الزوار العرب يثقون في خدماتها الصحية

دوسلدورف.. وجهة طبية معتمدة ومقصد للتسوق الراقي

كل الطرق تؤدي إلى دوسلدورف، عاصمة ولاية (نوردراين فستفالن). فهذه المدينة التي تسحر سياح العالم بجمال طبيعتها الخلابة وتبهرهم بأناقتها ورقي التسوق فيها، ترتبط بخطوط طيران دولية مع العديد من مدن العالم. كما تجمع المدينة أيضاً بين المتعة والترفيه والصحة، حيث تهتم بصحة زوارها المرضى وعافيتهم من خلال ما توفره من خدمات صحية متطورة ومراكز طبية حديثة.






وجهة عالمية

في ظل ازدهار التسوق والسياحة في مدينة دوسلدورف، يعتبر مطار دوسلدورف الدولي من المطارات المفضلة لدى المسافرين القادمين من الدول العربية. ويعد هذا المطار ثالث أكبر مطار في ألمانيا وأكبر مطار في منطقة شمال الراين، حيث تعمل سبعون شركة طيران على وصل دوسلدورف بحوالي 180 وجهة في العالم، بما في ذلك الدول الخليجية. فعلى سبيل المثال، تسيَر شركة طيران الإمارات رحلات مباشرة بين دوسلدورف ودبي.

كما أن هناك العديد من الطرق الأخرى التي تؤدي إلى دوسلدورف، ومن هذه الخطوط المفضلة لزوار للعرب نذكر الرحلات المتصلة عبر فرانكفورت وميونيخ والتي توفرها الـ (لوفتهانزا) والخطوط الجوية التركية، إضافة إلى الرحلات المتصلة عبر زوريخ والتي توفرها الخطوط الجوية السويسرية. من ناحية أخرى، يستقبل المطار رحلات دورية للشخصيات المهمة من الدول العربية، فالخطوط الجوية السعودية والطيران الأميري القطري هي من الخطوط الجوية التي تصل باستمرار إلى عاصمة الراين.

 

تجربة سفر ذات نكهة خاصة

ومن الواضح أن عدداً من الزوار العرب يستمتعون بخدمة الشخصيات المهمة في مطار دوسلدورف الدولي. فبمجرد أن ينتهي الزائر من إجراءات الأمن والتفتيش والتي تتوفر لكل فرد على حدا، يمكنه التوجه إلى جناح خاص للاسترخاء أو التركيز على أمور خاصة بأعماله، بيما يتولى فريق عمل هذه الخدمة إجراءات السفر المتبقية من تأكيد الحجز والأمتعة وغيرها.

وعند انتهاء ذلك، سيجد الزوار بانتظارهم سيارة ليموزين من طراز بي إم دبليو 750، أو (في حال المجموعات الكبيرة) شاحنة مرسيدس صغيرة لتقلهم من وإلى الطائرة. وتتوفر خمس أجنحة خاصة، تطل جميعها على محيط المطار العصري، وتحتوي على تلفاز بتقنيات عالية الوضوح وخدمة إنترنت، ومجموعة منوعة من الجرائد والمجلات العالمية، إلى جانب العديد من المرافق الأخرى.

وأسهمت الفنادق الفخمة في دوسلدورف، مثل فندق (إنتركونتيننتل) في تعزيز صورة المدينة بوصفها مركز مهم للسياحة العلاجية ووجهة مفضلة من قبل العملاء الأثرياء من حول العالم، وذلك من خلال تطوير عروضات رعاية صحية رفيعة المستوى بالتعاون مع المراكز الطبية في المدينة.

 

رعاية طبية في مدينة المطار

وتعتبر المنطقة العربية وتحديداً الدول الخليجية سوقاً متنامي بالنسبة لمطار دوسلدورف الدولي. فباعتبار ألمانيا موقعاً عريقاً للرعاية الصحية، أصبحت دوسلدورف وجهة سياحة علاجية معروفة، يقصدها الزوار من الدول العربية وروسيا ودول الاتحاد الأوروبي المجاورة لتلقي العلاج في عياداتها ومرافقها الطبية المتخصصة التي تشتهر بها المدينة والتي تشمل جراحة العظام والطب الوقائي والجراحات التجميلية وتقويم الأسنان.

