نكهة خاصة!

خريف برلين ملون كأوراق أشجارها

عندما تتساقط أوراق الأشجار في متنزه (تيرغارتن) وعندما يصبح مذاق المأكولات الشعبية ألذ وأنت تنتعل جزمتك، وعندما يزداد الطلب على الشوكلاتة الساخنة التي تقدمها المقاهي الدافئة، فذلك يعني أن العاصمة الألمانية برلين بدأت تدخل في مزاج خريفي. هذا المزاج الذي تحتل فيه ألوان أوراق الأشجار جانباً ومتعة البحث عن الدفء جانباً آخر، يقابله مزيج فريد من الثقافة والتاريخ والحداثة والتجدد.

 

بوابات ورموز

يضفي الخريف على رموز برلين ومعالمها نكهة خاصة جداً، بحيث تزداد جاذبيتها، لاسيما بوابة براندنبورغ، التي لا تعد فقط واحدة من أكبر وأجمل إبداعات الكلاسيكية الألمانية، بل أيضاً رمزاً من رموز عهد الانقسام الذي شهدته برلين في أربعينيات القرن الماضي، حيث كانت هذه البوابة مُقفلة لسنوات عدة وأعيد افتتاحها بُعيد انهيار جدار برلين. وبينما كانت ترمز إلى الانقسام فيما سبق، فهي ترمز اليوم إلى الوحدة.

ومن المعالم الأخرى القريبة، نذكر مبنى البرلمان الألماني بقبته الزجاجية الشفافة، والذي يشكل مع مبنى الوزارة الفيدرالية والمباني الحديثة الأخرى ما يُعرف بمجمع (باند دِس بوندِس).

وهناك الكثير من المعالم السياحية الجذابة في برلين، مثل: ساحة (جندارمن ماركت) التي يوجد فيها 3 مبانٍ أثرية: الكاتدرائية الألمانية، الكاتدرائية الفرنسية وبيت الحفلات الموسيقية (كونتسيرت هاوس). وكاتدرائية برلين (برلين دوم) ذات التصميم الجذاب والتاريخ الذي يمتد إلى العصور الوسطى. وكنيسة القيصر فيلهلم التذكارية، التي تعد بمثابة رمز على نهوض برلين من تحت الأنقاض،، فهي ليست مجرد بناء معماري فائق الجمال، بل إنها تذكار للسلام، ورمز يعكس تصميم برلين على إعادة إعمار نفسها بعد الدمار الذي خلفته الحرب العالمية الثانية.

ومن يرغب في معايشة أجواء الحرب الباردة، فما عليه إلا زيارة نقطة التفتيش (تشارلي)، التي مثلت سابقاً جزءاً من جدار برلين، وكانت شاهداً على انقسام ألمانيا إلى دولتين (شرقية وغربية)، حيث قامت حكومة ألمانيا الشرقية في العام 1961 بتشييد جدار برلين. وهكذا أصبحت المدينة مُقسمة إلى جزئين: الجزء الغربي التابع لألمانيا الغربية، والجزء الشرقي التابع لألمانيا الشرقية. وبقيت برلين على هذا الحال إلى حين سقوط الجدار في نوفمبر 1989 وتوحيد شطري ألمانيا في عام 1990. وبالتوجه إلى المحطة الشرقية بالقرب من شارع (بيرناور شتراسه)، يمكنك رؤية بقايا جدار برلين الشهير الذي تحول إلى آثار تاريخية تشهد على تقسيم برلين وتاريخ الحرب الباردة.

 

نزهات في أحضان الطبيعة

وبين الحي السكني (فيدنغ) و(برنتسلاور بيرغ)، حيث كان جدار برلين يمثل يوماً جرحاً في قلب المدينة نتيجة لتقسيمها، نشأ متنزه الجدار (ماور بارك) الذي ينتمي إلى الأماكن القليلة في المدينة التي كان من يحاول عبورها يلاقي حتفه. ولكن بعد فتح الحدود وإعادة توحيد برلين، تحول خط الجدار بسرعة إلى مساحات خضراء عامة ومنطقة للترفيه والاستجمام، إذ تزخر المنطقة بالعشب الأخضر وأشجار الفاكهة والنباتات البرية والزهور.

