تحظى بتقدير السياح العرب

ميونيخ.. مقصد سياحي لا مثيل له!

تتمتع ميونيخ، عاصمة ولاية بافاريا، بمناخ معتدل وببيئة صحية وباعتزاز أهلها بعاداتهم وتقاليدهم وثقافتهم، يضاف إلى ذلك حسن الضيافة في التعامل مع الضيوف الذين يقصدون بلادهم، لاسيما القادمين من منطقة الخليج العربي. وتعتبر جبال الألب البافارية تعتبر من الأماكن السياحية الأكثر أمناً. وكذلك هي المدينة بشكل عام، إذ تعتبر أكثر أماناً من المدن الألمانية الكبيرة الأخرى. وتجذب ميونيخ زوارها إلى القيام برحلات استكشافية رائعة في قلب المدينة وضواحيها، نظراً لما تزخر به من معالم وأماكن سياحية جذابة ومتنوعة، حيث يجد المرء في قلب هذه المدينة مباني تاريخية عريقة وكنائس مهيبة وأسواق تقليدية متفردة ومتاحف مرموقة ويكتشف في محيطها جبال شامخة وبحيرات صافية متلألئة وقلاع وقصور ملكية ساحرة تمثل شاهداً حياً على التاريخ البافاري الغني. ويمكن القيام بهذه الرحلات الاستكشافية بكل راحة وسهولة بمختلف وسائل النقل.

 

 من يرغب القيام برحلات استكشافية من خلال المواصلات العامة، فإنه لن يحتاج إلا إلى إحدى التذاكر التي يمكن الحصول عليها من الأجهزة المنتشرة في محطات المترو والترام. أما من يفكر في استئجار سيارة خاصة، فلابد أن يعلم أن ألمانيا تمتلك شبكة ممتازة من الطرق، إلا أنها تعاني معظم الأوقات من الازدحام، كما لا يتوافر في وسط المدينة أماكن كافية لانتظار السيارات، ولذلك يفضل استخدام سيارات الأجرة أو التنقل بالمواصلات العامة المتوفرة بالقرب من كافة الفنادق وأماكن الإقامة.
وفي الحقيقة فإن الكثير من السياح يفضل المشي على الأقدام للتمتع بالطبيعة الساحرة والمعالم التاريخية التي تزخر بها هذه المدينة.

ومنهم من يفضل الاستعانة بالدراجات الهوائية ليعيشوا بالتالي مغامرة رائعة تغني عن استخدام السيارات، لاسيما مع ما تتميز به ميونخ من وجود شبكة ممتازة من الطرق المعدة خصيصاً للدراجات. أما من لا يرغب في إجهاد نفسه، فيمكنه القيام باستقلال عربة "الريكشا" التي تقل المرء من ميدان "مارين بلاتس" إلى حيثما يشاء.

ويعتبر هذا الميدان الشهير، الذي يقع في قلب مدينة ميونخ، من المعالم السياحية فيها، وخاصة مبنى البلدية الحديث الذي أنشىء على الطراز المعماري القوطي في الفترة من 1867 إلى 1909 ويعتبر من أهم المزارات السياحية في ميونيخ، إذ ترتفع واجهته 90 متراً بأحجار الطوب المزينة بالنقوش وأجراسه المميزة. ويتجمع الزوار يومياً عند الحادية عشر صباحاً والخامسة مساءً لمشاهدة لعبة الأجراس أمام برج الساعة الذي يبلغ ارتفاعه 80 متراً من الواجهة، حيث تتحرك التماثيل الميكانيكية عارضة رقصة صناعة الجعة التقليدية.

وعلى بعد خطوات قليلة من وسط المدينة، ترحب بك واحدة من أكبر الحدائق داخل المدن في أوروبا بطرقها المظللة وجداولها وبركها وبجعها. فبمساحة تبلغ 400 هكتار، تعد الحديقة الإنكليزية أكبر من الحديقة المركزية في نيويورك.

أما قصر (نيمفنبورغ)، الذي كان في الماضي المقر الصيفي لحكام بافاريا، فيقع في الجزء الشرقي في وسط مدينة ميونيخ، ويتميز القصر بفنه المعماري بطابع الروكوكو الجميل، وحديقته الضخمة التي صممت على غرار حديقة قصر فرساي الفرنسي.

ومن المعالم الأخرى، يبرز (المتحف الألماني) الذي يعد أكبر متحف للتكنولوجيا والعلوم الطبيعية في العالم. أقيم هذا المتحف على مساحة عرض تبلغ 5 هكتارات، حيث يقدم ورش عمل وبرامج خاصة موجهة للشباب. ويعرض المتحف آلات أصلية نادرة ونماذج لإعادة التصميمات الميكانيكية التقليدية. كما يقوم بتوثيق تطوير تقنيات السيارات والسفن والسكك الحديدية والطيران ورحلات الفضاء الخارجي.

بدوره، يقوم متحف (بي إم دبليو)، منذ افتتاحه في عام 1973، بإثارة زواره بهندسته المعمارية الديناميكية وتصميمه الشهير عالمياً وتشكيلة معروضاته الفريدة من نوعها. ويعرض المتحف اليوم تاريخ الشركة والعلامة التجارية وأحدث المنتجات بطريقة عرض مبتكرة ومدهشة. ويقدم كذلك نظرة عامة حول المحركات والدراجات والسيارات من ماركة (بي إم دبليو) بطريقة فريدة لا يوجد لها مثيل على مستوى العالم.

كما يمكن استكشاف  عالم (بي إم دبليو) الفريد، بدءاً من عروض وابتكارات السيارات والدراجات النارية إلى روعة التصميم والتكنولوجيا الحديثة ووصولاً إلى الفعاليات الثقافية الشيقة. ويتمثل الهدف الرئيسي من عالم (بي إم دبليو) في تسليم السيارات الشخصية. وهناك أيضاً جولات متخصصة لتوضيع كيفية تصنيع سيارات (بي إم دبليو). وفي أثناء قيام الكبار باستكشاف عالم (بي إم دبليو) أو تذوق الوجبات الشهية أو التسوق في واحد من متجري (بي إم دبليو) الرائعين، يمكن للأطفال استكشاف عالم السيارات في مكان خاص بالصغار. 

ومن المعالم الأخرى التي لا بنبغي تفويت زيارتها، نذكر المتنزه الأولمبي، الذي كان مقراً للألعاب الأولمبية الصيفية العشرين في عام 1972. وتضم منطقة الألعاب الأولمبية بالمنشآت الرياضية المختلفة والبحيرات والمطاعم وقاعة الحفلات وحوض السباحة وملعب كرة القدم الذي يتسع لحوالي 60 ألف متفرج.  وهذا الملعب مغطى بسقف مصمم على شكل خيمة بمساحة 75 ألف متر مربع. تقبع المنطقة كلها تحت البرج الأولمبي (أولومبيا تورم)، والذي يعتبر أعلى برج تلفزيوني في ألمانيا بارتفاع يصل إلى 290 متراً. ويمكنكم الاستمتاع بالأطعمة الشهية في محيط مميز على ارتفاع 181 مترً في المطعم البانورامي الدائري الذي يمنحك مناظر خلابة من فوق ميونيخ.