مدينة الأذواق الرفيعة

ميونخ تحول التسوق إلى عالم مليء بالترفيه والمفاجآت

 

إذا كنت من عشاق التسوق ولديك خبرة طويلة بأفضل العلامات التجارية العالمية، فإننا ننصحك أن تتوجه إلى مدينة ميونخ الألمانية. وإذا كنتَ ما تزال تبحث عما يمكن أن يرضي ذوقك، فننصحك أيضاً بالسفر إلى ميونخ. وحتى لو كنت مهتماً فقط بالمعالم التاريخية والطبيعة الساحرة وتضعها على سلم أولوياتك، فإننا سنوجه إليك نفس النصيحة، بل يمكن أن نؤكد لك بأن تصاميم المتاجر الفخمة ومحتوياتها الجذابة لا بد أن تشدك إليها وتدفعك إلى خوض تجربة جديدة لم تعهدها من قبل.

 

الخليجيون في ضيافة البافاريين

كل من زار ميونخ لن يفاجئ عند مشاهدة الزي الخليجي التقليدي فيها، ابتداءاً من المطار، ووصولاً إلى أحياء المدينة الراقية وحدائقها الرائعة ومطاعمها المضيافة. فالضيوف العرب أصبحوا يشكلون جزءاً حيوياً من زوار المدينة، لاسيما مع توفر رحلات جوية مباشرة بين أغلب المدن العربية ومدينة ميونخ، بالإضافة إلى ذلك فإن المدينة تزخر بالعديد من المرافق السياحية التي اعتادت على استقبال الضيوف العرب والاهتمام برغباتهم واحتياجاتهم. واللافت أيضاً أن مدينة ميونخ وهيئة السياحة فيها يوفران معلومات باللغة العربية على شبكة الإنترنت تتناول كل ما يحتاج المسافر العربي إلى معرفته، بالإضافة إلى كتيبات مطبوعة باللغة العربية. كما توظف الكثير من الفنادق والمطاعم والوجهات السياحية في المدينة، كوادر تجيد التحدث باللغة العربية. لذا، فإنه بمجرد وصولك إلى مطار ميونيخ ستشعر بالفعل وكأنك في بيتك الثاني.

وبالنظر إلى أرقام مكتب الإحصاء الاتحادي الألماني، فإن مدينة ميونخ تعتبر وجهة سياحية مهمة بالنسبة للسياح القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي، إذ وصل عدد السياح الخليجيين في ميونخ عام 2008 إلى أكثر من 60,000 شخص، وقضوا فيها أكثر 270,000 ليلة. وهذا ليس بجديد على هذه المدينة، حيث أن فنادقها تحرص على أن توفر للزائرين العرب فرصة مثالية لقضاء أحلى اللحظات وأمتع الأوقات. وقد يساهم تنوع هذه الفنادق ومواقعها، في جذب الكثير من السياح. هناك ستجد الفنادق الفاخرة، الفنادق العريقة، الفنادق ذات التصاميم المعمارية والفنية الفريدة بالإضافة إلى الشقق المفروشة. وسواء أكانت هذه الفنادق واقعة في وسط المدينة أو في الأحياء الجميلة القريبة منها، فإنها توفر للضيوف والنزلاء واحة من الراحة. كما تتوفر في ميونخ الكثير من الشقق المفروشة التي تنتشر في وسط المدينة أو خارجها حيث المناطق الهادئة. وتتميز هذه الشقق بمساحاتها المختلفة لتتلائم مع مختلف المتطلبات والرغبات وتتناسب مع عدد أفراد الأسرة، أما الأسعار فهي تعتمد على مدة الإقامة، ويمكن احتسابها بشكل يومي أو شهري. وتنتشر الشقق المفروشة في وسط المدينة أو خارجها.

