات الفندق وفقاً لرغبات الزائرين العرب، فقد أصبح هذا الفندق على مر السنين المقصد الصيفي المفضل لهم خارج الشرق الأوسط.

فبالإضافة إلى موقعه المركزي قرب مراكز التسوّق الرئيسية والأماكن السياحية الجديرة بالزيارة والفعاليات الخاصة بالعائلة، يوفر الفندق نسخاً من القرآن الكريم وسجادات للصلاة، بالاضافة الى مجموعة من الصحف والقنوات التلفزيونية العربية. كما تتوفر خدمة الغرف على مدار الساعة والعديد من المأكولات العربية، إلى جانب أماكن مريحة للجلوس في ردهة الفندق.

وعندما يقودك الطريق إلى فندق (رينيسانس)، سواء في رحلة عمل أو ترفيه، فإن إقامتك فيه ستتحول إلى تجربة لا تنسى، حيث يقع هذا الفندق التاريخي في مركز المدينة بالقرب من مركز المعارض ومبنى البلدية ومحطة (يونغفيرنشتيغ) وبحيرة الألستر الشهيرة. وفيه ستشعر بالتاريخ وتستمتع بالحاضر الجميل لاسيما مع ما يتميز به من تجهيزات ومرافق حديثة.

 ومن هذه الفنادق بإمكانك الانطلاق للقيام برحلات بحرية مثيرة، أو التنزه في شارع (ريبيربان) في هامبورغ، حيثما احتفلت فرقة البيتلز ببداية نجاحها، أو زيارة كنيسة (ميشل)، أو التمتع بالتسوق في مركز منطقة التسوق الهانزية.

 

جولات بحرية ونفحات الماضي

ويجب أن لا تفوتك إحدى الجولات المتنوعة فوق مياه بحيرة الألستر. فهناك عدّة رحلات يومياً على السفينة البخارية تبدأ عند محطة القطار (يونغفيرن شتيغ)، حيث يمكن للزائر التمتع برؤية معالم المدينة. كما يفضل القيام بجولة على الأقدام حول بحيرة الألستر لمشاهدة أجمل المواقع السكنية في هامبورغ.

وبشكل عام، فإنه عند قيامك بجولات سياحية مائية أو زيارة إحدى السفن-المتحف الأسطورية أو ميناء هامبورغ، فمن المؤكد أنك ستسشعر أجواء الماضي والبلاد البعيدة وسوف تتعرف عن قرب على أسباب إطلاق لقب "البوابة إلى العالم"  على مدينة هامبورغ!

ومن يريد أن يعيش أجواء التاريخ التجاري للمدينة، يمكنه الانطلاق من رصيف الميناء (لاندونغسبروكن) إلى مدينة المخازن التاريخية (شبايشر شتادت)، حيث تعد منازل التجار البديعة على ضفتي نهر الإلبه ومجمع (شبايشر شتادت) التاريخي الضخم شهادة على تاريخ مدينة هامبورغ الحرة الهانزية. فمدينة المخازن التاريخية التي يمتد عمرها إلى أكثر من 100 عام، ستجعلك تعيش أجواءً ذات نكهة خاصة. ويعتبر هذا المجمع التاريخي أكبر مجمع لمخازن السلع في العالم، حيث يتم هنا تخزين بضائع ذات قيمة عالية كالشاي والكاكاو والقهوة والتوابل والتبغ بالإضافة إلى العديد من المنتجات الأخرى، كما يوجد فيها أكبر مخزن للسجاد الشرقي في العالم. وخلف الحائط الضخم لمدينة المخازن يمكنك أن تتمتع بجو رومانسي بين قنوات المياه الجارية وأبنية العصر الغوطي والسطوح الموشورية والأبراج الغريبة الشكل. ويصبح المنظر أكثر رومانسيةً في ساعة الغروب.

 

العراقة والحداثة بوجه مستقبلي

وعلى مقربة من هذا المجمع التاريخي يُبنى واحد من أضخم المشاريع السكنية لتطوير المدن الأوروبية وأكثرها جاذبية على الإطلاق والمتمثل في (مدينة الميناء)  (هافن ستي)، إذ يغطي هذا الحي مساحة 157 هكتاراً مما سيساهم في زيادة مساحة وسط المدينة بنسبة 40%. ويعتبر هذا المشروع من المشاريع الجرئية التي تثير الفضول في نفوس زوار وضيوف المدينة، حيث سيذهلك بمبانيه ورؤيته المستقبلية كونه يعد عالماً مثالياً لحياة أجمل وعمل أفضل، بل إن الفضول دفع أهل هامبورغ أنفسهم إلى التجول على طول الشوارع الممتدة على جوانب أحواض الميناء ليشاهدوا التغييرات التي تطال شكل (مدينة الميناء) باستمرار.