وهكذا، لا يتوجب على المسافرين بداعي العلاج الذهاب بعيداً، حيث توفر مدينة مطار دوسلدورف القريبة مرافق صحية متخصصة مريحة. ومن يصل من هؤلاء في الصباح الباكر، قد يتمكن من العودة لموطنه على رحلة المساء مطمئناً إلى أنه قد حصل على أفضل رعاية طبية. فعلى سبيل المثال، توفر مؤسسة (رادبراكس للطب الوقائي) تقنيات علاج متطورة وبمستوى عالمي في مرفقها الصحي في المطار، والذي يتردد إليه عملاء محليون وعالميون قاصدين خدمات قسم الأشعة، والطب النووي، والعلاج الإشعاعي. وبدورها، توفر عيادة طب الأسنان (ديادنتيس) خدمات طبية تشمل التشخيص الدقيق والوقاية والعلاج. وقد بنت العيادة سمعة عالمية لها في مجال خدمات طب الأسنان التجميلي على وجه الخصوص.

 

اهتمام بالمرضى الدوليين

ومما لا شك فيه أن الطب يخدم الإنسان. وهذا يعني الشفاء والرعاية. ولكنه يعني أيضاً البحوث الرامية إلى تطوير معارف وأساليب علاج جديدة وكذلك التدريب والتعليم لتأمين الجودة الطبية على المدى الطويل. وهو ما يمكن للمرء إيجاده في مستشفى دوسلدورف الجامعي الذي يتألف من 34 عيادة فردية وأكثر من 30 معهداً، كما يعمل فيه ما يقرب من 6000 موظف، ليكون بذلك واحداً من أهم المراكز الطبية في المنطقة وأكبر مزود للمرضى الداخليين والخدمات الطبية في دوسلدورف مع مجموعة كاملة من الخدمات الطبية المختصة تشمل على سبيل المثال تخصصات الأورام مع أمراض الدم وزرع الخلايا الجذعية، جراحة المخ والأعصاب، الأمراض العصبية وأمراض النساء والتوليد، الكبد، زرع الكلى، جراحة القلب وكذلك جراحة الأطفال وأمراض سرطان الأطفال.

ويقدم مكتب التنسيق الخاص بالمرضى الدوليين المشورة والرعاية للمرضى ومرافقيهم. كما يقوم بتحويل المرضى إلى القسم المختص في المستشفى ويهتم بتنظيم شؤون إقامتهم وتنسيق مواعيدهم مع الأطباء وكل ما يتعلق بأمور الترجمة.

 

علاجات وتصاميم مبتكرة

وبدوره، يقدم مستشفى (سانت ماوريتيوس)  في (ميربوش) في دوسلدورف خدمات في مجالات متخصصة طب الأعصاب والأمراض العصبية لدى الأطفال وأمراض الشيخوخة. ففي هذه المجالات، يعتبر واحداً من أهم مرافق إعادة التأهيل في ولاية (نوردراين فستفالن). وتعتمد العلاجات في علم الأعصاب على أساس نتائح أحدث الأبحاث الدولية. ويضمن المستشفى جودة تشخيصية وخدمات علاجية عالية في مجالات النشاط الحركي، علم النفس العصبي، التعليم، التمريض، وعلاج النطق وغيرها.

كما يحظى المستشفى بسمعة ممتازة على الصعيد الدولي، وخصوصاً لدى المرضى القادمين من المنطقة العربية. ولذلك فإنه يحرص دوماً على تلبية المتطلبات اللغوية والعادات الغذائية لضيوفه.

وتزداد خبرات وثقل مستشفى (سانت ماوريتيوس) أيضاً من خلال عضويته في رابطة المستشفيات الكاثوليكية في دوسلدورف، والتي تمثل شبكة كفوءة متعددة التخصصات.

