فرانكفورت.. مدينة التناقضات الجذابة
على الرغم من أفق المدينة يتزين بناطحات السحاب والأبراج الزجاجية، إلا هذه الأبنية ذات الهندسة المعمارية الرائعة ليست سوى وجه واحد من وجوه فرانكفورت، فهي أيضاً مدينة تنصيب الملوك تاريخياً وهي المدينة التي ولد فيها الشاعر والأديب الألماني الشهير يوهان فولفغانغ فون غوته، وهي المدينة التي يمر في أرضها واسمها نهر الماين. ومع ما تزخر به فرانكفورت من ثقافات مختلفة تعيش إلى جنب بعضها البعض، يطغى التنوع على هذه المدينة ذات المناخ المضياف والمنفتح، حيث سيجد كل قادم إليها من يتحدث لغته، كما سيجد مطعماً يقدم له طبقه المفضل. وهي تعد موطناً لمعرض الكتاب الدولي،. كما يتزين نهرها (نهر الماين) بعقد ثقافي يتمثل في "ضفة المتاحف".
وقد لعبت هذه المدينة الألمانية على مدى قرون طويلة دوراً مهماً كمركز تجاري معروف، وهي تمثل اليوم أكبر مركز مالي على مستوى القارة الأوروبية، والعاصمة المالية لألمانيا. كما يُنظر إلى فرانكفورت على أنها أصغر مدينة كبرى في العالم، حيث يمكنك اكتشاف الكثير والمثير على مقربة منك، وستجد فيها حتماً العديد من العروض المثيرة التي تشجعك على استكشافها بعمق والاستمتاع بثقافتها والقيام بنزهات تسوق ممتعة في شوراعها ومراكزها.
يمكن للمرء الغوص في التاريخ الألماني من خلال زيارة العديد من المعالم والأماكن التاريخية في مدينة فرانكفورت. ففي بعض زوايا المدينة يمكن للمرء استشعار الماضي وخوض تجربة في القرون العابرة والتعرف على الحياة التي كانت سائدة آنذاك. فمثلاً كانت كاتدرائية فرانكفورت أطول مبنى في المدينة لسنوات عديدة، حيث يبلغ ارتفاع أبراجها 95 متراً، وهي تمثل المكان الذي تم فيه تتويج ملوك ألمانيا واختيار أباطرتها لمئات السنين. أما اليوم فبالطبع يوجد عدد لا يحصى من المباني الحديثة العالية وناطحات السحاب.
أما من يرغب بالتعرف على فرانكفورت باعتبارها مدينة المال والمعارض الدولية الديناميكية والأبراج الحديثة والأبنية الزجاجية البراقة وناطحات السحاب، فيمكنه أن القيام بجولة في شارع "ماينهاتن" وعبر الحي المالي والبورصة. فمن المعروف عن بورصة فرانكفورت أنها الأكثر نشاطاً في ألمانيا. ويتميز مبنى البورصة، الذي تم تشييده في نهاية القرن التاسع عشر، بالعديد من التماثيل والنقوش المتفردة.