مديرة منطقة الخليج في المكتب الوطني الألماني للسياحة

أنتيه رودينغ: ألمانيا وجهة سياحية مثالية للعطلات العائلية

يبدو أن التنوع الذي تتصف به ألمانيا وما تتمتع به من جاذبية هو ما يدفع ملايين السياح إلى زيارتها سنوياً. وبالإضافة إلى ما توفره لزائريها من مجموعة متنوعة من البرامج السياحية والأسعار المعقولة، فإن المناظر الطبيعية الخلابة التي تتميز بها، تعزز موقعها كوجهة سياحية عالمية، فهي تتربع على أرض تمتد من بحر البلطيق في الشمال الشرقي وتنتهي بجبال الألب في الجنوب، وتجتازها بعض أشهر الأنهار في أوروبا، كما تشتهر بمعالمها السياحية التي تحبس الأنفاس والتي حازت أغلبها على تقدير اليونسكو.


مزيج مثالي وخيارات للعائلة

يساهم المزيج المثالي بين التراث والتغيير في زيادة سحر المدن الألمانية بشكل كبير، وبالتالي فما على الزائر إلا أن يطلق العنان لنفسه ليحظى برحلة استجمام فريدة في أحضان الطبيعة، أو جولة استكشافية ممتعة بين فنون العمارة الرائعة ومراكز التسوق الجذابة، فكل ذلك يضمن إجازة ممتعة تتناسب مع كافة الأذواق.

وفي هذا المجال، تقول رودينغ "تعد ألمانيا بلد سياحي بإمتياز، فأجواء مدنها المفعمة بالحياة والمناظر الطبيعية الخلابة توفر بيئة رائعة لقضاء الإجازات. أما المنتزهات المنتشرة في ربوعها ومدن الملاهي الخاصة بالصغار فقد جعلت من هذا البلد مقصداً مثالياً لقضاء العطلات العائلية، حيث يمكن أن يحظى جميع أفراد العائلة بالمتعة والتسلية نظراً لتوافر مجموعة واسعة من الخيارات والإمكانيات، سواء فيما يتعلق بالمساحات الطبيعية الخضراء والغابات والحدائق والمنتزهات أو فيما يتعلق بعوالم الألعاب المثيرة أو البرامج الاستعراضية أو بالنسبة للأنشطة الثقافية والمهرجانات والمتاحف التي تقدم المتعة والفائدة معاً، وغير ذلك الكثير".

وتضيف "تمكّن المدن الألمانية زوارها من القيام بنشاطات عديدة، حيث يمكن القيام بجولات المشي أو ممارسة الرياضة في أحضان الطبيعة أو ركوب الدراجات الهوائية عبر الدروب الساحرة أو الاستفادة من أحدث البنى التحتية لاستكشافها من خلال وسائل النقل العامة التي تتميز بنظافتها ودقة مواعيدها وتنوعها. فالسفر في داخل البلاد أضحى تجربة سهلة وآمنة للغاية، وذلك بفضل وجود نظام نقل متطور جداً يضم شبكة قطارات حديثة والتي تجعل من التنقل بين المدن الألمانية أمراً مريحاً". ولعشاق السرعة، تعتبر قيادة السيارات في ألمانيا أمراً مثيراً، لاسيما مع وجود شبكة متطورة من الطرق السريعة التي يبلغ طولها 633,000 كيلومتر. مع العلم أن القيادة على هذه الطرقات يكون غير محدد بسرعة معينة. كما إن السفر مع الأطفال في ألمانيا سهل وممتع، إذ يمكن حجز مقاعد وترتيبات خاصة للأطفال في كافة قطارات المسافات البعيدة.

وتوفر ألمانيا للزائرين أروع أماكن التسوق، وبحسب رودينغ، فإن البلد يزخر بعدد كبير من مراكز التسوق التي يصل عددها إلى أكثر من 400 مركزاً. وتضم أغلب المدن الألمانية شوارع تعج بنخبة من المحال رفيعة المستوى والتي تختص ببيع آخر ماتوصل إليه مصممو الأزياء العالميين من تشكيلات في عالم الموضة، وتشتهر هذه الأروقة بالفخامة والأجواء المريحة التي تجتذب مرتاديها ليعيشوا تجربة ممتعة من التسوق، كما إنها تتميز بأسعارها المعقولة مقارنة بقريناتها من الدول الأوروبية الأخرى. وتوضح رودينغ أنه يُمكن للسياح القادمين من خارج دول الاتحاد الأوروبي المُطالبة بإسترجاع الضريبة المدفوعة على المشتريات التي قاموا بها في ألمانيا، والتي تصل نسبتها إلى 12.7% من القيمة الإجمالية، وذلك في مكاتب الضريبة المنتشرة في أغلب المطارات الرئيسية في ألمانيا.