ولابد من الإشارة إلى توافق البنية الهندسية للمستشفى مع مختلف الأمراض، إذ أن محطات العلاج لا تتواجد عبر ممرات طويلة، بل في مكان يشبه السوق المركزي. ومن خلال هذا الفضاء الواسع لممارسة العلاجات اليومية الموجهة في محطات العلاج، يتم منح أكثر الأمراض اختلافاً حقها من العلاج، ابتداءاً من السكتة الدماغية ومروراً بتلف الأعصاب ووصولاً إلى شلل الأطفال.

 

إبداع الهندسية المعمارية

وبالحديث عن العمارة، فإن السياح الذين يزورون دوسلدورف للمرة الأولى سيندهشون من تحف الهندسة المعمارية التي تزين وجه المدينة. ويعتبر (ميناء الإعلام) (ميدين هافن) بكل تأكيد من أبرز معالم المشهد المعماري في دوسلدورف. وبينما كان مكاناً محورياً للتجارة والصناعة، فإنه يبهر اليوم برموزه التقليدية والحديثة خبراء الهندسية المعمارية الدوليين.

ويجد المرء هنا مبنى (شتادت تور) الحائز على جائزة العمارة كأفضل مبنى مكاتب في أوروبا، ومباني (جيري) المائلة الشهيرة ذات التصميم المعماري المذهل، بالإضافة أيضاً إلى برج الراين (راين تورم)، الذي يعتبر أعلى مبنى في دوسلدورف. ولا يمكن لأي زائر من زوار المدينة أن يفوت المنظر الساحر الذي يمكن مشاهدته من خلال المطعم الدوار الموجود في قمة البرج. وقد صمم هذا البرج، المهندس هارالد دايلمان. كما أضاف إليه فنان الإضاءة (هورست باومان)  ساعة عشرية دخلت موسوعة غينيس للأرقام القياسية، إذ تعد أكبر ساعة عشرية في العالم.

 

أطول طاولة شراب وطعام في العالم!

ولكن يمكن للسياح الذين يزورون (ميناء الإعلام) التمتع بما هو أكثر من الهندسة المعمارية، حيث يجدون هناك مجموعة متنوعة من المقاهي والمطاعم التي تتميز بأجواء خاصة، ناهيك طبعاً عن العديد من المرافق التي تتمحور حول الحياة الليلية.

وعندما يتحدث المرء حول ثقافة الحانات والحفلات، فلا بد أن تسوقفه دوسلدورف مع ما تقدمه من خيارات متنوعة جداً، كالنوادي الصغيرة الأنيقة والملاهي الكبيرة. كما تُعرف المدينة القديمة (ألتشتادت) بكونها (أطول طاولة طعام وشراب في العالم) فهي تضم حوالي 250 حانة وباراً.

 

أجواء ثقافية ومعارض تجارية

وإذا كانت الحياة الليلة في دوسلدورف مفعمة بالمتعة وزاخرة الحفلات، فإن مناطق وساحات كثيرة في المدينة تشتهر بأجوائها الثقافية والفنية الرائعة. فمباشرة على نهر الراين، تقع (إنزمبله أم إيرنهوف)، حيث تم بناء مجمع للتوسعة في العام 1925-1926، ليحيط بـ (قصر الفن) (كونست بلاتس). وبناءً على تصاميم من (فيلهلم كرايس) تم إنشاء مباني معارض أخرى ومبنى القبة الفلكية ومبنى مدرجات الراين (راين تيراسن). ويمكننا القول إنه قد تم إنشاء مركز معارض كبير للصحة والرعاية الاجتماعية والتمارين البدنية لحوالي  7,5 مليون زائر. ويوجد هنا اليوم متحف (قصر الفن) وقاعة الموسيقى (تون هاله)، ومنتدى نوردراين فستفالن للثقافة والاقتصاد.

