ثقافة ومتاحف

بادن-بادن.. مدينة عالمية مفعمة بالأجواء الثقافية

لن تبخل عليك مدينة "بادن بادن" بالمرافق والأجواء الثقافية، ففيها يوجد "ميل ثقافي" يمتد من صالة "فستشبيل هاوس" إلى مبنى "ترينك هاله"  وصالة "كورهاوس" ومسرح المدينة المتسم بهندسته الباروكية. ويستكمل امتداده إلى حدائق المدينة المحاذية للشارع الشهير "ليشتنتالر آليه" ومتحف "فريدر بوردا" و"متحف بادن بادن" المجاور له، وصولاً إلى الجهة الشرقية من ضواحي "بادن بادن"، أي بالقرب من منزل الموسيقار "برامز" وكاتدرائية "ليشتنتال" التي يرجع تاريخ تأسيسها إلى أكثر من 700 عام.

 

الميل الثقافي

مهما كانت الطريقة التي ستستخدمها للتعرف على المرافق الثقافية في بادن-بادن، فستحظى بقدر كبير من المتعة والفائدة والترفيه، لاسيما إذا عرفت أن المدينة تضع كل كنوزها الفنية والثقافية على طول شارع واحد! فعند زيارتك للمراكز الثقافية سترى أنها تجتمع في مكان واحد يُطلق عليه "الميل الثقافي"، يمتد من الطرف الغربي من المدينة، أي مكان وجود مسرح "فستشبيل هاوس"، إلى شرقها، إذ ستمر بالمباني التاريخية مثل "ترينك هاله" و"كورهاوس"، ومسرح المدينة المتسم بهندسته الباروكية. ويستكمل "الميل الثقافي" امتداده إلى حدائق المدينة المحاذية لشارع "ليشتنتالر آليه" الشهير. وستجد إلى جانب الصالة الرسمية لعرض الفنون متحف "فريدر بيردا" ومتحف بادن-بادن المجاور له. وينتهي "الميل الثقافي" إلى الشرق من ضواحي بادن-بادن أي بالقرب من منزل الموسيقار "برامز" وكاتدرائية "ليشتنتال" الذي يرجع تاريخ تأسيسها إلى أكثر من 700 عام.

 

متاحف متفردة

وينظر الكثيرون إلى متحف "فريدر بوردا" الذي تم افتتاحه عام 2004، على أنه الجوهرة المتلألئة في تاج بادن-بادن. ويلعب موقعه دوراً مهماً، حيث يتواجد في شارع "ليشتنتالر آليه"،  الذي بدأ حكايته كشارع تجاري بسيط، ولكنه بدل صورته مع الزمن ليصبح أهم شارع تجاري في بادن-بادن، والعنوان الذي يفضل الكثير من الأثرياء أن يحمل اسم متجرهم أو مقر سكنهم. فعند زيارتك إلى هذا المتحف، ستكون لديك الفرصة أيضاً للتجوال بين أشجار شارع "ليشتنتالر آليه" العتيقة وجسوره المزدانة بأجمل النقوش التي ترسم ظلالها على نهر "اوس"، كما يمكنك أن تلقي نظرة على فنادقه الفخمة وقصوره الصغيرة لتعيش سحر هذا الشارع، الذي ما يزال يحافظ على مكانته كأحد أهم الشوارع التجارية في العالم منذ أكثر من 350 عاماً.

ومن سحر الشارع إلى سحر مبنى المتحف الذي يبقى مضاءً بشكل طبيعي عن طريق نور الشمس الذي يدخله من نوافذه الواسعة ليجعل منه فسحة تتوهج بالنور والضوء. وقد صمم هذا المتحف المهندس المعماري الأميركي الشهير "ريتشارد مايير". أما القطع الفنية المعروضة فيه فهي تضم 500 لوحة زيتية بالإضافة إلى رسومات ومنحوتات وأشياء أخرى تحكي عن تاريخ الفن خلال المئة سنة الماضية. ويسلط قسم من المتحف الضوء على الفن الكلاسيكي الحديث، وعلى أعمال الفن التعبيري لفنانين إلمان أمثال "ماكس بيكمان"، و"ارنست لودويغ كيرتشنر"، و"اوغيست ماكيه". ويحتضن أيضاً مجموعة من آخر أعمال "بابلو بيكاسو".

 

تاريخ طويل وإنجازات فنية

ومن يرغب باكتشاف تاريخ بادن-بادن الطويل وبالأخص خلال الفترة التي استعمرها الرومان وشهرتها كبلدة لينابيع المياه الحارة الطبية وكمركز مهم للاهتمام بالصحة، فعليه التوجه إلى "متحف بادن-بادن". فقد حظيت المدينة بشهرة واسعة خلال القرن التاسع عشر نظراً لغناها بالينابيع، ولكثرة مرافق الترفيه والتسلية التي تقدمها لزوارها.

ويحتضن المتحف في جناحه الزجاجي الجديد منحوتات وقطع فنية من عهد الرومان ولغاية يومنا هذا، بالإضافة إلى مجسمات قوطية الطراز أُحضرت إليه من كنيسة المدينة أو كما تعرف محلياً بإسم "ستفتسكيرتش". كما يوجد في المتحف دمى جميلة الشكل متفاوتة من حيث تاريخ صنعها بالإضافة إلى عملات نقدية وميداليات متميزة.

أما عند زيارتك "بقايا الحمامات الرومانية" فسوف تتعرف على الطريقة التقليدية في استخدام المياه الدافئة الطبية. فلقد أدرك الرومان القدامى أنفسهم أهمية الاسترخاء في مياه بادن-بادن التي تتدفق من ينابيعها الشهيرة بمياهها الساخنة والتي تمنح الجسم الكثير من المنافع الطبية.

وبلا شك ستنال إعجابك الأعمال الفنية التي تركها الرومان خلفهم، لاسيما إذا عرفت أن تاريخ بناء بقايا حمامات بادن-بادن يرجع إلى حوالي 2000 عام. وبالتالي فإن هذا المكان الذي تعبق منه رائحة الماضي سيضعك وجهاً لوجه مع إنجازات الرومان الفنية التي تحتل مكانة مرموقة بين أهم الآثار المنتشرة في ألمانيا.

 

كازينو بادن-بادن

أما كازينو بادن-بادن، الذي يقع في مبنى المدينة الجميل "كور هاوس"، فهو يعد بمثابة معبد للفن والترفيه. وقد وصفت الفنانة "مارلينه ديتريش" كازينو بادن-بادن الشهير دولياً بأنه "أجمل كازينو في العالم". وبالنسبة للتصميم الكلاسيكي الجديد للكازينو فهو مستلهم من نماذج القصور الملكية الفرنسية. يفتح الكازينو أبوابه في وقت متأخر من الصباح وحتى وقت متأخر جداً من الليل.

اقرأ أيضاً