أجواء مثالية بانتظار زوار العاصمة الألمانية

السياح يحزمون حقائبهم لاستنشاق نسائم صيف برلين المنعشة

صيف ذو نكهة خاصة

عند وصولك إلى برلين ستوقن أن صيفها هذا العام له طابع خاص، ليس بسبب النسائم التي ستنعش قلبك وتدب فيه الحيوية فحسب، بل أيضاً لكون نهائيات كأس العالم ستقام خلال شهري يونيو ويوليو من هذا العام. وعلى الرغم من أن المباريات ستجري بالطبع في جنوب أفريقيا إلا أن عشاق كرة القدم قرروا أن يحتفلوا مجدداً في العاصمة الألمانية كما حدث قبل أربع سنوات عندما أقيمت النهائيات في ألمانيا. هذه الأجواء التي ستسود العاصمة هذا العام لن تكون مقتصرة على محبي الرياضة، بل ستحقق المتعة لكل من يزور برلين من أفراد وعائلات. فأثناء تجوالك في الشوارع أو جلوسك في أحد المطاعم والمقاهي المنتشرة في كافة شوارع برلين، فإنك ستستمتع بالأجواء الاحتفالية التي يعيشها الناس هناك سواء أكانوا من أهل برلين أو من زوارها.

وسيساهم حفل المشاهدة العامة الذي سيبث المبارايات من خلال شاشات عملاقة، في جمع مختلف الثقافات واللغات في مكان واحد، لتتحول عملية المشاهدة الجماعية إلى مهرجان ثقافي متعدد الجنسيات والألوان، بحيث ستسمع كافة أنواع الموسيقى والأهازيج والهتافات التي تمثل بلدان مختلفة من العالم وسترى ألوان منتخبات المشاركة وملابس تمثل شعوباً متعددة، وسيكون للعرب نصيبهم فيها كالعادة، لاسيما مع تواجد المنتخب الجزائري في التصفيات.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الموقع الذي سيقام فيه حفل المشاهدة الجماعية يتميز بأهمية كبيرة، وذلك نظراً لقربه من بوابة براندنبورغ التاريخية، حيث تعد هذه البوابة التذكارية مكاناً لا يمكن إغفال زيارته لأي قادم إلى برلين، فهي تلقي الضوء على مرحلة تاريخية يزيد عمرها على مئتي عام، وتعد واحدة من أشهر معالم المدينة.

وحتى لو كانت زيارتك إلى برلين هي الأولى، فإنك ولابد قد شاهدت هذه البوابة عبر وسائل الإعلام، فهي رمز معروف عالمياً، لما تحمله من معاني متناقضة تتنوع بين الانفصال والوحدة. ويعود تاريخ إنشائها إلى الأعوام الممتدة بين عامي 1788 و1791، حينما تم ذلك بأمر من فريدريش فيلهلم الثاني، الذي كان يبحث عن تصميم معماري عظيم لشارع "أُنتر دين لندن" الراقي، ليصبح هذا البناء الكلاسيكي المصنوع من الحجر الرملي من أكبر وأجمل إبداعات الكلاسيكية الألمانية.

أما بالنسبة للتمثال الشهير الذي يتكون من عربة تجرها أربعة خيول، فقد تم وضعها على البوابة في عام 1793، ومع مرور الوقت تم إنزال التمثال 3 مرات، كما خطفه نابليون معه إلى باريس، بعد هزيمة بروسيا في عام 1806، ولكن بعد انتصار الحلفاء بثماني سنوات، تم استرجاعه ووضعه في مكانه الأصلي القديم.

ومن الجدير بالذكر أن بوابة براندنبورغ أُصيبت بأضرار بالغة أثناء معارك الحرب العالمية الثانية، وتضرر التمثال جراء هجمات القنابل، إلى درجة أنه قد تم التخلص منه في عام 1956 كجزء من عملية إعادة إعمار البوابة والاستعاضة عنه بنسخة. وعلى الرغم من أن هذه البوابة كانت تعد رمزاً من رموز عهد الانقسام الذي شهدته برلين في أربعينيات القرن الماضي، فهي تمثل اليوم رمزاً للوحدة، وعادت مجدداً لتكون محطة مهمة لجذب السياح من مختلف أنحاء العالم.

