شراكة مع ليبيا الجديدة



في منتصف أكتوبر 2011 قامت شركة فينترسهال، أكبر منتج للنفط الخام والغاز الطبيعي في ألمانيا ناشط عالمياً، باستئناف إنتاج النفط في ليبيا، بعد أن كان قد توقف في شهر فبراير 2011 بعد بداية الثورة في هذا البلد الشمال أفريقي لأسباب أمنية. وخلال مجرى الصراع ظلت منشآت العمل دون أضرار، حيث قام العاملون الليبيون في فينترسهال بالعناية بمرافق الإنتاج في الصحراء والمحافظة عليها بشكل مستمر.

وفي نهاية عام 2012 تمكن الإنتاج اليومي من الاستقرار عند مستوى يقرب من 85 ألف برميل. ولمدة عام كامل بلغ الإنتاج في المتوسط نحو 83 ألف برميل، أي أعلى بكثير مما كان مخططاً له. يقول الدكتور راينر زيله، الرئيس التنفيذي لشركة فينترسهال: "لا يزال إنتاجنا النفطي متقلباً بعض الشيء، لأنه يعتمد على مدى توافر البنية التحتية للتصدير في البلاد. ولحسن الحظ استطعنا خلال السنة الماضية الحصول على سعة إضافية في أنابيب التصدير".

ويمكن الآن زيادة كمية الإنتاج إلى ما يقرب من 90 ألف برميل من النفط يومياً: بالتعاون مع شركة الخليج العربي للنفط تم في بداية مارس تشغيل خط أنابيب جديد يبلغ طوله 52 كيلومتراً، والذي يربط منطقة امتياز فينترسهال (C96) مع حقل "آمال". وانطلاقاً من هناك يتم نقل النفط إلى ميناء التصدير "رأس لانوف". مشروع البناء هذا الذي تم التخطيط له بالتعاون مع المؤسسة الوطنية الليبية للنفط تم إنجازه في وقت قياسي، والإنتهاء من التركيب بالفعل في يناير 2013. وبذلك تعتبر فينترسهال أول شركة إنتاج وتنفيب أجنبية على الإطلاق تدير مشروع خط أنابيب في ليبيا.

في نهاية يناير اطلع زيله على آخر التطورات في الموقع والتقى بمسؤولين من بينهم وزير النفط والغاز الليبي عبد الباري العروسي، وكذلك نوري بالروين رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط، حيث تناول الحديث أيضاً الأنشطة المستقبلية لشركة فينترسهال في ليبيا، وبالدرجة الأولى مسألة استخدام التقنيات الحديثة في إطار التعاون المتواصل في مجال التنقيب والإنتاج.

قبل وبعد فترة وجيزة من استئناف الإنتاج آواخر عام 2011 توجه الرئيس التنفيذي لشركة فينترسهال إلى طرابلس والتقى الموظفين وزار حقول النفط وأجرى في ديسمبر من العام 2011 محادثات رفيعة المستوى مع رئيس الحكومة الإنتقالية آنذاك عبد الرحيم الكيب، حيث قدم الدعم الكامل لبناء "ليبيا الجديدة". ورحب رئيس الوزراء باستعداد فينترسهال تجاه عملية التنمية المتزايدة لصناعة النفط ومن أجل الاستثمار في البنية التحتية المرتبطة بها. وقام الكيب كذلك بشكر زيله على الالتزام الإنساني الذي قدمته هذه الشركة الألمانية، حيث قال: "تتواجد فينترسهال منذ فترة طويلة في ليبيا. وكشريك، فقد أظهرت شركتكم في هذه الأوقات التاريخية جانباً إنسانياً للغاية".

وفي إطار المساعدات الفورية، قدمت فينترسهال في البداية دعماً مادياً لجمعية الهلال الأحمر الدولي وكذلك لمنظمة حماية الأطفال المستقلة "أنقذوا الأطفال". بالإضافة إلى التمكن من إتاحة المعالجة الطبية لضحايا الحرب ذوي الجروح البليغة في ألمانيا. وعقب اجتماعه مع الموظفين أوضح زيله: "تحتاج ليبيا إلى الدعم الكامل من جميع أولئك الذين يؤمنون بليبيا. ويجب ألا يقتصر هذا على المدى القصير، من خلال التخفيف من حدة المعاناة، بل أيضاً على المدى الطويل، وذلك من خلال خلق وجهات نظر مشتركة". وأضاف: "بالتأكيد سوف تشارك فينترسهال في هذه العملية. فنحن نؤمن بمستقبل ليبيا. ونؤمن بليبيا حرة مستقلة".

كما تقدم فينترسهال إسهاماً مهماً من أجل استقرار إمدادات الطاقة في ليبيا، حيث قامت الشركة أيضاً في وقت مبكر بتهيئة الغاز المصاحب للنفط مجدداً واضعةً إياه في الخدمة. فهذا الغاز الذي يظهر أثناء استخراج النفط- والذي لا يقل عن حوالي 600 مليون متر مكعب سنوياً (2012)- لا يتم حرقه، بل يتم تجهيزه  بإتقان في محطة فريدة من نوعها على المستوى الوطني ونقله عبر خطوط الأنابيب إلى محطات توليد الطاقة على سواحل البحر المتوسط. ومن خلال ذلك يتم هناك إنتاج الطاقة الكهربائية للمنطقة بأكملها. ويوضح زيله: "هذا أمر جيد للبيئة، وللإمداد المحلي – وأيضاً بالنسبة للجانب الاقتصادي".

قبل الثورة كانت فينترسهال تستخرج حوالي 100 ألف برميل نفط يومياً في ليبيا. ويمكن أن تتفاوت كمية الإنتاج اليومية في ليبيا إلى حد ما وبشكل أساسي باعتبارها عضواً في منظمة أوبك، إذ أن إنتاج النفط يخضع لمتطلبات أو قيود المنظمة.

 


(default) 0 query took ms
NrQueryErrorAffectedNum. rowsTook (ms)