مأكولات ومشروبات

مدينة عالمية مفعمة بكرم الضيافة البافارية

طهاة عالميون، أطباق متنوعة ومزينة بشكل رائع، مسارح فكاهية، حركات بهلوانية، والكثير غير ذلك!.. هذا بعض ما تقدمه مطاعم ميونخ لزوارها. فمن المعروف أن العين تتمتع بمنظر تقديم الطعام أيضاً، لذلك تعد مدينة ميونخ العنوان الصحيح لمتعة متعددة الوجوه: متعة منظر الطعام الذي يفتح الشهية، متعة الطعام اللذيذ، متعة الأجواء المثيرة التي تخاطب كل الحواس، ومتعة تناول الأطباق اللذيذة في أحضان الطبيعة الساحرة.

يقول المثل الألماني المأثور: "الطعام والشراب يغذيان الروح والجسد". لذا توفر مدينة ميونيخ عشرات الآلاف من المطاعم والمقاهي لخدمة أهل المدينة وزائريها، والتي تقدم المأكولات والمشروبات التي تناسب جميع الأذواق والرغبات ومختلف الميزانيات أيضاً. وتجذب الأكلات التقليدية في بافاريا السائحين منذ مئات السنين، وكذلك الأطعمة المعدة باللحم والنقانق (السجق) البيضاء الشهيرة وغيرها، ونذكر منها الكعك (السميط) المالح الساخن مع قطعة من الزبد الريفي الطازج أو الحلويات الشهية.
وتحفل مدينة ميونخ بعدد كبير من المطاعم العالمية بفضل تعدد الجنسيات التي تعيش فيها، إذ تضم جميع أحياء المدينة الكثير من المطاعم الإيطالية التي تدلل الزائر بالمأكولات التقليدية والأطباق الشهية. وبالإضافة إلى ذلك، هناك مطاعم متميزة أخرى حصلت على نجمة ميشلان للذوق الرفيع مثل المطعم الذي يملكه آلفونز شوبك، ذاك الطباخ الشهير ومقدم البرامج التليفزيونية، أو المطعم الذي يطباخه المشهور (هانس هاس) الحاصل على نجمة ميشلان عدة مرات.
وسواء أكنت ممن يفضلون المطبخ الحديث أو التقليدي أو البافاري المتواضع، فستجد مبتغاك في هذه المدينة المفعمة بالأمسيات المثيرة والطعام الرائع والجولات الترفيهية. وتجد الكثير من المطاعم في فنادق ميونخ وما حولها، فالموقع الممتاز للعديد من الفنادق في قلب المدينة يجعلك تتمتع بمناظر خلابة تضفي على إقامتك المزيد من السعادة، حيث تنتشر هناك النوادي والحانات والمطاعم ومحلات الأزياء الفاخرة والعديد من المرافق الأخرى. ويقع العديد من الفنادق العريقة في وسط مدينة ميونيخ القديمة بالقرب من مطعم "هوف برايو هاوس" المشهور عالمياً والذي يفوح منه عبق التقاليد البافارية القديمة. وبينما توفر مطاعم الفنادق الراقية والفخمة قوائم مثيرة من الأطباق العالمية اللذيذة، فإنك ستحظى في مطاعم الفنادق العريقة بفرصة تذوق المأكولات والأطباق الشهية الخاصة بولاية بافاريا ومنطقة جبال الألب.
وإلى جانب المطاعم المتواجدة في فنادق ميونخ، يقدم بعض المطاعم المستقلة مأكولات المطبخ البافاري التقليدي إلى جانب برنامج ترفيهي يتألف من عدة أنواع من الفنون تتضمن المسرح، والأوبرا، والكوميديا، والمسرحيات الموسيقية، والجاز، والموسيقى البرازيلية، والتقليد الساخر، إلى جانب الموسيقى الكلاسيكية. ويقدم العديد من مطاعم ميونخ الأخرى أطباق خمس نجوم وعدداً من إبداعات أشهر الطهاة وآخر قوائم الطعام المبتكرة مع عناصر عرض مثيرة، حيث تدخلك في عالم جديد وأجواء مذهلة تداعب كل الحواس، تشاهد خلالها الألعاب البهلوانية والمقدمين الكوميديين، بالإضافة إلى العديد من العروض الترفيهية الأخرى التي تسلب الألباب، بحيث يمكنك أن تقتنص الفرصة المناسبة لتنسى ضغوط الحياة اليومية، لتضحك، لترفه عن نفسك وتستمتع بالأطباق لذيذة.  
أما المطاعم التركية واليونانية فلها تقاليد عريقة في ميونخ، وانضم إليها حديثاً مطاعم لبنانية وأفغانية وهندية وغيرها من المطاعم الآسيوية التي تلقى إقبالا كبيراً، مما شجع الفنادق العالمية في ميونخ على السير في هذا الإتجاه. فيمكنك مثلاً اختبار الليالي العربية في ميونخ وتذوق الأطباق اللبنانية المتخصصة ضمن جو أصيل، أو تجربة أشهى المأكولات المصرية الشهيرة مثل المولوخية، البامية، مسقعة، الكفته والكباب المشوى على الفحم.
كما تضم مدينة ميونخ مطاعم نباتية عديدة. ولمن يبحث عن الاسترخاء والاستمتاع بالمنظر الرائع المطل على المدينة أثناء تناول القهوة فينبغي عليه زيارة مقهى "غلوكن شبيل" في ميدان "مارين بلاتس".