ومن المعروف عن برلين أنها تعد واحدة من أكثر العواصم الأوروبية خضرة، حيث أن متنزهاتها وحدائقها تنتشر في كل مكان لتجذبك للراحة والاسترخاء في أحضانها وفي في فصل الخريف يمكن للمرء التمتع بألوان الأشجار التي لا تعد ولا تحصى. ويعد متنزه (تيرغارتن) من أشهر متنزهات برلين، فهو بمثابة الرئة الخضراء للمدينة. ولكن في كل مكان من المدينة يوجد أيضاً أشكال مختلفة من المتنزهات الترفيهية، متنزهات المدن، حدائق القصور وكذلك الغابات والأحراج. وهنا ننصحك مثلاً بزيارة الحديقة النباتية والمتحف النباتي (داهليم). فمع 22 ألف نوع نباتي تعتبر الحديقة النباتية (بوناتيشر غارتن) واحدة من أهم ثلاث حدائق نباتية على مستوى العالم. وتدعوك هذه الحديقة النباتية لنزهة ممتعة على مساحة 43 هكتاراً. ويتكون المتنزه من 3 مناطق: المشتل المشجر (مجمع للزهور والشجيرات)، معرض التشكيلات الجغرافية النباتية العالمية، والقسم المنهجي مع ما يقرب من 1500 نوع نباتي. وبالإضافة إلى ذلك توجد حديقة عطرية ولمسية تبلغ مساحتها 3 آلاف متر مربع لفاقدي البصر وذوي الاحتياجات الخاصة الذين يستخدمون الكراسي المتحركة.

وعلى الطرف الشرقي من المتنزه، يتواجد 15 من البيوت الدفيئة (البيوت الزجاجية) في أنماط هندسية، من بينهما البيت الاستوائي الكبير، الذي يعد واحداً من أكبر البيوت في هذا المجال ومثالاً واضحاً على العمارة الزجاجية الفولاذية للقرن التاسع عشر. أما المتحف النباتي، الذي يعد الوحيد من نوعه على  المستوى الأوروبي، فيشتمل على مجموعات نباتية علمية واسعة ومتحف للعرض، حيث يمكن هنا دراسة الملحقات النباتية لمقابر الفراعنة المصريين جنباً إلى جنب مع نماذج عديدة من المملكة النباتية.

ومن الحدائق الأخرى المشهورة في برلين، نذكر حديقة بريتس (بريتسر غارتن) التي تمثل بالفعل مكاناً جديراً بالزيارة، فهي تزخر بمجموعة واسعة من الخيارات لقضاء أوقات الفراغ بكل راحة: منطقة بحيرات تبلغ مساحتها 10 هكتارات، حدائق ذات مغزى مثل حديقة الورود الشهيرة (روزن غارتن)، مناطق اللعب، حديقة جيولوجية، حديقة الساحرات والمختبر الكبير الموجود في الهواء الطلق، الذي يقام فيه معرض دائم عن الحيوانات وعالم النباتات. وفي المكان المخصص للتقويم توجد أكبر ساعة شمسية في أوروبا. ومن استنفذ طاقته عبر نزهة على الأقدام في الحديقة التي تبلغ مساحتها 100 هكتار، يمكنه أن يستمر في رحلته الاستكشافية من خلال قطار الحديقة، أو التعريج على واحداً من المطاعم الثلاث التي تفتح أبوابها على على مدار السنة: (كافيه آم زيه)، (بيسترو آم كاليندر بلاتس) ومطعم (بريتسر موله).

بدورها، تزخر حديقة كومينيوس (كومينيوس غارتن) بالنباتات، التي قلما تجدها بهذه الكثافة في المرافق البلدية. وفي نفس الوقت، تعد الحديقة مكاناً شعبياً للتلاقي في المنطقة.

