في مؤتمر دولي حول أنظمة المعلومات

طالبات جامعة زايد يعرضن ابتكاراتهن في مدينة ميونيخ

شاركت تسع طالبات من كلية الابتكار التقني بجامعة زايد بأبوظبي في المؤتمر التاسع لدول أوروبا والبحر المتوسط والشرق الأوسط حول أنظمة المعلومات الذي عقد مؤخراً في مدينة ميونيخ بألمانيا وقدمن ثلاث أوراق بحثية مشتركة عرضن من خلالها نتائج تطبيقات جديدة قمن بابتكارها وتنفيذها في مجال ريادة الأعمال تتويجاً لنشاطهن الدراسي والبحثي في علم إدارة المشاريع خلال العام الدراسي الماضي.


والطالبات هن فاطمة المنصوري، زهرة بالليث، إيمان حبليل، هنادي عبيد، عائشة سلطان، هبة العماري، أسماء العامري، وأسماء المنصوري ودارت الفكرة المحورية التي انطلقت منها تطبيقاتهن حول الاستخدام الإبداعي للتكنولوجيا في دفع وتعزيز إطلاق المبادرات التجارية وتأسيس وإدارة الأعمال في أوساط الشباب والأمهات والأطفال في الدولة وذلك ابتداء من إجراء دراسات الجدوى واستطلاعات الرأي حول إمكانية تطوير المشروع، مروراً بالتخطيط ثم التنفيذ واستثمار النتائج.


فقد عرضت الطالبات فاطمة المنصوري، زهرة عبد الله بالليث، وإيمان حبليل أمام المؤتمر دراسة حالة إماراتية بشأن الاستخدام المبتكر لتطبيقات تكنولوجيا المعلومات في تعليم ريادة الأعمال للشباب، وذلك من خلال تطبيق جديد يهدف إلى تعليم الطلاب كيفية بناء مشروع تجاري واستثماري بدءاً من التخطيط له وحتى تطوير أعماله.


ويركز هذا التطبيق على استكشاف اهتمامات الشباب الذين هم في مقتبل أعمارهم كطلاب الجامعات وأقرانهم، وتقييم قدراتهم ومهاراتهم التي تؤهلهم لريادة الأعمال، ومن ثم طرح بعض أفكار المشاريع التجارية عليهم.

 

والخطوة التالية في المشروع تظهرها لقطة على الشاشة تبين الأدوار التشغيلية لهذا التطبيق ومن خلالها سيكون باستطاعة الشباب الذين يستخدمون هذا التطبيق أن يطوروا خطط أعمالهم ويفهموا تطور الدخل الذي سيحققونه من هذه الأعمال بينما هم يشاهدون قصة من الرسوم المتحركة ومن ثم سيبدأون في تنفيذ خططهم باستخدام أشكال ملونة. وفي النهاية سيُطرح عليهم اختبار لاستقصاء ما تعلمه الشباب من خلال هذا التطبيق.. والجدير بالذكر أن الوقت المقرر لاستكمال خطوات هذا التطبيق هو خمس ساعات على الأكثر.


وقد اختبرت الطالبات صاحبات المشروع المبتكر هذا التطبيق على صف دراسي لتلميذات في الصف السادس الابتدائي بمدرسة النهضة الوطنية بأبوظبي فحقق نتائج مبهِرة، حيث تجاوبت الفتيات الصغيرات مع التجربة واستغرقن فيها تماماً حتى أكملن إنجاز مشروعهن التجاري وفق خطوات التطبيق وبدأن في بيع منتجاتهن لزميلاتهن بالمدرسة أما الطالبات هنادي عبيد، عائشة سلطان، وهِبة العَمّاري فقد عرضن معاً دراسة حالة إماراتية بعنوان "نحو قرن تتعزز فيه ريادة الأعمال بين النساء"، بينما عرضت كل من أسماء العامري وأسماء المنصوري أمام المؤتمر تطبيقاً قامتا بتطويره حول ابتكار ألعاب كمبيوترية خاصة لتعليم ريادة الأعمال، والمستقبل المنظور لهذه الفكرة.

