هامبورغ مدينة الرحلات البحرية المثيرة

ميناؤها يضفي جواً بحرياً فريداً على الحياة فيها

جذب جمال مدينة هامبورغ وسمعتها الدولية الناس إليها من جميع أنحاء العالم، فهذه المدينة الساحلية تتميز بالخضرة الساحرة المنتشرة على مد البصر وكذلك المياه التي تعتبر من أهم المظاهر الفاتنة فيها. كما تسحر المدينة زوارها بشبكة القنوات المائية العريضة والضيقة. وبفضل ميناء هامبورغ، الذي يقع في قلب المدينة وعلى مقربة من بحر الشمال، تزداد الحركة والنشاط والحيوية بصورة كبيرة، فهامبورغ تعد محطة مثالية للانطلاق بالرحلات البحرية الشيقة داخل المدينة أو إلى المدن الألمانية والدول الأخرى.

 

أجمل موانئ العالم

في بعض الموانئ لا يوجد أمام المرء الكثير كي يراه باستثناء مصافي النفط ورافعات الحاويات. ولذلك يفضل المرء أن يمنح نفسه فنجاناً من القهوة مع وجبة إفطار. ولكن هناك مداخل موانئ جميلة ومذهلة بشكل لافت، تزينها الرحلات البحرية، بحيث تسعد كل زائر. فسحر هذه الموانئ وعظمتها تأسر ضيوف المدينة وأهلها الذين يستيقظون طوعاً الساعة السادسة صباحاً كي يقفوا على سور مدخل الميناء في الوقت المناسب. فهي أجمل موانئ الرحلات البحرية في العالم.

وتمثل هامبورغ بلا منازع منفذ الرحلات البحرية في ألمانيا. فميناء هامبورغ يعد من أجمل منافذ الرحلات البحرية في العالم، حيث يتميز هذا المنفذ بموقعه في قلب المدينة وعلى نهر الإلبه المذهل، مروراً بالطرف الغربي لقناة (نورد-أُست زيه)، التي تتمتع بشهرة واسعة مثلها مثل منشأة استقبال السفن الرائعة في (رندسبورغ)، ومحطة (إي إيه دي إس) في (فينكنفيردر)، التي يتم فيها التجميع الجزئي لطائرات إيرباص A380 وتجهيزها.

ولا يمكن وصف الحماس الذي تثيره الرحلات البحرية في قلوب أهل هامبورغ، وبشكل خاص فعالية (عيد ميلاد الميناء) التي تقام في شهر مايو وفعالية (أيام كروز هامبورغ) التي تقام كل سنتين في فصل الصيف، حيث تتوافد مئات السفن إلى أرصفة الميناء وتحتفل بتسيير موكب ضخم يشارك فيه دوماً عدد كبير من السفن السياحية.

وبشكل عام، تمتلك هامبورغ ثلاث محطات للرحلات البحرية (كروز تيرمنالز): محطة (هامبورغ-ألتونا)، محطة مدينة الميناء (هافن ستي) في حي (غراسبروك)، وللسفن الصغيرة هناك محطة ذات موقع مركزي تتمثل في محطة جسر (أُبرزيه بروكه)

 

عالم الرحلات البحرية

وبالإضافة إلى الرحلات البحرية إلى المدن الألمانية والدول الأخرى، هناك جولات مثيرة على طول نهر الإلبه من الشارع الراقي "إلبشوسزيه" وصولاً إلى حي "تربن فيرتل" في منطقة "بلانكينيزه"، التي تعتبر من أكثر الأماكن المحببة للزيارة. فالأزقة البديعة والأدراج الملتوية والبيوت الصغيرة المتلاصقة المتواجدة هناك، تتيح للزائر فرصة رائعة للتنزه على الأقدام.

ويمكن للزوار أيضاً القيام بجولات سياحية مختلفة للتعرف على هامبورغ عن طريق الماء، ابتداءاً من أسطول بحيرة الألستر والقنوات النهرية وحتى الجولات السياحية المفعمة بالحنين من خلال السفن النهرية وجولات الفجر. ويقوم "كروز الألستر" برحلات سياحية في بحيرة الألستر انطلاقاً من محطة "يونغفيرن شتيغ" ليعبر البحيرة وصولاً إلى "فنترهودر فيرهاوس" ويعود إلى المحطة. وخلال الرحلة يتم التوقف في 9 محطات، حيث يمكنك النزول والصعود وقتما تشاء. وهناك أيضاً رحلات فوق الممرات المائية، يأخذك القارب خلالها من بحيرة الألستر الداخلية عبر البوابة البحرية وصولاً إلى الميناء ومدينة المخازن "شبايشر شتادت".

