تضم متحف "مرسيدس-بنز" و"بورشه"

شتوتغارت.. عندما تجتمع الطبيعة النقية مع التطور الصناعي والأجواء الثقافية والترفيهية

تدخلك ولاية بادن-فورتمبيرغ الألمانية إلى عالم طبيعي ساحر يزخر بالغابات والحدائق والمتنزهات وكروم العنب وأشجار التفاح والبحيرات والأنهار الساحرة،  بحيث يتساءل المرء: كيف يمكن لهكذا ولاية أن تجمع بين الطبيعة النقية الساحرة والتطور الصناعي وتاريخ طويل في تصميم وصناعة السيارات؟! ولكن الأمر لا يقف عند هذا الحد، فهذه الولاية تتباهى أيضاً بأجوائها الثقافية ومتاحفها ومسارحها وعروضها الموسيقية المتنوعة، ناهيك طبعاً عن فرص الترفيه والمغامرات العائلية.

 

في عام 1886 تم اختراع السيارة في جنوب غرب ألمانيا. فقد مر أكثر من 125 عاماً على اخترع "كارل بنز" للسيارة. ولهذا ليس بغريب أن تعرف أن مدينة شتوتغارت، عاصمة ولاية بادن-فورتمبيرغ، تضم اثنين من أفضل متاحف السيارات في العالم: "مرسيدس-بنز" و"بورشه"، حيث يعرض متحف "مرسيدس-بنز" في مبناه الحديث المذهل 160 مركبة تشتمل على نماذج أولى من السيارات مثل: براءة اختراع "بنز" لمحرك السيارة ومركبة "غوتليب دايملر" المزودة بمحركات. ويحتاج المرء على الأقل إلى 3 ساعات لاستكشاف الطوابق التسعة، حيث يُعرض فيها تطور الأثر الاجتماعي للسيارة على الحياة اليومية في جميع أنحاء العالم.

ويعرض متحف "بورشه" أكثر من 80 مركبة في مجموعة لا ينبغي تفويت مشاهدتها، ابتداءً من نماذج السيارات الأولى المبتكرة التي استحوذت في البدايات على خيال الجمهور إلى سيارات السباق الأسطورية والنماذج الجرئية المثيرة للاهتمام. أما الهندسة المعمارية الرائدة لمتحف "بورشه" فهي بحد ذاتها عامل جذب أيضاً.

ولا تقتصر جاذبية المدينة على عالم السيارات، بل تمتد إلى مشهدها الثقافي المتميز. فدار الأوبرا فيها تعد موطناً لأوبرا ذات شهرة دولية، وباليه شتوتغارت، التي تعد واحدة من أفضل المؤسسات في العالم. أما معرض الفنون الوطني "شتاتسغاليري شتوتغارت" فيحتوي في مبانيه الثلاث على واحدة من أهم المجموعات الفنية في ألمانيا وأوروبا. وفي الجهة المقابلة لساحة القصر الجميلة "شلوس بلاتس"، يتواجد متحف الفن "كونست موزيوم شتوتغارت" بمبناه الزجاجي المثير، والذي يمتلك فنوناً معاصرة فضلاً عن مطعم  ممتاز في الجزء العلوي منه، يوفر إطلالات على المدينة بأكملها. وتنعكس أضواء هذا المبنى الساحر على ساحة "شلوس بلاتس" وشارع الملك "كونغيسشتراسه"، الذي يبلغ طوله 1.2 كم ويعتبر أطول شارع تسوق مخصص للمشاة في أوروبا! وتضم المدينة محلات تجارية لمصممين دوليين تمتد من الألف إلى الياء، من أرماني وحتى زيغنا، بينما يمثل متجر "بروينيغر" التاريخي الأنيق الجواب الألماني على محلات "هارودز".

وبالطبع، حيثما وجدت ثقافة، يوجد بالتأكيد طعام! وفي عالم المأكولات والمشروبات، فإن المدينة تزخر بالمطاعم الحائزة على جوائز، مثل : "فيلاندسهوه"، "تسيربلشتوبن" في فندق "ام شلوسغارتن"، "شبايسنمايستراي" في قصر "هوهنهايم". كما تضم المدينة أيضاً العديد من المطاعم التي تقدم الطعام الحلال، مثل: "نيرفان"، "سلطان ساراي"، المطعم الفارسي "برسيان"، عالم الكباب "ورلد أوف كيباب"، "أرسلانس غريل ريستورانت".

كما توفر شتوتغارت الكثير من خيارات التسلية للأطفال، فهي تعتبر مدينة آمنة وصديقة للعائلات. ولاختبار ذلك، فما عليكم إلا القيام بزيارة إلى "فيلهيلما"، حديقة الحيوانات ذات المستوى العالمي التي تتواجد في حديقة نباتية تاريخية، أو القبة السماوية "كارل تسايس"، أو الحديقة الترفيهية في الهواء الطلق "تريبسدريل"، أو الحديقة الترفيهية الداخلية "زنزابوليس"، أو الحديقة الترفيهية "شفابن بارك"، أو حدائق "لودفيغسبورغ"  الباروكية الغنّاء، وقصر "لودفيغسبورغ"، أو الصعود على متن قارب في رحلة هادئة في نهر النيكار، أو مشاهدة المناظر المذهلة من أعلى برج التلفزيون في شتوتغارت، الذي يعد الأول من نوعه في العالم.

وعلاوة على ذلك، تعتبر شتوتغارت مدينة خضراء أيضاً، توفر مرافق مذهلة للتنزه، حيث سيكون أمامكم متنزهات المدينة الست، التي تشكل سلسة من المساحات الخضراء على شكل حرف "يو" ويطلق عليها اسم "غرين يو"، حيث تضم 8 كيلومترات من مسارات التجول. ويمكنكم أيضاً التجول عبر كروم العنب المنتشرة على التلال المنخفضة التي تحيط بمدينة شتوتغارت.