السياحة الخليجية في ألمانيا ثاني أقوى سياحة من القارة الآسيوية

بيترا هيدورفر: السائح الإماراتي يقدر القيمة السياحية الألمانية

حالياً تعد منطقة الخليج أهم سوق سريعة النمو مصدّرة للسياح من الدول ما وراء البحار بعد الولايات المتحدة الأمريكية، فقد بلغ عدد ليالي إقامة الخليجيين حالياً 620,510 ليلة إقامة. أي أنه يمكن هنا الحديث عن ازدهار قطاع السياحة وأن ألمانيا أصبحت مقصداً سياحياً يفضله الخليجيون. وفي لقاء مع بيترا هيدورفر، رئيسة مجلس إدارة المجلس الوطني الألماني للسياحة، أكدت أن السياح الإماراتيين مرحب بهم جداً في ألمانيا، إذ تعد دولة الإمارات العربية واحدة من أهم البلاد في منطقة الخليج العربي التي ترفد ألمانيا بالسياح. كما اعتبرت السياح الإماراتيين الذي يقصدون ألمانيا زواراً يعرفون معنى الجودة تماماً ويقدّرون العروض السياحية القيّمة.


وهنا نقدم لكم التفاصيل الكاملة للمقابلة:

 

ما هو تقييمك لارتفاع أعداد الزوار القادمين من دول الخليج العربي في الأشهر الستة الأخيرة؟

يشهد ارتفاع عدد الزوار القادمين من دول الخليج العربي نمواً مطرداً حالياً، فقد سجلت ليالي إقامتهم في الفترة الواقعة ما بين يناير وحتى يوليو من عام 2010 زيادة بنسبة 40,2 % مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. فقد شهد شهر يوليو، الذي يعد من أهم أشهر السفر بالنسبة للخليجيين، نمواً فيما يتعلق بعدد السياح بزيادة بلغت 66 % عن شهر يوليو من عام 2009. وحالياً تعد منطقة الخليج أهم سوق سريعة النمو مصدّرة للسياح من الدول ما وراء البحار بعد الولايات المتحدة الأمريكية، فقد بلغ عدد ليالي إقامة الخليجيين حالياً 620,510 ليلة إقامة. أي أنه يمكننا هنا الحديث عن ازدهار قطاع السياحة وأن ألمانيا أصبحت مقصداً سياحياً يفضله الخليجيون.

 

كيف تنظرين إلى العلاقات الثنائية بين ألمانيا ودولة الإمارات العربية المتحدة في مجال قطاع السياحة؟ وما الذي تقوم به ألمانيا لتجذب السياح الإماراتيين؟

السياح الإماراتيون مرحب بهم جداً، إذ تعد دولة الإمارات العربية واحدة من أهم البلاد في منطقة الخليج العربي التي ترفد ألمانيا بالسياح. ويعد القادمون من دولة الإمارات إلى ألمانيا زواراً يعرفون معنى الجودة تماماً ويقدّرون العروض السياحية القيّمة. وثمة عدد كبير من السياح الإماراتيين يقصد ألمانيا بهدف العلاج الطبي، فيحظون بميزات رائعة تتناسب وحاجاتهم ومتطلباتهم. وسيكون للسياحة العلاجية في عام 2011 مكانتها الخاصة في مجال التسويق بالإضافة إلى خطوات أخرى. وفي هذا السياق سيصدر المجلس الوطني الألماني للسياحة كتييبات إرشادية باللغة العربية أيضاً.

وتعد ألمانيا ثاني وجهة سياحية يقصدها الخليجيون في أوروبا بعد إنجلترا. ولا بد من الإشارة إلى أن ميونخ هي أكثر مدينة ألمانية تستهويهم. ومن خلال التسويق الهادف يحاول المجلس الوطني الألماني للسياحة التعريف بوجهات سياحية جذابة أخرى في ألمانيا. فالظروف مواتية لذلك، وجميع مقومات السياحة في الفنادق والمطاعم والمحلات التجارية تتناسب مع احتياجات السياح العرب ورغباتهم. كما إن الرحلات الجوية بين ألمانيا ومنطقة الخليج ممتازة، فطيران لوفتهانزا يسير رحلات من الإمارات إلى ميونخ وفرانكفورت، كما أن طيران الاتحاد يسير رحلتين يومياً إلى ميونخ وفرانكفورت، وكذلك طيران الإمارات الذي يقصد عدة مدن ألمانية. واعتباراً من نوفمبر تعتزم خطوط "إيربرلين" توجيه رحلات بلا توقف من العاصمة الألمانية إلى دبي.

ويبقى هناك هدف تسويقي هام آخر بالنسبة لهيئة السياحة الألمانية، وهو جعل ألمانيا بلداً لقضاء الإجازة بشكل مكثف أكثر من ذي قبل، بخاصة في الفترة التي لا تشمل أشهر الصيف المعتدلة المناخ. وسنتوجه بذلك إلى شريحة السياح الشباب والعائلات.