ومن أروع الأعمال الهندسية لهذا المشروع تبرز قاعة الحفلات الموسيقية (إلبفيلهارموني) التي يمزج بناؤها بين العراقة والحداثة ليتماهى مع مدينة الهانزا الواقعة مباشرة على المياه. وسيلعب هذا المرفق الموسيقي دوراً مهماً ووظيفة مركزية كمعلم سياحي مسؤول عن تطوير وتسويق (مدينة الميناء)، وسيكون بمثابة علامة بارزة لمدينة هامبورغ على الصعيد الدولي.

 

موسيقى في كل مكان

وعلى المستوى العالمي، تشتهر هامبورغ بكونها مركزاً ثقافياً متعدد المظاهر، حيث تزخر بالأجواء الموسيقية والفنية والثقافية التي تعتبر إحدى المزايا الجذابة لهذه المدينة السياحية. فقد ترك الشعراء ومؤلفو الموسيقى المشهورون عالمياً آثارهم في تاريخ ثقافة هامبورغ الطويل، واحتفلت فرقة البيتلز في نادي (ستار) ببداية نجاحها.

ويبدو أن كل شيء ممكن في هامبورغ، فهناك دور الأوبرا التي تقدم عروض الأوبرا ورقص الباليه، وفرق الأوركسترا والسيمفونيات، والمسارح التي تتميز بتعدد أنواع العروض والفنون، فضلاً عن الحفلات الموسيقية التي تستضيف النجوم العالميين المشهورين بموسيقى الروك والبوب وغيرها. وتعتبر هامبورغ أيضاً من أكبر المدن العالمية لعروض المسرحيات الغنائية الموسيقية (الميوزيكال) في العالم. فقد دامت عروض (كاتس) مدة 15 عاماً وهو العرض الأطول مدة في ألمانيا. وهناك تتمة لهذا النجاح بإنتاج عرض (كونيغ دير لوفن)، أي (الملك الأسد)، لشركة والت ديزني أو(ديرتي دانسينغ).

وينبض ليل المدينة بالثقافة والفن والموسيقى. فمن يزور حي (سانت باولي) سيجد فرصاً لا تنتهي من التسلية، كحفلات الرقص والعروض المسرحية والموسيقية والحانات والملاهي الليلية. فحياة الليل في هامبورغ مشهورة في العالم أجمع. وفي شارع (ريبيربان) في (سانت باولي) يكتشف المرء مرة أخرى نوعيات جيدة، حيث تتواجد اليوم عشرات المطاعم ومقاهي الرقص وأندية الموسيقى الحية. وستحظى في هذا الشارع بمشاهد فنية وثقافية حية، لاسيما وأنه شهد تحولاً كبيراً، فبعد أن كان هذا الحي مكاناً للمتعة، تكوّنت فيه اليوم ثقافة بديلة، فبات يزخر بالفن والموسيقى والثقافة، حتى أن عروض المسرحيات الغنائية الموسيقية (الميوزيكال) وجدت فيه مسارح لها. ويلاحظ تزايد مستمر لأعداد الشباب أصحاب الأفكار الجديدة الذين يكتشفون هذا الحي والمنطقة المجاورة له مثل حي (شانتسن فيرتل).

كما تمتد أجواء الموسيقى لتصل إلى (سوق السمك) الذي لا ينبغي على أي قادم إلى هامبورغ أن يفوت فرصة زيارته. فمنذ عام 1703 يتم في أيام الأحد من الساعة الخامسة صباحاً بيع كل ما يتصوره المرء في هذه السوق التقليدية لهامبورغ: من بيع الأسماك والدواجن والخضروات والفاكهة إلى الأواني والأباريق وحتى اللعب البلاستيكية. ويمكن الحصول على شتّى البضائع تحت سقف قاعة المزاد العلني التي يبلغ عمرها أكثر من 100 عام ويرتبط إسمها تاريخياً بالسمك. وسترى هنا حشوداً من أهل المدينة وضيوفها، كما ستجد أشخاص سهروا الليلة السابقة في شارع (ريبيربان) يتناولون وجبات السمك ويحتسون القهوة الساخنة بانتظار عودة حيويتهم.

