الترفيه والعلاج في أعرق مركز طبي في العالم

ألمانيا تفتح باب السياحة الصحية على مصرعيه

في حملته التسويقية لعام 2011 يركز المجلس الوطني الألماني للسياحة على الترويج لموضوع "الصحة والاستشفاء في ألمانيا"، وذلك بهدف تعزيز موقف ألمانيا كوجهة رائدة وجذابة لقضاء العطلات الصحية واللياقة البدنية والترويج لألمانيا كمركز للخدمات ذات الجودة العالية والخبراء المختصين في مجالات الاستشفاء والصحة والسياحة الطبية. ويتمثل موضوع السنة في ثلاثة أجزاء، كل واحد منها يستهدف مجموعة مختلفة. فالجزء الأول متعلق بالعافية، والثاني تم تخصيصه للمنتجعات والحمامات الصحية، أما الثالث فهو مخصص للسياحة الطبية. ويأتي هذا التوجه متناسباً مع أسلوب الحياة العصرية والتغيرات الديموغرافية التي أدت إلى تزايد الاهتمام في مجال الصحة والوقاية.


إقبال خليجي

بفضل الأطباء الممتازين والكوادر الطبية التي لديها قدرة كبيرة في مجال التشخيص والبنية التحتية الطبية المثيرة للإعجاب، يتمتع نظام الرعاية الصحية الألماني بسمعة لا تضاهى في الخارج. وتقدم ألمانيا خدمات طبية متميزة ومبتكرة في مجالي الطب الوقائي وإعادة التأهيل، وبأسعار تنافسية جداً. وعلاوة على ذلك، فإن المناخ الصحي والمياه الاستشفائية والعلاجات الطبيعية والمناظر الخضراء الخلابة التي تتصف به ألمانيا، تساهم جميعها في مساعدة المرضى على التعافي بسرعة وفي تعزيز علاج الأمراض المزمنة. وبالتالي، بات يتوافد إلى ألمانيا كل عام عدد متزايد من الزوار الدوليين ومن دول مجلس التعاون الخليجي، ساعين إلى الجمع بين العطلات العائلية الاستجمامية والعلاجات المتطورة في المستشفيات والرعاية الاسعافية، وكذلك المنتجعات الصحية وبرامج اللياقة البدنية المختلفة. ويترافق ذلك مع إعداد برامج متنوعة خاصة بالعائلة تقدم الترفيه لأفراد الأسرة والأصدقاء المرافقين للمريض، مع ضمان أحدث الخدمات الطبية للمرضى الدوليين.

وبحسب أنتيه رودينغ-بوديه، المدير الإقليمي للمبيعات والتسويق في المكتب الوطني الألماني للسياحة في منطقة الخليج (GNTO)، فإن النظام الصحي الألماني يتمتع بسمعة طيبة في الخارج، حيث "يتجه في كل عام عشرة آلاف من المرضى الدوليين إلى ألمانيا لتلقي العلاج في المستشفيات فضلاً عن الرعاية الإسعافية. ووفقاً لمكتب الاحصاءات الإتحادي الألماني، فإن المجموع الكلي للمرضى الدوليين من 169 دولة بلغ حوالي 68,000 مريضاً خضعوا للعلاج داخل المستشفيات الألمانية في عام 2008، بما في ذلك الكثيرون من منطقة الخليج العربي" تقول رودينغ-بوديه.

 

شبكة متطورة وخدمات دولية

وترى رودينغ-بوديه أن "العيادات الألمانية تتيح خدمات مصممة خصيصاً لتلبية احتياجات الزوار الدوليين، بما في الخدمات المخصصة للضيوف القادمين من منطقة الخليج العربي". وتوضح أن "حوالي عشرة في المئة من مراكز الرعاية الصحية الألمانية تشارك اليوم في مجال السياحة الطبية الدولية. وبفضل شبكة مترابطة ومتطورة للغاية من مراكز الأبحاث والصناعة والعلاج السريري، تمكنت ألمانيا من تبوأ مراتب عليا على المستوى الدولي في هذا المجال".

