المدينة المتفردة

برلين تتحول إلى علامة تجارية عالمية

شباب العالم يتطلعون إلى برلين

مَنْ منا لم يستمع إلى موسيقى بيتهوفن وباخ؟ ومن منا لا يعرف بوريس بيكر أو كلاوديا شيفر أو ميشائيل شوماخر؟ ومَنْ منا لم يتطلع إلى اقتناء بعض منتجات مصممين مبدعين أمثال "كارل لاغرفيلد" و"يوب"؟ ومَنْ منا لا يعرف بلد صناعة سيارات مرسيدس وبورشه وفولكس فاغن وبي إم دبليو وغيرها؟ فأسماء هؤلاء المشاهير وهذه العلامات التجارية العالمية تنتمي إلى ألمانيا.

ورغم ذلك، فإنك إذا قمت بتوجيه سؤال إلى شخص ألماني عن الشيء الذي يميز الألمان، فإنه قد لا يجد جواباً محدداً للرد على سؤالك، وهذا إن دل على شيء، فإنه يدل على أن الألماني يصعب عليه التحدث عن نفسه بإيجابية، بل يمكن للآخرين أن يتحدثوا عنه وعن أعماله أكثر منه شخصياً.

بمجرد ذكر اسم "ألمانيا"، فإنه يخطر في بال البعض صناعة السيارات أو الأجهزة التقنية والطبية، والبعض الآخر قد يراها كأكبر قوة اقتصادية في أوروبا، بينما قد يتبادر لذهن عشاق الأدب بأنها بلاد الفلاسفة والشعراء لاسيما غوته وشيلر، أما محبي الثقافة والفنون فلابد أن يعتبرونها مجمع المتاحف والمراكز الثقافية وبلد الموسيقين العباقرة أمثال بيتهوفن، ولكن جميعهم قد يتفقون على أنها بلد يعشق أهله العمل ويتفانون فيه ويتميزون بدقة مواعيدهم وانضباطهم ومراعاتهم للقواعد البيئية.

والحق يقال فإن كل ذلك صحيح. ولكن في العقود الأخيرة تحولت ألمانيا إلى بلد سياحي بامتياز، وباتت برلين تمثل المكان الذي يتطلع إليه الشباب من كل أنحاء العالم كونها مدينة تزخر بالحيوية والنشاط، كما إنها باتت قبلة نجوم ومشاهير العالم، فضلاً عن غناها بالأماكن السياحية الساحرة وبالمعالم التاريخية العريقة وبالمتاحف والمراكز الثقافية والفنية التي تخاطب كافة ثقافات شعوب العالم.

ومن زار ألمانيا في العام 2006، فإنه لابد وأن سمع هتافات الشباب التي تنادي وتأمل بالذهاب إلى برلين، ورغم أن المنتخب الألماني لم ينل كأس العالم في كرة القدم حينذاك، إلا أن هذه البطولة ساهمت بشكل متزايد في جذب أنظار العالم إلى ألمانيا ولاسيما العاصمة برلين. حتى "كنوت" ذلك الدب القطبي الذي ولد عام 2006 في حديقة الحيوانات في برلين "تسولوغيشه غارتن" "Zoologische Garten"، استطاع بولادته أن يصبح من أهم الأخبار التي تداولتها وسائل الإعلام الألمانية والعالمية عندما قامت بتغطية هذا الحدث، بحيث جعلت من هذا الدب الصغير الوسيم نجماً تخطت شهرته حدود ألمانيا وأوروبا.

وأينما تجولت اليوم في برلين فستشعر وكأن هذه المدينة أصبحت المكان المحبب لشعوب العالم كلها، خصوصاً الشباب منهم. فهي مدينة متنوعة جداً، لاسيما مع ما تزخر به من تعدد الثقافات، بحيث بات التسامح والتنوع جزءاً لا بتجزء من نسيج المجتمع الألماني، كما باتت صفة العالمية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً باسم العاصمة الألمانية برلين.

 

الدب الذهبي

رغم أن برلين لا تمثل مركزاً مالياً، إلا أن الكثير من المبدعين والممثلين والمصممين يقصدونها سواء للزيارة أو للعيش فيها، لاسيما أنها غير مكلفة بالنسبة لهم، لتتحول بالتالي إلى قبلة لنجوم السينما ومشاهير العالم.

