تخاطب مختلف ثقافات العالم

"جزيرة المتاحف" في برلين... سيمفونية فنية رائعة

قد يظن البعض أن المتاحف تبعث على الملل نظراً لجمود محتوياتها التي لا تجتذب إلا الباحثين وعلماء الآثار وعشاق التاريخ والثقافة والفنون. ولكن مَنْ يزر برلين قد يعيد النظر في تصوراته السابقة. ففي هذه المدينة التي تزخر بالمتاحف والمعارض الفنية والمراكز الثقافية، يُنظر إلى المتاحف على أنها من أهم المعالم التي يحرص السياح على زيارتها. ومن الملاحظ أن قائمة الزوار لا تقتصر على عمر معين، بل تتنوع لتشمل الكبار في السن والشباب والصغار على حد سواء.



وهذا ما يسري تماماً على "جزيرة المتاحف" "Museumsinsel" الواقعة في وسط مدينة برلين. وقد يعود هذا إلى التخطيط والإبداع في تصميم وتجديد أبنيتها من جهة وإلى ما تحمله من معروضات قيمة تلامس مختلف شعوب العالم من جهة أخرى.

هنا يمكن للزائر أن يشاهد روائع في فن العمارة التي تحتضن محطات تاريخية عبر ممشى أثري يخاطب كل الثقافات. ورغم أنك قد تعتقد أن المتاحف الخمسة التي تضمها الجزيرة لا تحتاج إلى مزيد من الترميم أو التجديد، إلا أنها بالفعل كانت قد دخلت في خطة تطويرية جديدة تستمر حتى عام 2015 تتيح للزوار اختبار مزايا الجزيرة كمجمع متاحف أكثر من السابق، خاصة وأن الزوار سيتمكنون حينها من دخول جميع المتاحف من خلال مبنى الاستقبال الجديد، وستكون المتاحف موصولة أيضاً بواسطة الممشى الأثري، بحبث يسهم كل ذلك في الحفاظ على الإرث التاريخي الذي تضمه الجزيرة ويجعل من زيارتها جولة مليئة بالمتعة والفائدة.

وتعتبر "جزيرة المتاحف" التي يحيط بها نهر "شبريه" من كل جانب، واحداً من أهم مجمعات المتاحف في أوروبا، حيث تشكل سيمفونية رائعة قوامها خمسة متاحف تزخر بالمقتنيات الفنية الثمينة، التي تمكنك من التعرف على تراث أجيال وعصور متعاقبة يزيد عمره على 6000 سنة.

فمثلاً فإن "المتحف القديم" ببنائه الضخم المستدير، يغري الزوار بما يحتويه من مقتنيات العهود القديمة التي تعود لألفية سابقة. أما "المتحف الجديد"، الذي تم افتتاحه مؤخراً بعد انتهاء أعمال الترميم، فيعتبر من المراكز الجديدة لاجتذاب الزوار والسياح، حيث تضم جدرانه المهيبة كنوز مصر القديمة الساحرة. ولا يجوز أن يفوت المرء فرصة اللقاء مع التمثال النصفي لـ "نفرتيتي"، التي تعتبر نجمة "جزيرة المتاحف".

 وبدوره فإن "المتحف الوطني القديم" الأشبه بالمعبد يزخر بالعديد من الرسومات الشهيرة على المستوى العالمي لفنانين من أمثال الرومانسي المعروف كاسبار دافيد فريدريش. وتتوفر في الخارج فرصة للراحة والاسترخاء في أحضان الطبيعة في "حديقة المتعة" "لوست غارتن" التي تمثل واحة صغيرة خضراء تنتشر فيها النوافير ومقاعد الجلوس، كما يغطي أرضها عشب ناعم يدعوك للجلوس والاستمتاع بالأجواء الجميلة.

وعند ذروة الجزيرة يعكس سطح مياه نهر شبريه صورة "متحف بوده"، الذي يزخر بالكثير من كنوز الفن العائدة إلى مختلف العصور، إلا أن المعروضات الأكثر شهرة فيه تتمثل في مجموعة القطع النقدية التي تعتبر واحدة من أثمن نظيراتها في العالم والأكبر من نوعها في ألمانيا بعدد يبلغ 750,000 قطعة. وفي هذا المتحف ستدخل العهد الإغريقي في رحلة تصل حتى العصر الحديث.

أما "متحف برغامون" فقد بني خصيصاً من أجل "مذبح برغامون" الذي يزيد عمره على 2000 سنة، وهو بمثابة تذكار يتكون من آلاف القطع المرصوفة إلى جانب بعضها البعض. ويعتبر هذا المذبح المعلم الأكبر والأكثر اجتذاباً للزوار في "جزيرة المتاحف"، والتي تعتبر زيارتها ممتعة ومثيرة، على الأقل لروعة المتحف الذي تحتضنه.

 

 

"جزيرة المتاحف" تضم 5 متاحف وهي:

  • المتحف القديم ""Altes Museum"
  • المتحف الجديد "Neues Museum"
  • المتحف الوطني القديم "Alte Nationalgalerie"
  • متحف بوده "Bode- Museum"
  • متحف برغامون "Pergamonmuseum"