بدءاً من المبيت ووصولاً إلى التسوق والترفيه

هامبورغ.. خيارات جذابة لا حصر لها

تجذب مدينة هامبورغ الحرة الهانزية كل عام العديد من الزوار القادمين من كافة أنحاء العالم ومن بينهم السياح العرب لقضاء إجازة مليئة بالحيوية والنشاط وكذلك فرص الراحة والاسترخاء. فهي تعتبر مكاناً مثالياً يوفر للضيوف خيارات لا حصر لها، حيث يمكنك المشي على طول قنوات وادي الألستر الجميلة أو القيام بنزهة  في أحد حدائق المدينة أو زيارة أحد المتاحف المثيرة للاهتمام، ناهيك عن جولات التسوق وفرص الترفيه المناسبة للكبار والصغار على حد سواء.

 

ومنذ وصول الزائر إلى هامبورغ سيجد أن المدينة تضمن له إقامة مترفة، نظراً لما تضمه من فنادق راقية، تتميز بغرف أنيقة وأجنحة فخمة ومرافق ممتازة للصحة والجمال مع عناية خاصة بأدق التفاصيل، كفندق "شتايغنبيرغر"، فندق "سوفتيل ألتر فال"، فندق "فيرمونت فيرياريس تسايتن"، فندق "ماريوت"، فندق "أتلانتيك كمبينسكي"، فندق "دورينت هامبورغ-إبندورف"، فندق "أبارتمينت هوتيل هامبورغ ميته" وفندق "بيست ويسترن سانت رافائيل". وانطلاقاً من هذه الفنادق يمكن للزوار الذهاب في نزهة أو ممارسة رياضة المشي أو الجري أو ركوب الدراجات الهوائية أو القيام برحلات استكشافية مثيرة أو اختبار جولات التسوق في وسط المدينة، الذي يزخر بشوراع وأزقة تسوق أنيقة مليئة بمحلات رفيعة، من"جيل ساندر"، "أونغر" و"إسكادا" وحتى "يوب"، متاجر رائعة لبيع التحف، متاجر مجوهرات ثمينة، محلات تصميم الأثاث ومتاجر أطعمة لذيذة تدعو الزوار لإنفاق المال.

ويعتبر "نوير فال" العنوان الأكثر تميزاً في هامبورغ، حيث يضم علامات تجارية عالمية كبرى مثل "يوب"، "أرماني"، "فرزاتشي"، "برادا"، "جيل ساندر"، "بولغاري"، "تيفاني"، "كارتير"، "لوي فيتون"، "إتش. شتيرن" وغيرها.  كما تزخر جادة "يونغفيرن شتيغ" الشهيرة بأروقة ومحلات صغيرة جميلة تبيع الأزياء، الأحذية والحلي. وفي المركز التجاري "ألستر هاوس"، يمكنك أن تجد كل شيء تحت سقف واحد، حيث يشتهر هذا المركز بمجموعة ضخمة تضم كافة أنواع المنتجات الرفيعة. وهناك المزيد من مرافق التسوق في حي"هانزه فيرتل"، مركز "أويروبا باساجه"، شارع "مونكيبيرغ شتراسه" وشارع "شبيتالر شتراسه". أما حي "إبندورف"، فيعتبر واحداً من أرقى المناطق السكنية في هامبورغ، ويمتلك العديد من بيوت الأزياء، كما يضمن لك تجربة تسوق مفعمة بالهدوء والروية.

والمميز عند التجول في هامبورغ هو أنك ستجد أن الماء واللون الأخضر يهيمنان على المدينة ويرافقانك أينما ذهبت. فإلى جانب المظاهر المائية الفاتنة كميناء هامبورغ ونهر الإلبه وبحيرة الألستر الشهيرة والقنوات المائية والجسور الساحرة، تزخر المدينة بمجموعة واسعة من المرافق الترفيهية والأنشطة المتنوعة. ففي متنزه المدينة "شتادت بارك" يستطيع الكبار والصغار القيام برحلة إلى الفضاء الخارجي داخل القبة السماوية والتي تعد من أقدم القبب في العالم، فهي لا تعرض أفلاماً تحاكي عالم النجوم والكواكب فحسب، وإنما تعد أيضاً ساحة للعروض المسرحية والموسيقية.