لذا فإنك هذا العام لن تستمتع فقط بأجواء الفعاليات الحيوية التي ستملأ ساحات برلين وشوارعها، بل يمكن أيضاً أن تشعر بنسائم الصيف المنعشة القادمة من بين أعمدة بوابة براندنبورغ. وقد يكون أكثر المحظوظين هم نزلاء فندق آدلون كمبينسكي، الذي يقع بالقرب من هذه البوابة التاريخية، ويعد واحداً من أهم و أشهر الفنادق في ألمانيا، نظراً لتاريخه العريق وخدماته الراقية، حيث كان وما يزال مقصداً مهماً لمشاهير وزعماء العالم، ففي السابق استقبل الفندق ضيوفاً مثل ألبرت آينشتاين، توماس مان، القيصر فيلهلم الثاني، وتشارلي شابلن و غيرهم، كما زاره في العصر الحديث، المغني الأمريكي الراحل مايكل جاكسون، ميخائيل غورباتشوف، بيل كلينتون، وعدد من ملوك وملكات العالم وأيضاً العديد من رؤساء الحكومات ورجال الأعمال والمشاهير. ويضم الفندق عدة مطاعم فخمة تحظى بشهرة عالمية، كما يوفر أيضاً عدداً من الأجنحة الرئاسية والكثير من الأجنحة الفخمة الأخرى، إضافة إلى عدد كبير من الأجنحة والغرف ذات التصميم والأثاث الراقي، ناهيك عن المرافق المتنوعة كالمسابح وحمامات البخار والجاكوزي، وصالات اللياقة البدنية، ومراكز العناية بالبشرة التي تنقل الزائر إلى عالم الرفاهية والرقي وتمنحه فرصة رائعة للاسترخاء والابتعاد عن صخب الحياة.

وبالحديث عن البوابات وما تحمله من رموز في مدينة برلين، فإن نقطة التفتيش شارلي "Checkpoint Charlie" كانت تعتبر أيضاً رمزاً للانقسام بينما تمثل اليوم شاهداً تذكارياً على انقسام ألمانيا إلى دولتين (شرقية وغربية)، حيث يمكنك أن تستشعر في هذا المكان أجواء الحرب الباردة أكثر من أي مكان آخر في العالم. لكن الحواجز والمضايقات وأبراج الحراسة لم تعد موجودة اليوم، فهناك فقط "نقطة التفتيش شارلي" التي ليست سوى نسخة طبق الأصل عن أماكن المراقبة التي كانت سائدة قديماً، وهي تمثل تذكاراً على فترة الحرب الباردة، إذ كانت هذه النقطة واحدة من ثلاثة نقاط تفتيش كان يتم إدارتها من قبل الأمريكيين. ولم يكن مسموحاً بالدخول من ألمانيا الشرقية إلى ألمانيا الغربية إلا لحاملي تراخيص الدخول.

واليوم تعد هذه البوابة واحدة من المعالم السياحة الشهيرة في برلين. كما أن زياتها ستمكنك من زيارة بقايا جدار برلين بالإضافة إلى متحف الجدار " Mauermuseum " الذي يقع بالقرب من نقطة التفتيش ويمكن الوصول إليه مشياً على الأقدام.

وأثناء تجوالك في شوارع المدينة لا بد أن توقن أن شهرتها وأهميتها السياحية لم تأت من فراغ، فهي وجهة سياحية عالمية تستقطب السياح من كل حدب وصوب. وبالنظر إلى إحصائيات هيئة ترويج السياحة في برلين، فإن المدينة تمكنت في عام 2008 من جذب نحو 7.9 مليون سائح!

ومن خلال ما تشتمل عليه برلين من مرافق وما تزخر به من فعاليات وبرامج يومية، فإنها تبقى متيقظة لا تنام، حيث تدب الحيوية في كل زاوية من زواياها، من دور الأوبرا ذات الصيت الواسع، إلى المسارح والمدرجات ودور السينما والمراكز والأروقة الثقافية، وصولاً إلى الفعاليات الموسيقية المتنوعة، ليتحول الصيف فيها إلى مهرجانات واحتفالات يمنحها أهل برلين وزوارها طابعاً عالمياً متعدد الثقافات والغايات. وينبغي أن لا ننسى أيضاً ما تضفيه المعالم التاريخية من أجواء ساحرة على كل حدث يقام فيها.