وينبغي أن لا يفوتك أيضاً زيارة الحديقة الترفيهية (مارتسان) التي تُعرف بحدائق العالم، فأهل برلين وسياحها يصابون بالذهول عندما يعرفون أن منطقة (مارتسان-هيلرسدورف) هي واحدة من أكثر المناطق خضرة في برلين. وتعتبر (حدائق العالم) واحدة من هذه المناطق الخضراء مع حدائق تقليدية ذات مغزى من آسيا، أوروبا والشرق. ففي عام 1987 تم افتتاح الحديقة الترفيهية الواسعة (مارتسان) في مدينة برلين التي كانت مقسمة آنذاك تزامناً مع الاحتفال بمرور 750 عاماً على المدينة، وفي عام 2000 تم إضافة (حديقة القمر المستعاد)، التي تعد أكبر حديقة صينية في ألمانيا. وبالإضافة إلى ذلك، وفي إطار مشروع (حدائق العالم) تم افتتاح حديقة يابانية، حديقة شرقية، حديقة من بالي، حديقة كورية، حديقة مسيحية وحديقة إيطالية بنموذج عصر النهضة. ويجد المرء هنا الكثير من الأشياء التي تستحق المشاهد كما سيحظى بفرصة التعرف على أحدث فنون الحدائق القادمة من جميع أنحاء العالم. وتتوافر هنا حدائق عطرية ولمسية للأشخاص من ذوي الإعاقات البصرية والحركية.

 

 

مناطق مهمشة تتحول إلى ابتكارات

وستتملكك الدهشة عند اكتشاف أن العاصمة الألمانية تقع ضمن منطقة غنية بممراتها المائية وتملك جسوراً أكثر مما تملكه (فينيسيا)! فعندما جرى تقسيم المدينة منذ عقود خلت، تحول العدد الأكبر من أنهار برلين وبحيراتها وأقنيتها إلى مناطق حدودية غير مستخدمة أو مناطق صناعية شبه منسية. ولكن مع مرور السنين، امتزج كل ذلك بالمدينة وتحول من مناطق مهمشة إلى شبكة من الابتكارات والإمكانات.

ولنترك الحديث للأرقام: 51,7 كلم مربع مساحة المياه التي تخص برلين، وهذا ما يقرب من سبعة في المئة من أرض المدينة، بما في ذلك العديد من البحيرات وحوالي 180 كلم من الممرات المائية الصالحة للملاحة.

ومن يهتم بالجسور، لن يكون مضطراً للسفر إلى مدينة فينيسيا، فبرلين تضم 1700 جسراً وتفوق بعدد جسورها تلك المدينة الواقعة على البحر الأدرياتيكي. لذا فإنه يحق للمدينة أن تتزين بلقب "عاصمة المياه".

 

برلين تتنفس فناً

ولكن هذا المزيج المثير الذي تتيمز به برلين لا يقتصر على التاريخ والطبيعة، بل يمتد إلى الفنون والمتاحف، إذ تمتلك المدينة أكثر من 170 متحفاً. وتحظى جزيرة المتاحف، التي تم إدراجها على قائمة التراث العالمي لليونسكو منذ العام 1999، بشهرة واسعة، فهي تضم مقتنيات ومعروضات قيمة جداً تتواجد في 5 متاحف: المتحف القديم، المتحف الجديد، المتحف الوطني القديم، متحف بوده ومتحف برغامون.

وعلى الرغم من تعدد المتاحف في برلين، إلا أن واحداً منها فقط يستعرض الكيفية التي عاش فيها سكان برلين الشرقية تحت الحكم الشيوعي، حيث يقدم متحف جمهورية ألمانيا الديمقراطية (دي دي ار موزيوم) رحلة من وراء الستار الحديدي مع أعمال فنية أصلية وأفلام أرشيفية حول الحياة في ألمانيا الشرقية السابقة ويوسع النطاق ليصل إلى تأثير جهاز أمن الدولة والجدار في الحياة اليومية للناس: كيف اختلفت الحياة بالمقارنة بالحياة في ألمانيا الغربية سابقاً؟ وما كم أثرت الدولة على حياة الناس؟ وأين كانت الديكتاتورية أكثر وضوحاً في الحياة اليومية؟ وما هي الإنجازات التي تعتبر إيجابية لجمهورية ألمانيا الديمقراطية وهل هي إيجابية حقاً؟

وبالنسبة لهؤلاء المأخوذين بفيلم (حياة الآخرين) (ذى لايف أوف آذرس) الحائز على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية وعلى عدة جوائز ألمانية والذي تدور معظم أحداثه حول طبيعة نظام الحياة في ألمانيا الشرقية قبل سقوط جدار برلين، فينبغي عليهم أن يزوروا متحف شتازي (شتازي موزيوم) الذي كان يضم في السابق مكاتب أمن الدولة الـ (شتازي).