ومن المعروف عن الأطباء في ألمانيا أنهم يمنحون مسألة العناية برفاه المرضى بالغ الأهمية، ويستعملون خبرتهم الطويلة ليوفروا للمرضى أساليب علاجية شاملة. ويعود نجاح هذا المنهج إلى جودة التشخيص والعلاج الطبي وإلى التقنيات الجراحية العصرية والتنسيق مع الأخصائيين من الاختصاصات الأخرى المعنية وإلى التكنولوجيا الحديثة والأدوية الجديدة وإلى تطور البحث العلمي، وفوق كل شيء إلى الاحترام الكبير الذي يوليه الأطباء الألمان للمرضى ولعائلاتهم، لاسيما الاهتمام الفائق بالمرضى الصغار، بحيث يترافق العلاج الحديث مع أجواء تضمن لهم الراحة التامة.

وفي ظل توافد أعداد كبيرة من المرضى الدوليين إلى ألمانيا، فإن العديد من مستشفياتها وعياداتها الشهيرة تضم مكاتباً مختصة بمتابعة شؤون المرضى الدوليين. فعلى سبيل المثال، يعد المستشفى الجامعي هامبورغ – إبندورف (UKE)، أكبر مستشفى في هامبورغ وأكثر المراكز الطبية في شمال ألمانيا التي قامت بتنظيم وتوسيع دائرة علاقاتها استراتيجياً مع الدول الأخرى. فالمكتب الدولي للمستشفى يركز على احتياجات المرضى الأجانب والأطباء الضيوف، حيث يصاحب إقامة المريض فريق متفانٍ يتولى كافة الشؤون الإدارية والتنظيمية قبل وأثناء وبعد إقامة المريض مع اهتمام خاص باحتياجاته الشخصية والثقافية وتلك المتعلقة بالسفر. ويصل عدد المرضى القادمين من الخارج ممن يتلقون الخدمات العلاجية المدفوعة في المركز سنوياً إلى 1,000 مريض، 30 في المئة منهم من الدول العربية.

ويكثر الطلب في الغالب على الخدمات الصحية المعقدة مثل الخلايا الجذعية وزراعة الأعضاء وعلاج أمراض القلب وأنواع عدة من السرطان. وبغض النظر عن الخبرة الطبية الواسعة للفريق العامل في هذا المستشفى، فإن كل أعضائه يولون عناية فائقة بالمرضى وأقاربهم ومرافقيهم الصغار لاسيما المرضى الصغار.

 

الجمع بين العلاج والترفيه

ويمكن للضيوف المرضى وعائلاتهم ومرافقيهم الجمع بين الاهتمام بصحتهم والخضوع للعلاج وبين الترفيه والتمتع بالطبيعة الخلابة التي يتميز بها هذا البلد. فألمانيا تقدم ظروفاً مناخيةً ومناظر طبيعية تساعد على استرجاع الصحة، حيث تساهم المناطق الجبلية والهواء العليل والمناظر الطبيعية الساحلية الخلابة المطلة على بحر الشمال وبحر البلطيق والطقس المعتدل في لعب دور بالغ الأهمية في شفاء المرضى. كما يضفي الإرث التاريخي والثقافي ومراكز التسوق على زيارة ألمانيا مسحة من المتعة والرفاهية فضلاً عن الغاية الأولى المتمثلة في العلاج.

وفي هذا المجال تقول رودينغ-بوديه "يأتي الكثير من السياح من منطقة الخليج العربي إلى ألمانيا لتلقي العلاج الطبي في حين تتوفر لأفراد عائلاتهم والمرافقين لهم مجموعة واسعة من فرص الترفيه والتسلية، وذلك من خلال تنظيم رحلات إلى الريف الجميل والمدن المشوقة. كما تزخر المدن الألمانية بالعديد من الفعاليات الثقافية وفرص التسوق الجذابة، فضلاً عن مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأنشطة نذكر منها الحمامات العلاجية والصحية ومرافق التعافي والتي تتواجد في مواقع خلابة في مختلف أنحاء البلاد".