ويبدو أن القوة الفنية والإبداعية للعاصمة الألمانية تجعلها تتخطى بقية المدن الألمانية في هذا المجال، نظراً لتركيبتها الخاصة التي تتألف من عدد كبير من المبدعين والمؤسسات التعليمية التي تعنى بالإبداع والشركات التي تنظم وترعى العديد من المعارض ذات الشهرة الدولية، ناهيك عن أن برلين تمثل أيضاً أسطورة المدينة التي تتميز بالحرية والعالمية، إذ شكل سقوط جدار برلين شرارة انطلاقة هذه الأسطورة، حيث بدأت الحيوية والحراك بعد سقوطه، وباتت المدينة مرتعاً للشباب من كافة أنحاء العالم. فكل من يزورها، يشعر أنها مدينة المبدعين التي تفتح أبوابها أمام عطاءات الإنسان وإبداعاته، بحيث يستطيع كل مبدع أن يعرض ما يحمله ويأخذ نصيبه من عالم الإبداع، كما أنها تمنح الجميع فرصاً لتحقيق ذواتهم بشكل يفتح أبواب العالم أمامهم.

وعلى الرغم من أن الكثير من المدن تحظى بشهرة عالمية في مجال السينما والفن والأزياء ولديها العديد من العوامل المشابهة للعاصمة الألمانية، إلا أن برلين تتصف بالكثافة والحيوية التي تفتقر إليها معظم المدن الأخرى، فالإبداع فيها ينبثق من خلال حراك خفي يولد أجواء متفردة تحيط بكل ما تحتضنه هذه المدينة.

فمثلاً إذا نظرنا إلى معرض "فاشن ويك" ومعرض "بريد أند باتر" اللذين تستضيفهما برلين سنعلم جيداً أهميتها كمدينة مستضيفة للمعارض المختصة بالأزياء التي يحرص نجوم هوليود على التواجد فيها بشكل دائم، وهنا نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر، هيلاري سوانك، الممثلة الحائزة على جائزتي أوسكار، والتي حضرت أسبوع الموضة "فاشن ويك" مؤخراً في برلين. وبالطبع فإن الكثيرين من نجوم السينما يتوافدون إلى هذه المدينة ويشاركون بشكل دوري في فعالياتها المتنوعة.

ولابد لأي مراقب للسينما في العالم أن يكون على معرفة تامة بأهمية مهرجان برلين السينمائي الدولي "برليناله" الذي احتفل مؤخراً بدورته الستين في شهر فبراير 2010، حيث يصنف هذا المهرجان ضمن أكثر المهرجانات السينمائية أهمية في العالم، كما إنه أكثر المهرجانات السينمائية زواراً.

وهنا لابد أن نذكر أن كافة الأفلام المتنافسة على الدب الذهبي تتضمن أفكاراً تمس العديد من القضايا الاجتماعية والسياسية وغيرها من القضايا التي يمكن أن تحدث تأثيراً في العديد من المجتمعات، بل قد تساهم أحياناً في تغيير قوانين معينة في بعض الدول!

وكما جرت العادة، فإن لجنة التحكيم، التي يرأسها كبار المخرجين السينمائيين العالميين، تقوم باختيار أفلام مختلفة من جميع أنحاء العالم. أما جوائز المهرجان فهي تتمثل بجائزة الدب الفضي الذي يتضمن جائزة أفضل مخرج وأفضل ممثل وأفضل ممثلة وأفضل موسيقى وأفضل إنجاز فردي وجائزة لجنة التحكيم الخاصة للفيلم القصير، أما جائزة الدب الذهبي والذي يمثل رمزاً لمدينة برلين العاصمة الألمانية، فهو يتضمن جائزة أفضل صورة وجائزة عن مجمل الأعمال، بالإضافة إلى جائزة كاميرا برليناله والتي هي عبارة عن جائزة خاصة للذين قدموا خدمات للمهرجان.

ومن يحظى بفرصة حضور هذه المناسبات، سيلاحظ الزخم الذي تعيشه هذه المدينة، لاسيما  فنادقها الراقية التي تكتظ بنجوم ومشاهير السينما، حيث يعتبر فندق آدلون كمبينسكي في برلين " Hotel Adlon Kempinski Berlin" مكاناً مثالياً للإقامة بالنسبة لنجوم هوليود.

 

 

بين المعالم الثقافية والهندسة المعمارية

بين ثقافة الإبداع وإبداع الثقافة نجد أن المختصين في الجانب الثقافي والفني يولون أهمية كبيرة لكل ما يتعلق بعالم الإبداع بحيث لا يفوتون كبيرة أو صغيرة إلا ويعطونها حقها. وبذلك فإن المسألة الثقافية لا تقتصر فقط عما تشتمل عليه برلين من أماكن ومراكز ثقافية مشهورة، بل تتعدى ذلك إلى العمل المستمر على تطوير هذه المرافق ودعمها بكل الاحتياجات والمستلزمات التي تجعلها تحظى بمكانة عالمية مميزة سواء من حيث الشكل أو المضمون.