 

 

تسوق بنكهة خاصة

ولكن برلين تمتلك أيضاً وجهاً عصرياً!.. فهي تمثل اليوم عاصمة عالمية للتسوق، حيث تزخر بشوارع تسوق ذات شهرة واسعة مثل: شارع (كورفورستندام) أو (كودام)، الذي يبلغ طوله أكثر من 4 كلم، وشارع (تاونتسين شتراسه)، ومركز تسوق الغرب الشهير (كا ديه فه) الذي يمارس قوة جذب مغناطيسية على أهل برلين وزوارها القادمين من جميع أنحاء العالم، ومركز أوروبا (أويروبا- سنتر)، الذي يعد مركز تسوق كلاسيكي موجود في غرب المدينة.

ومقابل شارع (كودام) توجد أحدث اتجاهات الموضة التابعة لسلاسل البيع بالتجزية الدولية والعلامات التجارية الكبيرة. وكلما اتجهت إلى الغرب، تصبح قائمة المحلات التجارية أكثر حصرية.

وحتى الشوارع الجانبية الهادئة على يمين ويسار شارع (اولاند شتراسه) تمتلك الكثير من السحر وتستحق الزيارة بحق. فهنا تجد تتواجد بوتيكات رفيعة ذات ذوق عال تضم مجموعة من عروض الموضة الحصرية وتتميز بإسلوب عمارة رائع. كما تدعوك المقاهي والمطاعم الأنيقة المنتشرة هناك إلى منح نفسك بعض الاستراحات القصيرة.

ويعتبر شارع (فريدريش شتراسه) في منطقة (ميتّه) ثاني أهم عناوين التسوق بعد شارع (كوفورستندام)، حيث يمتد من بوابة (أورانينبورغر) وحتى ساحة (ميرنغ بلاتس) عند بواية (هاليشن) في حي (كرويتسبورغ).

وبين محطة قطارات شارع (فريدريش شتراسه) والشارع الشهير (أُنتر دين ليندن) يوجد مركز التسوق الثقافي (دوسمان) الذي يجذب عشاق الموسيقى والكتب إلى وقت متأخر من الليل.

كما يبرز أيضاً مجمع (أوبر إيست سايد برلين) بمبانيه الجديدة والمكاتب الأنيقة والعديد من المقاهي. ففي هذا الرواق الرفيع يجد عشاق الموضة متاجر الأزياء الرائدة والماركات العالمية الشهيرة.

أما أروقة التسوق (فريدريش شتادت باساجن) ذات الهندسية المعمارية الرائعة فتعتبر من نقاط التسوق الساخنة، حيث تمثل موطناً لرواق 205 ورواق 206 وغيرها من الأروقة التي تعرض أزياء عالمية للنخبة.

ومن عناوين التسوق المثيرة للاهتمام والتي لا تجذب السياح فقط، تبرز الشوارع الصغيرة في الحي القديم (شوينين فيرتل) والتي تدعو الزوار إلى التنزه والتسوق والشراء.

وفي ساحات (هاكيشه هوفه) وحولها فستجد صالات العرض الصغيرة والبوتيكات التي تضم الموضة الدولية وتصاميم الشباب المحلية، ابتداءً من الأزياء المميزة والأحذية الملفتة والمجوهرات والإكسسوارات وحتى القطع والأشياء الملونة والهدايا المضحكة.