وبالإضافة إلى مستوى الخدمة العالية الذي تتميز به فنادق ميونخ، فإن الموقع الممتاز للعديد منها في قلب المدينة يجعلك تتمتع بمناظر خلابة تضفي على إقامتك المزيد من السعادة، حيث تنتشر هناك النوادي والحانات والمطاعم ومحلات الأزياء الفاخرة والعديد من المرافق الأخرى. ويقع العديد من الفنادق العريقة في وسط مدينة ميونيخ القديمة بالقرب من مطعم "هوف برايو هاوس" المشهور عالمياً والذي يفوح منه عبق التقاليد البافارية القديمة. وبينما توفر مطاعم الفنادق الراقية والفخمة قوائم مثيرة من الأطباق العالمية اللذيذة، فإنك ستحظى في مطاعم الفنادق العريقة بفرصة تذوق المأكولات والأطباق الشهية الخاصة بولاية بافاريا ومنطقة جبال الألب.

وتمنحك خيارات الإقامة هذه فرصة ذهبية لاختيار أحد فنادق ميونيخ الساحرة، سواء القريبة من ميدان محطة القطارات الرئيسية أو في وسط المدينة أو في أحضان مدينة ميونيخ القديمة أو في الحي الراقي "بوغن هاوزن" أو حي "غلوكنباخ" المشهور بالمقاهي الحديثة والمطاعم الجميلة والمحلات الأنيقة، أو في شارع "ماكسميليان" الذي يعتبر من أشهر وأفخم شوارع أوروبا، حيث تجد فيه أحد أهم فنادق ميونخ ذات الخمس نجوم الذي يطلق عليه اسم "فير يارس تسايتن" "Vier Jahreszeiten"، كما ستجد فيه كل ما هو متميز وراقي بما يتناسب مع الرغبات الخاصة والأذواق الرفيعة. لذا، فإنه لديك كل الوقت كي تأخذ قسطاً من الراحة في فندقك المفضل، لتبدأ بعدها جولة ممتعة من التسوق في أجمل شوارع ميونخ التقليدية والعصرية.

 

الزبون ملك في ميونخ!

من العبارات المشهورة في ألمانيا تبرز مقولة "الزبون هو ملك". وقد تعطينا هذه الجملة العديد من المعاني حول مدى اهتمام المحال التجارية الألمانية بالزبائن وبشكل خاص ضيوف المدينة وزوارها. هذا يحتم بالطبع أن يكون هناك تصميم جذاب ومنتج مميز ومعاملة لائقة يستقطب من خلالها البائعون زبائنهم ويحافظوا على الصورة الجميلة التي تتصف بها مدينتهم السياحية. وهذا ما يمكن أن تراه بأم عينك عند زيارتك إلى مدينة ميونخ المضيافة.

وبلا شك فإن ميدان "مارين بلاتس" المفعم بالحركة والحياة، سيكون نقطة مثالية للانطلاق في أي جولة تسوق. هنا لا يمكنك شراء فقط البضائع التقليدية الخاصة بمدينة ميونيخ، بل ستجد كل لوازم رحلات التنزه أو التزحلق على الجليد أو الجولات على الدراجات في هذه المتاجر الخاصة بالأدوات والملابس الرياضة.

أما السوق الشهير "فيكتوالين ماركت" فيقدم شتى الأطعمة الفاخرة. ويعرض فيه أكثر من 140 بائعاً الفواكه والخضروات المختلفة والمشروبات والأسماك وأنواع الجبن العديدة إلى جانب الأغذية الطبيعية. كما تعرض متاجر أخرى جميع أنواع اللحوم والنقانق. ويضم السوق المتجر الوحيد الذي يبيع لحم الخيل في ميونيخ كلها، بالإضافة إلى الوجبات السريعة التقليدية في بافاريا. وفي أسواق المزارعين التي تعرض المنتجات الريفية، يقدم الطهاة الهواة وجبات كثيرة تعتمد على السلع المحلية الموسمية.

أما أثناء التجول في سوق فيكتوالين، فلابد من أن تعرج على مطعم "بشور" لتميزه بالأكلات الشهية، وكذلك تذوق بعض الأطعمة اللذيذة التي تعرضها أكشاك الطعام المتعددة مثل البيتزا والمكرونة والسوشي والكاري الهندي أو الاستمتاع بشرب الشاي الإنكليزي.