كما تشهد المدينة أيضاً فعاليات ومهرجانات دولية شهيرة، كمهرجان موسيقى الجاز (إلب جاز) الذي سيقام من 27 إلى 28 مايو 2011 في ميناء هامبورغ، حيث يمزج هذا المهرجان بين الأماكن المتفردة على طول ضفاف نهر الإلبه وأجواء الميناء ذات الطابع الخاص والمستويات العالية لموسيقى الجاز من النجوم الجدد وحتى أساطير الجاز المحليين والدوليين. ويصنع هذا المهرجان فضاءات جديدة لموسيقى الجاز، ابتداءاً من حانات المرفأ الصغيرة ووصولاً إلى المنصات الخارجية الكبيرة التي تقام في الهواء الطلق في (مدينة الميناء).

 

متاحف وعمارة

وتزخر هامبورغ أيضاً بمتاحفها المرموقة عالمياً وصالاتها الفنية التي تجذب أعداداً كبيرة من الزوار كصالة الفن (كونست هاله) التي تقدم جولة ثقافية مثيرة عبر تاريخ الرسم الزيتي والنحت من القرن الرابع عشر وحتى اليوم. وتمثل هذا الصالة متحفاً للفن وموطناً للعديد من المجموعات الفنية الرئيسية.

وحتى عندما تزور مبنى البلدية (راتهاوس) قد تتصور أنك في متحف كبير، إلا أنه في الحقيقة يمثل وسط المدينة السياسي. وكمكان متنوع الاستخدمات للسياسة والتمثيل الحكومي، فإن اثنين من الهئيات السياسية الرئيسية في المدينة الهانزية يتخذان مقرهما فيه وهما: وزراء (سناتور) ولاية هامبورغ والمحافظ. ويعود تاريخ هذا المبنى المشيد من الحجر الرملي لأكثر من مئة عام. فبعد حريق شب في عام 1842 وقضى على مبنى البلدية بشكل كامل، رحل المجلس لفترة مؤقتة إلى مبنى آخر وذلك لمدة 55 عاماً! وقد تم تدشين مبنى البلدية الجديد في عام 1897 وهو يتكون من 647 غرفة ويقف على أكثر من 4000 عمود من شجر البلوط. وعلى العكس من الطراز السائد في المنطقة، فإن مبنى البلدية يلمع بواجهة ذات زخارف كثيرة ومحاطة بـ 20 تمثالاً. ويجد الزائر فوق البوابة الرئيسية الجملة التالية المكتوبة باللغة اللاتينية: "يجب على الأخلاف المحافظة بكرامة على الحرية التي نالها الأجداد".

وبشكل عام تسيطر على صورة المدينة أبراج الكنائس الهامة مثل (سانت كاترينين) و(سانت بيتري) و(سانت ياكوبي) و(سانت نيكولاي) و(سانت ميشائيليس) التي يطلق عليها (ميشل)، وتعد الأخيرة أهم مبنى كَنَسي في شمال ألمانيا والذي يعود إلى عصر الباروك. وبالقرب من (ميشل) تقع شقق مكاتب التجار (كراميرامتس فونونغن) التي هي عبارة عن نصب تاريخي ومنطقة صغيرة من هامبورغ القديمة تعود إلى القرن 17. وتم الإبقاء على إحدى شقق التجار التاريخية هذه في وضعها الأصلي وتأثيثها من قبل متحف تاريخ هامبورغ بأثاث كامل يعود إلى الأعوام 1860/1850.

أما المدينة القديمة (ألت شتادت) فهي بالفعل أقدم حي في هامبورغ وأكثر الأحياء جاذبية للكثير من السيّاح. ومن أهم المباني هناك (تشيلي هاوس) و(كونتور هويزر) في ساحة (بوركارد بلاتس).

ويمكن للزائر تخيّل هامبورغ القديمة في بعض الأماكن، فمثلاً في شارع (كريمون) كانت تتواجد المخازن ومنازل السكن المطلة على قنوات المياه الجارية وعلى الشارع بحيث أمكن نقل البضائع على الماء وعن طريق البر.كما يعيد شارع (دايش شتراسه) ذكريات الماضي، فهو شارع قديم للتجار كان يضم مكاتبهم إلى جانب منازل سكنية تعود إلى القرن 17 حتى 19، وفيه العديد من المطاعم والحانات الفاخرة التي ترحب بالزائر لقضاء أوقات جميلة.