 

باليه السفن في عيد ميلاد الميناء

وعند القيام بالجولات السياحية المائية أو زيارة إحدى السفن-المتحف الأسطورية، يمكن للزائرين التعرف عن قرب على أسباب إطلاق لقب "البوابة إلى العالم" على مدينة هامبورغ. فرائحة الحرية والبلاد البعيدة تقوح في كل زاوية ممتدة من مبنى رحلات السفن ومدينة المخازن التاريخية (شبايشر شتادت) ورصيف الميناء (لاندونغسبروكن) وحتى ميناء الحاويات الحديث.

وخلال الفترة من 6 إلى 8 مايو 2011، شهد ميناء هامبورغ المتواجد على نهر الإلبه، واحدةً من أهم فعاليات الميناء والمتمثلة في  الذكرى الـ 822 لعيد ميلاد ميناء هامبورغ، حيث تضمنت هذه الفعالية المثيرة مسيرة كبيرة للسفن جرى الترحيب بها في الميناء، وتمكن الزوار من الاستمتاع برؤية مشهد فني رائع، لاسيما عندما شرعت السفن بالدوران وكأنها ترقص باليه.

 

أوروبا كلها في مدينة واحدة

ويعتبر هذا الميناء الأكبر في ألمانيا، إذ ترسو فيه سنوياً آلاف السفن البحرية القادمة من جميع أنحاء العالم. وعلى الرغم من أن هامبورغ تمثل مركزاً اقتصادياً مزدهراً، إلا أنها في نفس الوقت تُعد مثالاً يُحتذى بها على الصعيد العالمي في مجال حماية المناخ العالمية، حيث اسطاعت هامبورغ خلال المنافسة على لقب "عاصمة أوروبا الخضراء لعام 2011" من إقناع هيئة تحكيم المفوضية الأوروبية بمفهومها لحماية المناخ وممارساتها في هذا الخصوص. ونجحت هذه المدينة الهانزية في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 15% منذ عام 1990. وعلاوة على ذلك، فهي تسعى إلى خقض انبعاثات الكربون بنسبة 40% حتى عام 2020، وبنسبة 80% حتى عام 2050. وتشمل التدابير المتخذة لتحقيق هذا الهدف: إدارة وبناء مستدام، نقل صديق للبيئة، حماية الطبيعة، استهلاك مستدام وبرامج تعليمية.

 

عالم الترفيه والرحلات الاستكشافية

ومن المعروف عن هامبورغ أيضاً أنها مدينة خضراء تنتشر فيها المروج الشاسعة والحدائق العامة الجميلة كحديقة "بلانتن اند بلومن"، و"يانيش بارك"، كما تقدم المدينة الكثير من النشاطات الترفيهية للعائلات ومنها ركوب الزوارق في إحدى قنوات نهر الألستر الخلابة أو إطعام الزرافات والفيلة في حديقة الحيوانات "هاغن بيكس" أو زيارة بلاد العجائب المصغّرة "فوندرلاند مينياتور"، التي تعد واحدة من أهم مناطق الجذب السياحي في هذه المدينة الهانزية، حيث تتولى عشرات أجهزة الكمبيوتر التحكم في مئات القطارات والسيارات والسفن. وشهدت بلاد العجائب المصغرة في شهر مايو 2011، احتفالاً بالذكرى العاشرة مع افتتاح تحفة فنية مذهلة تتمثل في أول مطار مصغر في العالم (كنوفيغن ايربورت)، والذي يعكس بداية عصر جديد في نماذج البناء. يذكر أن بنائه احتاج لأكثر من 150 ألف ساعة عمل و3.5 مليون يورو. ومما لا شك فيه أن المطار الجديد سيشكل أحد عوامل الجذب والإثارة في هامبورغ.

وتستمر الإثارة أيضاً عند حضور عروض متحف "هامبورغ دانجون"، فهنا يقوم ممثلون بتحويل الكوارث الفظيعة التي تعرضت لها هامبورغ تاريخياً إلى مناظر حية أمام عيون الزوار.

أما عند الاتجاه إلى جنوب هامبورغ (على بعد ساعة بواسطة السيارة) فسييصل الزوار إلى "هايدا بارك زولتاو"، أكبر مدينة ترفيهية في شمال ألمانيا، والتي تقدم عشرات الألعاب والعروض المناسبة للكبار والصغار. وإلى الجنوب الغربي من هامبورغ تتواجد حديقة "سيرينغيتي بارك" في "هودنهاغن"، والتي تعتبر أكبر محمية سفاري ومحمية للحيوانات البرية في ألمانيا، حيث يتمتع الزائر بسفاري إفريقية حقيقية.