وعند التوجه إلى ساحة (الكسندر بلاتس) التي كانت تمثل سابقاً مركز تسوق برلين الشرقية في زمن جمهورية ألمانيا الديمقراطية، فستجد مركز التسوق والترفيه (آليكسا)، الذي يعتبره الكثير من الزوار أنجح مراكز التسوق في برلين، فهو يتميز بالدرجة الأولى بمساحته الواسعة وبتقديمه مزيج من عروض التسوق والجمال والترفيه والمطاعم والاستراحة، بحيث يضمن للزوار متعة التسوق لاسيما أثناء الأحوال الجوية السيئة.

وتعتبر زيارة حي (نيكولاي فيرتل) تجربة خاصة بكل ما تحمله الكملة من معنى، فهنا ستجد نفسك بين مبان من طراز القرون الوسطى. ويزخر هذا الحي بالعديد من المحلات التجارية الصغيرة الخاصة ببيع الهدايا التذكارية والحرف اليدوية والتحف، إلى جانب بعض المتاحف المثيرة للاهتمام وكنيسة (نيكولاي كيرشه).

 

مطاعم وثقافات

أما عند بدء اختبار العديد من المقاهي والمطاعم التي تقدم أطباقاً محلية ودولية وأنواعاً مختلفة من المشروبات اللذيذة، فسوف توقن أن ما من أحد يفتقد في برلين طبقاً يحبه! وبالفعل يندهش الزائر من التنوع والابتكار اللذين يكتشفهما في أكثر من 7000 مطعم ومقصف وحانة ومقهى في برلين، تقدم مأكولات ومشروبات تمثل مختلف الثقافات.

ولقد نجحت العديد من المطاعم في العاصمة الألمانية في نيل "نجمة ميشلين". فكبار الطباخين المعروفين بابتكاراتهم وشغف التجربة والحس العميق لفتح الشهية يفتنون منذ سنوات ضيوفهم بأصناف طبخ غنية التنوع على مستوى عال من الإعداد والتزيين، فالعين تأكل أيضاً.

وتصل فنون الطعام إلى برج التلفزيون (ارتفاعه 368 متراً) في ساحة (الكسندر بلاتس)، الذي لا يوفر لمرتاديه مشهداً بانورامياً رائعاً فقط، بل يمنحهم أيض

 

 

أيضاً فرصة دخول المقهى الدوار (تله كافيه) المتواجد فيه.

 

حياة ليلية وفضاءات فنية

ويتصف مشهد الحياة الليلية في برلين بأجواء إبداعية وثقافية مفعمة بالحفلات والموسيقى. وبكل تأكيد سيجد كل زائر المكان الذي يتناسب مع ذوقه، ففي هذه المدينة يوجد أفضل النوادي الليلة في العالم، وهناك الكثير من النوادي التي تتمتع بشعبية خاصة لدى السياح ومشاهير المجتمع وممثلي السينما العالمية ونجوم الفن. ولكن المسألة هنا لا تتمحور حول أجواء الملاهي الليلة المعتادة فقط، بل إنها تتعلق أكثر بطبيعة التجربة الساحرة. فنوادي برلين تعيد ولادة نفسها وتخلق اتجاهات موسيقية جديدة. فمنذ انهيار جدار برلين ساهم المبدعون الشباب من خلال أفكارهم وأعمالهم الجديدة في التأثير بشكل ملحوظ في وسط المدينة المستعاد. وتحولت برلين إلى مختبر وورشة عمل لثقافة الشباب، واختبرت بنجاح أشكال مبتكرة للتعبير الجمالي، حيث نشأت فضاءات فنية جديدة ونوادي ووكالات إعلامية ومهرجانات متنوعة.

ويمتد المشهد الثقافي الشاب بشكل أساسي باتجاه وسط المدينة، حيث يمكن مشاهدته ومعايشته في مناطق مثل: حي (مِتّه)، وحي (برنتسلاور بيرغ)، وحي (فريدريشسهاين) وحي (كرويتسبيرغ)، والتي تمثل غالباً أماكن سريعة التغير. وتجد برلين الشابة أيضاً في الأقبية القديمة وكراجات السيارات أو قاعات المصانع، فهناك عدد كبير المباني الصناعية السابقة تم تحويلها إلى مرافق ليلية للحياة العصرية.