انتصارات هاميلتون وروزبرج تقود مرسيدس لتحقيق حلمه

سوتشي 13 تشرين أول/أكتوبر 2014 (د ب أ)- بات من حق فريق مرسيدس، الذي ينافس ببطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا-1 الاحتفال بالتتويج باللقب العالمي في فئة الصانعين للمرة الأولى في تاريخه عقب فوز سائقه البريطاني لويس هاميلتون بسباق جائزة روسيا الكبرى الذي أقيم على مضمار سوتشي أمس الأحد.

وارتدى القائمون على الفريق القمصان السوداء التي كتب عليها "أبطال العالم عام 2014" عقب تتويج هاميلتون بالسباق الروسي متفوقا على زميله في الفريق الألماني نيكو روزبرج، ليحصل مرسيدس على ثنائي المقدمة في سباق الجائزة الكبرى التاسع هذا الموسم، ويتوج بلقب بطل العالم رسميا.

وتربع مرسيدس على صدارة ترتيب البطولة في فئة الصانعين بعدما فاز هاميلتون بتسعة سباقات للجائزة الكبرى هذا الموسم، فيما اكتفى روزبرج بالتتويج بأربعة سباقات، ليرتقي الفريق على منصة التتويج في 13 مناسبة هذا العام، وينهي هيمنة فريق ريد بول على البطولة التي توج بها في السنوات الاربع الماضية.

ويعد التتويج بهذا اللقب بمثابة المكافأة لمرسيدس الذي عانى كثيرا من اهتزاز نتائجه عقب عودته كأحد الفرق المنافسة في سباقات فورمولا-1 عام 2010.

واتسمت نتائج مرسيدس بالتواضع في البداية رغم استعانته ببطل العالم الأسبق الألماني مايكل شوماخر الذي أقنعه مسئولو الفريق بالعودة للسباقات مجددا والعدول عن قرار الاعتزال ليرافق مواطنه روزبرج في قيادة الفريق.

واستمرت معاناة الفريق على مدار ثلاثة مواسم، قبل أن يشهد الموسم الماضي بوادر تحسن ملحوظة بعدما قرر هاميلتون الرحيل عن فريق ماكلارين لينضم إلى مرسيدس بجوار روزبرج.

وحافظ مرسيدس على تطور أدائه هذا الموسم، في ظل قدرته على الاستفادة من التغييرات التقنية التي جرت على نطاق واسع في سباقات فورمولا-1، ليتفوق أخيرا على ريد بول ويضع حدا لسيطرته المطلقة على البطولة.

وبعدما قاد مرسيدس فريقي مكلارين وبراون للفوز ببطولة العالم في فئة الصانعين عامي 1998 و2009 من خلال تزويدهما بالمحركات، قرر مسئولو الشركة العودة إلى سباقات فورمولا-1 كفريق متكامل ليتوج في النهاية بلقب الصانعين للمرة الأولى في تاريخه.

ويأتي هذا التتويج لمرسيدس تحت قيادة توتو وولف مدير أعمال الفريق وبادي لوي المدير التقني اللذين توليا منصبهما عقب اعتزال روس براون مدير الفريق السابق في نهاية العام الماضي.

ولكن وولف اعترف بأن الفضل في فوز مرسيدس باللقب هذا العام يعود إلى براون الذي لعب دورا عظيما في هذا الانتصار.

وقال وولف "لقد تحدثنا عن روس كثيرا، إنه من العناصر الأساسية والمهمة في تتويج مرسيدس باللقب، يمكننا القول بأنه هو الذي قام بتأسيس هذا الفريق".

وأضاف وولف "إنه شريك أيضا في هذا الانتصار، كما أن هناك مئات الأفراد في مدينتي شتوتجارت (المقر الرئيسي للشركة) وبراكلي (مقر الفريق بانجلترا) لعبوا دورا رئيسا أيضا في هذا الفوز".

وساهم روس براون في فوز شوماخر بلقب البطولة في فئة السائقين خمس مرات متتالية خلال تواجده بفريق فيراري، قبل أن يقود جنسون باتون للفوز بالبطولة عام 2009 مع فريق براون جي بي.

من جانبه قال المدير غير التنفيذي لمرسيدس نيكي لاودا "إنه يعني الكثير، ينبغي علي القول بأنني أشعر ببعض التأثر".

أضاف "عندما بدأت العمل مع براون ووولف، كان الأمر شاقا للغاية، إنها لحظة عاطفية، ولكن دعونا نفكر في السباق المقبل".

ووسط احتفالات مرسيدس الصاخبة، ظل الحادث المروع الذي تعرض له الفرنسي جولي بيانكي سائق فريق ماروسيا خلال سباق جائزة اليابان الكبرى الأسبوع الماضي عالقا في أذهان الجميع.

ووقف السائقون ومسئولو الفرق دقيقة صمت قبل انطلاق السباق الروسي تكريما لبيانكي الذي يرقد حاليا بأحد مستشفيات اليابان في حالة حرجة عقب تعرضه لإصابات بالغة في الرأس.

وشدد وولف "نحن لم ننس جولي، إن هذا الحادث مازال يطغى على ما نقوم به".

وبينما يبدو مرسيدس غارقا في احتفالاته، فإن فريق فيراري صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة في فئة الصانعين (16 لقبا) مازال يعاني من نتائجه المخيبة، بعدما واصل سائقيه ابتعادهما عن التواجد بمنصات التتويج في السباق الروسي، حيث حصل الأسباني فيرناندو ألونسو على المركز السادس في الترتيب فيما حل الفنلندي كيمي رايكونن في المركز الثاني عشر.

ومع تبقي ثلاثة سباقات على نهاية الموسم، فإن الفريق الإيطالي ربما يفشل في تحقيق أي انتصار على مدار الموسم للمرة الأولى منذ عام 1993، ولم يقف سائقي فيراري على منصة التتويج سوى مرتين فقط هذا العام عن طريق ألونسو، ويحتل الفريق حاليا المركز الرابع في ترتيب الصانعين خلف مرسيدس وريد بول ووليامز.