 

شوارع براقة

لن تشعر بالملل خلال تجوالك في شوارع ميونخ، ولن يتعذر عليك إيجاد ما تبحث عنه. ولكن للفخامة والترف عناوين بارزة في هذه المدينة لا يمكن لعشاق التسوق أن يفوتوا زيارتها. فالفخامة تُعتبر شعار أشهر شوارع ميونيخ، الذي يطلق عليه اسم "ماكسميليان"، حيث ينفرد هذا الشارع الراقي عن غيره من شوارع المدينة، نظراً لما يزخر به من متاجر راقية تنتمي إلى أشهر مصممي الأزياء والموضة. هناك ستجد كل ما هو مميز وذو جودة، من أحدث وأجمل المجوهرات الثمينة إلى الساعات والأزياء العالمية والأحذية، مثل "كارتيير" و"لوي فويتون" و"أرماني".

وإذا أردنا أن نكون أكثر دقة، فإننا لابد أن نشير إلى أن الجزء الغربي من شارع "ماكسيمليان" تحديداً، يشتهر بعدد كبير من المحال الفخمة ومتاجر المجوهرات وصالات العرض والفنادق الضخمة، ويوجد في هذه المنطقة فروع لأشهر  العلامات التجارية العالمية مثل "هيوغو بوس"، و"فيرتساتشي" و"دولتشي أند غابانا" و"لويس فيتون" و"سكادا" و"ديور" و"شانيل" وغير ذلك الكثير.

أما متاجر شارع "ريزيدنس" التي تولت في الماضي توريد البضائع إلى البلاط الملكي فتعرض المنتجات التقليدية، التي كانت تلقى إعجاب الملوك في السابق، مثل الزي البافاري المميز والقبعات والأحذية وتشكيلة مختارة من السيجار والسجائر والتبغ والشاي والقهوة.

كما تستطيع أن تقوم بجولات تسوق ممتعة في المحلات والحوانيت المنتشرة في "تياتينرهوف" وطرقات "بيروسا" وطرقات "تياتينر"، حيث ستجد أنواع رائعة من من الملابس الفاخرة التي تناسب الحياة اليومية. أما محلات قصر "برايسينج" فتعرض القطع الفنية الجميلة والسجاد الحريري الفخم والثريات الراقية.

 

ترفيه في صيف منعش

تتنوع الأماكن المخصصة للترفيه في الأراضي البافارية وتزداد جاذبية في صيف ميونخ المنعش. فخلال جولة التسوق الممتعة التي تقوم بها، فإنك ستصادف العديد من مرافق الترفيه التي يمكن أن تقضي فيها أجمل الأوقات برفقة عائلتك. فإذا كنت من محبي الألعاب البهلوانية المثيرة، فيمكنك زيارة سيرك "كرونه "العريق، حيث ستحظى بمشاهدة باقة كبيرة ومتنوعة من الألعاب وعروض البهلوانات والحيوانات المتوحشة التي تبهر عيون المشاهدين بالإضافة إلى العديد من الفقرات الشيقة التي ما هي إلا جزء من برنامج متنوع، خصوصاً أن هذا السيرك لا يعتبر الأكبر في ألمانيا فقط، بل في كل أوروبا.

أما مدينة السينما في بافاريا فهي تقدم عروض الألعاب المثيرة لبدلاء الممثلين، وكذلك عروض الأفلام رباعية الأبعاد المذهلة، وتوفر للأطفال فرصة التعرف على ما يجري خلف كواليس كبار المخرجين السينمائيين. وتقدم الجولات داخل مدينة "هوليوود ميونيخ" باللغة الإنجليزية.

كما يمكنك أن تعيش الأجواء الموسيقية التي ينتظرها المصطافون في ميونخ بفارغ الصبر، كحفل الموسيقى الكلاسيكية في "أوديونسبلاتس"، الذي يعتبر قمة احتفالات ميونخ الصيفية الثقافية، ويتخلله حفلات تقدمها "إذاعة الأوبرا البافارية" و"محبو الهارمونية الموسيقية" التي تضفي نكهة إيطالية على ليالي ميونخ الممتعة. كما أن هناك العديد من العروض الموسيقية الأخرى التي تتميز بسمعة عالمية، بالإضافة إلى عروض يقدمها عازفو الجاز والراب ونجوم الروك.