 

أسلوب حياة متفرد

من جانب آخر، تتمتع هامبورغ بأسلوب حياة متفرد، فأثناء التجول بين نهر الإلبه ووادي الألستر، يمكنك التعرف على المزيج الفريد الذي تمتلكه هامبورغ، حيث تعج ضفاف نهر الإلبه بالمحال التجارية والمطاعم والمقاهي وتزدحم بالناس، بينما تتصف الألستر بالهدوء وتعتبر مكاناً مثالياً للاسترخاء والراحة ولكل من يحب ركوب القوارب الشراعية أو زوارق التجديف.

وتعد منازل التجار البديعة على ضفتي نهر "الإلبه" ومجمع مدينة المخازن "شبايشر شتادت" التاريخي الضخم شهادة على تاريخ مدينة هامبورغ الهانزية الحرة. فمدينة المخازن التاريخية التي يمتد عمرها إلى أكثر من 100 عام، تضع الزائر في أجواء ذات نكهة خاصة، لاسيما وأن هذا المجمع التاريخي يضم بضائع ذات قيمة عالية كالشاي والكاكاو والقهوة والتوابل والتبغ وغيرها، كما يوجد فيه أكبر مخزن للسجاد الشرقي في العالم. وخلف الحائط الضخم لمدينة المخازن يمكنك أن تتمتع بجو رومانسي بين قنوات المياه الجارية وأبنية العصر الغوطي والسطوح الموشورية والأبراج الغريبة الشكل.

 

مدينة الميناء وروعة العمارة

وما بين (شبايشر شتاد) وميناء هامبورغ، يتم تأسيس حي جديد يمثل نموذجاً مستداماً للمشاريع، يطلق عليه (هافن سيتي) أي (مدينة الميناء). ويعتبر هذا الحي من المشاريع الجرئية التي تثير الفضول في نفوس زوار وضيوف المدينة وتدفعهم إلى التجول على طول الشوارع الممتدة على جوانب أحواض المرفأ ليشاهدوا التغييرات التي تطال شكل (مدينة الميناء).

ومن أروع الأعمال الهندسية لهذا المشروع، تبرز القاعة الجديدة للحفلات الموسيقية (إلب فيلهارموني) التي يمزج تصميمها بين العراقة والحداثة ليتماهى مع مدينة الهانزا الواقعة مباشرة على المياه. وسيلعب هذا المبنى دوراً مهماً كمعلم سياحي مسؤول عن تسويق (مدينة الميناء) وتمثيل هامبورغ على الصعيد الدولي.

كما تزخر هامبورغ بالكثير من المواقع والمعالم التاريخية التي تستحق الزيارة، كمبنى البلدية الـ (رات هاوس)، والعديد من الكنائس الهامة ذات الأبراج المميزة مثل (سانت كاترينين) و(سانت بيتري) و(سانت ياكوبي) و(سانت نيكولاي) و(سانت ميشائيليس) المسماة (ميشل).

 

أجواء ثقافية وموسيقية

وتزخر هامبورغ بالمرافق الثقافية والفنية والموسيقية، كدور الأوبرا والمتاحف وبيوت الفنون والمسارح التي تجذب الجمهور ببرامج ثقافية متنوعة، وتعتبر من أكبر المدن العالمية للعروض المسرحيات الغنائية الموسيقية "الميوزيكال".  وفي شارع "ريبيربان" في "سانت باولي" تكوّنت ثقافة بديلة، إذ بات هذا الشارع يزخر بالفن والموسيقى والثقافة، بعد أن كان مكاناً للمتعة.

كما تشهد المدينة أيضاً فعاليات ومهرجانات دولية شهيرة، كمهرجان موسيقى الجاز "إلب جاز" الذي سيقام من 27 إلى 28 مايو 2011 في ميناء هامبورغ. وتتمثل الميزة الفريدة لهذا المهرجان في المزج بين أماكن متفردة على طول ضفاف نهر الإلبه وأجواء الميناء ذات الطابع الخاص والمستويات العالية لموسيقى الجاز من النجوم الجدد وحتى أساطير الجاز المحليين والدوليين. ويصنع هذا المهرجان فضاءات جديدة لموسيقى الجاز، ابتداءاً من حانات المرفأ الصغيرة ووصولاً إلى المنصات الخارجية الكبيرة التي تقام في الهواء الطلق في "مدينة الميناء".