ويعتبر شارع "بوتسدام" من أشهر الشوارع الثقافية في برلين، حيث يوجد هناك المنتدى الثقافي "Kulturforum"، كما تنتشر فيه قاعات للموسيقى والأوركتسرا والمكتبة الوطنية التي تمثل معلماً ثقافياً ومعمارياً يستحق المشاهدة، بالإضافة إلى معرض الفنون والمتحف الوطني الجديد.

كما تحتضن برلين العديد من دور الأوبرا ذات الصيت الواسع، وأكثر من 150 مسرحاً ومدرجاً، فضلاً عن عشرات دور السينما والمراكز والأروقة الثقافية. كما إنها تستضيف على مدار العام الكثير من المهرجانات والفعاليات المهمة، إلى جانب احتضانها لفعاليات موسيقية متنوعة تستقطب من خلالها أعداداً كبيرة من الناس لاسيما الجيل الشاب، حيث أن كل من يحضر هذه الحفلات الموسيقية سيلاحظ مدى مشاركة الشباب فيها.

أما على نهر "شبريه" فيوجد أكبر تجمّع للمتاحف في أوروبا، الذي يطلق عليه "جزيرة المتاحف"، حيث تحتوي هذه الجزيرة على تراث لأجيال وعصور متعاقبة يزيد عمره على 6000 سنة.

هناك تتواجد أعداد كبيرة من السياح والزوار الذين يأتون من كافة أصقاع العالم للتعرف على كم هائل من المقتنيات والمعروضات التاريخية النادرة التي تمثل فنون وثقافات العديد من دول العالم. ومن أجل إصلاح ما دمرته الحرب وتهيئة البناء بما يتناسب مع الأعداد المتزايدة من الزوار والربط بين المتاحف بأفضل صورة ممكنة مع الحفاظ على الطبيعة التاريخية لهذه المباني، فإن أعمال التجديد مازالت متواصلة في هذه الجزيرة ضمن خطة تمتد حتى العام 2015.

تضم "جزيرة المتاحف" ستة أبنية ذات شهرة عالمية واسعة تتمثل في "المتحف القديم"، "المتحف الجديد"، "المتحف الوطني القديم"، متحف "بوده" ومتحف "برغامون"، بالإضافة إلى معرض "جايمس سايمون" الذي يعتبر المبنى السادس في "جزيرة المتاحف" والصرح المعاصر فيها، وقد تمت تسميته إكراماً للفنان جايمس سايمون (1851-1932)، الذي منح متاحف ولاية برلين شهرة عالمية واسعة من خلال إبداعاته الفنية.

وبزيارتك للمتاحف الخمسة، ستدخل أجواء تاريخية متفردة وستطلع على مقتنيات أثرية لم تشاهدها من قبل. فمثلاً يعتبر "المتحف القديم" الذي صممه المهندس كارل فريدريش شينكل، تحفة في فن العمارة الكلاسيكية، وتقام فيه بشكل دائم العديد من المعارض المتنوعة، كما إنه يضم لوحات مهمة تجذب إليها أعداداً كبيرة من الزوار.

أما "المتحف الجديد" الذي بُني في عام 1859 وأعيد افتتاحه مؤخراً، فإنه يمثل رواية معمارية رائعة، ويحتوي على معروضات تاريخية مهمة منها تمثال نصفي لنفرتيتي، كما إنه يتميز بإضائته القوية وألوانه المؤثرة.

بدوره يتخصص متحف "بوده" الذي بني خلال الفترة من 1898 و1904 من قبل "ارنست فون إينه"، باللوحات والمنحوتات. ويذكر أن هذا المتحف كان قد أعيد افتتاحه في العام 2006.

وفي "المتحف الوطني القديم" الذي تم تجديده أيضاً وأعيد افتتاحه في ديسمبر من العام 2001، يمكنك التعرف على العديد من المنحوتات التي تستحق المشاهدة بالإضافة إلى الرسومات الأوروبية والألمانية من القرن التاسع عشر، كما يمكنك مشاهدة أعمال الفنانيين الفرنسيين الانطباعيين مثل: "مانيه"، "مونيه"، "رينوار"، بالإضافة إلى لوحات الفنان الرومانسي كاسبر دافيد فريدريش والرسام كارل فريدريش شينكل.