وقد تحتار عند اطلاعك على البرامج الثقافية المنوعة التي تزخر بها المدينة، سواء أكان على صعيد التمثيل أو المسرح أو فيما يخص الأوبرا، حيث تقام هذه الفعاليات في أماكن تحتل شهرة كبيرة في المدينة مثل: مسرح الأمير الحاكم "برينتس ريغنتن تياتر" " Prinzregententheater"، دار الأوبرا البافارية، مسرح المدينة بميدان غيرتنر "غيرتنربلاتس تياتر" والمسرح الألماني.

أما إذا كنت قد اشتريت كل ما تحتاجه، فبإمكانك التعرف على الأماكن الطبيعية الساحرة التي تتيمز بها المدينة، حيث يمكنك مثلاً زيارة الحديقة الإنكليزية التي تستهوي العديد من السياح القادمين من منطقة الخليج العربي، نظراً لما تتميز به من جمال يطغى على مداخلها ويسحر زوارها، وستشدك أماكن التشمس فيها، إلى جانب أماكن اللعب والترفيه والزوايا العديدة التي تمنحك فرصة احتساء المشروبات الساخنة أو الباردة في أجواء حميمية. وسيتاح لك بالطبع مشاهدة أفضل المناظر في المدينة من أعلى نقطة في الحديقة التي يطلق عليها اسم تلة "مونوبوتروس" " Monopoteros".

ومن خلال رحلة قصيرة بواسطة السيارة أو المترو، يمكنك الوصول إلى أجمل بحيرات وجبال ميونخ. فعلى مسافة نصف ساعة فقط من وسط المدينة،  تصل إلى بحيرة "شتارنبرغر زيه"، التي تعد مسبح أهل ميونخ وثاني أضخم بحيرات بافاريا وواحدة من خمس بحيرات رائعة الجمال. وهناك أيضاً بحيرة "آمر زيه" التي تمتد على مساحة 47 كيلو متراً مربعاً. وبحيرة "تيغرن زيه" التي تقع في الجنوب الشرقي من ميونخ، إذ تتزين ضفافها بانتشار أماكن ومنتجعات الاسترخاء. أما بحيرة "شلير زيه" فتقع على مسافة قصيرة من بحيرة "تيغرن زيه" وبحيرة "شبيتسينغ زيه" التي ترتفع حوالي 1085 متراً عن مستوى سطح البحر وتتميز بعذوبة مياهها وجودتها العالية.

وعند ذهابك إلى المناطق المحيطة بها، فإنك ستعيش لحظات رائعة في استكشاف القصور الجميلة، حيث ستصل أولاً إلى قصر "ليندرهوف" الذي يقع في منطقة "إتال" الاستشفائية بالقرب من جبال "آمر"، ويطلق عليه اسم "الفيلا الملكية" للملك لودفيغ الثاني. وبانتقالك إلى القصرين الكائنين عند سفوح الجبال والتي أمر ببنائهما لودفيغ الثاني، فلا بد أن تشعر أن لرحلتك مذاق خاص مليء بالفائدة والمتعة.. القصر الأول يدعى "هوهين شفان جاو" بينما يطلق على الثاني "نوي شفان شتاين". أما القلعة التي تم بناؤها كاستراحة للملك لودفيغ الثاني وانتهى بناؤها في 1886، فتمثل مصدراً لجذب أكثر من 1,5 مليون سائح سنوياً، مما يدل على مدى أهميتها كمعلم سياحي قيم لا يمكن تفويت زيارته. بالإضافة إلى كل هذا، هناك أيضاً قصر "هرين كييم زيه" على جزيرة "هرين إنزل" في بحيرة "كييم زيه" الذي يعد بمنتهى الجمال والفخامة. في جولتك الأخيرة هذه، ستكون قد شاهدت بعضاً من القصور الملكية التي ما زالت شاهداً حياً على غنى التاريخ البافاري، وستلاحظ أن ذكرياتك في العاصمة البافارية، سترافقك بصورها الساحرة أينما ذهبت.