 

تسلية وترفيه للعائلات

ومن المعروف عن هامبورغ أيضاً أنها مدينة خضراء تنتشر فيها المروج الشاسعة والحدائق العامة الجميلة كحديقة (بلانتن اند بلومن)، و(يانيش بارك)، كما تقدم المدينة الكثير من النشاطات الترفيهية للعائلات ومنها ركوب الزوارق في إحدى قنوات نهر الألستر الخلابة أو إطعام الزرافات والفيلة في حديقة الحيوانات (هاغن بيكس) أو زيارة بلاد العجائب المصغّرة (فوندرلاند مينياتور)، التي تعد واحدة من أهم مرافق الجذب السياحي في هذه المدينة الهانزية، حيث تتولى عشرات أجهزة الكمبيوتر التحكم في مئات القطارات والسيارات والسفن. وفي شهر مايو 2011، شهدت بلاد العجائب المصغرة احتفالاً بالذكرى العاشرة مع افتتاح تحفة فنية مذهلة تتمثل في أول مطار مصغر في العالم (كنوفيغن ايربورت)، والذي يعكس بداية عصر جديد في نماذج البناء علماً أن بنائه احتاج لأكثر من 150 ألف ساعة عمل و3.5 مليون يورو. ومما لا شك فيه أن المطار الجديد سيشكل أحد عوامل الجذب والإثارة في هامبورغ.

وتستمر الإثارة أيضاً عند حضور عروض (هامبورغ دانجون)، فهنا يقوم ممثلون بتحويل الكوارث الفظيعة التي تعرضت لها هامبورغ تاريخياً إلى مناظر حية أمام عيون الزوار.

أما عند الاتجاه إلى جنوب هامبورغ (على بعد ساعة بواسطة السيارة) فسييصل الزوار إلى (هايدا بارك زولتاو)، أكبر مدينة ترفيهية في شمال ألمانيا، والتي تقدم عشرات الألعاب والعروض المناسبة للكبار والصغار. وإلى الجنوب الغربي من هامبورغ تتواجد حديقة (سيرينغيتي بارك) في (هودنهاغن)، والتي تعتبر أكبر محمية سفاري ومحمية للحيوانات البرية في ألمانيا، حيث يتمتع الزائر بسفاري إفريقية حقيقية.

 

جنة التسوق

وعلى الرغم من أنك ستحمل الكثير من الذكريات الجميلة عند عودتك إلى بلدك، إلا أن الأمر لن يقتصر على مجرد ذكرى جميلة فقط، بل ستحمل ما هو أكثر من ذلك بكثير! فهذه المدينة تعتبر أيضاً المقصد الأول لكل من يهوى التسوّق. وسواء أكنت تبحث عن البضائع الرخيصة أو مغرماً بالأزياء الفخمة أو تبحث عن آخر الصرعات، فستجد ضالتك في هامبورغ. فمثلاً يعتبر (نويير فال) العنوان الأفضل لكل من يبحث عن البضائع الفاخرة، حيث يعرض أشهر مصممي الأزياء منتجاتهم داخل صالات عرص خاصة ومحلات تجارية متميزة وبيوت أزياء عريقة إلى جانب الأسواق التجارية الضخمة التي توجد على بعد خطوات.

وهناك أيضاً مبنى التسوّق الضخم (أوروبا باساجه) الذي يطل على أشهر الشوارع التجارية في هامبورغ والمتمثل في البوليفارد الفاخر (يونغفيرنشتيغ) الذي يوفر بدوره للزوار فرص التجول الاسترخاء والجلوس على الشاطئ والاستمتاع بمنظر بحيرة الألستر. كما يوفر شارع (مونكيبيرغ شتراسه) الذي يعرف باسم (مو)، كل ما يتمناه عشاق التسوق. وتعتبر منطقة المشاة، التي تسير بالتوازي مع هذا الشارع، واحداً من الشوارع العشرة الأكثر زيارة في ألمانيا.

أما الأحياء الأخرى في وسط المدينة مثل (شانتسن) و(كارولينن) و(أوتينزن) و(سانت جورج) فتعرض تصميمات وفنون الشباب الغريبة، ابتداءاً من كماليات الزينة وتشكيلات الأزياء المبتكرة وحتى التسجيلات الموسيقية الخاصة.