أما متحف "برغامون" الذي صممه "ألفريد مسل"، فهو يحظى بأعلى نسبة إقبال من الزائرين، نظراً لما يحتويه من معروضات وقطع أثرية قيمة، خصوصاً "مذبح برغامون" الذي لا يمكن لزائر أن يدخل "جزيرة المتاحف" دون أن يعرج عليه. وكان هذا المتحف أيضاً قد تم تجديده وأعيد افتتاحه في العام 2009.

ومن الجدير بالذكر أنه قد تم إدراج "جزيرة المتاحف" على قائمة التراث العالمي لليونسكو منذ العام 1999، نظراً لقيمتها التاريخية والثقافية على مستوى العالم.

 

مدينة كل الأزمنة

بمجرد أن تنوي التجول في العاصمة الألمانية برلين، فإنك ستلاحظ مدى تلازم الماضي مع الحاضر، بل ستشعر أنها مدينة كل الأزمنة التي تعبق بالعبر والدروس رغم أنها تمضي قدماً كمدينة عاشقة للمستقبل. فالماضي فيها ما يزال يقف على قدميه في عصر أقل ما يمكن وصفه بالحديث والمتطور، بحيث تتحول جولتك إلى مزيج من الأحاسيس والذكريات التي تجعل مخيلتك أكثر اتساعاً وأكثر وضوحاً وتملأ عينيك بسحر الحاضر وترسم على شفتيك ابتسامة مستقبلية لا تحمل إلا الحب والفرح. بالفعل، فإن أي جولة استكشافية في برلين هي في الأساس متعة ما بعدها متعة، فالفائدة والمعرفة لا تنفصلان أبداً عن الترفيه والفرح.

ستشاهد جموعاً غفيرة من الناس أمام بوابة براندنبورغ التذكارية، التي تعتبر مكاناً لا يمكن لأي سائح قادم إلى برلين أن يفوت فرصة زيارته، فهي تلقي الضوء على مرحلة تاريخية يزيد عمرها على مئتي عام. ففحين أنها وحتى عام 1989 كانت بمثابة رمز لتقسيم برلين وألمانيا، فإنها اليوم تمثل رمزاً وطنياً للوحدة وواحدة من أشهر معالم المدينة التي ينتمي بناؤها الكلاسيكي إلى أكبر وأجمل إبداعات الكلاسيكية الألمانية.

أنشأت هذه البوابة بين عام 1788 و1791 بأمر من فريدريش فيلهلم الثاني الذي كان يبحث عن تصميم معماري عظيم لشارع "أُنتر دين لندن" الراقي. وتعرضت إلى أضرار بالغة أثناء معارك الحرب العالمية الثانية، كما أنها ظلت معزولة الوجود قرابة ثلاثة عقود بسبب انقسام ألمانيا، ولكنها في نفس الوقت كانت محور أنظار الرأي العام العالمي. واليوم عادت مجدداً لتكون محطة مهمة لجذب السياح من مختلف أنحاء العالم.

وأمام مبنى البرلمان الألماني، الذي يعتبر أيضاً من أشهر الصروح المعمارية للمدينة، ستشاهد أيضاً أعداداً كبيرة من الزوار، حيث يعتبر هذا المبنى، الذي قام بتصميم زجاجه الفنان نورمان فوستير (Norman Foster)، إحدى عجائب الدنيا السبع الجديدة، حسب استفتاء عالمي حول المباني الجديدة التي تستحق هذا اللقب، وهو يشكل مع مبنى الوزارة الفيدرالية والمباني الحديثة الأخرى، ما يُعرف بمجمع باند ديس بونديس (Band des Bundes).

أما نقطة التفتيش شارلي " Checkpoint Charlie" فهي محطة مدرجة على جداول كافة الجولات السياحية داخل المدينة، فهناك يمكنك أن تستشعر أجواء الحرب الباردة أكثر من أي مكان آخر في العالم، إذ تمثل نسخة طبق الأصل عن أماكن المراقبة التي كانت سائدة قديماً بين ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية. وبالقرب منها يقع متحف الجدار " Mauermuseum " الذي يضم مجموعة من الوثائق المتعلقة بمحاولات الهروب الناجحة والفاشلة بين ألمانيا الشرقية والغربية والوسائل التي تم استخدامها لتنفيذ هذه المحاولات.

 

 

خمسة نجوم وأكثر!