 

معالم انتصرت على الحرب!

وإذا كانت بوابة براندنبورغ ما تزال تجتذب عدسات المصورين المنتصبة أمامها، فإن الكثير من المعالم الأخرى التي تنتشر في العاصمة الألمانية استطاعت هي الأخرى أن تنتصر على الحرب رغم كل الدمار الذي طالها، بل يمكننا القول إنها استطاعت أن تحافظ على جمالها وسحرها التاريخي إلى يومنا هذا. فمثلاً يعتبر "سوق جندارمن" "Gendarmenmarkt" بكل تأكيد من أجمل الأماكن في العاصمة الألمانية، حيث توجد فيه بشكل رئيس ثلاثة مبانٍ أثرية: الكاتدرائية الألمانية، الكاتدرائية الفرنسية وبيت الحفلات "كونتسرت هاوس" " Konzerthaus "، ويعود تاريخ "سوق جندارمن"  المتقلب إلى القرن السابع عشر، حيث تركت كل فترة تاريخية بصماتها في هذا المكان حتى اليوم. وفي السنوات بين عامي 1817 و 1821، تم بناء "كونتسرت هاوس" على  القواعد الأساسية للمسرح الوطني المحروق وذلك بالاعتماد على مخططات كارل فريدريش شينكل، وما يزال إلى اليوم يمثل النقطة المركزية لهذه الأبنية الثلاثة. ومثل غيره من معالم برلين، فقد أُصيب سوق "جندارمن" بأضرار جسيمة خلال الحرب العالمية الثانية. ولكن مع مرور الزمن أعيد بناؤه من جديد.

ومن أشهر الكنائس التي يحرص غالبية زوار العاصمة على التقاط صورها عند مرورهم في شارع "كورفورستندام" الشهير، تطل علينا كنيسة القيصر فيلهلم التذكارية، التي تعرضت لأضرار بالغة خلال الحرب العالمية الثانية جراء انفجار قنبلة عام 1943، ولم يبق منها إلا بقايا البرج الذي يعرف أيضاً بـ "هولار تسان" أي السن المجوف.

بُنيت كنيسة القيصر فيلهلم بين عامي 1891 و1895 بناء على أوامر القيصر فيلهلم الثاني بهدف إنشاء نصب تذكاري ديني تكريماً لجده فيلهلم الأول، ويمثل التصميم بناء من عدة أبراج على الطراز الرومانسي، وكان برجه الذي يبلغ ارتفاعه 113 متراً هو الأعلى في المدينة. كما اتصف التصميم الداخلي أيضاً بالروعة، حيث زُين بالفسيفساء الجميلة واللوحات الجدارية.

وفي نوفمبر من العام 1943 لحق الكنيسة دمار كبير، ولكن في سنوات ما بعد الحرب تحولت بقاياها إلى رمز لنهوض برلين من تحت الأنقاض، وتحول هيكل البرج المتبقي البالغ ارتفاعه 68 متراً إلى نصب تذكاري ضد الحرب.

وإذا أردت الانتقال إلى كنيسة أخرى تحظى بدورها بشهرة واسعة، فينبغي أن تزور كاتدرائية برلين ذات التصميم الجذاب، والتي تعد ذات تاريخ يمتد إلى العصور الوسطى، وقد مرت بالكثير من المراحل التي تطلبت إعادة بنائها وتجديدها من الداخل والخارج وتغيير تصميمها المعماري، حيث تم الانتهاء من العمل الخارجي فيها عام 1983، أما الأعمال الداخلية فقد انتهت عام 2002 بإزالة الستار عن قبة الفسيفساء الثامنة والأخيرة. يذكر أن هذه الكاتدرائية تقع في القسم الشمالي من جزيرة نهر شبريه " Spreeinsel"، حيث يطلق على تلك المنطقة اسم جزيرة المتاحف " Museumsinsel".

 

رحلة عبر العصور القديمة!