 

العافية والغذاء الصحي

وفي إطار الحملة التسويقية للترويج لموضوع "الصحة والاستشفاء في ألمانيا" هذا العام، يتناول المجلس الوطني الألماني للسياحة في الجزء الخاص بالعافية عطلات الصحة واللياقة البدنية في ألمانيا، حيث يركز على الترويج لألمانيا في كافة أنحاء العالم باعتبارها أرضاً للعافية. وكجزء من أنشطة هذا العام، تم نشر كتيب "سفر العافية" الذي يضم فنادق المنتجعات الصحية والجمال في ألمانيا، ويعطي للعملاء النهائيين واللاعبين البارزين في السوق لمحة عامة عن مجموعة الخيارات الواسعة التي تقدمها ألمانيا، كوجود الفنادق العضوية (بيو-هوتيلز) التي تشتمل على كافة الجوانب مع تركيزها على التغذية والمنافع الصحية. وينقسم هذا الكتيب إلى الفئات التالية: العافية/اللياقة البدنية، الجمال والمنتجعات الصحية، العافية الطبية والغذاء الصحي. كما أنه متاحاً باللغات الألمانية والإنكليزية والهولندية والإيطالية والإسبانية.

وكإجراء إضافي، يعرض المجلس الوطني الألماني للسياحة للزوار القادمين إلى ألمانيا كيفية المحافظة على صحتهم وتحسين لياقتهم البدنية. ويقوم المجلس بإصدار طبعات جديدة من كتيباته الإرشادية المتعلقة بالمشي وركوب الدراجات الهوائية، والتي كانت قد نشرت بالتعاون مع اتحاد الدراجات الألماني (ADFC) فيما يتعلق بالموضوع السنوي لعام 2009.

 

المنتجعات الصحية والحمامات الاستشفائية

وتحت الجزء الثاني من الموضوع، يقوم المجلس بتعزيز الترويج لمرافق المنتجعات والحمامات الألمانية التي شهد العديد منها تغيراً كبيراً بحيث تحولت من منتجعات وحمامات تقليدية إلى مراكز مدنية حديثة تمتاز بأعلى مستويات الرعاية الصحية. وأدى استخدام أحدث العلاجات ومفاهيم جديدة مثل العافية الطبية والتركيز الدولي المتنامي إلى تزايد شعبيتها. وبالتالي، فقد أصبحت مرافق المنتجعات الصحية والحمامات الاستشفائية الخيار الأول للحصول على الرعاية الوقائية وإعادة التأهيل. وفي مارس من العام الماضي، وقع المجلس الوطني الألماني للسياحة اتفاقية تعاون مع اتحاد الحمامات العلاجية الألمانية (DHV) أثناء مؤتمر السفر (ITB) في برلين، وذلك استعداداً لموضوع هذا العام.

ويتمثل العنصر الأساسي للحملة التسويقية الدولية لعام 2011 في كتيب ألمانيا كوجهة للسياحة العلاجية، والذي يتوفر باللغة الألمانية والإنكليزية والفرنسية والهولندية والإيطالية والسويدية والروسية. وفي هذا المجال، يستعرض مجلس السياحة الوطني الألماني واتحاد الحمامات العلاجية الألمانية 53 منتجعاً صحياً تم اختيارها بعناية، والتي تُظهر أن تقاليد الحمامات الألمانية الراسخة ما تزال قوية.

ومن المؤكد أن الزوار المحتملين القادمين إلى ألمانيا سيجدون ما يناسبهم، ابتداءاً من ينابيع المياه المعدنية والحرارية ووصولاً إلى الطين العلاجي وعلاجات (كنايب) و(فلكه) و(شروت). ويقدم الكتيب للعملاء واللاعبين الرئيسيين في السوق لمحة عامة عن النوعية والخيارات المتاحة في المنتجعات الصحية في ألمانيا.