 

ضيافة خاصة وثقافة متبادلة

كما دأبت أغلب الفنادق في ألمانيا على تقديم مجموعة من عروض الإقامة التي من شأنها أن تجذب المزيد من السياح إلى البلاد. وعلاوة على الإقامة في الفنادق الفاخرة ذات الخمسة نجوم، تتوافر لزائري ألمانيا العديد من خيارات الإقامة مثل إستئجار الشقق أو المنازل. والمميز أن أسعار الإقامة في الفنادق تعتبر معقولة جداً مقارنة بالعديد من الدول الأوروبية الأخرى. كما تحرص ألمانيا على تقديم خدمات مميزة لجذب السياح الإمارتيين بشكل خاص ومواطني دول الخليج بشكل عام، لاسيما وأن هذه المنطقة تعد من أهم الأسواق الخارجية لصناعة السياحة في ألمانيا، حيث شهدت ألمانيا على مدار السنوات القليلة الماضية، زيادة سريعة في أعداد السياح القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي الذين دأبوا على قضاء إجازاتهم في ألمانيا، لذا فإن العديد من المدن الألمانية الكبرى تحرص على تقديم كتيبات إرشادية باللغة العربية وتأجير شقق مفروشة للعائلات، وذلك كبديل عن الغرف الفندقية.

وتقول رودينغ "تعد أسعار حجوزات الفنادق في ألمانيا، بالمقارنة مع نظيراتها من الدول الأوروبية الأخرى، منخفضة نسبياً وتتناسب مع مختلف الميزانيات المحددة للسفر. إضافة لذلك، دأبت الفنادق الكبرى في بعض المدن الألمانية على توفير متطلبات الإقامة المريحة لعملائها العرب".

ويعتبر تعدد اللغات في بلد السياحة، ألمانيا، من أهم العوامل المشجعة للسياحة فيه خاصة لأولئك القادمين من دول الخليج، لدرجة أن بعض المؤسسات الألمانية حرصت على توظيف كوادر تتحدث باللغة العربية وتوفير القنوات الفضائية العربية، كما دأبت العديد من المطاعم على تقديم وجبات مستمدة من الطعام العربي، علاوة على وجبات الطعام الحلال المنتشرة في الكثير من الأماكن.

وترى رودينغ أن "السفر إلى ألمانيا يعتبر بمثابة نافذة ثقافية، حيث يتمكن الزورا العرب من التعرف عن قرب على نمط الحياة في ألمانيا وطبيعة الثقافة فيها كما يساهم في نفس الوقت في تعريف الألمان بالثقافة العربية".

وفي الواقع فإن الألمان أصبحوا يعرفون الكثير من العادات والتقاليد العربية ويبدون إعجابهم بالطعام العربي الذي يشتمل على الكثير من المأكولات العربية الشهيرة، لاسيما وأن المطاعم العربية في ألمانيا تلقى استحساناً كبيراً من قبل الألمان.

 

السياحة العلاجية والاستجمام

وإلى جانب شهرتها الواسعة كوجهة سياحية بإمتياز، تعتبر ألمانيا من أهم الوجهات العلاجية في العالم. ويزورها في كل عام أعداد كبيرة من المواطنين الخليجيين الذين يبتغون العلاج في مستشفياتها المتطورة، حيث تهتم المستشفيات في ألمانيا بالمريض العربي من خلال تقديم خدمة الرعاية باللغة العربية وتقديم خدمة للمرافقين والكثير من الخدمات الأخرى.

كما تعتبر ألمانيا أيضاً من أهم وجهات الاستجمام في العالم. وهناك العديد من المدن التي تشتهر في هذا المجال، إذ تضم المدن الألمانية مجموعة راقية من الحمامات والمنتجعات الشهيرة التي تتنوع بين ما هو عصري وبين ما هو تاريخي وتقدم مزيجاً من التقاليد القديمة والهندسة المعمارية والأجواء الرومانسية الرائعة.

وتقول رودينغ "ينظر زوار وضيوف ألمانيا إلى الاستشفاء والاهتمام بالصحة على أنه جزء لا يتجزء من زيارتهم لها. وبالتالي فلن يكون مستغرباً أن تمتلك العديد من المدن الألمانية جميع المقومات التي تمكنها من تنظيم البرامج الصحية، كينابيع المياه الطبية الدافئة التي تساعد على الشفاء من العديد من الأمراض، والعيادات الطبية المجهزة بأحدث التقنيات العصرية، والفنادق الفخمة، والمنتزهات التي تنتشر في رحابها شتى أصناف الزهور والنبات".

ومع ما تشتهر به البلاد بجمال الطبيعة الأخاذ والأجواء التاريخية والثقافية والترفيهية الرائعة، إلى جانب ما توفره من خدمات سياحية متميزة لضيوفها القادمين من جميع أنحاء العالم، وخاصة من دول الخليج العربي، "فلا عجب إذن أن تحتل ألمانيا المرتبة الثانية على قائمة الدول الأوروبية الأكثر إستقطاباً للسياح من مواطني دول مجلس التعاون الخليجي" بحسب رودينغ.

ومن الجدير بالذكر أن مجموعة واسعة من خطوط الطيران العالمية تقوم بربط ألمانيا بدول العالم، حيث تقدم مثلاً طيران الـ "لوفتهانزا" وطيران الاتحاد وطيران الإمارات رحلات مباشرة إلى العديد من المدن الألمانية، مما يساهم في تسهيل حركة النقل بين ألمانيا والإمارات، كما ستقوم "إير برلين" خلال شهر نوفمبر القادم بتنفيذ ثلاثة رحلات أسبوعياً من دبي إلى برلين.