ضمن كل هذا الزخم الثقافي والفني والتاريخي، فإن كل من يزر العاصمة الألمانية برلين، لابد أن يلاحظ تعدد وتنوع فنادقها، بحيث أنها تمنح ضيوفها خيارات كثيرة تتناسب مع إمكانياتهم ورغباتهم. ولا تنبع شهرة فنادق برلين بالاعتماد على خدماتها الراقية فقط، بل إن ارتباط اسمائها بهذه المدينة العريقة، وسع شهرتها وساهم في انتشارها عالمياً. فاسم المدينة أصبح مرافقاً لكل الأماكن والمنتجات والخدمات التي يثق بها السياح من مختلف أصقاع العالم. وهنا قد يبدو فندق آدلون كمبينسكي في برلين مثالاً نموذجياً على ذلك، لاسيما أن ارتباطه باسم المدينة وقربه من بوابة براندنبورغ الشهيرة، جعله يعتبر واحداً من أهم وأشهر الفنادق في ألمانيا، يضاف إلى ذلك بالتأكيد خدماته الراقية وتاريخه العريق المرتبط بتاريخ مدينة برلين بشكل وثيق لا ينفصل فيه الماضي عن الحاضر والمستقبل ، حيث شهد هذا الفندق افتتاحين: الأول عام 1907، والثاني عام 1997، وكان شاهداً على فترات تاريخية مهمة في مسيرة هذه المدينة.

وكما كان ينظر إلى هذا الفندق في السابق كمكان ذي فخامة واحترام كبيرين، فإنه ما يزال يحافظ على سمعته العريقة. وهذا ما جعل العديد من مشاهير وزعماء العالم يقصدونه كخيار مثالي للإقامة. ففي السابق استقبل الفندق القياصرة والسياسين والعلماء والمشاهير مثل: القيصر فيلهلم الثاني وتشارلي شابلن، ألبرت أينشتاين، توماس مان، غريتا غاربو، مارلينه ديتريش، توماس ألفا إديسون، هنري فورد، جون روكفلر، فالتر راتهناو، غوستاف شتريزه مان، وأريستيد برياند وغيرهم، أما ضيوف العصر الحديث فهم كثر جداً، نذكر منهم: ميخائيل غورباتشوف، جورج دبليو بوش، بيل كلينتون، وملكات وملوك العالم وأيضاً رؤساء معظم الحكومات الأوروبية، بالإضافة طبعا إلى نجوم الغناء والتمثيل، مثل المغنى الأمريكي الراحل مايكل جاكسون.

وبشكل عام يوفر فندق آدلون ثلاثة أجنحة رئاسية، وعشرات الأجنحة ومئات الغرف. ويعتبر مركزاً مثالياً لإنجاز الأعمال، حيث يشتمل على قاعات خاصة تتناسب مع طبيعة كل حدث أو فعالية تدعمها كافة التجهيزات التقنية، ويوجد فيه مركز خاص بالأعمال يشتمل على العديد من الخدمات الراقية والتجهيزات والمعدات المتطورة التي يمكن أن يحتاجها أي رجل أعمال، بالإضافة إلى توفيره لفريق عمل يتمتع بتأهيل عال جداً. كما تنظر الشركات والمنظمات والأفراد إلى هذا الفندق باعتباره المكان المناسب للاجتماعات والمؤتمرات الصحفية وفعاليات إطلاق المنتجات ومختلف المناسبات واللقاءات الاجتماعية. إلى جانب كل ذلك، فإنه يقدم عروضاً خاصة تمكن المرء من ترتيب مفاجأة تضع المحبين في واحة من الذوق الرفيع والرفاهية المتناهية.

وبالطبع لا يمكن أن ننسى أنه يضم العديد من المطاعم التي تحظى بشهرة عالمية، كمعطم "لورنتس آدلون"  الراقي "Lorenz Adlon"، مطعم "غابرييل" "Gabriele"  ومطعم "إم آ""MA" وغيرها، حيث سيجد ضيوف فندق آدلون كمبينسكي فنوناً متنوعة ومتفردة في عالم الأطباق العالمية اللذيذة، ناهيك عن الإضاءة والزينة التي تتناسب مع مزاج كل ضيف وطبيعة المناسبة. وإلى جانب ما يتميز به هذا الفندق من هندسة معمارية رائعة وأجواء فخمة، فإنه معروف أيضاً بحسن الضيافة وتنوع الخدمات وسرعتها ودقتها، إلى درجة أنه يمكنك بالفعل أن تترك لموظفي الفندق المخلصين أن يقدموا لك ولضيوفك ما هو استثنائي ويقوموا بتحضير أجواء دافئة في غرفتك لتعيش تجربة ليس لها مثيل في عالم الضيافة.