الغاز الطبيعي والخصائص البيئية


 

يلعب الغاز الطبيعي دوراً هاماً في تأمين مصادر الطاقة في ألمانيا وأوروبا، فهو آمن وزهيد الثمن وصديق للبيئة بشكل مميز ويمكن استخدامه في عدة مجالات، إضافة إلى وجود كميات كافية منه وهو مقبول لدى شريحة واسعة. ويعتبر الغاز الطبيعي الأفضل في مصادر الطاقة الأحفورية، نظراً لفعاليته وخصائصه الصديقة للبيئة. ويغطي استخراج الغاز الطبيعي في ألمانيا 12٪ من حاجتها. لكن الاحتياط الألماني بدأ ينفذ.

 

ألمانيا تمتلك من احتياطي الغاز المكتشف، وغير المستخدم على شكل حجر الأردواز، وهو الغاز الصخري. ويمكن لهذا الغاز أن يكون مستقبلاً بديلاً لتوفير مواد خام جديدة لألمانيا قد تساعدها في التخلي عن استيراده من الخارج. ولكن لا بد من معرفة المزيد من المعلومات عن حجم استخراج احتياطي الغاز غير التقليدي في ألمانيا أو فيما إذا كان ذلك ممكنا. وبعد ذلك يمكن معرفة فيما إذا كان ذلك مجدياً من الناحية الاقتصادية أو فيما إذا كان فعلاً صديقاً للبيئة ومدى قبول المجتمع المحلي لذلك. ولذا فنحن بحاجة للشروط، التي سيحددها القادة السياسيون.

ولا زال التعرف على كمية المخزون من الغاز الطبيعي في مثل هذه الأماكن غير العادية في بداية الطريق. فالمعهد الاتحادي لعلوم الأرض والمواد الطبيعية (BGR) يتوقع وجود كمية يمكن استخراجها تتراوح بين 0,7 و 2,3 تريليون متر مكعب من غاز حجر الأردواز. وهذه الكمية من الاحتياطي غير التقليدي يفوق الاحتياطي الألماني من الغاز الطبيعي التقليدي ويمكن لها أن تكفي ألمانيا مائة عام إضافية مع استمرار استيراد الغاز بالشكل الحالي.

 

بحوث جيولوجية

تشارك فينترسهال في الأبحاث العلمية لاكتشاف غاز حجر الأردواز ولذا حصلت على إذنٍ من الدائرة المختصة لإجراء بحوث جيولوجية في حقلين في شمال الراين وسفاليا. والميزة في حقلي "راينلاد" و "رور" أنها تقع على مساحة تفوق 3900 كيلومتر مربع وتمتد من الحدود الألمانية الهولندية في الغرب وحتى ولاية زاورلاند في الشرق. وشركة فينتارسهال لديها احتياجات بحثية هامة في مجال غاز حجر الأردواز، ولكن دون التعويل عليه كثيرا. "نسعى إلى التعرف على المصادر وفرص الحصول عليها خلال السنوات القادمة في عين المكان، وبحث إلى أي مدى يمكن أن يغطي احتياطي الغاز المحلي حاجة ألمانيا في المستقبل"، حسبما يقول يوآخيم بونيل، رئيس قسم المشاريع في فينترسهال ألمانيا. ويضيف "نشاطاتنا في هذا المجال مقصورة على التعرف الجيولوجي المسبق لتقييم فرص المصادر التي من الممكن أن توجد في حقول غار حجر الأزدوار، ولا يوجد ضمن خططتنا القيام بحفريات في باطن الأرض أو إجراء تفجيرات".

يشمل البرنامج البحثي في شمال الراين وستفاليا في الدرجة الأولى على أخذ عينات من الصخور وبحثها بعد ذلك في المختبرات، والتي ستوصلنا للتعرف على احتياطي الغاز الموجود في باطن الأرض. والتركيز هنا على مواقع حجر الأردواز، والموجودة على عمق قريب من القشرة الأرضية في المناطق المختارة، الأمر الذي يسهل عملية البحث الجيولوجي لها. وضمن الخطة سيتم الحفر في خمس مواقع مركزية قد تصل إلى عمق 300 متر، والتي ستؤخذ منها عينات الصخور للبحث الجيولوجي.