 
وهذا التطبيق موجه إلى المرأة، وهو يركز على عرض خطوات التخطيط للأعمال وبيان بعض الأفكار الأساسية حول إطلاق المشاريع الجديدة.


وقد أوضحت الطالبات الثلاث من خلال هذا التطبيق المعلومات التي تحتاجها مستخدمه في الإمارات، ثم يظهر على الشاشة شكل يوضح الوظائف التشغيلية للتطبيق وباستخدام هذه الوظائف ستكون المرأة قادرة على تطوير خطط أعمالها خطوة بعد خطوة وفهم بعض الأدوار المالية والإدارية والتسويقية.


وعلاوة على ذلك فإن التطبيق مزود بقاموس يضم أكثر من 100 تعبير من التعبيرات المستخدمة في مجال الأعمال التي يتعين عليها أن تتعلمها حول ريادة الأعمال. وقد تضمن التطبيق نسخة عربية لتستفيد منه المستخدمات اللواتي لا يعرفن الإنجليزية. ويتم إجراء التطبيق الآن مع أربعين امرأة نصفهن من الشابات.


أما المشروع الثالث فقد قدمته الطالبات أسماء الأميري وأسماء المنصوري وهبة العماري، حيث طورن لعبة الكترونية لتقديم مفهوم ريادة الأعمال إلى طلبة وطالبات الجامعة لكي يتم استخدام هذا المفهوم في الفصول الدراسية التي تناقش الموضوع، وهو يمكن استخدامه كأداة تعليمية لفهم الأفكار الخاصة بإدارة الأموال أثناء إدارة المشروع التجاري.


وقد أجرت الطالبات تجربة ناجحة على هذا التطبيق شاركت فيها 41 طالبة من طالبات الجامعة.


ويعد مؤتمر ميونيخ من أهم المؤتمرات العالمية التي تتوجه بشكل خاص إلى الأكاديميين والمهنيين العاملين في مجال تقنية المعلومات، وهو محفل بحثي متخصص يركز على القضايا والمستجدات الخاصة بأنظمة المعلومات حيث يتناولها من منظورين إقليمي وعالمي، ويتبادل فيه الباحثون من مختلف أنحاء العالم طرح الرؤى والأفكار وعرض المشاريع والإنجازات الإبداعية والابتكارية المتعلقة بأنظمة المعلومات في جو علمي وودي مفتوح.


وجاءت مشاركة طالبات جامعة زايد برعاية القيادة العامة لشرطة أبو ظبي وإشراف الدكتورة منار أبو طالب الأستاذ المساعد بكلية الابتكار التقني.. وتواصلت الطالبات هناك مع أكبر الباحثين العالميين في مجال تقنية المعلومات، وحضرن مجموعة من الدورات التنظيمية والأكاديمية كما سنحت لهن فرصة اللقاء مع السيد جمال الزعبي، قنصل الإمارات العربية المتحدة في ميونيخ، وزيارة مركز شركات تقنيات "مريون" الرائدة في مجال قياس وتحليل الإشعاع، حيث اطلعن على أحدث التطبيقات في هذا الميدان.


وأشاد الدكتور سليمان الجاسم مدير جامعة زايد بمبادرة الطالبات إلى القيام بهذه الخطوة المتميزة، موضحاً أنها تعكس التطور العلمي والتعليمي الذي يميز البرامج الريادية والمساقات التي تقدمها الجامعة لطلابها والمتوافقة مع الممارسات المطبقة في الجامعات العالمية الكبرى، والتي تهيئ لكل طالبة فرص اكتشاف طاقاتها الابتكارية وتطوير مواهبها الإبداعية.


ولفت إلى رعاية الجامعة لهذه الابتكارات ودعم معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي رئيس جامعة زايد لأنشطة وإبداعات الطلاب الهادفة إلى تعزيز التواصل مع المجتمع في جميع المجالات.


وأضاف أن المشاريع التي يبتكرها طلاب وطالبات الجامعة يتم تقييمها من خلال معايير متعددة، من بينها إمكانية تجسيدها واقعياً ومدى الفوائد والآثار الإيجابية الناتجة عن ذلك في المجالات والتخصصات المتوافقة مع تلك المشروعات.

 

نقلاً عن وكالة أنباء الإمارات (وام)