وليس غريباً أن تتحول مطاعم ميونخ هي الأخرى إلى أماكن سياحية. فجمال الطبيعة الآخاذ يحتضن مرافق الضيافة فيها، مما يمنح الأخيرة جاذبية مضاعفة تضاف إلى لذة الأطباق التي تقدمها. فيمكنك مثلاً الجلوس تحت الأشجار المورقة أو أشجار الكستناء الخضراء أو الاستمتاع بأجواء حميمية على ضفاف البحيرات.
وتعكس أطباق المطعم المتنوعة أسلوب الحياة النموذجي في ميونخ، كما تشكل مزيجاً ناجحاً لما هو تقليدي وما هو حديث. ويتجسد ذلك في أطباق اللحم المشوي والجبن الريفي إلى جانب العديد من الأطباق العالمية. كما يحتفل المطعم بشكل منتظم بالمناسبات الاجتماعية المتنوعة.
وخلال فترة الصيف، سيكون من الرائع الاستمتاع بالمأكولات البافارية في الحديقة الفسيحة المطلة على البحيرة. وسيمنحك الجو في الخارج فرصة الاسترخاء بعيداً عن زحمة طرقات ميونخ. ويمكن إتباع زيارتك للمطعم بجولة في المنتزه الشرقي، الذي يتمتع بسهول واسعة تعطي الزوار فسحة كبيرة للتجوال أو ركوب الدراجة، إضافة إلى بركة سباحة تمكنك من قضاء بقية يومك بسعادة تامة.
وكما يفعل الكثيرون أثناء شهور الصيف، فيمكنك إحضار المأكولات الخاصة بك وقضاء بعض الوقت في الحديقة الإنكليزية على ضفاف بحيرة "كلاين هيسيلوهر" أو داخل البرج الصيني، إذ يضمن فن الطبخ الحديث المعتمد في مطعم البرج الصيني حصولك على تجربة مأكولات شهية متنوعة. وبواسطة نظرة واحدة على قائمة المطعم ستعرف ما نعنيه بقولنا هذا. فمن خلال فن الطبخ الإقليمي والعالمي، تتعرف على ابتكارات متعددة مثل سلطة السبانخ مع شرائح البرتقال والليمون والكراث، وشرائح اللحم المشوي مع القرع الصغير والغراتان بالبطاطا.
ولمن يفضلون المأكولات التقليدية، يمكنهم اختيار اللحم المشوي المقرمش مع زلابية البطاطا وسلطة الكرنب. ولتحصل على تجربة مكتملة يوفر المطعم قائمة متنوعة من المشروبات التي تتناسب مع مختلف الأذواق.
وقد تم تصميم غرف المطعم لتكون مضيئة ومتناسبة مع التصميم الذي تجده في مناطق البحر الأبيض المتوسط. وفي الصيف يمكن للضيوف الاستمتاع بمنظر مطل على البرج الصيني. ولإشباع شهية زوار ميونخ على الفن والثقافية، ابتكر فريق عمل المطعم فكرة مميزة تتمثل بعرض أعمال فناني ميونخ إلى جانب إحياء سلسلة بارزة من الفعاليات التي من شانها إغناء تجربة الزائر. ويمكنك دائماً استكشاف شيء جديد حول المطعم، فعلى سبيل المثال في الأحد الثالث من شهر يوليو وعند الساعة السادسة صباحاً، تبدأ في البرج الصيني فعالية الرقص التقليدي التاريخية المعروفة باسم "كوخربال" والتي يجري تنظيمها في الهواء الطلق.
وإذا ما أردت تتويج رحلتك، فيجب عليك حجز رحلة على ظهر الحصان في الحديقة الإنكليزية يتبعها وجبة في المطعم. وهكذا تتحول زيارتك إلى تجربة مذهلة، فزيارة مطعم البرج الصيني ليست مجرد وجبة جيدة، بل إنها تجربة لا بد وأن تتضمن مفاجأة سارة للزائر.
كما يمكنك تذوق تشكيلة واسعة من المأكولات الشهية مع فرصة التمتع بمشاهدة غروب الشمس في مكان يتصف بالرومانسية الفائقة، وذلك في المطعم الدوار في برج الحديقة الأولمبية الذي يتواجد على ارتفاع 182 متر ويحتاج إلى 49 دقيقة ليكمل دورته.
أما السوق الشهير (فيكتوالين ماركت) فيقدم شتى الأطعمة الفاخرة. وأثناء تجولك فيه يمكنك تذوق بعض الأطعمة اللذيذة التي تعرضها أكشاك الطعام المتعددة مثل البيتزا والمكرونة والسوشي والكاري الهندي أو الاستمتاع بشرب الشاي الإنكليزي. ففي هذا السوق يعرض أكثر من 140 بائعاً الفواكه والخضروات المختلفة والمشروبات والأسماك وأنواع الجبن العديدة إلى جانب الأغذية الطبيعية. كما تعرض أكشاك أخرى جميع أنواع اللحوم والنقانق. ويضم السوق المتجر الوحيد الذي يبيع لحم الخيل في ميونخ كلها، بالإضافة إلى الوجبات السريعة التقليدية في بافاريا. وفي أكشاك المزارعين التي تعرض المنتجات الريفية، يقدم الطهاة الهواة وجبات كثيرة تعتمد على السلع المحلية الموسمية.
وتوفر معظم الفنادق والمطاعم في ميونخ اللحوم الحلال وتعرف جيداً متطلبات واحتياجات السائح العربي. كما توظف الكثير من الفنادق والمطاعم والوجهات السياحية في المدينة، كوادر تجيد التحدث باللغة العربية.
 

اقرأ أيضاً