وتعتبر حديقة "بلانتن أون بلومن" التي تضم نباتات وأشجار ومشتل إستوائي وأكبر حديقة يابانية في أوروبا، إلى جانب منطقة للألعاب المائية، مكاناً مثالياً لتفجير طاقات الصغار. وتوفر عروض النوافير المائية المضيئة على أنغام الموسيقى والتي يمكن للعائلات مشاهدتها يومياً من شهر مايو وحتى سبتمبر.

وعند زيارة حديقة الحيوانات "هاغن بيك"، فستكون أمام الزوار فرصة لإطعام الزرافات والقردة وصغار الفيلة. فهذه الواحة الخضراء في وسط هامبورغ تعتبر مقصداً محبوباً على مدار السنة ويوجد فيها 1850 حيوان من جميع أنحاء العالم.

كما شهدت هامبورغ في شهر أبريل الماضي افتتاح معرض الحديقة الدولي 2013، الذي يُقام على أكبر جزيرة نهرية مأهولة في أوروبا وذلك في حي "هامبورغ-فيلهيلمسبورغ"، حيث حمل هذا الحدث السياحي الكبير العائلات في رحلة ترفيهية حول العالم عبر 80 حديقة ملهمة، تم تصميمها من قبل مصممين محليين ودوليين.

ويعكس تنوع هذه الحدائق الجوانب الدولية والثقافية التي تتميز بها هامبورغ والحي الذي يستضيف المعرض، حيث تحولت حديقة الجزيرة "إنزل بارك" في حي "فيلهيلمسبورغ" إلى منصة في الهواء الطلق لإقامة الحفلات الموسيقية والمناسبات الثقافية والأنشطة الجماعية، وتحولت أيضاً إلى جنة رياضية لأولئك الذين لديهم رغبة قوية للقيام بنشاطات، سواء أكانوا كباراً أو صغاراً، كرياضة تسلق الحبال والتسلق على الجدران الملتوية ورياضة التزحلق بالألواح الخشبية والسباحة ورمي الكرات الحديدية وغيرها، وتعتبر "إنزل بارك" كذلك واحة للرفاهية للأشخاص الذين يرغبون بقضاء إجازات قصيرة أو الباحثين عن الراحة، ومحطة لدعوة الأصدقاء من أجل تذوق المأكولات المحلية والدولية.

أما بالنسبة لمتابعي العروض التاريخية المثيرة، فسينتظرهم في "هامبورغ دانغون" أكثر من ألف سنة من تاريخ المدينة العريق، حيث يتم إحياء الماضي من جديد وإضفاء لمسة من الواقعية على الأحداث ليعيش الضيوف لحظات مثيرة.

وتوفر هامبورغ للزوار المزيد من الخيارات المتنوعة لقضاء يوم ممتع في أرجائها. فحتى أولئك الذين لا يحبون الذهاب إلى المتاحف، سيجدون في المدينة بعض المتاحف التي لا يمكن تفويت زيارتها، وعلى رأسها بلاد العجائب المصغّرة "فوندرلاند مينياتور"، التي تعتبر أكبر معرض للقطارات المصغرة في العالم، حيث يحتوي على أكثر من 1000 قطار مع أكثر من 15 ألف عربة، 250 ألف شجرة، 250 ألف نموذج، 150 ألف سيارة، 15 ألف متراً من المسارات و5 آلاف مبنى وعدد لا يحصى من الجسور. يتم التحكم بحركة القطارات بشكل رقمي. ويمكن اختبار عالم السكك الحديدة هذا نهاراً وليلاً، كل نصف ساعة. وهو مكان لا ينبغي تفويت زيارته، فهو مناسب للصغار والكبار على حد سواء.

أما في متحف "بانوبتيكوم" للشمع، الذي يعود تاريخه إلى أكثر من 125 سنة، فيمكن للزوار الاختلاط بشخصياتهم المفضلة والاستمتاع بلحظات مذهلة.