ومع أكاديمية الفنون، والمشاريع العديدة، و26 متحفاً وأكثر من 100 معرض فني، ترتدي دوسلدورف حلة فنية وثقافية لا مثيل لها بين أقرانه في ألمانيا. ومن أبرز متاحفها نذكر متحف الحديقة المائية (أكفا تسو)، ومتحف (هِتيَنس) الذي يختص بالخزف والفخار والزخرفة، ومتحف (قصر الفن) ومتحفا (كيه20) و(كيه21) اللذان يحتضنان المجموعة الفنية لولاية (نوردراين فستفالن).

وتشتهر دوسلدورف بكونها عاصمة الإعلان في ألمانيا. كما تُعتبر مركزاً للأحداث والمعارض والفعاليات أيضاً، لاسيما المعارض الدولية الرائدة في مجالات مثل الطب والصحة والموضة.

 

التسوق في عاصمة الموضة

وبالفعل، فإن شهرتها كعاصمة للموضة العالمية ومركزاً لأحدث تصاميم الأزياء يتجاوز الحدود المحلية، خصوصاً أنها تمثل موطناً لمعرض الموضةIGEDO) ) ولعدد لا يحصى من صالات عرض أبرز المصممين العالميين. ولذلك لا عجب في اجتذابها لعدد كبير من السياح العاشقين للتسوق، من بينهم العديد من الزوار القادمين من منطقة دول مجلس التعاون الخليجي. ومن أشهر وجهات التسوق في عاصمة الراين يبرز شارع الملك (كونيغسآليه) المشهور عالمياً بفخامته ورقي المتاجر المنتشرة فيه. فعندما يسأل المرء أحد زوار المعارض أو رجال الأعمال المسافرين، عما ينبغي للمرء بلا شك رؤيته أو القيام به أثناء إقامة قصيرة في دوسلدورف، فإن أول ما تسمعه غالباً: التسوق في شارع الملك (كونيغسآليه).

ويطلق أهل دوسلدورف على هذا الشارع تحبباً اسم (كو). ويتميز (كو)، الذي يبلع طوله حوالي كيلومتر، بعرضه المثير للإعجاب، وبخندق (كو-غرابن) (يصل طول الخندق إلى 580 متراً وعرضه 32 متراً) الذي تجري فيه مياه دوسلدورف الأصلية، وأيضاً بصف الأشجار الذي يضم حوالي 120 شجرة كستناء. ويفصل الخندق المائي بين الجانبين الشرقي والغربي لشارع الملك بينما تربطهما العديد من الجسور، مما أعطى لكل من هذين الجانبين طابعاً خاصاً.

 

واحات خضراء خلابة

ويتوجه العديد من الزوار إلى دوسلدورف بسبب حدائقها الخضراء الجميلة ذات الأجواء الهادئة. وبالإضافة إلى الواحات الخضراء التي تتوسط المدينة مثل منتزه (راين بارك) وحديقة (هوف غارتن)، هناك نقاط جذب سياحي أخرى، نذكر منها بشكل خاص: المنتزه الشمالي (نورد بارك) بحديقته اليابانية، وأطلال القصر الإمبراطوري (كايزر بفلاتس)، وكذلك قصر وحديقة (بينرات).

ويمثل كل من قصر وحديقة (بينرات) بالفعل جوهرة ثقافية وسياحية، فهو يجمع بين الهندسة المعمارية والحدائق ليمثل مفهوماً فنياً شاملاً. وفي الجناح الشرقي من القصر يتواجد متحف فن البستنة الأوروبي.

والجدير بالذكر هنا أن حوالي خمس المساحة الإجمالية لدوسلدورف تمثل مناطق ترفيهية ومساحات خضراء وغابات. كما أن ثلث مساحة المدينة يندرج ضمن نطاق المناظر الطبيعية المحمية. وتضمن هذه الخاصية بكل تأكيد نوعية عالية من الحياة وتزيد من جاذبية المدينة باعتبارها وجهة للعيش وتعزز حماية البيئة والطبيعة في ظل التنمية الحضرية. وقد حصلت دوسلدورف بسبب حدائقها ذات التصميم الجميل على العديد من الجوائز على مستوى ألمانيا وأوروبا. وقد يعود ذلك النجاح إلى مفهوم المساحات الخضراء والتزام المواطنين تجاه مدينتهم.