وبدخولك إلى جزيرة المتاحف هذه، ستضع نفسك في واحد من أهم مجمعات المتاحف في أوروبا، لاسيما إذا عرفت أنها تحتوي على تراث لأجيال وعصور متعاقبة يزيد عمره على 6000 سنة، وقد تم إدراجها على قائمة التراث العالمي لليونسكو منذ العام 1999. وسواء أكنت من عشاق المتاحف والفنون أم لم تكن، فتأكد أن رحلتك هنا ستكون مختلفة عن كافة تجاربك السابقة مع المتاحف. فالكثير من الناس يربطون بين مفهوم المتاحف والجمود وما يحدثه من ملل، ولكن أن تدخل جزيرة كهذه، فإن فرصة رائعة ستكون أمامك للقيام بجولة فريدة من نوعها عبر ثقافات وفنون العالم دون الشعور بأي ملل. يمكنك أن تبدأها بزيارة  "المتحف القديم" باعتباره الأول من حيث تاريخ الإنشاء، وهو من تصميم المهندس كارل فريدريش شينكل، ويعد بالفعل تحفة في فن العمارة الكلاسيكية، وبالإضافة إلى مجموعة التحف الكلاسيكية واللوحات التي يضمها، هناك طابق مخصص للفن اليوناني، كما تقام فيه الكثير من المعارض المتنوعة، وكان المتحف المصري يحتل الطابق العلوي من "المتحف القديم" وترافق مع معرض دائم تمحور حول التمثال النصفي لـ نفرتيتي قبل أن يجري نقله أخيراً إلى "المتحف الجديد". لذا فإن محطتك الثانية ستأخذك إلى "المتحف الجديد" الذي بُني في عام 1859، لتطلع عبرها على الناحية الجمالية لجزيرة المتاحف، إذ أنه قد تم افتتاح هذا المعلم التاريخي مجدداً في عام 2009، بعد إعادة بنائه وإدخال الفن المعماري الحديث عليه، ليتحول بذلك إلى نقطة تجتذب أعداداً كبيرة من الزوار.

المحطة المهمة الثالثة هي " المتحف الوطني القديم "، الذي تم تجديده وإعادة افتتاحه في ديسمبر من العام 2001، وهو يقع مباشرة خلف "المتحف القديم". مصمم "المتحف الوطني القديم" هو فريدريش أوغوست  شتولر، بينما قام يوهان هاينريش شتراك بإكمال بنائه. ويعرض هذا المتحف رسومات أوروبية وألمانية من القرن التاسع عشر، إضافة إلى  منحوتات رائعة، تجعلك تشعر وكأنك في معبد قديم. وفيه يمكنك أيضاً مشاهدة أعمال الفنانيين الفرنسيين الانطباعيين مثل: "مانيه"، "مونيه"، "رينوار"، بالإضافة إلى لوحات الفنان الرومانسي "كاسبر دافيد فريدريش" والرسام المهندس "كارل فريدريش شينكل". وبالانتقال إلى الجهة الشمالية من الجزيرة تكون قد وصلت إلى متحف "بوده"، الذي بني بين عامي 1898 و1904، من قبل "ارنست فون إينه" المتخصص باللوحات والمنحوتات، والذي أعيد افتتاحه عام 2006.

أما متحف برغامون الذي صممه "ألفريد مسل"، فهو يحظى بأعلى نسبة إقبال من الزائرين، وهو من الأماكن المذهلة بما يضمه من قطع أثرية قديمة جداً تنتمي إلى مناطق مختلفة من الشرق الأوسط، كما يشكل مذبح برغامون المشهور نقطة جذب للسياح من كافة دول العالم، ويذكر أن هذا المتحف أيضاً  تم تجديده وأعيد افتتاحه عام 2009.

وبالإضافة إلى هذه المتاحف الشهيرة، هناك أيضاً معرض جايمس سايمون الذي يعتبر المبنى السادس في "جزيرة المتاحف" والصرح المعاصر فيه، إذ أنه سيكون مركزاً جديداً لتجمع الزوار بين "المتحف الجديد" و"كوبفرغرابن" "Kupfergraben"، ليستقبل نحو 4 ملايين زائر خلال أعوام قليلة. وقد جرت تسمية المعرض إكراماً للفنان جايمس سايمون (1851-1932)، الذي منح متاحف ولاية برلين شهرة عالمية واسعة من خلال إبداعاته الفنية.