فينترسهال لا تستخرج غاز حجر الأردواز لا في ألمانيا ولا في مواقعها الموجودة حول العالم. وقبل البدء باستخراج هذا الغاز في ألمانيا، يجب تقييم نتائج البحث الأولية بدقة – شريطة أن يكون استخراج غاز حجر الأردواز مجدي اقتصادياً ومقبول بيئيا. ولا يمكن الإجابة على هذا التساؤل بشكل واضح. "يجب علينا الآن الاستثمار في البحث العلمي، من أجل تقييم الوضع في ألمانيا وأوروبا.“ حسبما يقول بونيل.

 

مشاريع الغاز الصخري

تمتلك فينترسهال الخبرة والتقنيات الحديثة من أجل تطوير حقول الغاز الطبيعي. وقد استخدمت ذلك في إنتاج الغاز التقليدي وكذلك ما يعرف بالغاز الصخري أو الإنتاج الهيدوليكي (ضغط الماء) في جميع أنحاء العالم، مع الاستمرار في تحسين العمل.

من خلال ضغط الماء يتم اختراق الطبقات الصخرية الصلبة بسمك رقيق جداً لا يتجاوز الميليمترات في المناطق التي جرى العمل فيها مسبقا. ومن خلال دعمها بالرمل، على سبيل المثال تبقى هذه الشقوق الدقيقة مفتوحة مما يتيح المجال لتسرب الغاز واستخراجه.

المواد السائلة المستخدمة في عملية كسر الصخر تتكون من الماء والرمل (بنسبة 98٪ تقريباً) إضافة إلى (2٪) من المواد الكيماوية. وهذه تساعد على خلط الماء بالرمل بطريقة أفضل، ويحافظ على فتح قنوات التسريب لمدة أطول وتمنع وصول البكتيريا إلى حقول الغاز. الحواجز الوطيدة مع طبقات مياه الشرب تتكون من العزل الطبيعي من خلال طبقات الطين أو الملح ، والطبقات الصخرية بسمك مئات الأمتار إضافة إلى أنظمة التوصيل المحكمة بالكامل والمكونة من أنابيب الحفر المصنوعة من الصلب.

تستخدم شركة فينترسهال طرق الكسر هذه لاستخراج الغاز منذ عقود في كل من روسيا والأرجنتين وهولندا وكذلك ألمانيا، دون أن يكون لذلك تأثير على البيئة. فقد تم الكشف عن حقل غاز جديد في منطقة (ديبهولتس). وتتوقع فينترسهال وجود ما يقرب من 40 مليار متر مكعب من الغاز الصخري (صخر رملي متماسك) على عمق 4000 متر بين الطبقات الكربونية.

انتهى العمل في حفر دوستي Z10 في مايو 2012 وجاءت النتائج حسب التوقعات، فقد أثبتت البحوث الجيولوجية للحفر في الأعماق وجود الغاز الطبيعي في حقل كربون دوستي. ولذا بدأ التخطيط لعمليات الكسر والاستخراج في دوستي Z10. وقدمت شركة فينترسهال طلباً للسماح بذلك لدى دائرة التعدين والطاقة والجيولوجيا (LBEG) في مدينة )ميبن( في شهر يوليو 2012. ومن المفترض بدأ استخراج الغاز لفترة ثلاثة شهور تجريبية، لمعرفة فيما إذا كان استخراجه مجدي من الناحية الاقتصادية. وفي حال إثبات ذلك فستعمل فينترسهال على استخراجه في منطقة بانستورف في سكسونيا السفلى وعلى مدى عقود من الزمن.

على عكس استخراج الغاز من حجر الأردواز لا يحتاج استخراج الغاز الصخري من طبقات الصخر الرملي الكثير من عمليات الكسر وكذلك الجهد – فالصخر الرملي مسامي بطبيعته وقابل للنفاذ أكثر من صخر الأردواز.

تعمل فينترسهال بمعايير عالية رفيقة بالبيئة وتراعي ضمن التزاماتها الداخلية على الحفاظ على البيئة والشفافية بأقصى درجة ممكنة. ولذا تستغني فينترسهال في المناطق الحساسة، مثل مناطق مياه الشرب الجوفية عن الحفر واستخدام تقنيات الحفر والتكسير.


(default) 0 query took ms
NrQueryErrorAffectedNum. rowsTook (ms)