 

مواقع مثالية وإقامة راقية

وبالنسبة للباحثين عن إقامة ممتعة، فإن فنادق هامبورغ الراقية كثيرة، كفندق (شتايغنبيرغر هامبورغ) الذي يقع في قلب المدينة، على مقربة من بحيرة الألستر والميناء ومبنى البلدية التاريخي ومراكز التسوق الأكبر والأجمل في قارة أوروبا. وتتميز أجنحته وغرفه بالأناقة. كما تلبي مطاعمه كل رغبات الزوار من خلال الأطباق الشهية  وابتكارات الطبخ المثيرة. أما فندق (غراند إليزيه هامبورغ) فيقع في منطقة هادئة ومريحة وقريبة من المدينة والألستر. ويتميز بأجوائه الفريدة والمتنوعة وغرفه الفسيحة وأجنحته الأنيقة وخدماته الفخمة. كما تقدم مطاعمه أطباقاً وحلويات لذيذة.

وبالإضافة إلى المطاعم الفخمة المتواجدة في الفنادق الراقية، ينتشر في مختلف أحياء المدينة العديد من المطاعم الفخمة، ومطاعم المأكولات الشعبية الشهية.

 

شغف التسوق الفاخر

كما توفر مدينة هامبورغ الكثير من أروقة ومراكز التسوق. فعلى امتداد شارع "نوير فال"، الذي ينتمي إلى أبرز عشرة شوارع فاخرة في أوروبا، تنتشر أرقى وأغلى محلات في هامبورغ. وبدروه، يعتبر البوليفارد الفاخر "يونغفيرن شتيغ" من الوجهات المهمة لكل من يهوى التسوق، نظراً لما يضمه من متاجر متنوعة تعرض كل ما هو فاخر وأنيق.

أما ميدان "غينسه ماركت" فإنه يتيح الفرصة أمام الزوار للتسوق تحت النصب التذكاري للكاتب المسرحي "غاتهولد إبرايم لسينغ"، بالإضافة إلى الجلوس لاحتساء فنجان من القهوة أو الكابتشينو أو لتناول الآيس الكريم اللذيذ مع التمتع بمظاهر الحياة الحضرية هناك.

كما يقدم شارع "مونكيبيرغ شتراسه"، الذي يعرف باسم "مو"، كل ما يتمناه عشاق التسوق. وتعتبر منطقة المشاة، التي تسير بالتوازي مع هذا الشارع، واحداً من الشوارع العشرة الأكثر زيارة في ألمانيا. ولا تجده خالياً أبداً إلا عندما تغلق جميع المتاجر أبوابها.

 

موضة مبتكرة واتجاهات شبابية

وبالتوجه إلى أحياء مثل "شانتسن فيرتل" و"كارولينين فيرتل"، سيجد الزوار تنوعاً ثقافياً وسحراً خاصاً. فهامبورغ تعتبر من بين المناطق الرائدة في تقديم الموضة المبتكرة، ويبرز فيها عدد من عقول الموضة الشبابية المعروفة باتجاهاتها وأفكارها المبتكرة.

وهنا يمكنك التعرف على مشاغل ومراسم الشباب وصالات عروضهم ومحلاتهم. ومن الأسماء البارزة في هذه الاتجاهات، نذكر "أولي شنايدر"، "نيله بي"، "زيبيلا بافنستدت"، "إف كيه كيه"، "هوتيل" أو "إستومو".

ويضم شارع "ماركت شتراسه" متاجر مصممين معروفين مثل "ألبنغلون"، "شوسالون غرابه ميتس مانيبيني" أو  "هير فون إدن".

وفي حي "كارولينين فيرتل" تعمل المصممة "آنا فوكس"، مثلاً، على بناء عالم من العلامات التجارية للأزياء الفخمة، فهي تحمل أهدافاً طموحة، حققت بعضاً منها بالفعل عندما أثارت ضجة في نيويورك كونها المصممة الألمانية الوحيدة التي تم تسميتها مرتين لجائزة أوسكار الموضة (النجم الصاعد).

 

فنادق يُنصح بها في هامبورغ:

  • فندق "شتايغن بيرغر هامبورغ" "Steigenberger Hotel Hamburg"

يقع في شارع "هايليغن غايست بروكه" "Heiligengeistbrücke 4". لمزيد من المعلومات يرجى زيارة:

www.steigenberger.de

 

يقع في شارع "روتنباومشوزيه 10" "Rothenbaumchaussee 10". لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة:

www.elysee.de