 

إطلالة بانورامية وطبيعة شاعرية

وبرلين ليست مشهورة فقط بمتاحفها ومعالمها التاريخية وفنادقها وساحاتها، بل أيضاً بجمال الطبيعة الآخاذ. فبتوجهك مثلاً إلى ساحة الكسندر "Alexanderplatz"، ستحظى بفرصة التعرف على برلين من علو شاهق! هذه الساحة تضم معلماً سياحياً مميزاً هو برج التلفزيون، الذي يبلغ ارتفاعه 368 متراً، ليمنحك فرصة الاستمتاع بمنظر بانورامي رائع للمدينة. وقد أصبح هذا البرج جزءاً لا يتجزء من صورة برلين، حيث يتدفق إليه ما يقارب مليون زائر سنوياً من السياح والمقيمين في ألمانيا. وهناك ستحظى بفرصة تناول العشاء في كرة البرج. ومن علو يبلغ 203 متراً، ستستمتع بإطلالة مذهلة على المدينة، خصوصاً مع ما يتميز به صيف برلين من أحوال جوية لطيفة تمكنك من مشاهدة مناظر خلابة تصل إلى مسافة 40 كم، وهو ما لا يمكن القيام به في فصل الشتاء. كما يمكن أن تعيش تجربة ممتعة بدخولك  "تله كافيه" " Telecafé" فبينما تستمتع أنت بتناول قطع الحلوى اللذيذة واحتساء المشروبات الساخنة أو الباردة، يدور المقهى حول محوره مرة واحدة تمتد على مدار نصف ساعة.

وبتوديع الأماكن الشاهقة للقيام بجولات استكشافية جديدة في مناطق أخرى في برلين، فإننا ننصحك بزيارة حديقة الحيوانات "تسولوغيشه غارتن" "Zoologische Garten"، خصوصاً إن كنت برفقة عائلتك أو أصدقائك. فهناك ستعيش تجربة رائعة يمضي فيها الوقت مسرعاً دون أن تلاحظ ذلك. وهذا ليس نوع من المبالغة، فما تتصف به المدينة من شهرة وما تحتويه من حيوانات يجعل التجوال فيها مليئاً بالمتعة والفائدة. فهي تعد الحديقة الأكثر تنوعاً في العالم، حيث تحتوي على 1400 نوع، من ضمنها حوض الأسماك، ونحو 14000 نوع من الحيوانات التي تعيش على مساحة تبلغ 34 هكتاراً.

ونظراً لشهرتها وتنوعها وقربها من كنيسة الذكرى الشهيرة ومحاذاتها لمحطة القطارات التي تحمل نفس اسمها، فإن حوالي ثلاثة ملايين من محبي الحيوانات يزورون الحديقة سنوياً.

وبالإضافة إلى حديقة الحيوانات هذه، فإن برلين تضم بين جنباتها العديد من الغابات والحدائق والمساحات الخضراء والبحيرات الشاعرية التي يحرص ضيوف المدينة على التعرف عليها والتمتع بجمالها والتجوال في ظل أجوائها الهادئة، إذ أنها تمنحهم أجواء وعوالم لا مثيل لها من الهدوء والطمأنينة، لتجعل الطبيعة تدغدغ أحاسيسهم وتبعد عنهم ضغوط الحياة اليومية ومتاعبها.

 وهنا يمكن أن ننصحك بزيارة تيرغارتن (Tiergarten) الذي يعتبر أكبر منتزه في برلين، والذي يتحول في هذه الشهور من السنة إلى مكان لإقامة حفلات الشواء العائلية في أجواء مفعمة بالمرح.

ولا يجب أيضاً تفويت فرصة التعرف على "الحديقة الشرقية" التي تعتبر نتاجاً ألمانياً عربياً مشتركاً، لاسيما مع ما تتميز به من تصميم مستوحى من الطراز العربي الإسلامي التقليدي. وينظر الكثيرون إلى هذه الحديقة على أنها مكان سياحي يستحق الزيارة. ولطالما عبر زوارها، مهما اختلفت جنسياتهم وثقافاتهم، عن إعجابهم الكبير بتصميمها المتفرد.