ولقد كللت الجولة الترويجية التي اعتمدناها في عام 2010 في نسختها الثانية بنجاح باهر، والمقصود هنا حملة "دلال في ألمانيا" التي ستقام في عام 2011 أيضاً بحضور الأوساط الإعلامية.

 

هل تعتقدين أن سوق السياحة سيشهد نمواً في المستقبل المنظور في دول مجلس التعاون الخليجي عامة، ودولة الإمارات على وجه الخصوص؟

تشكل جميع دول مجلس التعاون الخليجي سوقاً نامياً هاماً، سواء على صعيد السياحة الواردة أو السياحة الصادرة، وهذا ليس بفضل المنشآت الفندقية العصرية والفاخرة الموجودة في دبي وأبوظبي فحسب، بل بفضل السياحة الإماراتية أيضاً التي تشهد نمواً قوياً نتيجة قوة اقتصادها. ففي السنوات الأخيرة ارتفعت ليالي الإقامة السياحة لسياح المنطقة في ألمانيا على نحو مطرد. ويتوقع أن ترتفع النسبة 2 % إضافية في عام 2010. كما تتوقع هيئة السياحة الألمانية أن تزداد ليالي الإقامة لسياح مجلس دول التعاون الخليجي في ألمانيا بمعدل 1,6 مليون مع حلول عام 2015، وبذا قد تصبح منطقة الخليج ثاني أهم مصدر سياح آسيوي.

 

ما الذي تقوم به ألمانيا لكي تحافظ على مكانتها كوجهة سياحية يفضلها السياح الخليجيون؟

التبادل من كلا الطرفين في غاية الأهمية، لذا تتكرر زياراتي الشخصية إلى المنطقة ويطيب لي الاستمتاع بكرم الضيافة العربية. كما نقوم بحوار مشترك لتحليل أفضل العروض وكيفية جعلها مثالية. ويثمن السياح الخليجيون العرب على سبيل المثال تناسب السعر والخدمات المقدمة، وكذلك العروض المتنوعة التي تقدمها الفنادق.

وسيعمل المجلس الوطني الألماني للسياحة مستقبلاً على الحفاظ على الجودة العالية التي تتميز بها العروض السياحية إلى جانب اعتماده على محاور مختلفة في مجال التسويق. لذا سنركز في العام القادم على الرحلات العلاجية والصحية، والذي يعد قطاعاً سياحياً مطلوباً جداً في دول الخليج العربي، إذ يولي الخليجيون أهمية كبيرة للسياحة العلاجية بشكل خاص. وفي هذا الشأن تراعي مشافي ألمانية كثيرة متطلبات السائح العربي فباتت تقدم للمريض العربي ولمرافقيه من أسرته مثلاً خدمات الرعاية باللغة العربية. كما أن هناك مناسبة أخرى تجذب السياح لزيارة ألمانيا، ففي عام 2011 ستحتفل ألمانيا بالذكرى 125 لاختراع السيارة، والتي تعتبر مناسبة يُعنى بها كثير من الخليجيين، فالسيارات الألمانية لديها مكانة خاصة في قلوبهم.

ويعتبر تعدد اللغات في بلد السياحة، ألمانيا من أهم العوامل المشجعة للسياحة فيه خاصة لأولئك القادمين من دول الخليج، فموظفو الخدمات سواء في الفنادق أو المطاعم أو المستشفيات يتكلمون اللغة الإنجليزية. ويلمس السياح الخليجيون شيئاً من أوطانهم في ألمانيا، سواء أكان ذلك من خلال الحصول على وجبات الطعام العربي أو مشاهدة المحطات الفضائية العربية داخل الفنادق، أو حتى قراءة الجريدة العربية التي تصل السائح إلى مقر إقامته.

 

 

 نبذة عن المجلس الوطني الألماني للسياحة (GNTB): 

يقدم المجلس الوطني الألماني للسياحة خدمات تسويقية للصناعة السياحية في ألمانيا. يقع مقره الرئيسي في مدينة فرانكفورت ولديه 30 مكتب تمثيلي حول العالم. يسعى المجلس الوطني الألماني للسياحة إلى تعزيز الصورة الإيجابية لألمانيا كوجهة سياحية مفضّلة حول العالم وزيادة حجم الحركة السياحية من خارج ألمانيا وفي داخلها. ويجمع المجلس شركاء سياحيين في رحلات ترويجية في الأسواق الخارجية وشركاء ألمان من صنّاع السياحة.

لمزيد من المعلومات عن ألمانيا أو عن المجلس الوطني الألماني للسياحة، يرجى زيارة الموقع التالي:

www.germany-tourism.de