وبالنسة لعشاق السيارات، فهناك معرض "بروتوتيب"، حيث تعرض أربعين سيارة كلاسيكية منها الرياضية والنادرة مع التركيز بشكل خاص على تصاميم بورشه.

وتوفر هامبورغ أيضاً العديد من الفعاليات الشعبية الرائعة التي تجذب جميع أفراد العائلة، كإحتفال "دوم"، الذي يعد أهم وأكبر إحتفال شعبي في هامبورغ، حيث يوفر للصغار والكبار أجواء المرح والتسلية والإثارة من خلال الألعاب الدوارة والقطارات الترفيهية والعديد من الألعاب الترفيهية الأخرى. ويمكن زيارة "دوم" في شهر مارس ويوليو ونوفمبر.

كما تتميز هامبورغ بوجود العديد من المدن الترفيهية المجاورة مما يضمن مزيداً من المتعة للعائلات. ومن الأماكن الجديرة بالزيارة، تبرز الحديقة البرية "شفارتسه بيرغه" الواقعة جنوب هامبورغ. فهي تحتوي على أكثر من 1000 حيوان داخل حظائر مُسيجة واسعة وملائمة حسب أنواعها، حيث يستطيع الزوار مشاهدة الحيوانات والاستمتاع بمناظر وفعاليات متنوعة.

وبدورها، تعد حديقة "سيرينغيتي سفاري بارك"، التي تقع جنوب غرب هامبورغ على بعد ساعة وعشرين دقيقة بالسيارة من المدينة، أكبر ساحة لرحلات السفاري والألعاب في ألمانيا وتضم أكثر من ألف حيوان غريب. وتستقبل الحديقة الزوار يومياً في الفترة من شهر مارس وحتى شهر نوفمبر.

أما في المدينة الترفيهية "هايدا بارك زولتاو"، التي تقع جنوب هامبورغ على بعد ساعة بالسيارة من المدينة، فسوف يجد الزوار عالماً من المتعة لا حدود لها أياً كان عمر الزائر، حيث يوجد أكثر من أربعين لعبة ترفيهية كالركوب على الأفعوانية "رولر كوستر" والألعاب المائية وغيرها. وتستقبل المدينة الترفيهية الزوار من شهر أبريل وحتى نهاية أكتوبر من كل عام.

وكذلك هو الأمر عند زيارة حديقة "هانزا بارك"، التي تقع على بعد ساعة بالسيارة شمال هامبورغ بإتجاه "لوبيك". فكل من لا يخشى الارتفاعات، سوف يستمتع بركوب أعلى لعبة دوارة طائرة في العالم. ولا مجال للضجر في هذا المنتزه الترفيهي الذي يقدم ألعاباً عديدة وعروضاً ترفيهية متنوعة. وتستقبل الحديقة الزوار يوميا ابتداءً من نهاية مارس وحتى نهاية أكتوبر.

يذكر أن مطار هامبورغ يقع على بعد 8,5 كم شمالاً من مركز المدينة. وتقدم شركات الطيران رحلات إلى جميع المدن الألمانية والأوروبية وكذلك إلى نيويورك وإلى منطقة البحر الكاريبي ودولة الإمارات العربية المتحدة. وتقدم طيران الإمارات رحلتين يومياً من مطار دبي الدولي، ما يؤدي إلى ربط شبه الجزيرة العربية بأكملها مع هامبورغ. كما يمكن الوصول إلى هامبورغ بسهولة عن طريق فرانكفورت أو ميونيخ على متن أي من الرحلات القادمة من الخليج.  ويرتبط المطار بكافة مناطق شمال ألمانيا، حيث يمكن الوصول إليها بواسطة سيارات الأجرة، السيارات الخاصة أو وسائل النقل العام. وتربط القطارات السريعة التابعة للسكك الحديدية الألمانية مدينة هامبورغ بجميع المدن الألمانية والأوروبية الرئيسية، حيث يمكن الوصول إلى عاصمة ألمانيا برلين في أقل من ساعتين.