 

الجميع يعتني بك في ألمانيا!

أما في الجزء الثالث الخاص بالسياحة الطبية، فيركز المجلس على الترويج لألمانيا كوجهة تزخر بعيادات ممتازة، صُممت خدماتها خصيصاً لتلبية احتياجات الزوار الدوليين. وتركز الحملات أيضاً على العديد من مناطق الجذب السياحي التي توفر أجواء الترفيه للعائلة المرافقة. وكجزء من الحملة، يعمل المجلس بشكل وثيق مع لجنة من الخبراء ذات تخصصات متعددة، تضم ممثلين من جامعة بون-راين-زيغ للعلوم التطبيقية، والمكتب الدولي في المستشفى الجامعي هامبورغ-إبندورف، وجامعة دغيندروف للعلوم التطبيقية ومركز استشارات الرعاية الصحية في ميونخ. أما الأسواق الرئيسية لأنشطة التسويق فهي تتمثل في البلدان الأوروبية المجاورة لألمانيا وروسيا ودول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة الأمريكية.

وتتمثل الأداة الرئيسية لهذه الحملة في الكتيب المطبوع الذي يحمل عنوان "السياحة الطبية – في ألمانيا تشعر بأن الجميع يعتني بك". ويستهدف هذا الكتيب العملاء النهائيين واللاعبين الرئيسيين في السوق. ويقدم لمحة عامة عن المستوى المتميز للرعاية التي يمكن أن يتوقع المرضى الدوليين الحصول عليها في ألمانيا، فضلاً عن معلومات عن ألمانيا كوجهة سياحية. ويتمحور التركيز على العيادات المشهورة التي يوجد معظمها في مستشفيات البلدات والمدن، ومجموعة واسعة من العلاجات التي تقدم في المجالات المتخصصة المختلفة.

ويمكن للمهتمين طلب نسخ باللغة العربية من هذا الكتب وذلك عن طريق البريد الإلكتروني gnto.team@dlh.de كما يمكن إرسال الاستفسارات للحصول على مزيد من المعلومات حول مختلف الجوانب المتعلقة بهذا الموضوع.

بالإضافة إلى ذلك، سوف يقوم المجلس بإطلاق قسم جديد متخصص بالسياحة الطبية على موقعه الإلكتروني www.germany.travel . وسوف يوفر معلومات عن العيادات الألمانية التي تحظى بتقدير كبير والأطباء ذوي الخبرات المتخصصة في التعامل مع المرضى القادمين من الخارج. كما سيكون هناك أيضاً شريط فيديو ترويجي لزيادة المعرفة بما توفره العيادات الطبية الألمانية من رعاية صحية. وسيتم عرض ذلك على شبكة الإنترنت كما سيتم استخدامه من قبل المجلس في المعارض وورش العمل في الأسواق المصدرة.

ولدعم هذه الأنشطة، فإن المجلس يقوم أيضاً بالترويج للسياحة الطبية في ألمانيا في المعارض التجارية الدولية الكبرى. ففي سبتمبر من العام 2010، على سبيل المثال، شارك المجلس من خلال جناح خاص في المؤتمر العالمي للصحة والسياحة الطبية العالمية (ذي ورلد ميديكال توريزم اند غلوبال هيلث كونغرس) في لوس انجلوس، حيث شكل ذلك فرصة ممتازة للالتقاء وتعزيز التواصل في هذه الصناعة المتنامية. كما شارك المجلس بقوة في سوق السفر العربي 2011 (ATM) في دبي، الذي يعد واحداً من المعارض الرائدة في عالم السفر، حيث قام المجلس بالترويج لموضوع السياحة الصحية والاستشفائية، وكذلك الذكرى الـ125 لاختراع محرك السيارة.