شهدت مؤخراً اختتام ناجح لمعرض البناء الدولي

هامبورغ.. نموذج يحتذى به في التنمية المبتكرة

اختتم مؤخراً في مدينة هامبورغ بألمانيا معرض البناء الدولي (آي بي إيه)، الذي استقطب أكثر من 420 ألف زائر منذ مارس 2013 وذلك من خلال 63 مشروع بناء مبتكر، 3500 جولة إرشادية و120 فعالية. ويعتبر معرض (آي بي إيه 2013) أول معرض دولي للبناء يُقام في نطاق مدينة هامبورغ، ويعد كذلك مشروعاً تنموياً حضرياً جمع بين العمارة الجريئة والتخطيط المستدام للمدن، تحسين المناطق المحرومة اجتماعياً، البناء السكني المبتكر، السياسات التعليمية، حماية المناخ، والاستخدام المنهجي للطاقات المتجددة. وسيبقى العديد من معالم معرض (آي بي إيه) البارزة مثل (مخزن الطاقة) و(تلة الطاقة) مفتوحة أمام الجمهور كما أنها تعتبر اليوم من المعالم السياحية الجديدة لحي (فيلهلمسبورغ) وحي (فيدل) في جنوب هامبورغ.

وحول مرحلة المشروع التي امتدت لسبع سنوات واختتام عرض العام 2013، قال عمدة هامبورغ الأول أولاف شولتس: "كان قرار الشروع في معرض (آي بي إيه) فرصة كبيرة لتطوير مشاريع بناء ونماذج في المنطقة المجاورة لوسط المدينة، ما يسهم في تحسين ظروف المعيشة في هذه المناطق. ولا يزال قرار استضافة معرض دولي للبناء يمثل مغامرة محفوفة بالمخاطر أيضاً. فأي معرض دولي للبناء هو بمثابة صندوق أسود، بمعنى أنه لا يمكن التنبؤ بالنتيجة النهائية. ولكن هذا المشروع كان يستحق المقامرة حقاً. لقد تمكّن معرض (آي بي إيه) من تحويل التركيز من الأحياء الأكثر شهرة في شمال المدينة إلى الجزيرة النهرية لمنطقة (فيلهلمسبورغ) في الجنوب، والتي أصبحت الآن حياً نموذجياً".

وبشكل عام، هناك 63 مشروع بناء تم إنجازها من قبل معرض (آي بي إيه) أو أنها قيد التنفيذ. وتم خلال فترة السبع سنوات بين عامي 2006 و2013 استثمار أكثر من مليار يورو في مشاريع معرض (آي بي إيه)، ثلثها من موارد القطاع العام وثلثان من القطاع الخاص. ومن المتوقع أن تصل قيمة استثمارت القطاع الخاص اللاحقة إلى مليار يورو آخر بحلول عام 2020. وقد سجلت هامبورغ أكثر من 420 ألف زائر في المعارض والجولات الإرشادية طوال عام معرض (آي بي إيه)، منهم زوار مختصون، سياح والعديد من سكان هامبورغ. وبالنسبة للكثير منهم فقد كان هذه الزيارة الأولى إلى (فيلهلمسبورغ)، هذا الحي الذي يتميز بالعديد من قضايا التنمية الحضرية والبيئية والاجتماعية.

معرض (آي بي إيه) ينتهي، لكن المشاريع والتنمية تبقى

بالنسبة للآفاق المستقبلية لمنطقة (فيلهلمسبورغ)، قال أولي هيلفيغ، الرئيس الإداري لمعرض البناء الدولي (آي بي إيه): "لقد وصل معرض (آي بي إيه) إلى نهايته، ولكن مشاريع المعرض تبقى. فقد تم إنشاء ثمانية مدارس ومراكز تعليم، أربعة رياض أطفال، اثنين من دور المسنين، أكثر من 1200 شقة جديدة وتجديد 500 شقة قديمة، و72 هكتاراً من المساحات الخضراء كذلك بالإضافة إلى المساحات الخضراء التي تم إنشاؤها من قبل المعرض الدولي للحدائق، حيث سبتقى كلها هنا. علاوة على ذلك، فقد غيّر معرض (آي بي إيه) الصورة العامة لهذه الأحياء".

يمثل معرض (آي بي إيه) قفزة كبيرة إلى الأمام بالنسبة لأحياء (فيلهلمسبورغ) و(فيدل) والميناء الداخلي (هاربورغر بينن هافن). فلعدة عقود، كان يُنظر إلى جنوب هامبورغ على أنها الفناء الخلفي للمدينة. وبعد خمسين عاماً من الإهمال، قام معرض (آي بي إيه) بإحياء هذه المناطق بشكل منهجي طوال فترة سبع سنوات.

وكنتيجة لمعرض (آي بي إيه)، اكتسب جنوب هامبورغ وكذلك المدينة ككل إطلالة جديدة على المستقبل. فالتغييرات التي تم إنجازها بواسطة معرض (آي بي إيه) سيتم تعزيزها وتطويرها قدماً. وبالإضافة إلى تنشيط هذه الأحياء اجتماعياً وبيئياً، ستبقى معالم (آي بي إيه) أيضاً متاحة للجمهور في المستقبل. فعلى سبيل المثال، تم تحويل مخبأ سابق من الحرب العالمية الثانية إلى محطة رائدة للطاقات المتجددة، حيث يزود (مخبأ الطاقة) هذا المنطقة المحيطة بالطاقة النظيفة. وهناك نموذج آخر يتمثل في (تلة الطاقة) في حي (غيورغ فيردر)، وهو مشروع من مشاريع معرض (آي بي إيه) يبرهن كيف يمكن لموقع سابق لطمر النفايات الخطرة أن يتحول إلى معلم للطاقة المتجددة. وكجزء من معرض (آي بي إيه) تحول هذا الموقع الذي كان يمثل في السابق مكاناً لإيداع المخلفات والنفايات والأنقاض الخطرة إلى (تلة للطاقة) يبلغ ارتفاعها 40 متراً. وهو يجمع بين طرق مختلفة لتوليد الطاقة، بينما يقدم أيضاً منظراً بانورامياً مذهلاً لهامبورغ ومينائها.